أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - العراقيون ..وكأس العالم














المزيد.....

العراقيون ..وكأس العالم


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 18:18
المحور: كتابات ساخرة
    


العراقيون..وكأس العالم
تحليل نفسي

يعيش العالم هذه الأيام (حزيران 2014) افراح مباريات كرة القدم والاستمتاع ليس فقط باللعبة ومهارات اللاعبين بل وبالحسناوات وجمهور المشجعين الذين يحيطون الملعب بألوان كما الحديقة..واللون يلعب دوره ايضا في اشاعة الفرح..وله دلالات سيكولوجية في ملابس لاعبي الفرق .فالفريق الفرنسي يرتدي اللون الازرق الملكي بهدف لفت انتباه الفريق الخصم بانه يستخدم العقل والقوة.والفريق الاسباني يرتدي اللون الأحمر في اشارة الى انه (ثوري) وليثير اعصاب الفريق المنافس،والفريق البرازيلي يرتدي اللون الاصفر دلالة على الثقة بالفوز.ولهذا فان الكثير من الفرق غيرت الوانها الرمادية او القريبة من هذا اللون لأنها خاملة..محايدة ..تفتقد الاثارة..فضلا عن أن كرة القدم تحديدا تنفرد بسيكولوجيا خاصة تعزف على اوتار الطبيعة البشرية وما ورثته من تاريخها الذي يعود لمرحلة الصيد قبل ملايين السنين..لما بينهما من شبه كبير.فالصياد يجري وراء الطريدة،ينفعل،ويصوّب ،ويسدد..وان صادها جرى له احتفال واستقبل استقبال المنتصر.
والآلية السيكولوجية ذاتها تعمل في لاعب كرة القدم والجمهور،مع ان اللعبة تبدو لآخرين سخيفة..اذ كل ما فيها ان (22) شخصا يتقاذفون كرة بأرجلهم في نشاط يعتمد على مهارة وليس فيها ما يعد انجازا بشريا يتسم بالابداع ،وليس فيها نظافة وجمال واناقة العاب رياضية اخرى كالجمناستك..ومع ذلك فانها تثير ولعا وشغفا وهوسا..بل عنفا وعدوانا يؤدي الى القتل احيانا بين المشجعين..وهذا يعني ان كرة القدم تجسّد ثلاث حاجات متأصلة في الطبيعة البشرية هي: حاجة الانسان الى (التغلّب) وقهر الخصم، ونزعته الى الصراع مع الآخرين، وحاجته الى التماهي بـ(المنتصر)..اي الشعور بالزهو وتوكيد الذات الفردية والجمعية التي توحّد الجماهير وتردديها صيحات (غلبناهم) وتفريغ للعنف والعدوان،لما بين ساحة الحرب وساحة اللعب من حالة سيكولوجية واحدة،حيث في الاولى جيشان يتقاتلان ويمارسان الخدعة من اجل فوز احدهما وهزيمة الآخر..وفي الثانية فريقان يعتمدان الخدعة ايضا و(يتقاتلان) بطريقة حضارية اخضعت الصراع لقوانين تضبطه..تحيط بهما جماهير ترفع اعلام دولها!.ومع ان كرة القدم سجّلت فضلا على البشرية بأن نقلت الصراعات بين الدول من ساحات الحروب الى ساحات كرة القدم ،الا انها كانت احيانا سببا في تأجيجها..وكانت،وهذه مفارقة،كاشفا سيكولوجيا لهشاشة العلاقة بين الزوجين اذ ينتهي الامر بالطلاق حين يشجع الزوج فريقا معينا وتشجع الزوجة الفريق الخصم..وقد حصل!.
واللافت ان العراقيين ينفردون باسباب اضافية خاصة بهم.فلدى مشاهدتهم مباراة برشلونه والريال على كأس اوروبا قام بائع لبن بتوزيع اللبن مجانا بفوز فريقه الريال برغم انه من مدينة (البياع!).وطاف شوارع مدينة مدينة بغداد موكب دراجات هوائية لمناسبة فوز فريقهم برشلونه!.ووعد مدرّس رياضيات باقامة دورة مجانية للطلبة اذا فاز الريال،وانطلقت العيارات النارية بسماء بغداد لحظة احرز الريال هدفا ،فيما صدحت الهلاهل بمكان آخر حين ردّ برشلونه بهدف.


وفي العام( 2010 ) كان العراقيون يتابعون مباريات كأس العالم بمزاج خاص..وكنّا كتبنا في حينه انهم صحيح يشاركون ملايين العالم في شغفهم بكرة القدم لكنهم الوحيدون الذين يقبلون عليها وهم كدرون..(لتوالي الخيبات على العراقيين وتكرر الاحباطات التي تولّد لدى الجماهير المحرومة حاجة البحث عما يشفي غليلهم ،وتمني مجيء " البطل المخلّص"..فضلا عن ان مشاهدة مباريات كأس العالم تفعل في المضنوك ما يفعله المخدّر في المحبط الهارب اليه من واقع خشن..فكيف بالمواطن العراقي اذا كان رئيس جمهوريته ورئيس وزرائه يتقاضيان 150 مليون دينار شهريا فيما هو يكدح " والعشا خبّاز"..وفي طرق ملغومة بالموت!).
وياليت الحال بقي على ما كان عليه قبل اربع سنوات.. فالعراقيون يشاهدون الآن المباريات وهم مفجوعون بوطنهم..يستمتعون بها وايديهم على قلوبهم من لعبة السياسة التي تجري على ساحة الوطن..بين فرقاء افتقدوا قواعد اللعبة..ولعبوا من اجل كل شيء الا الفوز بـ(كأس الوطن).
الوحيدون من العراقيين المستمتعون بكأس العالم هم الموجودون في مدن الأقليم..فكثير من المقاهي تراها ممتلئة بالناس حتى في اوقات الفجر يستمتعون براحة بال لأنهم ينعمون بالآمان.بل انك لو كنت في (عينكاوه) لعادت بك الاجواء الى ايام السبعينيات والثمانينيات كيف كان البغداديون يستمتعون بكأس العالم في مقاهي شارع ابي نؤاس على ضفاف دجلة الخير.
والوحيدون من العراقيين (وربما العالم)الذين حرموا من الاستمتاع ببطولة كأس العالم هم ابناء نينوى،لأن (داعش) تعد مشاهدة مباريات كرة القدم كفرا وحراما.والوحيدون من العراقيين الذين تنطبق عليهم مقولة (شرّ البلية ما يضحك) اولئك المرعوبين الفارين من بيوتهم الى العراء ومع ذلك فهم يشاهدون مباريات المونديال والخوف يسكنهم!.
والعراقيون هم الوحيدون في العالم الذين ابتلوا بسياسيين لا يعدون ولا يحصون..ولكن ليس بينهم رجل دولة واحد..كان بامكانه في هذه السنوات العشر الجحيم ان يشيع البهجة بين شعب جبل على حب كل ما هو جميل..ممتع..وحرموه حتى من متعة فرح مباح يستمتع به كل البشر..فاستحقوا منهم اللعنة الى يوم يبعثون!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاكم الفاشل..تحليل شخصية
- ليلة سقوط الموصل!
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (2-2)
- الاختلاف والكره..تحليل سيكوبولتك
- وسائل السيطرة على التشاؤم لدى العراقيين
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (1-2)
- عذر عبد الآله الصائغ..العراقيون اجهضوا فرحتك!
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية:(3) الوعي الانتخابي واحياء ا ...
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية 2:التعصب للهوية والوصولية وا ...
- الطائفية والعشائرية والاأبالية هي الفائزة!. 1:خصائص جديدة عن ...
- من سيفوز في الانتخابات العراقية..؟تحليل سيسكوبولتك
- قاسم حسين صالح - كاتب وباحث، ورئيس الجمعية النفسية العراقية ...
- لو كنت برلمانيا..ما هي أولوياتك؟
- الدعايات الانتخابية -تحليل سيكولوجي للمرشح والناخب (1-2)
- ثقافة نفسية (116): ثقافة الاعتذار
- الاعلام..يتصدره الفاسدون
- التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟
- الأفكار اللاعقلانية..وسيكولوجيا الغالب والمغلوب
- لأن العراق اصبح أشبه ب(المنهوبة)!
- ثقافة نفسية(115):السمنة عند الأطفال


المزيد.....




- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - العراقيون ..وكأس العالم