|
النفوذ الايراني في العراق
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4488 - 2014 / 6 / 20 - 22:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إمكانيات وقدرات المالكي معروفة ومحدودة ، هو رجل مسكين ، والمثل العراقي يقول : ( رجل على كد حاله ) ، زمن الاحتلال رديء وهش ، وأتى بهذا وأمثاله ، فلو وجد المحتل اسوأ وأردأ من المالكي لقدمه في صدارة المشهد ، لكن الامريكي معذور لانه لم يجد أردأ من الرجل ، وهذه ليست محاولة لإهانة للمالكي ، لان اللحظة الاحتلالية هي هكذا . وعندما طرد الجعفري وقدم المالكي ، لان الاخير أسوأ من الاول ، وكانوا يبحثون في ركام العملاء والخونة ، فلم يجدوا الا بضاعة المالكي وورقته ، وهو لايملك مقومات الانسان السوي ، وهو منفذ اوامر ليس الا . ضرب بوش على كتف المالكي في الاردن وقال : هذا رجل أمريكا في العراق . عندما نكبر من حجم المالكي ، ونصفه بالحاكم أو الديكتاتور أو الحزب الحاكم ، نصغر من حجم العراق ونهينه ، ونحن بعض الاحيان نرتكب الاخطاء بحق أنفسنا وبلدنا ، عندما نكبر حجم المالكي وامثاله ، وسواء كانت محاولة متعمدة او لا فهي محاولة لتصغير حجم العراق . الذي يحدث في هذه اللحظة الاحتلالية هو أن العمامة الايرانية في خدمة الغريب ، وهي حاجة للمحتل الامريكي والبريطاني ، وصمام أمان لمشروع المحتل في العراق ، وكذلك العملاء في مايسمى ( الرئاسات الثلاثة ) لديهم الاستعداد للتعامل مع اي محتل ، وقد فعلوا ، وفي نفس الوقت يدعون للايمان والتدين وهم في حالة تحالف مع الشيطان . المحتل أوجد في العراق بواسطة أدواته ورافعاته المعروفة ( مرجعيات واحزاب ) قنابل في العراق ، قسم منها انفجر وقسم ينفجر واخر ينتظر الاشارة ، ومن هذه القنايل الكبرى ، دستور الاحتلال الذي باركه شخص مستورد . المحتل ورافعاته تعمدوا أن تبقى الامور في العراق بدون حلول ، كالقضية الكردية مثلا ، وقضايا اخرى ، والمعركة بين الغلمان كمعركة فتح وحماس . قنابل موقوتة تنفجر في أي لحظة ، وتصعيد في الميدان ، يسبقه خطاب طائفي معد له سلفا من قبل القوى الدولية التي تحتل العراق ومنها ايران . خط ديالى انبار الساخن : من ديالى مرورا ببغداد ، حتى الانبار ، خط ساخن ، من أجل حقيقة واضحة للعيان ، وهي أن المشروع الايراني في العراق ومنطقة العرب ، لاينجح ولايستقر ، اذا لم يستقر الخط الواصل بين ديالى والانبار ، وهذا الخط اذا لم يؤمن ويدجن لصالح النفوذ الايراني في المنطقة العربية ، يبقى المشروع الايراني ناقصا . الايراني المحتل للعراق والمشارك لامريكا في احتلالها العراق ، والذي جعل احتلال امريكا للعراق مجانيا ، ولسبب من الاسباب صعد الايراني في الميدان ، ظنا منه ان التصعيد يعجل من إستقرار مشروع ايران في العراق . لذلك نجد أن الطرق مستمر في ديالى وبغداد والانبار ، والخط ساخن في كل لحظاته ، والمناطق الاخرى هادئة نسبيا . الصخرة التي اصطدم بها مشروع ايران في العراق ، هي صخرة الانبار ، لانها خالية من العملاء لايران ، الشيعي تستطيع ايران وعمائمها أن تتلاعب عليها ، تضحك عليه وتستحمره بالمذهب والدين الاستحماري الذي شخصه علي شريعتي ، أما السني في الانبار لايستطيعون الضحك عليه ، ولاتوجد عنده شعائر ولامذهب ولاتقليد وهو غير مرتبط برجل دين ، ونجد ابن الانبار غير مستعد لان يستحمر أو يخدع ، ولايقبل التلاعب عليه . الايراني هدفه أن يخترق الانبار ويدجنها ، حتى يكتمل مشروعه ويجلس على حدود الاردن والسعودية ، والصراع مع الاخيرة معروف ، وهي ساعدت ايران على تدمير العراق ، ومولت السدود التركية لتصحير العراق ، ودفعت فاتورة احتلال العراق لامريكا . الحرب الايرانية الناعمة هي النبش بالابرة ، وتقترح للناس أن يكون لهم أضرحة ، ومراقد وهمية لاولياء فرس ، وفي الاردن بنت بعض الاضرحة وروجت لزيارتها ، والهدف هو اقتصادي ، لان المراقد سواء كانت وهمية او حقيقية كما في العراق ( مراقد اهل البيت ع ) تدر على ايران مليارات الدولارات ، ومن كربلاء تحديدا ، مايقارب 70 مليار دولار أمريكي ، وهناك تقاسم للثروات في العراق ، النفط للغرب واموال الخمس لايران ، ولو لا هذه الثروات ، لم تأت الينا لا بريطانية ولا امريكيا ولا عمامة الحكيم ولا بشير . تصوروا أن ايران التي تريد أن يكون لها نفوذا في مصر ، وقد جلست على الحدود المصرية ، وبذلت الجهود مع حماس وفككت القضية الفلسطينية ، حتى يكون لها موطئ قدم هناك ، فمالذي تفعله في العراق الذي تحتله من أجل نفوذها ؟. ايران في العراق لديها أدوات ورافعات كثيرة ، أدوات هائلة من الاراذل ، واذا لم نعوق المشروع الايراني في بلدنا ، فلا طوق نجاة لنا وموتنا بطيئ ، واذا يريد العراقيون تعويق مشروع ايران في بلدهم ، عليهم أن يفضحوا رافعات ايران في العراق . اذا لم تكن هناك ثورة ضد رجال الدين وضد الشركات العابرة للقارات التي استولت على ثروات العراقيين ، ستبقى طويلا هذه الازمات ، وبالتالي ننعى العراق ، ونلتحق بالفلسطينين ونبحث عن حق العودة . النفط مستمر في التصدير وهذا ضمانة لمشروع ايران في العراق ، وكذلك اموال الخمس والزكاة تتدفق على ايران ويحرم شعب العراق منها . العراقيون يعيشون تحت الفقر ، ولازالوا يقفون على ابواب سفارات الغرب للهروب من وطنهم ، و6 مليون عراقي خارج العراق ، ومثل هذا العدد مهجرون داخل العراق . كل الشركات النفطية تكاد تكون كارتل واحد ، وايران وسمسارتها مع هذه الشركات ، وهذا الكارتل يحرك العالم ، ويدفع باتجاه زحزحة مفهوم الدول الوطنية ( دولة اللامكان ) وخلق الازمات ، حتى تبيع الشركات اسلحتها في الحروب الداخلية . مفهوم الدولة تغيير ، لاتوجد دولة وطنية في العالم اليوم في المفهوم القديم ، هناك شركات وكارتلات تحرك العالم وتصنع قراراته . الذي يعتقلنا شركات النفط السبعة وتوابعها ، وهذه الشركات العابرة للقارات في زمن العولمة سحقت الشعوب ، وإزداد الاغنياء غنى ، والفقراء فقرا . هذا زمن سقوط المفهوم الكلاسيكي للدولة ، والنفوذ الايراني مستمر وباق في العراق ، يدفع بإتجاه تهشيم العراق وتمزيق نسيجهم الوطني . واذا بقي النفوذ الايراني في العراق بهذا الشكل ، من دون تعويقه إقتصاديا وامنيا وسياسيا وثقافيا ودينيا ، وتهشيم ادواته ورافعاته ( العمالة المباشرة ) فالقادم اسوأ ، ومن دون إشعار القوى الدولية في العراق بأن مصالحها في خطر وخصوصا النفطية ، سيبقى النفوذ الايراني في العراق ، ويبقى مشروع ايران بدون تقزيم ، والنتجية هي التضحية بالشعب العراقي ، وهذه سياسة امريكا وايران . ملايين المستوطنين الفرس دخلوا العراق ، وتجنسوا واستولوا على عقارات العراقيين ، وسيطروا على وسائل الاعلام ، والعراقي محتقر كما كان يعيش حالة الاضطهاد ايام الحكم التركي للعراق .
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دستور الاحتلال الملغوم
-
لاجهاد تحت راية ضلال
-
الاسلام في خدمة الشيطان
-
( الولاية الثالثة ) للمختار
-
ثورات النعال في العراق
-
الجلاد المقدس
-
ايها الوحش ايها الاستعمار
-
المواطن ( ينتصر )
-
أنعاك يا ابن العم : خالد جامل الكرعاوي
-
السعودية وايران والحضن الامريكي
-
القدر مكان
-
المالكي خيار السيستاني
-
رسالة من الوطن : إلغاء السفر
-
حسن العلوي ( المثقف ) صانع الديكاتور
-
( معركة الحشفة المقطوعة )
-
إستهداف الجواهري
-
ظاهرة التزوير في العراق
-
حروب شيخ دبس
-
الحاكم الفاسد حاضنة الارهاب
-
( داعش المالكي )
المزيد.....
-
بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير
...
-
الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي
...
-
السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن
...
-
التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد
...
-
-السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل
...
-
البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
-
بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب
...
-
هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
-
تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
-
إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|