أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الليبرالية والموقف من الأخر














المزيد.....

الليبرالية والموقف من الأخر


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 23:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الليبرالية والموقف من الأخر

في الحياة اليومية كثيرا من نلتقي بأشخاص عنوانهم الظاهر والمدعى أنهم ليبراليون أو على منهج ليبرالي تصرح به كتاباتهم وأقوالهم وهذا شيء مهم ومفيد في تنوع المذاهب الفكرية في المجتمع الواحد التي تنقل الفرد من الخصيصة الخاصة والإطار المذهبي أو الديني أو الجنسي إلى مفهوم أكثر قابلية للتحرر من النظرة الفردية الضيقة والمحدودة للأخر ,وتتعامل معهم وفق هذه النظرة الأقرب للإنسانية من غيرها من المحددات منفتحا ومستعدا لتكوين مشتركات وقد ننجح في الوصول إلى بعض التفاهمات أو المشتركات التي تؤسس لعلاقة نوعية ركيزتها الاحترام المتبادل والتفهم القائم على التسامح والمسالمة , في لحظة تكتشف أنك أمام جبل من الوهم وتمتلك الخيبة أن تلاقي اليوم الكثير ممن يدع أو ينتسب لليبرالية وهو صادق وجاد ومستعد دوما أن يكون ليبرالي حقيقي خاصة عندما يتعامل معك على أنك ساذج وضئيل وقليل المعرفة لو فكرت أو نظرت لمفهوم لا يؤمن به أو يدع ذلك .
الليبرالية التي نعرفها ونؤمن بها ليست سيفا مسلطا بيد البعض يتخذ منه قانونا للتعامل مع الأخر المختلف ,ليس الإيمان بالليبرالية هي نهاية المطاف وجائزة بيد البعض , الليبرالية أسلوب حياتي وفكري واجتماعي يساعد على تقريب الإنسان من أخيه الإنسان على قاعدة أن لا مطلق في الحياة وأن لا أحتكار للحقيقة والنقطة الأهم أن الاختلاف في الأفكار لا بد أن ينشئ منظومة فكرية ومعرفية جديدة تجعل هذا الاختلاف بابا مناسبا للإثراء والتطور وليس سببا للنزاع والتنازع .
النقص التركيبي في العقل المدبر عند البعض واشتراطات الأنا المتضخمة تحول دون التعامل بروح الليبرالية بين الأنا والأخر والتي هي في جوهرها الفكري منهج سليم للتداول البيني المشترك بينهما , ليمنع التصادم الناشئ من فكرة أنا على حق وغيري مشكوك في قدرته على إدراك الحقيقية لتحل بدلها عبارة كل شيء ممكن ولكنه معلق على التجربة والبرهان وإيجاد ما يمكن أن يكون معيارا سليما للقياس والحكم , هنا الليبرالية تلغي مبدأ المنافسة الحكرية وتحل محلها المنافسة القائمة على البرهنة والجدارة الواقعية , إنها إنجاز العقل وإنجاز للمعرفة أكثر من كونها مبدأ فكري وسياسي .
لقد أصبح شعار الليبرالية والتحرر الفكري في مجتمع لا يؤمن إلا بفكرة الأنا مثل صورة للأمل والسلام والأشياء الجميلة التي يرسمها فنان بقلم الفحم ويعتقد أن السواد الذي في اللوحة هو عبارة عن ألوان مفرحة ومتعددة تكشف عن جمالية التعدد والأمل التي تجسده ظلامية اللوحة وعالمها القاتم ,إن الليبرالية تتطلب من الإنسان وخاصة الشرقي والعربي أن لا يخرج من أطار إنسانية الإنسان الطبيعي الذي يؤمن أن حريته وحقه ورؤاه ما هب إلا جزء من منظومة أكبر تتفاعل فيما بينها وتتعاون وتتلاحق كي تطرح لنا نموذج إيجابي للتعاون بين الجميع لا أن تفرض أفكارا ومواضيع محددة مستخدمة مجال الحرية وفكرة التعدد والمنافسة طريقا لقهر الأخر المختلف .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذئب المدينة نسر الفن خليل شوقي وأيام بغداد الجميلة
- الثلاثاء الكبير هل يولد حدث كبير
- جغرافية الحرف وتبدلات المكان عند أديب كمال الدين قراءة في قص ...
- تواشيح الألم المقدس
- لا خيار أمامنا إلا العراق
- الأعراب والعربانية وصورة المعرفة
- تجديد العقل أم تجديد النظام العقلي
- الحجارة والتراب _ قصة قصيرة
- اللعنة
- مباعث التغير والإنقلاب في المجتمع السعودي _ ح2
- الفصل الأول _ ربيع النرجس والرمان ج1 . من رواية النرجس والرم ...
- الفصل الأول _ ربيع النرجس والرمان ج2 . من رواية النرجس والرم ...
- مباعث التغير والإنقلاب في المجتمع السعودي _ ح1
- حورية النهر الميت _ قصة قصيرة
- عباسيات 4
- عباسيات 1
- عباسيات 2
- عباسيات 3
- أحلامنا وعشب الحدائق
- إسلام سلام وإسلام حرب . ح3


المزيد.....




- أين اختفى اليورانيوم الإيراني -عالي التخصيب-؟.. و-قيصر- أقوى ...
- زيلينسكي: يجب محاكمة جميع مجرمي الحرب الروس بمن فيهم بوتين
- الاحتلال يقصف نازحين ويجدد استهداف المجوعين في غزة
- -قرار أميركي صارم- بعد تسريب نتائج الضربات على إيران
- إسرائيل تتساءل: أين 400 كيلوغرام من يورانيوم إيران المخصب؟
- قوات إسرائيلية في إيران.. زامير يكشف -مفاجأة ما بعد الحرب-
- هل انتهى «العد التنازلي لزوال إسرائيل»؟ فرانس24 تتحق
- الناتو يرسم مستقبل الامن الجماعي في لاهاي
- ويتكوف يأمل باتفاق سلام مع إيران وماكرون يدعوها للتعاون مع و ...
- إيران تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا بعد وقف إطلاق النار مع إسر ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الليبرالية والموقف من الأخر