أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - الآيات الجمالية في سرادات القصة القصيرة جدا -أنظمة التكثيف اللغوية والدلالية - -مايسترو -لسفيان البوطي /إنجاز :(الميلودي الوريدي)















المزيد.....

الآيات الجمالية في سرادات القصة القصيرة جدا -أنظمة التكثيف اللغوية والدلالية - -مايسترو -لسفيان البوطي /إنجاز :(الميلودي الوريدي)


نجية نميلي (أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4495 - 2014 / 6 / 27 - 15:58
المحور: الادب والفن
    


مايسترو
أثناء خلوته المعتادة ,راودته إحدى النوتات عن نفسها ...كاد أن يتماشى إلهامه مع غوايتها ..لولا حداد عوده .

--------
تنظيرات:
قد تعني جدّة القصة القصيرة عند بعض النقاد ,احتمال قطيعتها البنائية والخصائصية مع سابقيها من الأجناس السردية التقليدية ,ولكننا باستقراء ثوابتها ومكوناتها النظرية والتطبيقية ,نقطع جازمين بارتكازها الواضح على الموروث السردي والوصفي العربي القديم ,حتى وإن كانت تتميز عنه ببعض المرتكزات الثابتة كشروط موضوعية واجبة التحقق للتمركز في إطار جنس (القصة القصيرة جدا ),وهذه المرتكزات الثابتة لا تلغي العلاقة الإسهامية للمشترك البنيوي للأجناس السردية (سواء تعلق الأمر بالسرادات الحكائية القصية أو الشعرية ).
والشروط الموضوعية الثابتة لجنس القصة القصيرة جدا سواء كانت بنيوية (نابعة من استقراء بنيوي تركيبي للنصوص المشكلة لبواكر النصوص النمطية التي اعتمدت عليها الدراسات التجنيسية )أو كانت بالمقابل إسقاطية أو افتراضية هي :
"التركيب المعماري ,المساحة النصية ,فعلية الجملة ,الخاصية الشذرية ,المفاجأة الختمية ,الإدهاش ,الإضمار ,التكثيف ,الحبكة المختزلة ..)
وبالمقابل تبقى أهم المرتكزات المشتركة مع باقي الأجناس السردية متجلية في :(طبيعة التركيب اللغوي العام ,الارتكاز على الشخصيات ,الفضاء الحكائي,الرؤية السردية ,الوصف (بشقيه التزييني والوظيفي)الإيحاء ,الرمز ,الانزياح , التناص...)
وما يهمنا في هذا المقال وكما ذكرنا في العنوان هو الآيات الجمالية التي قام ويقوم عليها السرد سواء على صعيد البنية اللغوية للقصة القصيرة جدا, أو في مجمل فنون القول ,ومن أهمها الإيجاز والتكثيف والإضمار والإيحاء ,وإن كانت كلها تحمل معنى واحدا ضمن الموروث البلاغي العربي وتختصر مفاهيميا في باب (الإيجاز ) ...فقد جاء في تعليق ابن رشيق على تعريف ابن المقفع للبلاغة :"فهذا ابن المقفع جعل من السكوت بلاغة ,رغبة في الإيجاز ",ويذهب الخليل مذهبا إيجازيا في تعريف البلاغة :"البلاغة كلمة تكشف عن البقية " وإن كان النقاد المحدثون سموا هذا الشق في جنس القصة القصيرة جدا ب(الإيماض)..وأما من ناحية العلاقة المنتظمة بين الإيجاز اللفظي والإشباع الدلالي فيكفي التعرض إلى توصيف أحد النقاد القدامى للبلاغة بأنها "إجاعة اللفظ وإشباع المعنى "أو قول خلف الأحمر "البلاغة لمحة دالة " في إشارة إلى الإيحاء والتلميح المغني عن التصريح ,ويبقى من الضروري الإشارة إلى أن العرب أشاروا إلى الفرق بين الاختصار والإيجاز فقد أورد السكاكي في وصف البليغ من الناس "من جعل الاختصار له عقالا ,والإيجاز له مجالا " فميز بين الاختزال والإيجاز بجعله الأول إجراء والثاني سياقا ..وهنا لا بد من تتبع هذه المعاني في توصيفات المحدثين من النقاد ..ففوزي بورخيص يقول في تعريفه للتكثيف "...ويقوم التكثيف على اعتماد نوع من الاقتصاد في السرد " ويقول عبد العزيز الراشدي "لا يرهق القصة سوى الإطناب والثرثرة " ويشير محمد كنوف إلى ذالك في قوله "من مميزات ق.ق.ج الاختزال والتكثيف الذي يهدف إلى الاختصار ضدا على الثرثرة وتمزيق فم السارد "ولكنه يشير إلى صعوبة امتلاك هذه الخاصية في قوله :"وقد يتحول هذا الاقتصاد إلى إرهاق حين لا يكون القاص محترفا ,أما حين يكون لاعبا ماهرا ,فتنعش القصة ووتفتح شهية عشاق القص "...
وعليه يجب القول أن على القصة القصيرة جدا ,لبلوغ هذه الآيات الجمالية ,أن تعتمد على بعض الآليات التي ركب عليها الرواد كالاتكاء على الضمائر الشخصية تنويعا وأسلبة وتوصيف الانفعالات الداخلية إيحاء وليس سردا ..وربط الداخل النفسي بالخارج الحركي بتراكيب لغوية موجزة اللفظ مشبعة المعاني والدلالات والإحالات ..والاعتماد على التنكير في استعمال الشخصيات ...ورصد الحركات الانفعالية للشخصيات بدل الركون إلى التوصيفات المسهبة لخصائصها ومميزاتها الظاهرية ...
المقاربة النصية :
يطالعنا لفظ العتبة (مايسترو) النكرة المخصوصة المهجن من اللغة الإيطالية ,بمعناه اللفظي (المعلم ) أو (السيد ) والغني بإحالاته الدلالية (مدير فرقة موسيقية كلاسيكية )أو (مدرس موسيقى )أو تجاوزا (العالم ) أو (المسير ) أو (لقب شرفي يمنح للموسيقي المُجيد )...وكل هذه الدلالات الي يختزلها اللفظ واردة قبل وبعد ورود النص وكافية لمعرفة الخصائص والمميزات الفكرية والخارجية للشخصية الرئيسية ...
ويأتي الاستهلال في (أثناء خلوته المعتادة ) مبتدئا ب(أثناء):ظرف زمان مبهم مضاف للمفرد المضاف بدوره إلى ضمير الغائب العائد على لفظ العتبة (مايسترو ) والمنعوث ب(المعتادة )..والجملة فضلة سبقت عمدتها, والتقدير : (راودته ........أثناء .....) ..والابتداء بهذه الفضلة على هذا النحو ,هو في الحقيقة مقصد من مقاصد الإيجاز ذو غايتين أولاهما الإشارة إلى ما سكت عنه لفظ العتبة من مميزات ظرفية تسند وتستكمل توصيف الحالة النفسية التي وجد عليها المايسترو إبان لحظة التقاط لحظة النص ..لنكتشف إضافة إلى ما قرره لفظ العتبة أن الشخصية هي في خلوة سواء كانت ظرفية طارئة لسبب لحظوي أو دائمة كسمة من السمات القارة للشخصية ..والنعث الوصفي للخلوة أيضا يقطع بأنها خلوة طوعية وإرادية يلجأ إليها المايسترو في لحظات الإبداع ..
ومن هنا ندرك بعض المزايا التركيبية للقاص(سفيان البوطي) وأهمها ما أسميناه في السابق (إجاعة اللفظ وإشباع المعنى ) ..وندرك فعلا كمّ وميض الألفاظ وكمّ إحالاتها الدلالية ..كما ندرك جمالية استعمال الألفاظ الغنية الدلالات من غير عيّ ولا ليّ ولا ابتسار ولا إغراق في المباشرة ..ولا إتعاب للسارد الذي يلفظ اللفظ فيشع في أذهاننا مباشرة بدون وسائط ولا تعقيدات ...
وثانية غايات تقديم الفضلة تحجيم زمنية الحكي ,ولحظيته وتخصيصه في لحظة محسوسة الدلالة ..وهناك غاية مضمرة متعلقة بخلق فارقية القفلة سنعود إليها في وقتها ...
وقبل أن نسترسل في تجزيء النص لا بد من تقرير أن جملة الاستهلال تبعا لما ذكرنا يصبح شاملا للجملة بعد إعادة تركيبها ونظمها (راودته .....أثناء خلوته ...) وتصبح هنا (أثناء ) إسما معربا (مفعول فيه )لفعل (راودته..)
ونأتي الآن على رهان النص (كاد أن يتماشى إلهامه مع غوايتها ...) فكاد فعل مقاربة (دل على قرب وقوع خبرها )مقرون جوازا ب(أن) المصدرية ..والجملة الفعلية خبر مقدم على إسمها المضاف إلى ضمير الغائب العائد على (المايسترو ) "إلهامه" ..وباب التقديم والتأخير كما هو معلوم ,سعي إلى تحصيل جمال التعبيروالصياغة قبل كل شيئ..وفيه قول عبد القاهر الجرجاني :"هذا باب كثير الفوائد ,جم المحاسن ,واسع التصرف ,بعيد الغاية ....ولا تزال ترى شعرا يروقك مسمعه ,ويلطُف لديك موقعه ,ثم تنظر ,فتجد سبب أن راقك ولطُف عندك ,أن قدم فيه شيئ وحول اللفظ من مكان إلى مكان " والغالب فيه أن لا يكون -التأخير والتقديم- إلا لعلة تصوغه ,وهي في عبارتنا أن القاص قصد إبراز أهمية المقدم بتقديمه وتمكينه في ذهن القارئ,إضافة إلى قصدية إفادة المصاحبة بين المؤخر "إلهامه "مع "غوايتها " وتخليص "مع" بذالك من حمل ظرفية الزمان , المستفاد من فعل المقاربة "كاد"...
وفي القفلة (لولا حداد عوده ) آية جمالية أخرى تنضاف إلى ما أسلفناه ..فأصل لولا (حرف الشرط غير الجازم ) أو كما يسميها النحويون (حرف امتناع لوجود )..أن تدخل على جملتين :إسمية ففعلية ,فتمتنع الثانية منهما بسبب وجود الأولى..وهنا دخلت على الجملة الإسمية فقط وحذفت الفعلية إيجازا وإضمارا لوجود القرينة فيما سبق ,والتأويل (لولا حداد عوده لتماشى مع غوايتها ) ..
واعتبارا لما سبق يتضح أن جملة الختم أفادت النص في خلق المفارقة مع الرهان زيادة على تعليل الخلوة في الاستهلال بحداد ينسحب على الجزء (العود ) كما ينسحب أيضا على الكل (صاحب العود )..
وختاما نقرر أن بلاغة الإيجاز في القصة القصيرة جدا ,مقصد جمالي ودلالي ,إذا أحسن استخدامه ,وصادف لدى القاص التمكن والدربة اللازمين لصوغ سردي ووصفي يجعل من الألفاظ ملكات نحل تستقطب وتجلب ما يكفي من الدلالات لبيان المقصود ..ويتبين لنا أيضا أن النص في شكله لا يقبل بأي حال من الأحوال حذف كلمة أو تعبير ,وإلا تهاوى البنيان كله ,واستحال إدراك القارئ لما قصد القاص إبلاغه..




#نجية_نميلي_(أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل القوافل عادت
- أنا ...كنتُ...أنتَ..
- ق.ق.ج
- مفاتيح نص - زمن طائر - للمصطفى سكم بقلم :نجية نميلي
- مقاربة نص للمصطفى سكم تحت عنوان :زمن طائر من إنجاز :نجية نمي ...
- بدون عنوان
- حب وإملاق لأميمة خايف الله
- حوار مفتوح على صفحة رابطة القصة القصيرة جدا في المغرب الالكت ...
- مقاربة قصة قصيرة جدا للكاتب المغربي:حسن برطال من إنجاز :نجية ...
- طقوس
- لغة نحن
- قراءة في نص _نبضة_ لنزهة بنادي / إنجاز نجية نميلي
- عويشة
- بعض من قصصي القصيرة جدا
- احتضنّي
- تعليقات و آراء حول -نمر-
- قراءة في القصة القصيرة جدا :-حلاوة- لنزهة بلخير /إنجاز: عبدا ...
- وظائف الخطاب السردي والوصفي في القصة القصيرة جدا (اختيار ) ل ...
- لقاء مفتوح مع القاص المغربي : حسن البقالي على صفحة رابطة الق ...
- لقاء مفتوح مع القاص المغربي : حسن البقالي


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - الآيات الجمالية في سرادات القصة القصيرة جدا -أنظمة التكثيف اللغوية والدلالية - -مايسترو -لسفيان البوطي /إنجاز :(الميلودي الوريدي)