أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الخيارات صعبة..ومبادرة للحل















المزيد.....

الخيارات صعبة..ومبادرة للحل


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خيارن امام العراقيين لا ثالث لهما..هما:
اما مساندة الحكومة الحالية برئاسة السيد المالكي،
او..تشكيل حكومة جديدة تستبعد المالكي من رئاستها.
الخياران صعبان..الاول يرفضه كثيرون لأنهم يرون ان سبب ما اصاب الناس من هلع وما حل بالوطن من افجع واوجع كارثة قد تفضي الى تقسيمه،هو فشل المالكي في خمس قضايا اساسية:
الأولى: اعتماده سياسة خاطئة مع المكون السّني وافتقاره الى النضج السياسي في التعامل مع مطالب المتظاهرين التي بدأت نهاية عام 2012 واستمرت لستة اشهر من عام 2013 واعتماده اسلوب التسويف والمماطلة دون تلبية حقوقهم التي يرونها مشروعة،
الثانية:ضعف قدرته على بناء جيش توحّده عقيدته العسكرية وانتماؤه للوطن،
الثالثة:شيوع الفساد في اجهزة الدولة وعدم استجابته لمطالبة شعبية بمحاسبة فاسدين كبار نهبوا مليارات الدولارات،
الرابعة:الاستئثار بالسلطة وتغليبه شرطي الولاء والثقة على مؤهلي الكفاءة والخبرة في ادارة اجهزة الدولة العسكرية والامنية والاستخباراتية،
والخامسة:اعتماده آلية خلق الازمات مع الاطراف المشاركة في العملية السياسية.
في ضوء ذلك يرى هذا الفريق ان مساندة الحكومة الحالية هي مكافأة لحاكم فاشل هو السبب في حصول الكارثة،وانهم اذا ساندوه ودحروا الارهاب فانه سينسب النصر لنفسه ويعطي ما سيعدّه مبررا عمليا على استحقاق لولاية ثالثة..وستعمل اجهزته الاعلامية وقنواته الفضائية التي انشأها من ثروة الشعب على اظهاره بانه البطل الذي حقق المعجزات..وما الى ذلك من الصفات التي تخصص بها الاعلام العراقي في تجميل وجه الحاكم الذي اضفى على صدام حسين 99 صفة فضلى لم يكن يتحلى بواحدة منها.
فيما يرى الفريق المؤيد لمساندة حكومة المالكي..ان النازلة التي تعصف الان بالعراق..لن تستثني احدا..وانها ستشعل حرب الجميع ضد الجميع..وستستمر حتى بعد تقسم العراق الذي يعتقد كثيرون بأنه الحل..وأن الواجب الوطني والاخلاقي والانساني يحتم على الجميع في هذا المفصل التاريخي الصعب المحمّل بأفدح الأخطار ان نتكاتف جميعا ونساند الحكومة والقوات المسلحة والاجهزة الأمنية ،ونشيع روح المواطنة بين الناس ليكونوا قوة عملية ونفسية ترفع المعنويات وتدحر قوى الارهاب..وحين يتحققق ذلك سيكون الأمر هينا في حسم موضوع من كان..أو كانوا السبب..وللبرلمان الجديد تقرير ما اذا كان السيد المالكي جديرا بتولي ولاية ثالثة ام استبعاده..ومسائلته او محاسبته ان اقتضى الامر ذلك.
اما الخيار الصعب الثاني الذي يرى ان الحل يكون بتشكيل حكومة جديدة تستبعد المالكي من رئاستها،فان المطالبين به يرون انه ليس منطقيا ولا عقلانيا مساندة من اثبت فشله ليس فقط في ادارة شؤؤن الدولة على مدى ثمان سنوات ،بل فشله في ادارة الازمة عسكريا بوصفه القائد العام للقوات المسلحة،وان الاستمرار بمساندة حاكم فاشل يفضي حتما الى الكارثة بدت بوادرها فعلا بحصول المرحلة الاولى من تدهور الدولة..فيما المجيء بحكومة جديدة..وطنية..مهنية تترأسها شخصية مشهود لها بالكفاءة والخبرة والسمعة الطيبة..ستحيّ الشعور بالمواطنة وترفع المعنويات التي انهارت وستعيد توحيد الصفوف..وسيكون دحر الارهاب امرا حتميا.
تلك هي الدوامة او الفوضى الفكرية التي يعيشها الآن العقل السياسي العراقي،والتي نسميها بمصطلحاتنا السيكولوجية (التناشز المعرفي) ولها التاثير الكبير في عملية اتخاذ القرارات لاسيما المصيرية منها التي تكون محصورة ببدلين فقط..لكل واحد منهما سلبيات وايجابيات تخلق نوعا من الحيرة في الموازنة بين اربعة امور:ايجابيات كل بديل وسلبيات كل بديل.وتزداد الصعوبة في عملية اتخاذ القرار حين يكون هنالك غموض في المعلومات وتعدد في مصادر المشكلة وتعقيد في تشابكاتها..وكلها متوافرة الآن في المشهد العراقي..بأعلى مدياتها التي شغلت ليس العراق وجيرانه فقط..بل والعالم ايضا!.
ما المبادرة؟
يقوم الحل الذي نقدمه على سيكولوجيا التفاوض بمفهومه الحديث الذي لا يعني فقط اعتماده مبدأ (التنازل المتبادل)..اي تنازل كل اطراف الصراع وتحركها من مواقعها نحو الخط الذي يصطف عليه الجميع،بل وان يكون التفاوض قائما على الثقة واحترام حق الآخر والايفاء بما اتفق عليه،وان يتضمن استراتيجية علمية محددة بمراحل وباجراءات عملية قابلة للتنفيذ يشارك في وضعها خبراء كل في مجال تخصصه من غير اطراف الصراع،بمن فيهم سيكلوجيون اختصاص بالحرب النفسية وسيكولوجيا الاشاعة.
والذي حصل ان اطراف العملية السياسية قد التقت في 17 حزيران الجاري،لكنها انتجت كلاما انشائيا فضفاضا صاغه شخص يجيد صنعة الكلام وغير موفق في صنعة الفعل..كلاما لم يشعر بهم من شاهدوهم مصطفين..انهم صادقون(كقولهم:التأكيد على نبذ الطائفية!) ،ولم يبعث الطمأنينة في الناس التي زاد رعبها عدو عرف كيف يوظف الاشاعة بعد ان نجح في خلق عنصر (صدمة المفاجأة) وبعد ان وفرت له الحكومة قانونها الذهبي المتمثل (بالغموض)..فانتشرت في حالة هي الاولى في تاريخ حروب العراق والأندر في ميدان الاشاعات.والمفارقة ان كل ما فعلوه انهم قرأوا بيانا يدعون فيه الناس الى التكاتف والحرص على الوطن مع انهم ما حرصوا عليه، وان الناس كانوا ضحية تغليبهم لمصالحهم الشخصية والحزبية على مصلحة الوطن،وعيشهم مرفهين آمنين في منطقة محصنة بجوار سفارة اقوى دولة في العالم،فيما خمسة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر وخمسة ملايين بين ايتام وارامل ومعوزين وثلاثين مليون بين مفجوع على احبته وخائف ان يلقى نفس النهاية البشعة.
ان الحل يكون في ان تتفق كل اطراف العملية السياسية في بيان يكتب ويذاع على الناس يتضمن الاتي:
أولا: تشكيل الحكومة الجديدة في مدة اقصاها 15 تموز المقبل،
ثانيا:تعهد من التحالف الوطني بتقديم مرشح جديد ،غير السيد المالكي،لرئاسة مجلس الوزراء،
ثالثا:مبادرة كل من السيدين اسامة النجيفي وصالح المطلك بتسمية بديلين لهما،وفي حالة عدم موافقتهما يصار الى تقديم (متحدون) مرشحا آخر منها ،وتقديم (العربية)مرشحا آخر منها،والتصويت على الاربعة في البرلمان،وتسمية الفائز باعلى الاصوات من كل كتلة ممثلا لها،
رابعا:تعهد كل اطراف العملية السياسة بمساندة الحكومة الحالية التي يتراسها السيد المالكي ودعم القوات العسكرية والامنية في محاربة القوى الارهابية،
وخامسا:تشكيل مجلس قيادة عسكرية اعلى برئاسة المالكي يشارك فيه جنرالات مهنيون من السنّة والكرد.
تلك هي بداية الحل..وبدونها فان نهر دماء العراقيين لن يتوقف..حتى لو غطت الطائرات الامريكية سماء العراق وملئت ارضه الجيوش الايرانية.
19 حزيران 2014
أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون ..وكأس العالم
- الحاكم الفاشل..تحليل شخصية
- ليلة سقوط الموصل!
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (2-2)
- الاختلاف والكره..تحليل سيكوبولتك
- وسائل السيطرة على التشاؤم لدى العراقيين
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (1-2)
- عذر عبد الآله الصائغ..العراقيون اجهضوا فرحتك!
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية:(3) الوعي الانتخابي واحياء ا ...
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية 2:التعصب للهوية والوصولية وا ...
- الطائفية والعشائرية والاأبالية هي الفائزة!. 1:خصائص جديدة عن ...
- من سيفوز في الانتخابات العراقية..؟تحليل سيسكوبولتك
- قاسم حسين صالح - كاتب وباحث، ورئيس الجمعية النفسية العراقية ...
- لو كنت برلمانيا..ما هي أولوياتك؟
- الدعايات الانتخابية -تحليل سيكولوجي للمرشح والناخب (1-2)
- ثقافة نفسية (116): ثقافة الاعتذار
- الاعلام..يتصدره الفاسدون
- التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟
- الأفكار اللاعقلانية..وسيكولوجيا الغالب والمغلوب
- لأن العراق اصبح أشبه ب(المنهوبة)!


المزيد.....




- -حماس- تصدر بيانا بشأن تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار
- بعد مرور عام.. المئات يحيون ذكرى ضحايا أول حادث إطلاق نار في ...
- أمريكا تُقر بقتل مدني عن طريق الخطأ في غارة جوية بسوريا بدلا ...
- ما تأثير حرب إسرائيل وحماس على الأردن؟
- البيت الأبيض: بايدن يستقبل العاهل الأردني -الأسبوع المقبل-
- زعيم حركة 5 نجوم الإيطالية: ماكرون ارتكب خطأ فادحا بدعوته لإ ...
- بوريل يعلن أن الولايات المتحدة فقدت مكانتها المهيمنة في العا ...
- -حماس- تعلن توجه وفدها للقاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى صفقة ...
- -حزب الله-: ضغط بايدن على إسرائيل نفاق ومحاولة لتلميع صورته ...
- ردا على وزير الآثار الأسبق.. أستاذ فقه بجامعة الأزهر يؤكد وج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الخيارات صعبة..ومبادرة للحل