أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - استراتيجية قوى المقاومة و تكتيكاتها














المزيد.....

استراتيجية قوى المقاومة و تكتيكاتها


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 06:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب على غزة و قبلها الحرب في سوريا أظهرت تشابها كبيرا في استراتيجية و تكتيكات قوى المقاومة المسلحة في مواجهة عدو متفوق بالسلاح و القوة النارية , على ما بين أوضاعها من تشابه و اختلاف , و حتى ما بينها هي من تحالفات و تناقضات , حماس و بقية قوى المقاومة الفلسطينية و الجيش السوري الحر و الكتائب الإسلامية المعارضة لنظام الأسد و أيضا حزب الله في لبنان .. أصبح البقاء و الاستمرار هو الهدف الفعلي لكل هذه القوى في ظل توازن مقبول مع قوى الخصم , و أصبح التكتيك المتبع من قوى المقاومة هذه هو تطوير قوة "ردع" قادرة على إيلام العدو و إجباره على العودة إلى التوازن الهش أو على الأقل تمنعه من تحقيق النصر الكامل و القضاء النهائي على قوى المقاومة .. تعايشت حماس و معها بقية فصائل المقاومة المسلحة مع هدنة طويلة الأمد مع قوات الاحتلال , تخللتها معارك أو اشتباكات قصيرة الأمد وظيفتها الفعلية إعادة إنتاج الهدنة مع تحقيق بعض المكاسب على صعيد إمداد القطاع بحاجياته اليومية الضرورية .. حتى حرب 2009 لم تخرج عن هذا الإطار , و من الصعب اليوم أيضا أن نجزم أن حكومة نتنياهو تريد تجاوز هذه الحدود و إعادة احتلال القطاع .. لن تتجاوز أهداف قوات الاحتلال من عمليتها الحالية على الأغلب محاولة ضرب ما تسميه بنى تحتية للمقاومة , لكنها لن تحقق أكثر من نجاح جزئي فقط في هذا و ستتمكن قوى المقاومة من تعويض خسائرها كما جرى بعد حربي 2006 و 2009 و سنبقى بعيدين عمليا عن أي تغيير جدي في موازين القوى .. في سوريا بعد أن تمكنت القوى المحلية للجماهير الثائرة من تحرير أجزاء واسعة من سوريا انتظمت تلك القوى عسكريا في ألوية و حركات إسلامية و أخرى تابعة للجيش الحر ذات تراتبية هرمية واضحة و إمداد مستمر بالسلاح و الذخيرة و غيرها من ضروريات إدامة الحرب .. بعد تلك النجاحات الأولى للقوى الثورية المسلحة بدأت تتشكل حالة من التوازن بينها و بين جيش النظام و حلفائه , اصبح أي تقدم لأحدهما محدودا و بطيئا و بدأت حالة أقرب لحرب الخنادق أو المواقع , خاصة مع حيازة قوات المعارضة المسلحة صواريخ و أسلحة أكثر فاعلية و أبعد مدى من الصواريخ المحلية التي استخدمتها في المرحلة الأولى من الصراع و اتقانها وسائل شن الحرب "عن بعد" التي و إن كانت لا تعادل بعد وسائل قوات النظام من براميل و طيران حربي و صواريخ أرض أرض لكنها مع ذلك تحدد ملامح مرحلة جديدة تقوم على توازن ما في قوة الطرفين .. و تعول قوى المقاومة أيضا على قدرتها هزيمة قوات العدو البرية في حال محاولتها شن حرب برية أو على الأقل تأخيرها و إيقاع خسائر مهمة في صفوفها ( باستخدام واسع للقناصة و للعبوات و الألغام المضادة للدبابات و الأفراد و الهاونات و الصواريخ قصيرة المدى بما في ذلك الموجهة منها ضد الدروع ) .. إن كل المواجهات القادمة بين قوى المقاومة و أعدائها ستأخذ بالضبط شكل حربي 2006 و 2009 , قصف العدو بالصواريخ و إلحاق خسائر بمدنييه و قواته , و محاولة استدراجه لحرب برية طويلة لاستنزاف قواه و منعها من تحقيق نصر حاسم على الأرض , مع المراهنة على تضعضع جبهة العدو أولا تحت وطأة خسائره البشرية و عجزه عن تحقيق أهدافه في وقت قصير .. على الصعيد الاستراتيجي لا يمكن عمليا لقوى المقاومة أن تسعى لإلحاق هزيمة نهائية بالعدو على ضوء التفاوت الهائل في التسليح و القوة النارية , في سوريا واضح تماما أنها تحاول الحفاظ على مواقعها و التقدم حيث يمكنها ببطء و في كلتا الحالتين تبدو أقرب للحفاظ على مكاسبها أكثر من محاولة تحقيق مكاسب جديدة , ناهيك عن تراجع هدف إسقاط الظام , أما فلسطينيا و لبنانيا فإنها تريد الحفاظ على قواها أيضا , حتى أنها تحاول , كما يفعل العدو غالبا , تجنب الصدام المسلح المفتوح مع إسرائيل إن لم تضطر لذلك .. و على الصعيد الإنساني تضطر قوى المقاومة للاحتماء بجماهيرها من ضربات العدو , و ما عدا محاولتها إيقاع خسائر مقابلة بين مدنيي العدو لا تملك قوى المقاومة أية تكتيكات جدية للتخفيف من خسائر جماهيرها , بالعكس , إنها مضطرة للاحتماء بجماهيرها الأمر الذي يقلل من خسائرها هي بالمقابل و يصعب على طيران العدو و قوته النارية المتفوقة تدميرها , كما أن الخسائر البشرية بين المدنيين ستلعب دورا في الحرب الإعلامية ضد العدو , مع ذلك و رغم الخسائر المهمة في صفوفها لا نجد بين هذه الجماهير ميلا قويا للتذمر من تلك التكتيكات التي تزيد من خسائرها و لا تعدها بالمقابل بنصر حقيقي على مضطهدها .. يبدي النظام السوري هنا نزوعا أكبر للإجرام و حساسية أقل بكثير تجاه الخسائر البشرية سواء في صفوف قواته أو بين الجماهير التي يستهدفها مباشرة بوسائل قتل شديدة التدمير .. و هناك أخيرا الشعور الغالب بين الجماهير بأن قوى المقاومة "تقاتل نيابة عنها" , و أن دورها لا يتعدى دور "الحاضنة الشعبية" و أن تكون ضحية إجرام العدو عند الضرورة .. رغم أن قوى المقاومة المعاصرة ( الفلسطينية و السورية تحديدا ) اعتبرت نفسها في لحظة تشكلها تجسيدا لفكرة حرب التحرير الشعبية لكنها في الواقع سرعان ما تحولت إلى قوات محترفة دائمة تسعى لامتلاك ما تحتاجه من اسلحة و قدرات عسكرية تتوافق مع استراتجيتها المعروضة سابقا , و سرعان ما عملت هي نفسها على إجهاض أية مشاركة شعبية واسعة في المقاومة , و إذا استثنينا فترة التأسيس و فترة التصدي للعدوان الإسرائيلي 1982 عندما تولت الجماهير مباشرة مهمة التصدي لجحافل الغزو و حملت عبء المعركة خاصة في بداياتها بينما كانت قوات المقاومة تنسحب غالبا دون قتال , فإن قوى المقاومة عملت كل ما بوسعها لإجهاض إمكان قيام حرب تحرير شعبية و ليس العكس , هذا أيضا ما حدث في سوريا , و في لبنان من قبل .. هنا تلخص قصة صعود حزب الله و انحطاطه هذا التحول إلى قوة فوق الجماهير , تفرض خياراتها على من يفترض أنها وجدت لتدافع عنهم و عن حريتهم



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمتين و بس
- عن هزيمة قوات المالكي أمام داعش
- حسن جزرة : المجرم و الثورة
- هزيمة الثورة , متعة الثورة
- عمر عزيز و نهاية المثقف
- كم أتمنى لو أني كنت مخطئا و أنكم على حق
- السياسات النخبوية في مواجهة السياسة من أسفل
- بين العبث و الثورة , تأملات ثورية بعد قراءة دانييل خارمز
- الحرب في بر الشام
- هيك , حكي نحشيش
- داعش و أخواتها
- محاولة للنظر في المرآة
- رد متأخر , العزيزة ليندا
- عدونا هو العبد للأناركي الفرنسي نويل ديميور
- عن قصة المؤامرة
- حقيقة الجهاديين
- تقبل الآخر : كعلاقة هيمنة لإيريك إمبسون و آريانا بوف
- مانديلا : انتصر على الأبارتيد , و هزمته النيوليبرالية لجوناث ...
- ثورات في منتصف الطريق
- هل تكون الطائفية هي الثقب الأسود لربيع الثورات الشعبية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - استراتيجية قوى المقاومة و تكتيكاتها