أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - مصطفى عوض يرسم -بورتريه - ونجية نميلي تكشف عن ملامحه














المزيد.....

مصطفى عوض يرسم -بورتريه - ونجية نميلي تكشف عن ملامحه


نجية نميلي (أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 16:06
المحور: الادب والفن
    


بورتريه(ق.ق.ج)
العنوان أحادية لفظية ، جملة اسمية محذوفة المبتدأ الذي تقديره " هذا" أو " هو" ..
دلاليا يحيلنا على فن الرسم ، وهو في التصوير الفوتوغرافي صورة للشخص في وضع ثابت.
فالكاتب إذا، ينطلق من هذا العنوان ليكتب لنا قصة "بورتريرية "تحتاج للتأمل والملاحظة.
___________
المتن
هؤلاء الذين أحاطوا بي من كل اتجاه، يلتقطون لي الصورة تلو الأخرى منبهرين، لم أعرهم اهتماما، كنت واقفاً فوق أشلاء البيت الذي مزقته القذيفة..أبحث عن نفسي..!
_______________
يبتدئ المتن باسم إشارة للجمع ، متبوعا باسم موصول " الذين" واصفا إياهم بقوله " أحاطوا بي من كل اتجاه ، يلتقطون لي الصورة تلو الأخرى منبهرين"
ويأتي الخبر جملة فعلية منفية " لم أعرهم اهتماما"..
وبالتالي نجد أنفسنا أمام وضعيتين :
1-مجموعة من الناس يُحتمل أن يكونوا رسامين أو عاملين في مجال الصحافة منبهرين بهذا الشخص الذي يُفترض أن يكون ذا شهرة فنية أو أدبية أو سياسية ..ملتفين حوله لالتقاط صورة له..
2-وضعية الشخص مثار الاهتمام وهو لايعير من حوله اهتمامه .
ويبقى السؤال المطروح ماالذي جعل هذا الشخص لايعيرهم اهتمامه رغم الأضواء المسلطة عليه ؟
يأتينا الجواب حول هذا التساؤل من خلال تدخل السارد بقوله "كنت واقفاً فوق أشلاء البيت الذي مزقته القذيفة..أبحث عن نفسي..!"
فنكتشف من خلال هذا الإخبار أن " البورتريه" هو هاته اللقطة الثابتة التي يتلقطها له مصورو الصحافة وهو يقف على بقايا بيت دمرته القذيفة .."
فككل مسلوخ أُكل منه شيء وبقيت منه بقية ...كذلك نتصور شكل هذا البيت من خلال عبارة " أشلاء البيت" ..بل إن السارد أضاف وصفا آخر لهذا البيت المشتت االمتحطم بقوله " مزقته" ،
فالفعل هنا مزيد بالتضعيف وكما هو معلوم فإن التضعيف يعطي معنى التكثير والمبالغة في الفعل ، ناهيك عن استعارة معنى التمزيق للبيت الذي هو ليس بثوب أو بشيء يقبل القطع والتقطيع ..وكل هذا للدلالة على الفعل الشنيع الناتج عنه الخراب الشامل لهذا البيت ..
ولنا -بعد كل هذا- أن نتخيل " البورتريه " الذي يصور إنسانا باغتته قذيفةحطمت بيته كما حطمت أمنه وسلبته قوته في التعبير عن ردةفعله ...فظل واقفا مذهولا أمام هول الموقف...
البطل لايتكلم ..لايصرخ..لايستغيث..لايندد بالظلم الواقع عليه ..غاب صوته ... ولم يعد يبالي بمن حوله لأنه مهتم بالبحث عن نفسه فما الذي جعله يبحث عنها ؟ وكيف ضاعت منه ؟.
تركيب
إذا كانت الحروب تؤثر في كثير من الناس بسبب فقدانهم لأعضاء من أجسادهم ..فالبطل هنا يبحث عن نفسه ..وهي المفارقة الصادمة التي كسرت أفق انتظار القارئ ..
كيف لنا أن نفسر هذا الأمر ؟
أمن شدة تكرار مشاهد القتل والتدمير ..أصبحت مناظر روتينية تشعر بطل النص بالملل ، فعوض أن يهتم بسلامة عضو من جسمه يبحث عن نفسه ؟أم هناك أسباب أخرى ؟
إننا نفترض أن البطل أضحى يرى نفسه كالعقد المنظوم الثمين الذي تناثرت حباته في كل مكان ، انفرط ..فلم يعد ذا قيمة ..كذلك نفسه تفلتت منه ورغما عنه وهو يبحث عنها .
وما أشد وقع الإحساس بالضياع في عالم يسلبك الشعور بالاستقرار والأمان !
خلاصة
نخلص من كل هذا أن هذه القصة صورت لنا معاناة إنسانية لشخص كان يبحث عن نفسه في فضاء معين وزمن معين في حين كان الآخرون يبحثون عن سبق صحفي ..يبحثون عن التقاط صورة ثابتة لمهزوم نفسيا في شكل " بورتريه" وما يحمله هذا البورتريه من دلالات عميقة ..
لقد احترم السارد المقياس الكمي في قصته هاته مضمنا إياها التوتر الدرامي الذي أنهاه بايحاء مضمر متمثل في قوله " أبحث عن نفسي"..التي قلبت الموازين..في نسيج لغوي متكامل ..
وبذلك نجح في تحريك وجدان القارئ ، علّه هو الآخر يبحث عن نفسه في هذا العالم المليء بالمتناقضات .
________
في فاس 2014/07/06






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميلودي الوريدي ضيف كرسي الاعتراف على صفحة رابطة القصة القص ...
- مقاربة نص - أشلاء- لعبد المجيد التباع /إنجاز نجية نميلي
- عبد الله الواحدي ضيف كرسي الاعتراف على صفحة رابطة القصة القص ...
- حوار مفتوح مع الدكتور: مسلك ميمون على صفحة رابطة القصة القصي ...
- ضيفة- كرسي الاعتراف -على صفحة رابطة القصة القصيرة جدا في الم ...
- نافذة مطلة على بحر و-آلة خياطة- وقصص قصيرة جدا على صفحة رابط ...
- قراءة في نص -طقوس-لنجية نميلي /إنجاز :محسن حزيران لفقيهي
- الآيات الجمالية في سرادات القصة القصيرة جدا -أنظمة التكثيف ا ...
- كل القوافل عادت
- أنا ...كنتُ...أنتَ..
- ق.ق.ج
- مفاتيح نص - زمن طائر - للمصطفى سكم بقلم :نجية نميلي
- مقاربة نص للمصطفى سكم تحت عنوان :زمن طائر من إنجاز :نجية نمي ...
- بدون عنوان
- حب وإملاق لأميمة خايف الله
- حوار مفتوح على صفحة رابطة القصة القصيرة جدا في المغرب الالكت ...
- مقاربة قصة قصيرة جدا للكاتب المغربي:حسن برطال من إنجاز :نجية ...
- طقوس
- لغة نحن
- قراءة في نص _نبضة_ لنزهة بنادي / إنجاز نجية نميلي


المزيد.....




- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - مصطفى عوض يرسم -بورتريه - ونجية نميلي تكشف عن ملامحه