الثلاثاء الكبير هل يولد حدث كبير

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الثلاثاء الكبير هل يولد حدث كبير


الأول من تموز 2014 يصادف اليوم الذي ينتصف فيه العام الميلادي لذا اختارته الحكومات السابقة وقبول البدء بتسجيل تواريخ الولادات العراقية علامة فارقة وجعلته موعد ميلاد غالبية العراقيين إلا من رحم ربي , هو ذاته اليوم الذي سيؤرخ للعراق موعد أنعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الثالث في ظل ديمقراطية 2003 الأمريكية التي تلت إنهيار الجمهورية الثانية التي أسسها المرحوم عبد الكريم قاسم , هل سيكون هذا الثلاثاء الكبير بقد-ر أمنيات وتطلعات العراقيين ؟, وهل سيحقق لنا طفرة نوعية بعد انتكاسة 9 _10 حزيران المشئومة وما تلتها من تداعيات صنعت واقعا جديدا يحوي النذير والبشير في آن واحد ؟, الحقيقية هناك مجموعة من المخاوف ومجموعة من الآمال ومجموعة أكبر من الأسئلة تتعلق بالنتائج لا بالأسباب والعلل .
لعل الكثير من العراقيين مع ضخامة الوجع الذي يشعرون فيه مما أصاب البلد من تخبط وتشرذم وقتل وتهجير يرون أن أنعقاد مجلس النواب في هذا الوقت وبهذه الظروف قد يساعد على لملمة الجراحات خاصة إذا تعالوا السياسيين وأصحاب الأمر والنهي من قادة الكتل والأحزاب عن مصالحهم الفئوية ووضعوا مصيرهم مع مصير العراق وشعبه واتعظوا مما حدث , وحاولوا أن يتجاوزوا المحنة والشروع في إنقاذ ما تبقى من سفينة العراق وهي تسير بين حقول الألغام والمفخخات , ولعل أول شيء يجب الأتفاق عليه ينحصر بالنقاط الثلاث التالية :.
1. الإعلان الصريح والواضح والمؤكد أن مهمة العراق حكومة وبرلمان وأحزاب سياسية ومنظمات وجيش وشعب هب محاربة الإرهاب وهزيمته وتطهير العراق من شروره كأولوية أولى وقصوى ولا أختلاف عليها , ومن يؤمن بالإرهاب ويسانده وبساعده ويروج له هو خائن خيانة عظمى للعراق لا تقبل التوبة منه لا الآن ولا في المستقبل .
2. الإعلان الواضح والصريح والجاد والمفصل والمتفق عليه أن العراق بلد واحد موحد يدار من قبل شعبه وفق الآليات التي رسمها الدستور وأن تجاوز على وحدة العراق ووحدة كيانه وشعبه هو أضرار متعمد واعتداء على كافة المكونات وأن قبة البرلمان والدستور هو ما يمكن أن يصوغ الحوارات وينظمها وما عدا ذلك فهو باطل دستوريا وقانونيا ولا قيمة له .
3. إن القاعدة الأساسية التي تربط الشعب العراقي وحسب ما نص عليه الدستور عي قاعدة وركيزة المواطنة والعمل الجاد والمستمر والمتواصل على ترجمة هذا الحق والركن الأساسي من أركان الدولة ولا مجال للتغاضي أو المسامحة في أنتهاك حق المواطنة لأنه القاسم المشترك والوحيد الذي يجمع الشعب العراقي على قاعدة واحدة مشتركة وجامعة .
أمام البرلمان القادم رسم مستقبل العراق من جديد وفق رؤية أكثر واقعية وأكثر عملية من ما كان عليه المجلسان السابقان من تشرذم وتنافس ومماحكات قادت إلى ما هو عليه الحال الآن دون أن تقدم شيئا ملموسا للعراقيين لا من تطور في البنى التحتية ولا حتى تأسيس قاعدة اقتصادية واجتماعية قابلة للتطور في ظل نزاعات مستمرة وفساد مستشري لا أمل معه بتطور أو تحديث وتجديد الواقع العراقي , فهل ينجح أن يتجاوز ذلك ويكون على قدر الآمال التي في بال الشعب العراقي وهو الذي جاء به ليمثلوه لا أن يمثلوا عليه .

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات