أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - قرار المواجهة وحدود التنفيذ














المزيد.....

قرار المواجهة وحدود التنفيذ


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 17:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرار المواجهة وحدود التنفيذ

ليس سهلا على القوى الإرهابية التي أستولت على الموصل بعملية عسكرية مدبرة ومدروسة ومخطط لها إعلاميا وأستخباراتيا منذ أشهر وجرى تنفيذ فصول بتعاون أطراف عراقية داخلية وخارجية وأطراف إقليمية ودولية أستغلت حالة الانسداد السياسي والتنازع الحزبي والتقاتل على السلطة وانشغال الجيش العراقي في حرب داعش في الفلوجة والأنبار بعد أن استنزفته إعلاميا ومعنويا باللعب على الوتر الديني والطائفي , مع ضعف رد القيادة العسكرية في مستوى القرار الإستراتيجي والتعبوي في آن واحد ,شجع هذه القوى أن تختار التوقيت والمكان وشكل الحدث دون أن تترك للقيادة العسكرية فرصة للمناورة أو التقليل من فداحة الخسارة .
هذا العمل بهذه الكيفية والشكل لا يمكن إسناده أبدا لقوى مسلحة تخوض حرب عصابات من أجل هدف ما بل يفصح الحدث عن أكثر من قدرة وعقلية عسكرية منظمة وذات تجربة عريقة يسندها عمل جماعي ومنظم لاسيما وأن أي تسريبات لا أمنية ولا أستخباراتية مهمة تسربت عنها لا للجيش والقوى الماسكة ولا حتى لبعض أجهزة الأستخبارات الإقليمية والعالمية العاملة والناشطة في المنطق إلا في حدود ما يتعلق بالأمن القوي لبلدانها وخاصة الأمريكية التي ترتبط مع العراق بإتفاقيات ومعاهدات تلزمها بأن تتعاون في هذا المجال حفظا للأمن القومي الأمريكي والمصالح الأمريكية التي من المؤكد سوف تتضرر من أي تغيرات جيوسياسية في المنطقة .
عامل التوقيت واختيار الزمان لم يكن اعتباطيا ولم يأت من فراغ هناك ثلاثة أسباب مهمة لاختيار التوقيتات أعتمدت حالة من الشد والتراخي والتفاوت بالاهتمام الحكومي بها مما يسنح لها أي القوى المهاجمة أن تلعب لعبتها متسلحة أيضا بهذا العامل وهذه الأسباب هي :.
1. الفترة الحالية تشهد أنتهاء عمل البرلمان القديم وتشكيل عمل البرلمان الجديد في ظل حكومة منتهية الولاية وغير قادرة على اتخاذ قرارات مهمة ومصيرية كونها محكومة بعوامل تضعفها وتشل من حركتها منها ,التنازلات المتبادلة والمزايدات بين القوى السياسية المتصارعة على السلطة , ثانيا الكثير من الوزراء والمسئولين الحكوميين سيغادرون أماكنهم نتيجة فشلهم في الأنتخابات أو نتيجة التبدلات السياسية ذاتها وهذا ما يحد من فاعلية وجودهم وتفاعلهم مع الحدث السياسي ومثال ذلك هو غياب مئة وستون نائب عن الحضور في جلسة الخميس 12-5 , وأخيرا الفراغ السياسي العام بغياب رئيس الجمهورية وعدم التصديق على نتيجة الأنتخابات لحد هذا اليوم وعدم تشكيل أو تشكل الكتلة الأكبر التي ستتولى قيادة الحكومة القادمة والإصرار اللا مبرر من قبل دولة القانون على التمسك برئاسة الوزراء دون أن تعي أو تهتم بالصراع الخفي مع الإرهاب والقوى المسلحة الطامحة .
2. مصادفة ما جاء أعلام مع توقيت الزيارة الشعبانية التي تستوجب توفير وتخصيص الكثير من القطعات العسكري والجهد العسكري لتأمينها وتأمين الزائرين كما العادة في مناسبات دينية أخرى مما يعني وتزامنا مع أحداث الفلوجة والأنبار أن غالبية الجيش والقوات المسلحة ستكون في موقع بعيد نسبيا عن أهمية ما يجري في الموصل وأشغالها بواجب أخر يعط الفرصة لهمن بالتجاوز على واقع أمني وعسكري والسيطرة والإمساك وترتيب الأرض بانتظار أعداد قوى وقطعات أخرى لا يمكن تهيئتها بالسهولة مع تزامن الزيارة .
3. العامل الإعلامي مهم وتحييده في هذه الأوقات وشل فاعليته يصب في مصلحة الطرف الأخر خصوصا وأن العالم اليوم يشهد جهدا إعلاميا مخصص لحدث أكبر وهو نهائيات كأس العالم والتي ستسرق الكثير من الوقت والأهتمام من المشاهد العادي وبالتالي يوف تتم تغطية الحدث من خلال قنوات أعلامية محلية أو إقليمية ستكون موجهة ومسخرة أساسا للحرب النفسية ضد الجيش والشعب العراقي وسيمضي الأمر دون أن يصاحب هذا الحدث تغطية أعلامية دولية مناسبة , وهذا الأسلوب سبق وأن أستغلته إسرائيل أكثر من مرة ونجحت فيه .
السؤال هنا ويتردد بصورة متكررة على الجميع , هل بالإمكان أن تتمكن القيادة العراقية العسكرية والسياسية أن ترسم حدود المواجهة والفعل بنجاح وأن تسترد هيبتها هي قبل هيبة الجيش وأن تفعل المناسب حسب التوقيتات المناسبة وتستغل هذه الحالة وتجير الوضع بأكمله لصالح الأنتصار في هذه المعركة ,سؤال مهم ومحوري والأكيد أن القوى المسلحة في جميع الأحوال لا يمكنها أن تصمد في الأرض إلا من خلال امتلاكها لمشروع وطني جامع وقادر على يطرح نفسخ كبديل وكخيار مرحب به وهذا ما تفتقد له القوى المهاجمة إلا في حدود ضيقة لا يمكن الأعتماد عليها أو الأستناد إلى مشروعيتها .
يبقى قرار التنفيذ معتمد على خليط غير متجانس من الأسباب والمؤديات والعوامل منها ما هو عسكري خالص ومنها ما هو إقليمي ودولي ومنها ما هو بانتظار عامل الزمن أيضا ولكن بالتأكيد أن ساعة التنفيذ تقترب من استحقاقاتها لاسيما مع أيمان اللاعبين الأساسيين هنا أن أي فرصة أخرى زمنيا تمنح للمسلحين تعني المزيد من الخسائر والمزيد من التكلفة الإجمالية التي ستصعب اوفرها في المستقبل ولا بد من عمل رادع وسريع وفاعل يجهض المخطط في مهده وينهي حالة التسيب والتحدي للدولة والمجتمع .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمام المبادرة مفتاح التحرك نحو النصر
- هل ينبغي ترك الموصل للقوى المسلحة والاكتفاء بالتفرج
- خيارات الحرب والسلام في العراق
- لماذا الأنهيار المفاجئ للجيش العراقي في الموصل
- العمل العراقي في التعامل مع المستجدات الأمنية والعسكرية
- بيان المبادرة الوطنية للمصالحة والسلام
- العراق والمأزق السياسي الحالي
- العرب والأعراب حقيقة الواقع ووهم التأريخ
- فصل البذرة والطين _ الفصل الأول من روايتي ماركس العراقي
- ولادة مشوهة _ قصة قصيرة .ج1
- ولادة مشوهة _ قصة قصيرة .ج2
- الفلسفة والإيمان بحدود الزمن
- القيم الأخلاقية والتغيرات الأجتماعية
- أحتاجك صمتا
- الدفاع عن الأسرة والمجتمع العراقي
- نوره وسائق القطار _ قصة قصيرة
- الأخلاق والدين نتاج العقل والتجربة
- في معنى تحديد الهوية
- انتصار الفلسفة
- العودة الى معنى الخلاص الحضاري


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - قرار المواجهة وحدود التنفيذ