أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - اشياء لا تباع.....!؟














المزيد.....

اشياء لا تباع.....!؟


عبد الرزاق عوده الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 00:44
المحور: الادب والفن
    


اشياء لا تباع....!؟
موقف تربوي حقيقي
عبد الرزاق عوده الغالبي

ناء بعيري بثقله حينها ايقنت ان القشة ستقضم ظهره حتما هذه المرة ،ورفعت رأسي وشعرت الالم في ظهري ايقنت حينها ان القشة نزلت فوق ظهري وليس فوق ظهر بعيري ، بالطبع حين يبدأ العد التنازلي و تفرغ الجيوب من زيت الحياة وتملأها اسماء عقاقير العلل المنتشرة في بركة الله ، الضغط والقلب والمفاصل والمرارة والقولون والسكر ،وانا في وانا في سماء هذا البلاء المفعم بالسوداوية ، توقفت امام صيدلية لها سمعة طيبة في المدينة لكون صاحبها يحترم ابناء مدينته و يطمح برضى الله ، القيت التحية وردها شاب ذو وجه جميل اثار الصلاة تعلو جبهته ، سلمته وصفة طبية و في الحال وضعها في كيس وسلمها لي واحجم بشدة عن استلام ثمنها وقال عبارة سحرية لا يزال مذاقها في فمي وفي انحاء جسدي :
-"مساء الخير...!"
-" اهلا استاذ ، اشلونك...!؟"
- " بصحة جيدة تسلم ، من فضلك اريد الادوية الموجودة بتلك الوصفة.....!"
- " دقائق وستكون معك..!"
- " كم المبلغ...؟"
-" هذا الادوية مدفوعة الثمن منذ عشرين سنة...!!؟؟
سماع تلك الجملة السحرية والمثقلة بالمعاني والعبر التربوية والانسانية ايقظني جديدا في كل شيء وبثت بي روحا ملائكية ، انظر بوجه الله وجماله المبهج في كل شيء ، سماء زرقاء صافية زينها بقدرته ولونها بالوانه الخلابة ، غيمات فضية صغيرة تصول و تجول، تداعب بعضها البعض ببراءة طفولية وتلعب في ساحات السماء البرحة تحت جدائل الشمس الذهبية المبعثرة كشعر عروس تستعد للقاء عريسها المنتظر وهي تهم بتسريحه بمشط الزمن ، و تحدق فينا بقسوة بقرصها الكامل كعين غاضبة ، تراقب الخلق وتسجل حركات عشاقها ومواعيدهم وهي تتصيدهم بين ظلال الاشجار وتلك عادة لئيمة لدى الشمس انها تسترق السمع لهمسات العشاق وتناكدهم احيانا وتفضح اسرار خلواتهم بنورها المشع واحيانا تكوي اجسادهم بخباثة بحرارتها وتخرجهم من حالاتهم الخيالية وتدخلهم في جحيم الواقع المر، القمر افضل منها كثيرا في تلك الناحية فهو رقيق وحنون جدا مع العشاق حين يخفي اسرارهم تحت عباءته السوداء....ربما لكونه ذكر ....!؟
وانا اسير في هيلمان عكد الهوى وسحره الاسطوري احس ونسمات عليلة تداعب الانوف حين تنبعث روائح الزهور العطرة وتمتزج مع العطور الانثوية التي ملأت انفي بنفس طويل استنشقته معه امل وربما جزء من سعادة وانا عائد الى البيت بحلة انسانية واحساس غريب لم احس به من قبل....!!... ارى عكد الهوى جديدا رغم عمامة الحبوبي التي تلوح من بعيد وتصر ولسان حالها يقول ان الشارع هذا قد سمي باسم صاحبي ، ونحن الجيل المعتق نناكد هذا الاسم ونميل الى الاصل ، الاماكن نفسها رغم الاسماء الجديدة ، الناس نفس الناس ، والوجوه الجميلة لا تزال كما هي وقد ازدادت بريقا وجمالا ، والحركة الدؤوبة تغزو الشارع كالعادة وتنشر فيه فوضى حيوية وجدية لذيذة للتفرج والتسوق والاستمتاع وكل ناصري غارق في اثير الجمال هذا و يهيم حبا بتلك الفوضى والازدحام العفوي اليومي لأحباب مدينة الطيبة ، مدينة كل شيء جميل ، اما انا ، فمدمن معتق لهذا المشهد الفردوسي اليومي منذ اربعين سنة.....!؟
يظن البعض ان الجيوب المنتفخة تجعل الحياة ايسر ، وكلما كبر حجم الجيب انزلقت الحياة بيسر وسهولة و اسرعت الخطى ، ولكن الى اين .....؟... و بعض يعتقد جازما ان ثقل الجيب هو زيت الحياة واكسيرها الناجع ، ولا حياة دون جيوب ، ونسى وربما تناسى اصحاب هذا الراي ان اعمدة الحياة الرئيسية لا تشترى ولا تباع ، وما يباع ويشترى منها سوى قشور طريقها القمامة....!؟!
جاهدت كثيرا كي اخرج نفسي من ذلك الموقف ، ولم استطع ، لكني ادركت ان صاحبها ليس ورقة نقدية بل ورقة حية واحدة فقط من اشجار طيبة مثمرة زرعت بعناية وحكمة وسقيتها بدمي ونزاهتي منذ اربعين سنة ، ومن يستطيع عد اوراق الاشجار ... الاهم من كل شيء ان يقيني قد رسخ تماما بان الغنى لا يقاس بمال او جاه بل بما نزرع.....الزرع الامثل يجني حصاد اوفر.....!؟!



#عبد_الرزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قد يكون الجهل اساس الملك....!؟
- يكفيني انك نصفي الاجمل....!؟
- كلام في الممنوع
- لغز حكومة الاغلبية عن طريق المحاصصة....!؟
- الاستعمار وحده لا يكفي....!
- حين يختبئ المرء خلف اصبعه....!؟
- الهزيمة....!
- هلوسة اختيار
- غضب الشمس
- زمن البعوض
- الحل الامثل لمأزق العراق السياسي
- اربع حسرات...!
- جعلت من اصبعك الخاطئ رصاصة في قلبك....!؟
- حين تصبح النملة فيلا...!؟
- من فاته طوف نوح فقد هلك.....!؟
- الحصاد...!؟
- وقاحة نخلة...!؟
- الاباء...!؟
- نزيف السخرية.....!؟
- مشهد من صفحات منسية......!؟


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - اشياء لا تباع.....!؟