أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - من جاسم ابو اللبن الى حيدر العبادي














المزيد.....

من جاسم ابو اللبن الى حيدر العبادي


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 21:14
المحور: المجتمع المدني
    



.
لم يشهد العراق استقراراً سياسياً منذ تأسيس الدولة العراقية، فقد شهدت الملكية حكومات لم تكمل سنة برلمانية، ثم ثورة 1958م، الى انقلاب 1968م، وبعدها حروب عبثية وحصار اقتصادي ومشاكل اقليمية ودولية، دفع المواطن العراقي، ضريبة سياسات غير منهجية، ولم يشهد التبادل السلمي للسلطة بصورة طبيعية من معانيها الحقيقية.
يذهب البعض الى البعيد؛ حتى يصف ان تاريخ العراق مليء بالدماء والصراع على السلطة، وما المواطن سوى كبش فداء، لا يجني سوى رذاذ نيران الحروب، ولقمتة تغمس بالبؤس والعناء.
جاسم شاب منذ20 عام، يبيع اللبن في باب المعظم، معظم رواده من الموظفين ومن ناس تجذبهم نظافته وصدق تعامله وكلامه الطيب، يعمل من الصباح الى نهاية الدوام الرسمي حتى يجمع قوت عائلة ليوم واحد، وفي احد حروب النظام الدكتاتوري، التي لم يترك شاباً إلاّ وزج به الى ساحات المعارك، وصل الدور الى مواليد جاسم بخدمة الإحتياط، وجدته حائر لا يعرف ما يقول وكيف يعترض على الفعل الطائش لذلك النظام، اخبرني ولكنه قال، ( زين ما فكروا منو راح يبيع لبن)؟!.
جاسم ابو اللبن حاله كملايين العراقيين، لا يفرح بأيام العطل نتيجة فيضانات الامطار وإرتفاع حرارة الشمس وزيارة مسؤول اجنبي للعراق والإنفجارات ولا يرضى حتى بشهر رمضان، حيث لا يحصل على مؤنة لأطفاله، ولا هو موظف او مسؤول حكومي كي يتمتع بالعطل ليستجم في المنجعات خارج العراق، وقلبه يحترق لأنه يعيش في وسط المعاناة وشكوى الناس.
جاسم لا يزال يبع االلبن في مكانه، يقول جاء مجلس الحكم وأياد علاوي وثم الجعفري، وبعدها المالكي، واليوم حيدر العبادي، وأنا لاازال ابيع اللبن، لم أجد في احلامه ان يكون عضو في البرلمان او وزير، ولا مقاول او صاحب قصر كبير وسيارة دفع رباعي، وأعصابه باردة يطفيء تعصبة بقدح من اللبن البارد كلما شاهد موقف غير طبيعي.
اليوم جاسم حملني رسالة الى رئيس مجلس الوزراء المكلف حيدر العبادي، وطلب ان أنشر معاناته لعله يقرئها، ويتمنى منه ان يطالع الصحف ويتابع برامج تهتم بالمعاناة والفقراء، أن يسمع لصوت من يعترض ومن يغضب ومن عنده حاجة، ان يتحاور ويجلس مع الصديق والرفيق والعدو، وأن يتذكر رفقاء الدرب وعوائل الشهداء والمحرومين، وان لا يُقرب المنافقين والمتملقين، وان يحافظ على تاريخه ومستقبل العراق ولا يتشبث بالمنصب، ويجعل الأستقالة في جيبه ينظر لها أكثر مما ينظر للكرسي، وأن الله والشعب والتاريخ رقيب على كل خطوة، والتاريخ يسجل له ويسجل عليه.
ليس لدينا الوقت الكافي حتى يضيع، وحياة الملايين مهددة بالإرهاب والفقر والحرمان، تطاردها وحوش الفساد والإرهاب.
نقف على مفترق طرق لا يحتمل المجازفة والعودة للوراء، والترِكة ثقيلة منذ عقود، تمثل صراع أزلي في حياة المواطن مع السلطات، الذي لم يجد لأسمه سوى عنوان للشعارات وسلم لتحقيق مغانم مجموعة متسلطة، ونعتقد ان معظم الساسة بعد 2003م فشلوا في كثير من الملفات الخدمية والامنية والسياسية، ولا نملك سوى هذا النجاح، في اختيار حكومة تحظى بالمقبولية المحلية والدولية، نستبشر بها خيراُ، ونتمنى ان لا تخيب أمالنا، وأن يرد علينا رئيس مجلس الوزراء الجديد، ولا يهمل أي رسالة تصله من أيّ مواطن عراقي.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساسة درجة عاشرة!
- امريكا تسبح في المياه الدافئة
- الوطن ابقى من الكرسي هذه المرجعية ليذهب المتاجرين .
- لحظة خجل تاريخية
- أنا رئيس الوزراء القادم .
- المريض بالسلطة ليس على حق
- كل يوم يُذبح مُحمد أخر في العراق
- إرادة التغيير..إرادة بحجم الوطن
- الخيط بين دكتاتورية صدام وديموقراطية من بعده
- هكذا مدارسنا حينما يكون الجهل حاكماً
- نسكن في وطن يغطيه الظلام
- الوطنية لا تستغفل الشعوب
- مبادرة عشائر الانبار: إستسلام الحكومة للإرهاب
- شياطين لا يفقهون السياسة
- طلب ليس مستحيل
- داعش في البصرة والناصرية
- الدكتاتورية والإرهاب غاية واحدة
- البترول رصاص في صدور الابرياء
- الحرب القادمة
- الحكيم بدأ من البصرة ولم ينتهي بالأنبار


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - من جاسم ابو اللبن الى حيدر العبادي