أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - الاغتراب في الثقافة















المزيد.....

الاغتراب في الثقافة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 13:17
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يؤكد المفكر الصادق النيهوم في كتابه :( من سرق الجامع واين ذهب يوم الجمعة ؟ - ط4 – 2000- رياض الريس – بيروت – لبنان ...

ان نظام الاحزاب ليس ضمانة للديمقراطية الا في بلاد الغرب . فالاحزاب في العالم الثالث ,ليست هي الاحزاب في الديمقراطيات الغربية الحديثة , بل هي الوكيل التجاري الذي عمل الراسماليون على تسليمه الادارة المحلية , بعد انسحاب جيوشهم وتصفية قواعدهم العسكرية , لذا فان مهمة هذا الوكيل مرسومة سلفا , وهي ان يفتح صدره وبلده لرجل اوربي في يده حقيبته. يشتري المواد الخام بالسعر الذي يريده ,ويبيع مصنوعاته بالسعر الذي يريده , لكي يغطي نفقاته اليومية الباهظة . وليس هناك وسيلة مضمونة لمنع هذا الاوربي او الامريكي من مص دم الفقراء سوى ان يطوق الفقراء انفسهم بستار حديدي كما فعلت كوريا الشمالية وكوبا .

ان ثقافتنا السياسية لاترى الفرق الظاهري بين الحزب الراسمالي وبين وكيل تجاري لصاحب راس المال .في عالم تولت الاحزاب الراسمالية ادارته لحسابها منذ ثلاثة قرون على الاقل ونجحت في ابادة سكان ثلاث قارات في الامريكيتيين واستر اليا .
مقالتنا ( وحشية انسان الحضارة )وعلى الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=407724

سنة 1952 انتهى نظام الاحزاب في مصر وتورطت ثقافتنا العربية في دعوة مستحيلة التطبيق : الاشتراكية اللينينية – الستالينية وتاميم وسائل الانتاج من دون ان يلاحظ احد ان لينين كان يدير الدولة عن طريق حزب العمال الحاكم وان مصر التي لايحكمها العمال , سوف تدير مصانعها عن طريق موظفين حكوميين وتحيلها الى مكاتب حكومية عاجزة عن اداء مهمة الانتاج .
في عصر السادات تغير الكلام مرة اخرى واثبتت ثقافتنا انها قابلة للتحويل الى مالانهاية . فلا هي ثقافة راسمالية , ولا هي ثقافة اشتراكية .

مصطلح الشعب

مصطلح (الشعب ) مصطلح عبراني قديم ,يعني في لغتنا العربية , بحسب المفكر الصادق النيهوم , : ( قبيلة كبيرة , على دين واحد ,من لون واحد واصل واحد ).
انه مصطلح له معناه الاداري في شريعة اليهود وحدهم (اين نضع مقولة القران : وجعلناكم شعوبا وقبائلا؟ - الكاتب ). ولهذا السبب لاتوجد اية في القران ولا توجد كلمة في الحديث , تسميان ( المسلمين ) باسم ( الشعب ).
ان كلمة الشعب تعني حرفيا ( بني اسرائيل ), لانها نظام في الحكم والادارة يقوم على ثلاثة شروط عقائدية,لاتتوفر الا في شريعة اليهود .
الشرط الاول : ان ابناء الشعب ينتمون عرقيا الى اب واحد .
الشرط الثاني : ان الاب الواحد رجل مختار .
الشرط الثالث : ان الشعب المختار ,تجمعه ارض معينة واحدة اسمها ( فلسطين ) .
من دون هذه الصيغة , تستطيع ان تسمي الناس (شعبا ) لكن ذلك لايمنحهم هوية ,ولا يجمعهم في وطن واحد , ولايقر بينهم شريعة . ولا يعني شيئا في في التطبيق الاداري سوى ان يحشر الناس قسرا تحت صيغة يهودية علامتها انها تقوم على حلف عقائدي مختلف .وهو امر حدث فعلا بعداحياء ( نظام الشعب) في الراسمالية والشيوعية وتطوير فكرة الحلف العقائد ي من نظام قبلي لجمع العبرانيين في (شعب ) واحد ,الى نظام دولي لتقسيم شعوب الارض في احلاف مسلحة .لذا تجنب القران والاحاديث النبوية استخدام كلمة (الشعب ).
فالمسلمون اسمهم (امة )بالمعنى القراني ,والامة نظام جماعي آخر , موجه اساسا لهدم نظام الشعب , وتقويض عقائده القبلية ,اولا , لايعتمد صلة النسب الواحد , والارض الواحدة ,ولانه ثانيا لايضم مواطنين مختارين ومغفورة ذنوبهم ,بل مواطنين مسؤولين شخصيا عما يحدث لهم , او مايحدث لبقية الناس من حولهم . وهما امران يعنيان اداريا ابطال شريعة الشعب المختار , ونقل السلطة من ايدي المؤسسات القبلية والعقائدية الى ايدي الناس انفسهم .

ان الفكر السياسي العربي المعاصر ,الذي قام على الخلط بين الشعب وبين كلمة ( الامة ) لم يستبدل لفظا باخر , بل استبدل صيغة ادارية متطورة , وعربية جدا ,بصيغة عبرانية معقدة , علامتها الاولى انها مكتوبة بلغة بديلة عن لغتنا .
فكلمة ( الامة ) بحسب التعبير القراني نظام في الحكم والادارة يقوم على ثلاث شروط عقائدية جديدة لاتتوفر في شريعة احد سوى في شريعة المسلمين :
الشرط الاول : (ان الملك لله وحده ) , فلا احد داخل نظام الامة يملك حقا الهيا في الحكم .
الشرط الثاني : ( ان كل نفس بما كسبت رهينة ) , فلا احد يشفع لاحد او يغفر له ذنوبه ,او ينوب عنه في اتخاذ القرار النهائي .
الشرط الثالث: ,(ان الدين عند الله الاسلام). فنظام الامة دعوة لاحتواء جميع العقائد والالوان والانساب في مجتمع جديد قادر على ضمان مصلحة الناس , بوضع شريعة القرار دائما , امانة بين ايدي الناس انفسهم .
لقد ادى غياب مصطلح الامة الى تغييب شريعة الجماعة ,المتمثلة في تسليم السلطة للناس , عن طريق الشورى المباشرة في الجوامع , وهو جهاز الادارةالجماعي الوحيد الذي يملك العرب شريعة حية في لغتهم .وبعد ذلك تكفلت كلمة ( الشعب )بتحويل البحث الى تراث الثورة اللينينية لانها التجربة الشعبية الوحيدة التي تعرفها ثقافتنا في ادارة نظام لايقوم على تعدد الاحزاب .
ان الثورة العربية في اكثر البلدان العربية تقدما تقوم برفع ثلاثة شعارات مدرسية مترجمة حرفيا عن لينين .بحسب الصادق النيهوم ,هي :
( الاتحاد والنظام والعمل )في استعراض علني واضح لمدى حاجة فكرنا السياسي من دون شريعة الجماعة الى ان يبدا من المدرسة .
وقد مضى عبد الناصر وراء كلمة الشعب مستجيبا لدعوة ثقافتنا المغتربة , واكتشف اننا لانملك صيغة ادارية لهذه الكلمة في تراثنا العربي ,فعاد الى( المثقفين ) لكي يوجدوا له الحل . ومن دون ان يدري كان يسلم شريعة الجماعة لثقافة لاتعرف سوى شريعة الشعب . وان الثورة العربية يمكن ان تدفع الثمن باهظا بسبب خطا لايبدو في ظاهره سوى خطا عابر في اختيار الالفاظ .
خلال وقت قصير كان عبد الناصر يقاد الى مدخل الدهليز .وكانت صيغة ( التحالف بين قوى الشعب العاملة )تولد في لغة الثورة مستعادة حرفيا من لينين وسط حملة اعلانية عالية الصوت .
في ظروف هذه الثورة الثقافية التي قادهامترجمون ,تمت ترجمة الثورة العربية الى لغة لايعرفها العرب . واكتمل الخلط بين الاعلام وبين الثقافة حتى جمعتهما وزارة واحدة .

لقد فقدت الثورة معناها المالوف في لغة الناس ,واصبحت المطالبة بالتغيير دعوة سافرة الى التغريب , وخسرت مصر نظام الادارة الجماعية لكي تسقط الادارة نفسها بين ايدي مايدعى ب (الطليعة ) وهي كلمة اخرى مستعارة من لينين . وعلى يدي هذه الطليعة تمت تصفية دولة الشعب لحساب دولة المخابرات واقتيدت الثورة العربية الى الذبح بعد خمسة عشر سنة من ميلادها في ظروف هزيمة عسكرية شاملة .
ان خطا لغويا عابرا , تقود امة الى دهليز .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتح الستارة عن حجاب المراة
- نحو مجتمع اسلامي علماني
- نهاية دولة لينين
- دبلوم في الخطيئة
- الجنس والكبت الجنسي
- نحو وطن عالمي كوني - انساني
- الانقلاب والثورة ينفيان الديمقراطية
- زعماء العالم النموذجيون
- الانساق الثقافية المعمارية - الجنسية
- تاثير الجنس في الحركات الاسلاموية التكفيرية
- الجنس بين الاثارة وشحة الامكنة
- جدلية الدين والنص والتاريخ
- الانظمة الشمولية واصابعها الخفية
- اشكالات استعادة الفعل السياسي في العراق
- الشمولية البعثية وصناعة شخصية صدام
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 6
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 5
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 4
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج3
- المسكوت عنه في الجنسانية العربية - ج 2


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - الاغتراب في الثقافة