أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - عميقا في البئر يغوص الحلاج















المزيد.....

عميقا في البئر يغوص الحلاج


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 12:19
المحور: الادب والفن
    


إلى الحلاج ميتا وحيا

وقت المسلم مئذنةٌ (في الحاضرِ)..
ويداه الآذانْ..

***
كان الحلاج يجر الوقتَ سعيدا..
أحيانا يترجرج (أعني الوقتَ)..
وأحيانا يتغرب او يتشرقُ..أو يخفي سر خطاهْ..
يمشي الحلاج الجبةَ..
يفتح في الأفْق الأسماءَ..
ينادي : أسمائي الأخرى مري بي..
مري بصهيل الصهد الرابض في..
مري بالموج هنالك..أو بالموج هنا..
مري أوتارا للرعدِ القادمِ..
أجنحة للطير..وأمطارا لخراف السهلِ..
وطينا للماء
ويسير الحلاج الآخرُ مرتقيا شمس الغابر أو شمس العابرِ..
ليس مهما غابره ..أو عابر أشياء يديهْ..
ليس مهما أن ترتجف الأرض بهِ تعبا..أو يرتعد الغيم حزينا علْو سماهْ..
ليس مهما ما كان لهُ في هذا القفر الشاحب ..أ وما سيكون..
ليس مهما ما تبصره المرآة بعيدا من شدو الليل الزاحف حمًّى داكنةً..
ليس مهما ما تسمعه من وقع الأقدام على الأرض هنالك حيث الضوء جهاتْ
كان الحلاج هنا وطنا مسكونا بالرفضِ.. وكان الركض مداهْ..
(ما أبشع هذا الوقت الضائع في غسق الليل الرابضِ في الأسمال الصماء..
ما أبشع وجهَ الطفل قفاهْ)..قال الحلاجُ..
ومد خطاهْ

***

أمكنة المسلم أدعيةٌ ( في الحاضر)..
شفتاه الأزمان..

***
يمشي الحلاج بعيدا في التيهِ..
يرى شجرا يتملق ظل الرملِ..
ويسمع تغريد البجع الناحبِ..
يسمع ذئبا يعوي ..
ويرى أيضا بئرا يتصاعد منها حر بخار الموتِ..
يرى الرمل يعانق ظل البئرِ..
الشجرَ النازفَ أغصانا ذابلة يحضنُ فيه الصمتَ/ لهيبَ النفط الشاردِ فيهْ..
يمشي الحلاج بعيدا أكثرَ..
يسمع وشوشة تأتي من جهة البحرِ الغارب شطآنا ذاهلةً فيه، يقول الموج القادم للموج الذاهب:
كانت أعمار تتوهج فينا، سفن ملأى بالقمح هنا ترسو أو تتحرك ذاهبةً..
كانت كتب تتوضأ بالماء هنا..
شِعرا أخضرَ كان هنا..لغة زاهية الألوانِ.. غناء..
كانت فلسفة تتماوج أسئلة أخرى..أسئلة لا حد لها..
كان الوقت صعيدا..
كان سعيدا..

***
أرصدة المسلم عاشوراتٌ تتكررُ..أو تتجررُ..
تربته الأحزانْ

***
كان الحلاج دما يتدفقُ، يسقي الماء..
كان الماء يشق الصحراء نخيلا باسقةً رؤيتُهُ..
كان الماء بهاء..
مد الحلاج لجبته الصوتَ ..
ومد الأسماء خريرا للماء....
بزغ الغيم نهارات تغرس تربتها أشجارا شامخةً..
أنهارا ملأى بالزهوِ..
نسائم تفتح أبواب الرغبة أسماكا شهواتْ..
بزغت شمس دافئةٌ وسنابل للآتْ..

***
كان الحلاج صهيلا لخيول الأمس النابضِ..
لكن الحلاج هنا..ماتْ

***
لا أسمعني في هذا النهر الدافقِ..
لا أسمع وقع خطايْ..
مُدت سلسلة الفقه لساقيَّ.. مشت للخلف غيوما مالحةً..
كان الحلاج دما يتقاطر في البئر النفطيِّ..
وكانت نار الأعماق رمادا صخريا يلتف على الجسد المنهارِ، يلف / يزف يدي للنارْ..

***
كنتُ الحلاج هنا..
كان الحلاج هناكَ..
وكنا في عمق البئر النارْ..
زنجا صرنا..وقرامطةً..
أشعارا تتضوء بالرفض/ الرقص البشريِّ..
صلاة تقرأ آيات الأشجارِ..
وأسفارا تتلوها الأسفارْ..
صرنا في العمق البئريِّ زلازل هذا الصخر النهريِّ رمادا فينيقيا يغسل في الأسفار الوثنية في هذا القفر مياه الأمطارِ..
يغني حجر الفقراء.



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يرمى النار على جثته
- في المهب هنا صخرة للصدى
- نار فينيقية
- من المسؤول عما حدث ويحدث في غزة؟
- ما فعلته الغريزة الجنسية وحوريات الجنة في قطعان الذكور العرب ...
- قصائد عربية
- ما وقع لي في مطعم العصر
- أعانق نارالسؤال ..أخيط المدى
- لعمي موسى ..لكرَمه
- هكذا حكم الجن اليهود البلاد
- لماذا يصر العرب على البقاء في الماضي؟.. لماذا يلازمون باب ال ...
- هكذا نحن..هكذا هم
- انتخابات 17 أفريل الرئاسية في الجزائر
- العرب بين رمل العقول ولفح السماء قراء ...
- كناباست..الشجرة التي رأت...تجربة نضال ميدانية
- الدروس الخصوصية..أسبابها ومخاطرها
- العرب بين ثقافة الموت وثقافة الاستهلاك
- لا عيد هذه السنة..لا أضحية ....قصة قصيرة
- هل يعود عهد مبارك؟
- دعاة الدولة الإسلامية وإقامة الحدود


المزيد.....




- تغطية خاصة من حفل افتتاح الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان ...
- ناشرون بمعرض الدوحة للكتاب: الأدب وعلوم النفس والتاريخ تتصدر ...
- فنون الزخرفة الإسلامية والخط العربي تزين معرض الدوحة الدولي ...
- محامي ترامب السابق يكشف كواليس شراء صمت الممثلة الإباحية
- المهرجان الدولي للشعر الرضوي باللغة العربية يختتم أعماله
- -مقصلة رقمية-.. حملة عالمية لحظر المشاهير على المنصات الاجتم ...
- معرض الدوحة للكتاب.. أروقة مليئة بالكتب وباقة واسعة من الفعا ...
- -الحياة والحب والإيمان-.. رواية جديدة للكاتب الروسي أوليغ رو ...
- مصر.. أزمة تضرب الوسط الفني بسبب روجينا
- “شو سار عند الدكتور يا لولو”.. استقبل الان تردد قناة وناسة ا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - عميقا في البئر يغوص الحلاج