أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - وظائف الخطاب السردي والوصفي في القصة القصيرة جدا (اختيار ) ل:مبروك السالمي إنجاز : الميلودي الوريدي














المزيد.....

وظائف الخطاب السردي والوصفي في القصة القصيرة جدا (اختيار ) ل:مبروك السالمي إنجاز : الميلودي الوريدي


نجية نميلي (أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4459 - 2014 / 5 / 21 - 02:13
المحور: الادب والفن
    


اختيار
قررت الانتحار ...اختارت حبلا ناعما لتنفيذ العملية .
انزلق إلى جيدها فكان طوقا له ...
تذكرت لحظتها أنها تنتظرها جلسة حميمية هذه الليلة .
مدخل منهجي :
من جملة المرتكزات والمقولات النقدية التي اعتقدها و آمن بها جيرار جينيت "أنه من غير المعقول معالجة نص فردي من دون نظرية أدبية ,تماما كما أن من المستحيل امتلاك نظرية دون تأسيسها على نصوص نوعية "وما يؤكد هذه المقولة النتائج المحققة في مجال دراسة السرد .إضافة إلى أنه لا يمكن مقاربة الجنس إلا بالجنس ,ولا يمكن تبعا لذالك مقاربة النص السردي إلا بمفاهيم ومرتكزات علم السرد – اللغة والخطاب – التي تحيل إلى بالضرورة إلى (السرد والوصف ) ,ويكون الوصف هنا موسوما بالأهمية اعتبارا إلى إمكانية الوصف دون سرد ,بينما لا يتحقق سرد بدون وصف ..واعتبارا إلى هذه الأهمية والوجوبية لا بد من النظر إلى الوصف من منطلق الوظيفتين التي يحققهما :
1-الوظيفة التزيينية :ذات البعد الجمالي والزخرفي وهو ما يسمى "الوصف الخالص"
2- الوظيفة التفسيرية الرمزية :وتتحقق في الحالات التي يهدف فيها التعبير الوصفي إلى تقديم ملامح الشخصيات والأمكنة والألبسة ,والحالات الوجودية ,والسمات النفسية ......
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الاختلاف الذي يمكن تحديده بين السرد والوصف هو طبيعة تعلق الأول بالزمن والأفعال ,مما يجعله أكثر ارتباطا بالمقولة الزمنية ,بينما يستطيع الوصف التغلب على العنصر الزمني من خلال تواقت عرضه للمساعِدات وللشخصيات.
لهذا الاعتبار سنحاول في هذه الورقة التركيز على بعض محددات السرد في القصة القصيرة جدا :
-النظام السردي :من خلال السوابق واللواحق أو ما يسمى بالمفارقات الزمنية ..
- المدى والسعة :لأهميتهما في بيان مدى المفارقة الزمنية واتجاهها نحو الماضي أو المستقبل ,واعتبار هذا المدى محددا للسعة الزمنية التي يستغرقها الحكي , وهنا نشير إلى أنهما (المدى والسعة )متغيران حسب الموقف السردي .
التبئير :ومدى ابتعاده عما يسمى( التبئير الصفر ) وهو الذي يهيمن فيه الراوي العليم. في اتجاه التبئير الخارجي –شاهد خارج النص-أوالتبئير الداخلي –وجهات نظر متعددة اتجاه موقف واحد ..
المقاربةالنصية :
فبدءا بالعنوان الذي هو العتبة النصية الوحيدة لنص القصة القصيرة جدا ,خلافا لعتبات باقي الأجناس السر دية المتنوعة ..نجد أنفسنا أمام لفظ نكرة غير متعلق بمعلوم لا قبله ولا بعده,وأيضا غير مسند ظاهريا إلى ما يمكن أن يمثل معه قضية إسنادية يمكن الإخبار بصحتها أو عدمه ,و بالتالي يبقى معلقا بالتقدير حسب تأويل النص.
أو بالتأويل المباشر ,فنقول برفعه على الابتداء ما دام مصدرابمعنى اسم الفاعل ,أو نقول بخبريته لمبتدأ محذوف سواء تأخر عند التأويل ,أو تقدم . ومن الناحية الدلالية فالعنوان لوحده يشكل مفارقة لغوية قائمة على أن مجمل معانيه تصب في اتجاه المفاضلة بين شيئين ,واصطفاء الأحسن ,وانتقاء الأنسب ..وما دام الأمر كذالك فالأمر على محموله هنا الاختيار والمفاضلة بين الانتحار وعدمه ,أو أن الأمر حُمِل على طريقة الانتحار ما دام النص يصرح أن الشخصية اختارت للانتحار حبلا حريريا ناعما لتنفيذ العملية.
وهو أيضا مصدر غير مخصص بزمن محدود,و يمكن اعتباره على ذالك ممثلا لبؤرة الصفر أو هو بمعنى آخر زمن انطلاق القص الساكن شكلا والممتد دلالة إلى الماضي لتعلقه بزمن قرار الانتحار ,وكما أسلفنا يكون فعل (اختارت هو بؤرة الصفر =زمن انطلاق الحكي)..وممتد إلى المستقبل عن طريق الفعل المضارع المعني بالاستقبال (تنتظرها ليلة حميمية هذه الليلة )..
تبعا لكل هذا يمكن التقرير أن سعة الحكي في النص تمتد بين ماض تقرر فيه فعل الانتحار مرورا ببؤرة الصفر التي تمثلها واقعة اختيار طريقة الانتحاروتنتهي باستشراف المستقبل الممتد إلى الليلة المنتهية في الصباح ,بحكم أنها ليلة حميمية ..
ويكون مدى الحكي في النص محصورا في يوم وليلة ...
وهذا أيضا يحيلنا على المفارقة الزمنية حيث يتجلى أن الاستهلال السردي (قررت الانتحار ) كاستباق خارجي على لسان الراوي العليم, للحكاية الأصل (الاختيار ) ,مرورا على زمن الحكي الأصلي (اختيار الحبل ..وانزلاق الحبل إلى جيدها ) وصولا إلى استشراف أو لاحق خارجي أيضا على لسان الراوي العليم لما سيكون عليه مصير الشخصية في المستقبل ....
وفيما يخص الخطاب ووظائف عنصريه (السرد والوصف )..فلابد أولا من الإشارة إلى أن النص في عموميته قد تضمن :
1- جملة واحدة تتصف بالسردية المحضة وهي الاستهلال (قررت الانتحار ) وذالك فقط لتقرير ان الحكي يبدأ من الماضي ..
2- الجمل الثلاث الباقية تضمنت مقاطع وصفية ذات غاية تفسيرية رمزية لطبيعة النص السردي في القصة القصيرة جدا والقائمة على الترميز كما نعرف :
-(...حبلا ناعما لتنفيذ العملية )فوصف الحبل الذي يراد به الانتحار بالنعومة يحمل دلاليا رمزا إلى أن الانتحار ليس انتحارا ماديا ,بل هو انتحار أخلاقي اجتماعي ..بما أن البطلة لم تفكر في الانتحار بل في السقوط الأخلاقي كطريق للصعود الطبقي ..ويأتي المقطع الوصفي التالي لتقرير ذالك (لتنفيذ العملية )فالعملية هنا رمز لكل ما يقتضي التخطيط لتنفيذه عن وعي أولا وبامتلاك آليات التنفيذ ...
- (فكان طوقا له )هنا أيضا الطوق يحمل رمزية الإلزام للدلالة على أن الانتحار الأخلاقي والصعود الطبقي أصبح ملزما وتفرضه الحاجة التي تعيشها الشخصية ,ولنا أن نتمثل وضعيتها بما شئنا من الأوصاف .....
- وفي القفلة الفارقية أيضا مقطع وصفي ترميزي (...ليلة حميمية هذه الليلة ) ووظيفته أيضا التأكيد على أن الانتحار الأخلاقي هو المقصود بالاختيار ....



#نجية_نميلي_(أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مفتوح مع القاص المغربي : حسن البقالي على صفحة رابطة الق ...
- لقاء مفتوح مع القاص المغربي : حسن البقالي
- أ.د المصطفى سلام يكشف لنا عن غواية من غوايات القصة القصيرة ج ...
- قصص قصيرة جدا تحت عنوان :رسالة
- هي...في قصصي القصيرة جدا
- قراءة في نص (إشباع) لنجية نميلي /إنجاز: المصطفى سلام
- لم أكبُر
- النظم المفقود
- الصوت المشاكس
- صلاة عاشقة
- قصة قصيرة جدا للقاص :عبد الرحيم التدلاوي تحت مجهر الأستاذة:س ...
- قراءة في نص -بطل- لنجية نميلي /إنجاز :المصطفى سلام
- قراءة في نص المصطفى سكَم / إنجاز محسن حزيران لفقيهي
- قراءة في نص -زيارة- لنجية نميلي /إنجاز :حيدر لطيف الوائلي
- لقاء مفتوح مع الناقدة الجزائرية : هداية مرزق
- جينات ...تحليق ...لولا...نسبية...العورة...الحل.(من بعض قصصي ...
- بفحولة النار أكتبك قصيدة
- اللحمة الطرية (قصة زجلية مستوحاة من واقع تلميذتي)
- سلطة السرد :تجليات اللفظ ومستويات المعنى /قراءة في نص أحمد إ ...
- -الأنثى -في قصصي القصيرة جدا


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - وظائف الخطاب السردي والوصفي في القصة القصيرة جدا (اختيار ) ل:مبروك السالمي إنجاز : الميلودي الوريدي