أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عباس علي العلي - الإنسان وحلم السلام














المزيد.....

الإنسان وحلم السلام


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 02:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


السلام هذه المفردة التي دفع الكثير من وجوده من ألامه من أمله من كل شيء جميل في حياته لعله يحضى بها على النحو الذي يخلصه فيما بعد من ألام وجراح ومصائب مرت وتركت أثارها في وجدانه وذاكرته المشبعة بالكثير من الوجع وبالأخر ومع كل ما دفع يرى جهده سراب وكل خطوة نحو السلام تتراجع حظوظه في نيل المنى منه , السلام أصبح هاجس الوجود الأول له ومرتبط بكل ما يشير للديمومة للأنتصار على أزمة الدائمة , الظاهر من قراءة الإنسان المتعمقة أن وجود الإنسان الذي يضمر جزء من حيوانيته مع وجوده البشري لا يمكن أن يترافقا معا ,وهذا الفهم مع جديته في الطرح لكن الإنسان لم يترك محاولاته أبدا ولن يتركها كلما أبتعد أو أقترب لأن السلام هو الخيار الذي لا ثاني معه ولا يمكن أن تسير البشرية في طريقها الصحيح إلا في ظل رعايته ورعويته له .
إذا كان الإنسان يدرك أهمية السلام ومصرا على المضي نحو تثبيت أركانه وتشيد ركائزه لماذا لم ينزع هذا الكمين الذي يختبئ تحت أنانيته ويخرجه ليتحرر من كل ما يدمر سعيه نحو الحياة السعيدة التي يتغنى بها ,الجواب ليس من السهولة أن يتخلص الإنسان من تكوينه المزدوج بين حيوانية كامنة وبشرية ظاهرة وهو يعيش صراع العقل والنفس صراع الخير والشر الأزلي في غياب قيم واضحة وصريحة ومحترمة وقادرة على لجم الأستئذاب الساكن في ذات بشريتنا ونحن نختلف على أبسط الأشياء الحسية التي لو ترك للعقل وحده أن يتحكم بموارد الحس والأستشعار لم يختلف فيه , لكننا دوما ننحاز إلى نفسنا الحسية لأنها هي التي تغازل أنانيتنا وهي التي ترسم لنا ملامح المشهد الذي يقترب من ميولنا ويبتعد عن منطق العقل والحقيقة أحيانا .
الإنسان كائن محكوم دوما بما يسمى دورة الإكتساب في صنع سلوكياته الحياتية التي تنمو وتزداد وضوحا مع تقدمه بالسن لكن المشكلة أن هذه التغيرات والتطورات الإيجابية لا تنتقل طبيعيا منه للخلف الذي يأت بعده لأن القادم سوف يسلك نفس طريق السلف في صناعة رؤيته الخاصة والذاتية بموجب ما يقيس هو لا بموجب ما موجود من مقاسات سابقة مستفيدا فقط مما هو مفروض على الأرض كواقع مع أحتمالية كبرى للتمرد وأمكانية بالقوة على فعل ذلك , لذا لا يمكن للخلف أن يتمسك بالتجربة السابقة مع كل إيجابياته لأنه بالأخير ينحاز لتجربته بالذات , نعم قد يستفيد من التجربة السابقة لكنه دوما أكثر ميلا للتجريب , من هنا تذهب كل ركائز السلام الذاتية التي يصنعها الفرد في حياته أدراج الرياج وتجدد محنة الإنسان مع هاجس السلام في كل مرة يولد فيها الإنسان من جديد .
السلام له معطيات فكرية وتربوية وأخلاقية تصيغ لنا رؤية متقدمة تساندها فكرة أخرى وهي فكرة الحرية , السلام بدون حرية وهم لأن عوامل الضغط والتجاوز والأنحياز للذات أحد أهم مصادر أنتهاكات السلام , فلو أنتشر مفهوم الحرية المبني على ترادفها كقيمة مع المسئولية في مستوى واحد عندها ترى أن الفرد الأجتماعي يعرف حدود الحركة وحدود المسموح والممنوع ويعرف أن أي أنتهاك لهذه الحدود سيقابل برد فعل اجتماعي وجماعي وبالتالي تصبح أمكانيات خرق الحرية وخرق حدود الأخر تتضائل مما يؤسس للسلام الداخلي الذي هو عماد السلام الأجتماعي , بدون حرية مسئولة لا يمكننا بناء سلام دائم , وبدون تدعيم الخطوات الأجتماعية بمنظومة فكرية وأخلاقية وتربوية تدافع عن الحرية لا يمكننا الحفاظ على السلام والحرية معا .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والفقراء والعرش
- الفكر الإسلامي ونظرية الموت قتلا
- هل يموت الدين ح3
- هل يموت الدين ح4
- هل يموت الدين ح2
- هل يموت الدين ح1
- السياسة وجذر الدين
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح1
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح2
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح3
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح4
- ليس دفاعا عن الله ولكن دفاعا عن الإنسان
- هل من حق الكاتب أن يكتب عن نفسه
- الحال والمقال
- الليبرالية والموقف من الأخر
- ذئب المدينة نسر الفن خليل شوقي وأيام بغداد الجميلة
- الثلاثاء الكبير هل يولد حدث كبير
- جغرافية الحرف وتبدلات المكان عند أديب كمال الدين قراءة في قص ...
- تواشيح الألم المقدس
- لا خيار أمامنا إلا العراق


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عباس علي العلي - الإنسان وحلم السلام