أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الحاكم الفاشل..تحليل شخصية














المزيد.....

الحاكم الفاشل..تحليل شخصية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4483 - 2014 / 6 / 15 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يقصد بالحاكم هنا (رئيس الجمهورية،رئيس الوزراء..)الذي يكون المسؤول الاول عن ادارة شؤون الناس بموجب دستور البلاد التي يحكمها.ومع ان اسباب الفشل تتعدد مصادرها فان الذي يعنينا هنا الاسباب التي تتعلق بتركيبة (سيكولوجية) شخصية الحاكم التي لا ينتبه لها كثيرون مع انها تشكل المصدر الرئيس لفشله..نوجز اهمها بالآتي:
1.العناد العصابي:
ونعني به الأصرار على الموقف وعدم الاعتذار عنه حتى لو كان خاطئا..بطريقة يبدو فيها الحاكم للآخرين محيّرا،وخالقا لأزمات تحدث فوضى فكرية يختلط فيها خطأ وصواب أطراف الأزمة.
2. البارنويا:
تعني البارنويا اسلوبا مضطربا من التفكير يسيطر عليه نوع غير منطقي (غير عقلاني) من الشك المرضي وعدم الثقة بالآخر، ونزعة دائمة نحو تفسير افعال الاخرين على انها تآمر او تهديد يستهدف شخص المصاب بها.
3. الاسقاط:
ويعني ترحيل الأخطاء الى شخص او اشخاص ،جهة او جهات..في محاولة لتبرير الأنا من الاخطاء التي ارتكبها او كان طرفا فيها.
4.سيكولوجيا الخليفة:
نعني بها ان الحاكم العربي يعتبر نفسه امتدادا للخليفة حين يستلم السلطة..فيعمد الى البقاء فيها معتمدا على القوة العسكرية والامنية و (المكرمات).
5.تغليب الثقة على الكفاءة:
ينتقي الحاكم الفاشل من يحظون بثقته (اقارب،اصدقاء..)ويعهد اليهم بمسؤوليات لا يمتلكون فيها كفاءة ولا خبرة..ويحيط نفسه بمستشارين يقولون له ما يحب ان يسمعه.
6. التعصب المؤسسي:
ويقصد به احتكار مواقع اتخاذ القرار في السلطة والمراكز الحساسة والمؤثرة في مؤسسات الدولة لحزب او لطائفة معينة،يكون فيه الحاكم الفاشل مصابا بـ(حول ادراكي)،يجعله يعزو الصفات الإيجابية إلى شخصه والى جماعته التي ينتمي إليها، ويعزو الصفات السلبية إلى الجماعة الأخرى التي يختلف عنها في القومية أو المذهب..ويحّملها مسؤولية ما يحدث من أذى أو أضرار، ويبرئ جماعته منها..حتى لو كانت شريكاً بنصيب اكبر في أسباب ما حدث.

7.التستر على المفسدين:
يشيع الفساد في زمن الحاكم الفاشل في مؤسسات الدولة المسؤول عن ادارتها.ولأن معظم الفاسدين محسوبون عليه فانه يضطر الى التستر عليهم.

8.ضعف الشعور بالذنب:
مع ان الاخطاء التي يرتكبها الحاكم الفاشل ينجم عنها ضحايا بشرية واضرار مادية بممتلكات الدولة والمواطنين فانه لا يشعر بالذنب او تانيب الضمير،مبررا ذلك بانها من صنع الاخرين وانها ضريبة الوطن من اجل الحفاظ عليه.

هذه الصفات الثمان اذا اجتمعت في شخصية اي حاكم فانها تقوده الى نتيجة حتمية هي الفشل في ادارة امور البلاد سياسيا،والفشل في عدم تحقيق اهداف الناس في الأمن والخدمات والعدالة الاجتماعية،وتجبره على مسألة أخطر هي الأصرار على الاستمرار بالفشل..تؤدي الى :
* شعور الحاكم الفاشل بالعزلة السياسية وتحكم العناد العصابي به،
* اذكاء الانفعالات الطائفية وتصعيد الصراع بين المكونات الاجتماعية التي تؤدي الى الاحتراب،
* استقطاب اجتماعي نفسي بين المحسوبين على الحاكم الفاشل والاخرين يفضي الى المواجهة القائمة على ثنائية الحفاظ على الامتياز مقابل الشعور بالحيف.

في ضوء هذا التحليل وما يبنى عليه من استنتاجات فان التركيبة السيكولوجية لشخصية الحاكم شكّلت احد اهم اسباب ما جرى ويجري في العراق.لكنه ليس من الصحيح ان تعلّق كلها برقبة الحاكم الفاشل سيما وان مجلس وزرائه يتشكل من كتل سياسية مختلفة يتخذ قراراته بالاغلبية.فالأصوب ان ما حصل جاء نتيجة نظام منتج للأزمات ،وكتل سياسية وضعت مصالحها فوق مصالح الناس والوطن،وقيادات سياسية مصابة بـ(تضخم الأنا)، وفساد صار فيه الوطن ينهب من المسؤولين عنه،وفشل متكرر لحكومة ركبتها عنجهية وخصومات شخصية وفقدان حكمة وبصيرة ثاقبة،فضلا عن طبخات سياسية من كتل فشلت في تحقيق ما كانت تتوقعه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة..نجم عنها انها(زادت طين الحاكم بلّة)بأن جعلت تفكيره مشوشا..مضطربا..مرتبكا..يفضي بالنتيجة الى قرارات غير صائبة،فيما كان المفروض بشركائه في العملية السياسية ان ياخذوا بيده ويصدقوه النصيحة..وأن يأخذ بها.
ومسألة أخرى مهمة جدا: ان العراقيين هم من اصعب خلق الله. فأنت لو تمعنت في تاريخ كلّ شعوب العالم فانك لن تجد أصعب من العراقيين في علاقتهم بالسلطة.فتاريخهم يحدّثنا بأنهم أكثر الشعوب قياما بالثورات والانتفاضات.واللافت أن جوهر المسألة لا يتعلق بظلم السلطات التي حكمتهم فقط،بل بطبيعتهم الشخصية ايضا.فهم وصفوا بأنهم كانوا حتى قبل الاسلام:كبارا،أعزّة..يمتازون بعنفوانهم ويعتقدون برفعتهم وعلّو شأنهم..وانهم ما استسلموا لظالم ولا انبطحوا لسلطة.ولهذا كان الخلفاء الراشدون أول الحكّام في التاريخ الاسلامي الذين فهموا سيكولوجية العراقي فكانوا يراعون العراقيين في التعامل ويأخذون اعتراضاتهم مأخذ الجد.
ولدى الجاحظ تفسير لطيف فيه بعد سيكولوجي للشخصية العراقية بقوله :( والعلّة في عصيان أهل العراق على الأمراء..أن أهل العراق أهل نظر وذو فطن ثاقبة ومع الفطنة والنظر يكون التنقيب والبحث ، ومع التنقيب والبحث يكون الطعن والقدح والترجيح بين الرجال والتمييز بين الرؤساء واظهار عيوب الأمراء..وما زال العراق موصوفا أهله بقلة الطاعة والشقاق على أولي الرئاسة ).وروي عن معاوية أنه أوصى ابنه يزيد أن يغير الوالي عليهم ان هم لم يرضوا عنه..حتى لو تطلب الأمر اجراء ذلك كل يوم!.
فضلا عن ان العراق هو البلد الوحيد في المنطقة الذي ينفرد بتعدد مكوناته الاجتماعية وتنوعها العرقي والديني والمذهبي والثقافي..وهوياته الفرعية..توصلنا الى نتيجة منطقية ان العراق لا يمكن ان يدار في الزمن الديمقراطي الا من قبل شخص كفوء ذي خبرة وسمعة طيبة..ومستقل سياسيا!..وتلك أمنية يتحسر عليها العراقيون ويحرمهم منها السياسيون..لسنين..ان لم يقطّعوا العراق بسيوف التقسيم!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة سقوط الموصل!
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (2-2)
- الاختلاف والكره..تحليل سيكوبولتك
- وسائل السيطرة على التشاؤم لدى العراقيين
- ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (1-2)
- عذر عبد الآله الصائغ..العراقيون اجهضوا فرحتك!
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية:(3) الوعي الانتخابي واحياء ا ...
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية 2:التعصب للهوية والوصولية وا ...
- الطائفية والعشائرية والاأبالية هي الفائزة!. 1:خصائص جديدة عن ...
- من سيفوز في الانتخابات العراقية..؟تحليل سيسكوبولتك
- قاسم حسين صالح - كاتب وباحث، ورئيس الجمعية النفسية العراقية ...
- لو كنت برلمانيا..ما هي أولوياتك؟
- الدعايات الانتخابية -تحليل سيكولوجي للمرشح والناخب (1-2)
- ثقافة نفسية (116): ثقافة الاعتذار
- الاعلام..يتصدره الفاسدون
- التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟
- الأفكار اللاعقلانية..وسيكولوجيا الغالب والمغلوب
- لأن العراق اصبح أشبه ب(المنهوبة)!
- ثقافة نفسية(115):السمنة عند الأطفال
- ثقافة التسامح


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - الحاكم الفاشل..تحليل شخصية