أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - من فاته طوف نوح فقد هلك.....!؟














المزيد.....

من فاته طوف نوح فقد هلك.....!؟


عبد الرزاق عوده الغالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 20:45
المحور: الادب والفن
    


من فاته طوف نوح فقد هلك....!
عبد الرزاق عوده الغالبي
تلتصق كصورة في مرآتها خلف الزمن وعقارب الساعة وكأنها لوحة فوق جدار املس، تستجدي النوم بعد فراق طويل دام دهرا ، انفرط عقدها وتبعثرت خرزاته بين اتجاهات المعنى وبدأت الكلمات ببحث مهووس تطارد حروف مبعثرة لتصيغ جملة واحدة على الاقل لتصف هذا العهد المثقل العهر و المروق الذي اختلط فيه الفعل بالكلام واللغط بالفصاحة وفرغت الالسن الا من لفظ باطل ونباح اجش ....ويستمر برادوكس الصراع الازلي.....! ويفتح اجنحته جسرا يمتد من نور نحو الافق تجتذبه رائحة الخبز المنبثق من تنور امي حين تندلق وتنتشر في الارجاء بعبق فردوسي يبلغ النفوس ويطرد الهم من القلوب فتبدأ البسمة على الشفاه ، وتبهج الظلمة اسنان الزمن المبتسم بنورها البراق فيتلمس ادم طريقه ليلتقي بحواء بعد الفراق الطويل وتعلو الضحكات.... الكل اخوة من اب وام واحدة وتنطلي خدعة ابليس مرة اخرى في زرع الصراع بين قابيل وهابيل وتنبت اول بذرة كونية للحقد والكراهية.....!

عقال ابي وشماغه الجنوبي معلقتان لشعر جاهلي في زاوية الشموخ و الكبرياء والخير، ارض سومر ومهد التاريخ وعمق الحضارات الانسانية ، نسيم العنبر وطعم الرطب والسمك المسكوف بين قصب الهور والبردي وشموخ دجلة والفرات وعنفوان شط العرب ، زرقة السماء في تلك البقعة مختلفة عن سواها مرصعة بقلائد من غيوم بيضاء كعقد من لؤلؤ على صدر عروس بابلية و يطلى لوح الهور بلون يخجل العيون ويكسر اللحاظ حينما يتهادى و يتراقص مع حركة المردي وعباب المشاحيف في صباح الصيد اليومي فيصطبح الناظر بمرأى السمك الحر ورائحة الخريط ورؤوس الخضيري الخضراء تملا البيت سعادة وامل ، عند ذلك الكم المبهج والمبتهج ينفلت ابريق الشاي من يد امي وينكسر، فال شؤم واكتئاب عندما يعقبه نعيق غراب بثلاث ارجل ، يغطي نور الشمس اربعة عقود عجاف ، يشعل جحيما في الشرق واخر في الغرب ويغتسل بدموع اليتامى والثكالى والارامل ، صراع ابليس وادم يبعث من جديد ، صراع النار والطين ، ويستمر سادن جهنم يزيد السعير و يتعاقد مع ملك الموت بشراكة الفناء وجمع الحطب ودفن الطين في عنفوان التراب....!؟
ويحل الصباح وتفرح الحمائم بتجوالها بين الماء والطين والحمام وهي تتسنم صفحات السماء المرصعة بشذرات موزائيكية تطرز زرقتها السومرية والطبيعة تزهو وتعلن عن جمالها المكنون وصوتها العذب المرتسم بزقزقة العصافير وغناء البلابل وهديل الحمام وتنتشر البراءة تطارد الفرح ويعود المكر ويغضب هذا المنظر السرمدي سدنة الشر فيدنو المشهد ابا لهب من جديد ليضع الشوك في طريق البراءة ويدمي اقدام الانبياء جميعا دون استثناء ، ثار له مع عيسى واخر، ولكن هذه المرة حقده شامل، ليس لابن اخيه فقط بل للخلق والانبياء جميعا، شوك ابا لهب نما وتصلب حتى بلغت صلابته حد الانفلاق فأشتد وأحتدم النزاع بين الموت والحياة ،اليأس والامل ،الخير والشر، الضحك والبكاء، حصة الخلق من الله وحصة ابي لهب من الشيطان ويستمر السعير، حين تحل الصلاة ويصدح صوت الله فيتوضأ ابي لهب واتباعه بدم البراءة فوق جثث بلا رؤوس....!
يلتقي العقال بالعقل والعمامة بالحكمة وتتعانق الايادي في اناء واحد بعشاء رباني جديد يجتمع المنتظر وآبائه الاثنا عشر والمسيح برسله الاثني عشر لتوطيد كلمة السماء ويتكرر مشهد ويتسرب الغدر من تحت مائدة النعمة وتبرز سكاكينه ويظهر يهوذا الإسخريوطي: الذي باع يسوع لليهود بثلاثين قطعة من الفضة وهو يصافح عبد الرحمن بن ملجم وأبي لؤلؤ الفيروز وتتحرك اجنة الخيانة في ارحام الشياطين لاغتيال كلمة الله ، يدخل التراب المزاد والارواح سوق العملة والشرف سلم الاسعار ويحاول وكلاء الشيطان الثلاث ايقاظ الجمر المدفون تحت الرماد وذر رماده في عيون الوعي ليجتمع الغراب ذي الثلاثة ارجل بوكلاء الشيطان الثلاثة ليكتمل رباعي الفتن ، لكن ظهر البعير لا يحتمل القشة هذه المرة وسوف تتحول تلك القشة الى طوفان نوح يجرفهم بعيدا عن سفينته .....و من فاته طوف نوح فقد هلك.....!؟.



#عبد_الرزاق_عوده_الغالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصاد...!؟
- وقاحة نخلة...!؟
- الاباء...!؟
- نزيف السخرية.....!؟
- مشهد من صفحات منسية......!؟
- حينما يكون الضعف قوة...!؟
- الهروب نحو الندم....!؟
- لا والف لا......!؟
- انتحار قلب.....!؟
- اللوحة...!؟
- اللوحة....!؟
- حبيبتي...!
- القسمة...!؟
- قتل البراءة بقرار رسمي....!؟
- قناعة....!؟
- السفر نحو المجهول......!؟
- ونبقى رغم انف الظلام...!؟
- الجهل السياسي والواجب الوطني......!؟
- فراق....!؟
- المتاهة....!


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عوده الغالبي - من فاته طوف نوح فقد هلك.....!؟