أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - قصيدة تل معروف















المزيد.....

قصيدة تل معروف


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 11:33
المحور: الادب والفن
    






تل معروف

إلى الشهيد محمد معشوق الخزنوي في ذكراه التاسعة
إبراهيم اليوسف

لم أغادركي أعود
وحدك كنت بعيداً
خطواتي تلجم الهواء
وترتج بياض الجهات
كقلانس مرتبكة
في شهوة للعويل البرونزي
قبل أن تفاجىء بوابة المدينة
كانت دمشق قريبة

كرنين عربة بائع الحليب الصباحي
كشرنقة من دماء
كجبل محفوف بالخوف
وياسمين ينام تحت وطأة البارود
ونهرظامىء
كان الهواء في مصيدة الوقت
أعمى
كخلد
ذهبيّ
وكنت تشد إليك أربطة الحكمة
في ميزان العمامة
لم أغادركي أعود
أجرُّ الأمكنة
كإبهام يدي اليمنى
وأنا في الصلاة الأخيرة
كقامشلو في فلقتين
أوثلاث
في المخطوط الذي لم يطبع
المدن كانت تتواءم في عربات الساحرالعجوز
والقرى تلحق بغبارها الأبيض
صهٍ أيها السهو
في ميلان ظلِّك
عيناي
لاتخطئان أسماء الأصدقاء
كنت أعرف كل هؤلاء
وبلاغتي لم أرمها في سوق العطارين
الرياحين ظلت في إيماءاتها
ورذاذ ضحكة الطفل الصغير
ودعته ممسداً جدار روحه
لتظل ظمأى
في الانتظار
هاأنا تومض خطبتي في جامع الجدّ الأكبر
سليل الأوراد وصلوات الجماعة
والبخور
تتطاير في شريط مصور
تحت رائحة القبة
وعشِّ اللقلق
ذاكرة الزجاج
لاتنسى أية صورة
كل شيء في حكم الوثوق
دانٍ بخارُ مطرالصباح
دانيةٌ جلبة الباعة
كدالية التكية قرب الفرن
وأرغفة" الصمون"
وملاعق الخشب
والمناسف المتسلسلة
في هذا الخوف المبكر
واحداً واحداً
أعرف الداخلين
والخارجين
من حفيف خطاياهم
كنت أحدث أبي عنهم
كنت أحدث أخوتي عنهم
كنت أحدث المريدين عنهم
كنت أحدث نفسي عنهم
كنت أحدث الحبرالأبيض عنهم
أحدث الله
تسع سنوات بين ذبح الفراشة
وحريق بيتها الحريري
تسع سنوات بين دخول الرصاصة
الجامع
تئم بالمصلين
و"الآربي جي" الذي جاء
في موعد محكم
وبهتان
ومواثيق لاتقبل الشكَّ
لم أغادرلئلا أعود
ثمة أشجارتركتها ورائي:
جدةٌ
وأبٌ
وأخوةٌ
قبل أن أهبط درجات البئرطوعاً
وأقطع بي الحبل
حسب الرواية
رصيناً كصدى يتردّد أينما تحدثت
كي يرضى النظَّارة
وتسوس التدابير
بالحبرذاته
تسع سنوات
والوجوه تغيرت قليلاً
اختلطت لغات القتلة
وهم يشترون جبَّتي
في المزاد
في محفظتي صوت أمي
وصوت الرفيق المقرىء
أربيه كعابرسبيل
يترجم خثرة الظلام
وديباجة الصِّراط
قبل أن يستبدل آلة الذَّبح
بأخرى
يضعها فوق ظهري كسنام
قبل أن ينصرف إلى المراقد
يرتدي الطبوغرافيا الجديدة
من يد لاتخطىء في صوتي
لم أدع ولوبعض ظلِّي
في مقعد المركبة
حين أنأى
إلى موعد أضرمته الغفلة
وبياض حليب الكرديات
فيء تكية الأب ذاته
ليس لي ألا أصدق راحة اليد
في مصافحة مخادعة
ليس لي ألا أصدق السبابة
تضل شهادة الرب
إلى زناد الدوشكا
أوحبة المنوم في عصيرالليمون
أوعقد الحبل
حول عنقي
لايزال كلس جدران الغرفة يذكر
أظافري دون ظفر
أظافري في دمها على البلاط
لحيتي في دمي على البلاط
منارة الجامع في دمها على التراب
لم يشفع لي أحد
وأنا ألتقط البغتة
وتسقط" اللحى الاصطناعية" في عفرين وكوباني
كما ستستقط في "تل معروف"
قرب مراقد الجد والأب والعمومة
ثمة ترجمة للكتاب
يتسقطه لعاب التلامذة المخادعون
عموا كريهة
عموا أضاليل
عموا أزقة
قصيرة المدى
كتواريخ طغاة
وأنتم تعبرون
إلى الحتوف
أكيدة بالمكائد
هاأنا أرجع إلى المرآة
أستعيدني........
أستعيد العمارات
الكتب من رماد محرقتها
الدوي في القرية التي أفسدها العساكر
بلغاتهم المتعددة
إيه أيها الوقت الماجد
بين يدي السلالة
من الأصدقاء
لم يُكتب لي
أن أرمم الجهات
بماء اليقين
كما الآن
لم يُكتب لي
وداع مرٌّ
أكثرمما جرى
كلُّ شيء تقهقر
سارد الحجرالأصمّ
يقاربني في خطأ غضاريٍّ متعمد
أعرف مايدور حولي
من هجرات طالما كنت أكشف عن أحماضها
وفصائل للخفافيش
مفخخة أومجنحة بالمنفردات العمياء
وأعمدة المشانق
هاك مالديَّ
ولديَّ الكثير
ياأبتي...!
لم يكن أحد يسمع الآخر
كنت أرى ما وراء الظلِّ
وكنت ترى ما خلف ظهري
كان علينا أن نتابع خطَ المسافة
ها أنا أنهض
من غفوتي الطويلة
أفكُّ عني جبر خيوط البلاستيك
أنتشل هاتفي
وأواصل صورالأحبة
ما أكثرهم
يا أبي....!

أواصل بريق سكاكينهم
وبارود كتاباتهم
ما أقلهم
يا أبتي...!
كان عليك
أن تعلمني أول الدروس
كما هي تحت آباط بعض مريديك
المريبين
تحت لحاحهم وعاناتهم
تحت ابتساماتهم الملتبسة
لم تثمرفراديس
وحوريات
هاأنا أرتمي على يديك المباركتين
أستنشق أخضرهما
وأبكي .....أبكي.. طويلاً
كصوفيّ لم أستسغ
لقد ضيعنا الأعوام المئة
الجهات الأخرى
تقودها القِبلة
نحوالمنارة
أواهِ
وهي تسقط
سقف مرقدك
وهويسقط
كل هؤلاء كانوا مريدوك
أنفسهم
أعرف أسماءهم هؤلاء
أعرف جهاتهم الغامضة
أبصررائحة حساء أمي
في معدهم المعدنية
جاؤونا
بأئمة
جدد
تناسخهم الهلال
بطيب
ملفق
حدثني عنه صديقي العرّاف
وكنت أكذبه
لابد من أرتب قامتي
الهواء سيد المشهد
وأهواء الرعية
في عباءة الغضار
تنفتح على بله وتيه
لابدَّ من أن أؤذن
انتبه أيها الظل الفقيه
لاتستدرللوراء
ليس بين غبارالطريق
مرتمياً
مالاتريده
المسافة بعيدة
وأنا أسير منذ سنواتي التسع
بلاهوادة
هل كنت تظنني في خدرالطعنة
أتوسد تراب مقبرة"قدوربك"
مادمت أوافيك بالبصيرة
عارية
كحبات سبحة من كهرمان
لم يبق أمامي ما يكفي
كي أخلع عن روحي قميص النباهة
أسند ظهري إلى جدارفي لوحة الشبهة
كم ارتويت من دمع
ودم..!
كم ارتويت من أناشيد
لاتشفع لي في الخندق الفارغ...!
يتراءى لي
كل ماتركت ورائي
وأنا أبدل العمامة بالخوذة
الجبة بالدرع
القصيدة بالنار
لم أعد كي أغادر
ها أنا أكتب الإفادة
أكتبها وحدي
وأنهض
أعاين الجهات
وقربي زرقاء الجبل
تشيربالصوت والأصابع
لأستدرك
السهو
وأترجم التكبيرة
لاأنام.........!!!!
إيسن
31-5-2014






#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لالمن يشاركون في مهزلة الانتخابات
- القرية....!
- سورة محمد الكردي
- بويربرس في حوارصريح إبراهيم اليوسف
- جائزة الشاعر حامد بدرخان في الذكرى الثامنة عشرة على رحيله:
- إبراهيم محمود في خياناته للنص
- منتدى الثلاثاء الثقافي في الجزيرة :اثنان وثلاثون عاماً على ت ...
- الشراكة استفراداً وقوننة الاستبداد2
- الشراكة استفراداً وقوننة الاستبداد.!
- الموت في نسخته خارج الوطن: إلى روح فناننا الكبيرعادل حزني
- من وثائق جائزة جكرخوين للإبداع
- رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا: عشرسنوات على التأسيس ...
- ثلاثية المكان الكردي
- بطولات آذارية: من صورأشرطة فيديوهات الانتفاضة
- غياب المعيارالنقدي
- العابرون
- نظام في جثة: الثورة مستمرة..!
- الثقافة والتأصيل القيمي
- سلوكيات غيرثقافية:
- ثلاثية الدم والانتفاضة والثورة: إعدام مثقف إعدام قضية...! -ر ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - قصيدة تل معروف