أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - روليت الفقراء قصتان قصيرتان














المزيد.....

روليت الفقراء قصتان قصيرتان


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 4478 - 2014 / 6 / 10 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


روليت الفقراء ـ قصتان قصيرتان
ـــــــــــــــــــــ
سامي العامري
ــــــ

روليت الفقراء
ــــــ

قبل أعوام نزلتُ من الباص حاملاً حقيبتي وكانت تحوي كتباً اتفقتُ مع صديق لي أن ألتقيه في مطعم تركي معروف في المدينة وأهديه هذه الكتب ثم نتعشى سويةً .
دخلتُ المطعم فإذا بصاحبه يخبرني بأن صديقي تلقى مكالمة عاجلة وسارع للسفر وهو يعتذر منك وسيتصل بك في أقرب فرصة .
كانت في المطعم زاوية خاصة
تتجاور فيها أجهزة لعب قمارٍ إليكترونية .
أنا لا أعرف هذه الألعاب ولا أعرف كيف يلعبونها
ولكني أشاهدهم أحياناً وهم يرمون في الأجهزة قطعاً نقدية صغيرة وأحياناً قطعاً ورقية , وبانتظار أن يحضر طعامي وبين الجد والمزاح رميتُ قطعة نقدية صغيرة فئة يورو واحد ثم ضغطتُ على أحد الأزرار عشوائياً فتحرك الجهاز مع موسيقى هادئة وراح يدور وحده .
إنتظرتُ دقيقة فلم يعطني أية إشارة ثم إن طعامي كان قد وُضع على الطاولة فتركتُ الأجهزة وذهبتُ لأتناول طعامي وبعد اللقمة الأولى صاح بي أحد اللاعبين : تعال واخرج نقودك .
إضطربتُ ولكني افتعلتُ اللامبالاة وسرتُ نحو الجهاز بهدوء معطياً الإنطباع بأن لي خبرة وباعاً طويلاً في مثل هذه الألعاب .
ضغطتُ على زر استطعتُ أن أفهم ما تعنيه الكلمة المنقوشة عليه
إذا بأربعمئة يورو تتساقط كقطع معدنية الواحدة تلو الأخرى مع قطع ورقية من خانة أخرى في مكان مخصوص ...
فكرتُ وأنا أجمع النقود أن هذا الشاب الذي نادى عليّ هو إنسان نبيل فلو شاء لوضعها في جيبه وانصرفَ دون أن أنتبه .
ذهبتُ إلى صاحب المطعم لكي يحول لي القطع المعدنية إلى ورقية فراح يُعدُّها وينظر لي بين لحظة وأخرى باستغراب ...
كانت نشوتي عجيبة ومفاجأتي كبيرة فهذا المبلغ يعادل مخصصاتي الشهرية وأكثر ثم أني كنت في نهاية الشهر تقريباً أي لم أكن أملك من النقود إلا القليل القليل .
وبعد أن تعشيتُ خرجتُ ثم اتصلتُ بصديقي الذي كنت على موعد معه فاطمأننتُ عليه ثم اتصلتُ ثانية بشخص عراقي أعرفه وكان مدمناً على هذه الألعاب وكان يخسر كثيراً فأخبرته بالأمر فقال لي مازحاً : إنَّ حظك حظ عاهرة ... اليوم إلاّ تعشّيني وتسكّرني !
وطبعاً لم ألعب بعدها فأنا أعرف أن حظي سيء ولكنها الصدفة فحسب
ثم إني تذكَّرتُ رواية ( المقامر ) لدستويفسكي فازدادَ رعبي !

ـــــــــــــــــــــــــــــــ


في انتظار المترو
ــــــــ

كنتُ جالساً في المحطة بانتظار المترو فإذا بشاب مهلهل الثياب يمرق من أمامي بصحبة كلبه وكنتُ أأكل بشهيةٍ سندويجة سمكٍ معمولةً على الطريقة الصينية فنتف الكلبُ وبلحظة خاطفة قطعةً من طعامي وسار وهو يمضغها بتلذذ كما خمنتُ ودون أن يلحظه صاحبه ، فشتمتُ الفقر ولم أشتم الكلب ولا صاحبه .
وضعتُ بقية السندويجة على مصطبة الإنتظار وأنا حائر فليس عندي وقت لشراء أكلة أخرى لأني كنت مرتبطاً بموعدٍ والطريق طويل .
جاء المترو الداخلي للمدينة فدخلته وجلستُ ثم تلفتُّ فرأيتُ كلباً آخر مقعياً وصاحبته تطعمهُ مما تأكل هي فكان يلتقط قطع اللحم من يدها بسرعة وروحه تترافل طرباً وامتناناً كما حدستُ ... فما العمل ؟
هل أطلب من صاحبة الكلب أن تطعمني أنا الآخر أسوةً بكلبها ؟
بالتأكيد إذا فعلتُ هذا فإن كلبها ـ وقد كان ضخماً ـ كان سيهرُّ عليه ويزمجر مهدِّداً .
وجدتُ صحيفة على المقعد المجاور فتناولتها وفتحتُ صفحة الفن والأدب .
كانت المواضيع والصور وبعض اللوحات شائقة بل شهية جداً !
فاستغرقتُ بها وحين وصلتُ إلى المكان المحدد وفي الوقت المحدد وجدتني لا أملك شهية للطعام ،
فقد شبعتُ من الفن والأدب ومن لُقيا صديقٍ قديم حميم !

ــــــــــــــــــــ
برلين
حزيران ـ 2014



#سامي_العامري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة كفخٍّ
- غيبوبة الريحان
- لا أرضى بالأسرار
- أفكار قبل الإنتخابات القادمة في العراق
- مِنصَّة الرياح
- خصلات صوتك
- حتى احتراق المعزوفة
- أنانيتي (*)
- رمَقُ الشمّام
- سنون وذُبالات
- هلال بجناحين من غيوم
- هاجريني كالطيور
- من عُلا الشطين
- شُرفة على نبضك
- جاذبية التفاهة
- مجتمعنا وبعض مثقفينا ... والغالب والمغلوب
- دعوة لإلغاء اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق
- ستة أرغفة من تنورٍ تموزيٍّ
- كالنسرين قلباً
- كتابان رقميان


المزيد.....




- -أعرف مدى دناءة دونالد ترامب-.. جيفري إبستين في رسالة عن قضي ...
- قمر كوردستان
- الشارقة... عاصمة الكتاب وروح اللغة
- الفنان المغترب سعدي يونس : مثلت مع مائدة نزهت، وقدمت مسرحية ...
- لبنان.. تقليد الفنان صلاح تيزاني -أبو سليم- وسام الاستحقاق
- فيلم -ذا رَننغ مان-.. نبوءة ستيفن كينغ تتحوّل إلى واقع سينما ...
- -العطر والدولة- لكمال القصير يبحث في تناقضات وتحولات الوعي ا ...
- مؤسسة منتدى أصيلة تفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون ...
- فيلم ”نسور الجمهورية” في مهرجان ستوكهولم السينمائي
- هل انتهى عصر الألعاب حقًا؟.. الشاشات هي العدو في الإعلان الت ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - روليت الفقراء قصتان قصيرتان