أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - من يحصد ما زرعته امريكا في العراق














المزيد.....

من يحصد ما زرعته امريكا في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4492 - 2014 / 6 / 24 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن المراهقة، اي الفترة الانتقالية لحياتنا، كانت لنا جارة جميلة و من اسرة ميسورة، و لم يكن الكثير من الشباب ان يمروا من بيت اهلها و لم يلتفتوا ليبهروا بجمالها و من ثم الطمع في زواجها لسببين، الجمال و المال .
و كانت من اب سني و ام شيعية، مرت الايام، و نزلت في حينا بيت من الكاكائية، و بدات التنافس بين اولاد الحي لكسب خاطرها وحبها و من اجل امالتها اليهم، فعلوا العجائب و الغرائب، فلم يبدوا من البداية ان اهتمت الجارة باي احد على العلن، الا ان ابوها فضل تزويجها من احد اقاربه العديدين و الميسورين جميعا، فلم تقبل باي منهم، و لم يعلم اي منا بانها متيمة بابن العائلة الكاكائية منذ نزولهم للحي، و الاب السني لم يقبل به مهما حصل و كما معلوم في العرف و العادات و النظرة الى الاخر في المذاهب و الاديان المختلفة، و هكذا انتقل الاب الى بيته النهائي و بقيت العائلة حائرة بين وصية الاب على عدم تزويجها من ذلك الشاب و ما تريده العاشقة، فتغيرت الظروف و الحرب العراقية الايرانية بدات و انتقل بيت العاشقة الى مدينة اخرى، و لم نسمع الا بعد انتفاضة اذار و تحرير جزء من كوردستان من دنس الدكتاتورية، انها تزوجت من احد الشباب المتربين في الدول الغربية و اخذها حيث يعيش، و بعد سنين عادت الى بيت اهلها خائبة مكسورة الخاطر لانها لم تقدر ان تتلائم مع ما طلبه منها الشاب الغربي العقلية و السلوك و ما هي تربت عليه من العادات و التقاليد او ربما لوفائها للشاب الكاكائي، فلم يمر اشهر الا و نسمع بانها تزوجت من ما كانت عائلتها ترفضه اي الشاب الكاكائي و لحد اليوم يعيشون بسلام و امان وحياتهم طبيعية محبين للبعض سعيدين في الحياة و رزقوا باولاد، ضاربين بعرض الحائط من اعترضهم من وصية الابو الاقرباء لهم، هذا بعد ان تغيرت حال الفتاة و وثقت بنفسها و اصبحت هي صاحبة الراي و اعتمدت على نفسها في العديد من قراراتها .
ما اراه في العراق يتشابه مع ما رويته لكم، فان العراق لا يمكن ان يعيش دون العودة الى اصله الطبيعي وما يلائمه و ينجح فيه اعتمادا على الذات و بالخصائص المتميزة له من كافة النواحي و عندئذ يمكن تحقيق امنيات شعوبه جميعا . اي، بعد معاناة طويلة اثر ولادة غير طبيعية و وصل الى تحريره من الدكتاتورية بايدي الاخرين ، و ما فعلته امريكا بعد عقود من الزواج العرفي لابناء العراق من السنة و الشيعة و الكورد بامر فوقي و لمصلحة استعمارية ، مهما طالت الحالة فلابد ان يعود الى ما يمكن ان تزكيه ارضيته الاجتماعية والثقافية و السياسية.
ارادت امريكا ان يبقى العراق موحدة و تحت خيمتها و تامر و تنهي بما تشاء، فبعد خسائر جسيمة لم تنجح و عاد العراق الى ما يفرض العودة الى الاصل، فليس لاحد ان ينفرد في حصد ما زرعته امريكا دون ارادتها الا الشعوب العراقية جميعا و في واقع متغير يرتضي به الجميع ليعيش بسلام .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي الاولوية في ايجاد منفذ للعملية السياسية في العراق
- هل تكون الفوضى العراقية خلاقة ؟
- دعو كركوك و المدن المستقطعة بسلام
- داعش نتاج العقليات السائدة
- ما الموقف المناسب لاقليم كوردستان في هذه المرحلة
- سيناريوهات ما بعد مجيء داعش
- ثورات الربيع العربي و الخريف العراقي
- كيف يمكن تفادي اطالة سفك الدماء في العراق
- الاستقواء بالخارج ام تنظيم البيت الداخلي
- ساندت امريكا المالكي و تحمله مسؤولية ماحصل ايضا !!!
- هل من حل لما يحصل في العراق الان
- لماذا النظرة الدونية للاخر
- المالكي و الداعش على دفتي الميزان
- هل من مصلحة الكورد ان يحاربوا الداعش
- امريكا لن تغامر مجددا في العراق
- الجيش العراقي و ازمة الولاء
- احداث الموصل و ما بعدها اسقطت الاقنعة كافة
- المالكي يشكر الجميع الا اقليم كوردستان
- تنظيم داعش و هذا التوقيت لمفاجئاته
- هل يستفيد المالكي من تحركات الداعش


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - من يحصد ما زرعته امريكا في العراق