أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - -الشاعر- هاني عازر














المزيد.....

-الشاعر- هاني عازر


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 12:59
المحور: المجتمع المدني
    


في كلية الهندسة، جامعة عين شمس، كان الأساتذة "قُساةً" لا يقبول منّا الأخطاء اليسيرة. غيرُ مسموح إلا أن تكون مشروعَ مهندس جادّ ودقيق ومبتكِر. من مأثورات أساتذتنا في اليوم الأول: “احنا بنخرّج فراودة. اللي عاوز يهرج يحوّل كلية تانية!" و"فراودة": جمع كلمة "فِرْوِد"، وهي مصطلح في كرة القدم، جاء من تحوير كلمة: "فورورد" الإنجليزية Forward أي اللاعب الذي يتقدم إلى الأمام في أرض الملعب نحو مرمى الخصم ليُحرز هدفًا. ولأنني لا أحبُّ الكرة، كنت أتصور أن كُليتي يجب أن تُخرّج "شعراءَ"، لا لاعبي كرة قدم!
من هو الشاعر؟ الشاعرُ هو الذي يتمرّد على الموجود، ليخلقَ غير الموجود. الشاعرُ يكسر قوانين المنطق "العاقل" ليبتكر المجاز "المجنون”. يلهو بالشموس والأقمار والبحار والغيمات ويعيد ترتيب الكون كما يحلو له. يغيّر الجغرافيا فيمحو الحدودَ بين الدول إن أزعجته. يبني الممالك في الصحاري ويشقُّ الوديان بين الجبال. يصُفُّ النجومَ في خيط ليصنع عقدًا لحبيبته. يلاعبُ الزمانَ ويشاكسُ البشرَ فيجعل "النُّواسيًّ يعانقُ الخيّامَ"! كما فعل "جورج جرداق" في قصيدة: "هذه ليلتي". كيف يعانقُ شاعرُ الخمر الدمشقيّ ابنُ الزمن العباسي، شاعرًا فارسيًّا سيظهر بعده بأربعمائة عام في خُراسان ليكتب رباعيات تتأرجح بين الإيمان والجنون؟! وحده الشاعرُ قادرٌ على أن يجبر الفرقاءَ على التلاقي والمصافحة. كذلك المهندس، الذي يناطح السحابَ بأبراجٍ شواهقَ، ويضرب بسنّ قلمه بطنَ الأرض المظلم فتُخرج لؤلؤَها.
مهندسون ألمان وقفوا حائرين سنواتٍ سبعًا أمام نهر لابد أن يخترقه قطار! حاروا لأنهم مهندسون، وفقط، وليسوا شعراء. حتى جاء شاعرٌ مصريّ عام 2001 فأقنع النهرَ أن يتنحى جانبًا ويغيّر مسارَه لبعض الوقت، ثم يعود بعدما ينتهون من حفر الأنفاق أسفله ليمرّ القطار.
أما النهرُ، فهو "سبراي" الذي ينبع من مرتفعات على الحدود التشيكية ليخترق قلب برلين الصاخب وينثر رذاذَه في رئتيها. وأما الشاعرُ المصري، فهو المهندس "هاني عازر" ابن هندسة عين شمس. وأما قصيدته الكبرى التي أنهى كتابتها في خمس سنواتٍ عام 2006، فهي محطة قطارات برلين التي أجبرت شطري ألمانيا الشرقية والغربية على المصافحة بعد طول خصام، كما فعل أبو نواس وعمر الخيام. وأما قصيدته الراهنة، فهي محطة شتوتجارت التي سينهيها عام 2019. وأما قصيدته الأجمل، فهي قبوله منصب مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل والأنفاق في مصر، دون مقابل. وأما حبيبتي هندسة عين شمس، فشكرًا لأنك تصنعين المهندسين الشعراء. وأما "تاجُ العلاء في مفرق الشرق"، مصر، فألف شكر لأنك تُنجبين شرفاءَ يرفعون لواءَكِ عاليًا في كل الدنيا.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعرف الداعشيون جبران؟
- العنف ضد المرأة
- الكاتب الداهية
- المجد للنباتيين يا آكلي اللحوم
- الفئران أول من يشعر بالخطر فتغادر السفينة قفزاً في الماء، يل ...
- متى ينام إبراهيم محلب؟
- ثاني رمضان، بلا إخوان
- المايسترو
- المتحرشون لم يفسدوا فرحتنا
- وجدي الحكيم، وحلم لم يكتمل
- الروث في مياه الشرب!
- أحمر باهت
- العذراء، وشمس الدين التبريزي
- المحاكمة داخل الكهف
- -فتحية العسال- وحصان عم محمد
- انتخبت بدمائها وطفلة تغني
- الخطاب الديني والتحرش، يا ريّس!!!!
- حكيم عيون
- بيان مهم من الكاتبة فاطمة ناعوت
- النور يعيد السيدة العجوز


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - -الشاعر- هاني عازر