أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عبيدات - هارباً من الملائكة














المزيد.....

هارباً من الملائكة


علي عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 17:06
المحور: الادب والفن
    



عادَ الموتُ لا يُفارِقني
يُجلجلُ روحي
يُلامِسُها
ويمضَغُها و تبْلعُني..

اتأهبُ لغِطائي
أغمِضُ عينيَّ حياً لأن لا أموت
أبكي عليَ ميتاً و يومئُ لي كَفني..

أناظر المُتحلقين حول الفِراش
أستَقبِلُ مراسمَ التوديعِ
أودِعُني..

أشكر ُحاملي نعّشي
اشاركُ ناحِباتي
ألمحُ طُفولتي
أتذكرُ أولَ شِتاءٍ مرَ بي ودِفء أُمي..

أموتُ قبل الموتِ وتخّضرُ ميتتي
أنا ميتٌ يتنفس
و بي شامخ ٌ ينحبُني..


ها هُنَ يلبسنَ أسود الألوانِ
ها هُم يذكرونَ مناقِبي ..

يقولون كان
يقولون فعل
يقولون قال
أكرهُ الذهابَ وأذهبَني..

هل ستُقرأُ قصيدتي؟
هل ستُنفذُ وصيتي؟
هل ستُحرقُ ملابسي؟
من سيأخُذها؟من سيلبسنُي؟..

وهذا القبرُ النائي
هل سيجلس نفرٌ قربَ ناصيته؟
من سيشربُ التبغَ قُربه؟
مَنْ دون أن أرد عليه سيُخاطِبني؟

تِلكَ المُكللةُ بالوفاء.. من تكون؟
لعلها أنتِ
بل هي أنتِ أو ما بقي حياً مني...

هي تِلك
تشربُ القلب المُعنى
تشعر بي وتأمل عودتي
تنصتُ سابقَ المفرادتِ و دبيبَ حرّفي..

زائرّتيّ
عِطركُ الغازي يُخالِجُني
جفاءُ قبري يبْكِني
عذابي يخجلُ مِنَ الموت إذا ما جِئتي..
إبقي هنا..لتبقي..

سيقتَلِعون أظافِري ويسّلخون أدَمي
إبقي بحق الله يا آخر رمقي..
في الليلة الماضية ضربني
نعم ذاكَ الشيءُ ضَربني
قال لي:

ذُق
قم
ايها الميت
انا لم أقُم..وأخبرتهُ بأنكِ ستأتي..

لا تبكي
طالما أنتِ هُنا لن يضربني
إياكِ الرحيل
اذا ما ذهبتي يعودُ لتمزيقي وأكلي..

أنتِ..!
ألا تسمعين؟أرجوكِ إسمعي
يا لهذا السقف كم يفصِلُني..
لا تُدبِري
هم يخافونك وأنا أرتَجِفُ بي..!

قال لي صاحب الساعد الكبير
بأنك لن تأتي
قلت له هي على الوفاءِ ستأتي
يا عتيد يا عتيد
أنا لم أُغادر منزلي
كتبي
مقعدي
هاتفتُها هُتاف البعيد،
كانت في ذات الحديقة
وبالقدوم ِ وعدتني..

غاضني
قهرني
و كالعادة ضربني
يا من عزَ تركهُ
سيدتي!
هل تُقبلين صوري
وشِعّري للمرة الألف هل تقرأي؟
هل تبكين رُفات العطر في مواضعِ ثوبي؟
قد كُنت..أوآه ذاك الموت هزمني...

قال جلادي :
أنَ قبري ممنوعٌ عليه النور
قلتُ ستأتي
قالوا لي أن الدود سيألكني
قلت ستجمعُني
أخبروني أن جلدي غدا
ورأسي تعرى
وانفقأت عيني...
قلت بإبصار روحها ستلمحُني..

أين تذهبين؟
الم تسمعي ما قلت؟
لم أعد اراكِ بوضوح..
..انه ينظرُ لي
ها هو يتوعدُني
لا..
رحلت وسيأكلني...

أُطفئَ النورُ
أسمعُ تلاطم أرجُله
لقد وصل
و صار ما لم يكن لي...



#علي_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة الضياع
- لا تطحني ماءً معي
- ما هو عنوان حكومة د. فياض الجديدة
- لفتاة تلبس كوفية
- في السابع عشر من نيسان: لانبياء العصر سلام
- نصوص قصيرة جدا !!
- نصوص على خط النار .. بلفور
- رحل القديس وسقط الجرس
- صباح بطعم الشتراوس
- احمل عصاتك واتبعني
- سلامة راسك يا ستي
- مفارقات فلسطينية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي عبيدات - هارباً من الملائكة