أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - سلسلة صديقاتي














المزيد.....

سلسلة صديقاتي


نجية نميلي (أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


(بشرى)

كنا نلتقي عند باب الجامعة أو في مدرجاتها ..كانت دائمة الابتسامة ، عذبة الحديث ..لكن لم تكن علاقتنا قوية كباقي صديقات الدفعة..
بعد التخرج ... غابت ملامحها عن ذاكرتي ..كما غابت كثير من الوجوه ..
.
.
ذات يوم وأنا في استراحة مدرسية بعد أن أصبحت أستاذة لمدة تسع سنين ..أجدني في حوار مع إحدى زميلات العمل في موضوع يتعلق ب " التعليم الخصوصي " فتخبرني أن مدير مؤسسة تعليميةمشهورة ..يحتاج لموظف في نفس مادة تخصصي وأنها رشحتني له.
.
.
فكرت في الأمر ، واستشرت إحدى الصديقات الأكبر سنا ،الأكثر رجاحة وحكمة ..والأكثر دراية بظروفي المادية أيضا ، فنصحتني بالقبول على أساس أني مازلت شابة وعندي قدرة على تحمل هذا العبء ، كما ذكرت لي بأن هناك من يشتغل في أكثر من مدرسة خاصة رغم ظروف حياته المريحة .، ناصحة إياي أن لاأتهاون في عملي الرسمي.
.
.
هكذا أصبحت أزاول مهنة التدريس في مدرستين برخصة من نيابة التعليم طبعا، وتشاء الصدف أن ألتقي فيها بصديقة الجامعة ، صاحبة الابتسامة الرقيقة .
كانت أقدم مني في هذه المؤسسة ، تعمل فيها بشكل قار ورسمي لأنها لم تحظ بوظيفة عمومية مثلي .
.
.
مازلت أذكر لحد الآن كيف كانت تطلب مني رأيي الديداكتيكي في تدريس نص من النصوص ..
مازلت أذكر أيضا كيف كانت تشكرني بعبارتها المعهودة " الله يحفظك أختي نجية " ..
ومازلت أذكر اليوم الذي كنتُ فيه عصبية وكانت تهدئ من عصبيتي خلال النشاط المدرسي الذي شاركتني فيه لأن التلاميذ المشاركين خرجوا عن طوعي حينما استدعيت شبابا من البرنامج التلفزيوني "كوميديا" كضيوف شرف خلال هذا النشاط.
وحصل أيضا أن انتقل طفلها الأكبر للتمدرس على يدي ، و كنت غالبا أشكو لها من تقصيره ومن عدم انتباهه أثناء شرح الدرس ..وكنتُ أشعر بالغصة تقتلها ، لكن كنتُ أريدها أن تساعدني في تقويم تصرفاته .
كنتُ أتذمر من أبناء التعليم الخصوصي ، وأصفهم بالمدللين الذين يعتقدون أنهم أفضل من أبناء المدرسة العمومية ، والحقيقة أنني كنتُ أتعاطف مع أبناء الطبقة الشعبية ليس إلا .
بعد ثماني سنوات من العمل سويا في هذه المدرسة الخصوصية ، تصبح صديقتي مديرة على رأسها بعد أن فتح صاحب " المؤسسة" فرعا آخر ، ويحصل أن لايستدعيني أنا لمتابعة التدريس عنده ..
كلّمتُها بالهاتف وتلعثمتْ حينما سألتهاعن سبب عدم استدعائي كما يفعلون كل بداية موسم دراسي ..
لم يكن جوابها عبر الهاتف مقنعا ..ففكرتُ في الاتصال بها مباشرة ..
وذهبت إلى المدرسة ..التقينا على بابها ..صافحتني بحرارة ...وتعانقنا بحرارة ..
باركتُ لها أن أصبحت المديرة ..فحدثتني عن تخوفاتها وعن أسباب انسحاب الكثير من الأساتذة ، بسبب قرار وزارة التعليم التي أعلنت أنها ستتخذ في حق كل مؤسسة تعليمية خصوصية الإجراءات القانونية الجاري بها العمل إذا ثبت أنها تستفيد من خدمات أي هيئة تدريسية عمومية.
كنتُ أستمع لما تقول لكني كنت مغتاظة رغم كل شيء ..أريد أن أسألها عن إقصائي من العمل ..بعد كل هذه السنوات..لم يكن ساعتها الأمر متعلقا بالأمور المادية لأني نجحت في الانتقال إلى "سلم آخر " خلال امتحان مهني ..فقط كنت أريد أن أعرف منها .. هل كان السبب مطالبتي برفع أجري ؟ أم لأن بعض الآباء اشتكوا من شحّي في الإغداق على أبنائهم بعلامات مرضية ؟أو لأني أعاقب المتمدرسين كلما أساؤوا التصرف أو شغبوا ؟
لم تعرف ماتقول ..أقسمتْ لي أنها حدثتْ صاحب المؤسسة عن الأمر واصفة له جديتي في العمل و نشاطي ..لكنها لم تنجح في معرفة حقيقة الإقصاء الذي طالني .
.
.
فاقتنعتُ وقلتُ لها :" الخيرة فيما اختاره الله، لاتهتمي صديقتي ، كوني بخير!"
فأجابتْني كالعادة :" الله يحفظك أختي نجية " ..
.
.
لازلتُ لحد الساعة أقف مذهولة أمام صورتها التي وضعتها بجانب سريري أياما معدودات ..لأن صاحبة القلب الطيب ،الابتسامة الرقيقة والوجه الملائكي ماتت فجأة بعد أسبوع من لقائنا الأخير ..
.
.
"عزيزتي بشرى ، اعلمي أني بكيت بكاء طويلا ، لم أبكه إلا يوم وفاة والديّ "


















#نجية_نميلي_(أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا للكاتب :حيدر لطيف الوائلي تحت مجهر نجية نميلي
- -كواكب- الأديبة مريم الحسن تحت -مجهر- نجية نميلي ( أم عائشة)
- مقاربة نص - مسار- للمصطفى كليتي / إنجاز: نجية نميلي
- قصص قصيرة جدا 11
- مصطفى عوض يرسم -بورتريه - ونجية نميلي تكشف عن ملامحه
- الميلودي الوريدي ضيف كرسي الاعتراف على صفحة رابطة القصة القص ...
- مقاربة نص - أشلاء- لعبد المجيد التباع /إنجاز نجية نميلي
- عبد الله الواحدي ضيف كرسي الاعتراف على صفحة رابطة القصة القص ...
- حوار مفتوح مع الدكتور: مسلك ميمون على صفحة رابطة القصة القصي ...
- ضيفة- كرسي الاعتراف -على صفحة رابطة القصة القصيرة جدا في الم ...
- نافذة مطلة على بحر و-آلة خياطة- وقصص قصيرة جدا على صفحة رابط ...
- قراءة في نص -طقوس-لنجية نميلي /إنجاز :محسن حزيران لفقيهي
- الآيات الجمالية في سرادات القصة القصيرة جدا -أنظمة التكثيف ا ...
- كل القوافل عادت
- أنا ...كنتُ...أنتَ..
- ق.ق.ج
- مفاتيح نص - زمن طائر - للمصطفى سكم بقلم :نجية نميلي
- مقاربة نص للمصطفى سكم تحت عنوان :زمن طائر من إنجاز :نجية نمي ...
- بدون عنوان
- حب وإملاق لأميمة خايف الله


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - سلسلة صديقاتي