أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين رشيد - حلم الدولة الكردية المنتظرة















المزيد.....

حلم الدولة الكردية المنتظرة


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 20:56
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


حلم الدولة الكردية المنتظرة
حسين رشيد

لا يمكن لاحد ان يقف بوجه تحديد مصير الشعوب، خاصة تلك التي تعرضت للظلم والقتل والتهجير، ومنها الشعب الكردي وحلمه بدولته العادلة التي ينعم بها بالسلام والامان. بعد سنين وسنين من النضال وتقديم التضحيات الجسام، ولاجل ادامة السلام والامان، فانه لا بد ان تكون هناك علاقات حسن جوار مع محيطه الذي انفصل عنه لتجنب أي تهور او تسلط من قبل الحكومات التي تاتي فيما بعد وطبيعتها وافكارها الايدلوجية والانتمائية الاخرى.

لذا اعتقد انه لا بد من اختيار الوقت والظرف المناسب لهذا الانفصال، ويفضل ان يكون في حالة استقرار الاوضاع السياسية، والامنية، والاقتصادية للبلد لتكون ولادة الدولة الجديدة طبيعية وفي ظل ظروف ملائمة، تنعكس فيما بعد على مجمل العلاقات. وبخلاف ذلك سيكون الامر شبيها بعملية قيصرية لولادة متعسرة، ربما يموت الجنين او الام، او كلاهما، ربما، اذ كانت صالات العمليات غير مطهرة ومعقمة من الجراثيم. وهذا ما نراه في الصالة العراقية: ارهاب، فساد، تخندق، محاصصة تدخلات اقليمية ودولية، الخ .

الى وقت قريب كنت اعتقد ان السيد مسعود بارزاني يجيد ادارة اللعبة ورسم خريطة الدولة الكردية، لكن الاحداث الاخيرة واعلانه موت المادة 140، التي تخص المناطق المتنازع عليه، اثبتت غير ذلك، لا سيما بعد تهديده بقيادة البيشمركة للدفاع عن كركوك والمناطق الاخرى التي دخلتها قوات البيشمركة، في نكسة غير متوقعة للقوات الامنية العراقية، ودخول عصابات داعش الارهابية وسيطرتها على بعض مدن العراقية كالموصل وتكريت وبعض اطراف كركوك. وهي حالة سيطرة مؤقتة اذ ستعاود القوات الامنية مسك زمام الامور وتطهير هذه المناطق. لحظته ستتحول دفة الصراع الى جهة اخرى، وهو ما نخشاه، ولا نتمناه، خاصة في هذا الوقت العصيب والمتوتر. فالارهاب المتمثل بداعش واخواتها غير المصونة من الافعال الاجرامية، لا يعرف صديقا او حليفا. هو يبحث عن البيعة خاصة بعد اعلان دولته الاسلامية ومبايعة البغدادي خليفة عليها. لذا من ضرورة المرحلة التكاتف اولا بضرب داعش وسحقها واخواتها، وثانيا بناء توافق سياسي عراقي جامع لكل مكوناته، من ثم تنشيط الجانب الاقتصادي وبنائه بشكل جيد، خاصة فيما يتعلق بالثروات الطبيعية المنتشرة في كل ارجاء البلد. حينها تبدأ الخطوات في اختيار وتحديد مصير الشعب الكردي، الذي يقرره هو بنفسه عن طريق استفتاء او ما شابه وباشراف محلي ودولي. في تلك الاثناء، وفي ظل وجود التوافق السياسي، وبوضع امني مستقر، واقتصادي جيد ونشط، حيث تنعكس كل هذه الامور على نفسية وراحة المواطن، سيكون الكل متفهما للامر من حيث طبيعته التاريخية والحق في تقرير المصير، وبذلك لن تكون هناك اشكالات او خلافات مستقبلية.

وبالطبع مثل هذا الامر، وفي الظروف الصعبة التي يمر بها البلد والتعقيدات المحلية والصراعات الاقليمية والدولية، يحتاج الى سنين، وربما لاجيال للتفاهم والتحاور عليه والعمل على ما ذكر انفا.

لكن تبقى الغاية الاهم هو السلام والامان للجميع.

واعتقد ان هذا الجيل من الساسة والقادة يتحمل مسؤولية تاريخية تجاه الامر؛ كونه اخر جيل سياسي عمل معا، ويعرف تفاصيل كثيرة عن الوضع العراقي، سواء كان ذلك ايام المعارضة او بعد توليهم الحكم، لذا عليهم حل كل الاشكالات من اجل مستقبل هادئ ومستقر.

ردود الفعل حول ما عرضه بارزاني وموت المادة 140 كانت متباينة على المستوى الداخلي والخارجي كذلك الداخل الكردي، الذي لم يعلن موافقته بشكل كامل او اعلان الوقوف خلف بارزاني، الذي انفرد قبل ايام واعلن تشكيل حكومة اربيل ودهوك المحلية، من دون مشاركة القوى الكردية الاخرى، وبشكل خاص الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير. الامر الذي يشير الى خلاف حاد وتقاطع كبير حول ادارة شؤون الاقليم المحلية، وربما تخوف في الوقت ذاته، من انفرد مستقبلي بالاقليم بشكل تام لصالح الحزب الديمقراطي وعائلة بارزاني. لذا كان هناك نوع من الرفض غير المعلن.

اما الشان الداخلي، فباستثناء دولة القانون وخلافها الدائم مع حكومة الاقليم، كانت الردود خجولة ومنكفئة على ذاتها ولم تكن بمستوى الحدث والاسباب، باستثناء كلام المرجعية عن الامر وتحذيره من تفكك العراق، وهو راي حكيم وشجاع.

الجانب الامريكي صاحب مشروع اقلمة العراق يأمل ذلك وينتظره بفارغ الصبر، كذلك الجانب البريطاني. وهذا ما شاهدنا من زيارة وزيري الخارجية لبغداد واربيل ودول المنطقة، من اجل استقراء الحال ومعرفة الآراء حول الاحداث التي تجري، وبالطبع هما لم يعلنا ما بداخلهما، او ما اتفقا عليه، وكلاهما يبحث عن الحصة النفطية الاكبر والغنيمة الاكثر.

الجانب الاقليمي التركي استقبل الخبر بنوع من المفاجاة غير السارة، خاصة في وقت يمثل شهر العسل بعلاقة اوردغان وبارزاني وثالثهم النجيفي الذي يبحث عن اقليمه المنتظر؛ اذا ما فشلت كل المحاولات. لكن سرعان ما تدارك الامر واعلن رفضه التام للفكرة جملة وتفصيلا.

الجانب الايراني اعلن رفضه وتحفظه على الامر، وهذه نقطة ليست بصالح بارزاني، اذ وبامكان ايران ان تفعل الكثير بهذا الخصوص، بوجود علاقة تاريخية بالاتحاد الكردستاني وقياداته، الامر الذي يجعل من تلك العلاقة ورقة ضغط قد تؤتي ثمارها بسرعة غير متوقعة، مع ضغط على القوى السياسية العراقية والمتمثلة بالأحزاب الاسلامية الشيعية لتغيير موقفها وعلاقتها مع بارزاني.

الجانب القطري راوغ نوعا ما بإعلان موقفه ولم يعلن ذلك بشكل صريح.

اما الجانب الاخر والمؤثر بهذا الخصوص، وهو السعودي، وما اعلنه من رفض تام لتقسيم العراق، فقد تكون هناك رسالة تهديد مبطنة او تم ارسال "مسج قصير" منها عبر تحرك داعش الى حدود الاقليم مع الموصل. وهذا ما ستفعله السعودية في اخر الامر اذا فشلت القوى والاحزاب والحركات السياسية التي ترتبط معها بعلاقات، خاصة ان هذه القوى تميل الى القومية العربية وتطالب باعطاء دور للعرب في القضية العراقية. واعتقد ان قوات البيشمركة لن تكون قادرة على المحاربة لوحدها حينذاك.

وسط هذا واحداث اخرى وتطورات سريعة جعلت بارزاني الذي انزل العلم العراقي من مناطق 140 يعود بعد ايام ويعلن ان مصير كركوك يحدده استفتاء اهلها، وربما يكون هناك موقف اخر او تراجع جديد، خاصة انه اغفل او تغافل ان كركوك تجمع كل الطوائف والقوميات العراقية، ما يجعل امر قيادتها بهذه الطريقة او الاستيلاء عليها عمل استفزازي، ان لم يكن شيئا اخر مع وجود نقطة مهمة جدا هو الشارع العراقي الذي بان عليه التذمر من تلك التصريحات، وبالطبع هو لاعب مهم خاصة نحن في موسم الصيف والاصطياف ومقبلين على اعياد، وقد تظهر هناك دعوات للمقاطعة السياحية وحتى الاقتصادية ومنها على سبيل الذكر، شركة كورك للاتصالات التي تعمل في كل العراق. الامر الذي سيتسبب بخسارة للكثير من الاموال التي كانت ستدخل الى الاقليم عن طريق السياحة والسفر والاصطياف والتجارة ايضا.

ترى هل سيقوم السيد رئيس اقليم كردستان حينها بتوزيع اموال النفط على من تضرر من ابناء الشعب الكردي بسبب سياساتها الخاطئة والاستفزازية لكل الاطراف الكردية والعراقية، أم سيبقيها في مصارف تركية وعالمية وباسماء غير معلومة؟ وهل السيد مسعود يصلح ان يكون مؤسسا وقائدا للدولة الكردية المنتظرة، وهل يمكن للشعب الكردي ان ينعم بالرخاء والسلام في ظل ذلك، ويبقى القلب والصوت مع بزوغ شمس الدولة الكردية، ومع السلام والامان الكردي؟

اعتقد ان الشعب الكردي لو تيقن ان هناك حكومة مركزية عادلة ومؤمنة بحقوقه التاريخية سوف لن يفكر بالانفصال ووضع رقبته تحت سطوة حزب او عائلة، غير ان السياسية الخاطئة وعقلية التفرد والقرارات المستعجلة والتصريحات غير المتوازنة، والتي لا تفرق بين الشعب الكردي والحكومة جعلت نسبة من الشعب تتخوف من حكومة المركز في بغداد. وهذا الامر تتحملها دولة القانون بشكل خاص وتصريحات بعض نوابها غير المسؤولة ابدا.



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برهان شاوي: التمرد على الأيديولوجية ظاهرة صحية جدا، أنها عاف ...
- الشاعر علي ناصر كنانة: في العراق تطلع الثقافة من تراب الأرض
- الروائي شاكر الانباري: الجزر المنعزلة لا تنتج ثقافة مؤثرة
- -داعش- ولعبة الموصل والأموال المنهوبة
- د. ميثم الجنابي: الثقافة الحقيقة هي ثقافة منظومة
- اوقات
- بالتزكية
- سعدي المالح ... لما العجلة
- رايندال
- وطنيوسو
- شيمكور
- صوتك مقعد
- فلمسيوس
- النصف الأول من العام الحالي
- وزارة التعليم العالي وشهادتها العليا
- الشعب والحكومة والبعث والرسوب بالتاريخ
- كنا ننتظركم
- حكاية عبر الازمان ... توثية، وكيبل، ورصاصة
- مطبعة اتحاد الادباء
- صراعات متوالية


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين رشيد - حلم الدولة الكردية المنتظرة