أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الليبرالية تحت الشعار














المزيد.....

الليبرالية تحت الشعار


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1262 - 2005 / 7 / 21 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الملامح الأساسية لثقافة الموت"أسطرة اللغة", تحوّل الكلام من أداة تعبير وتواصل, إلى طقوس وإشارات مطلقة خارج الزمان والمكان,مع تحول اللغة إلى موضوع مقدس, من المستهجن فيه عمليات القياس والمقارنة والتجريب, والمحتقر هو الوضوح والدقة.
في هذه الحال يتحول الزمن إلى دائرة,لا توجد بدايات ولا نهايات ولا حدود وبالطبع لا أفراد ولا اختلاف ولا أحداث كذلك, زمن سرمدي يختلط فيه السحر بالغموض كما يختلط الجهل بالمعرفة والموت بالحياة, نكوص كامل إلى المرحلة الرحمية, بلا أفعال أو جهد أو تراكم ولا أخطاء, مجرد رغبات طافية ممتزجة, تدور في رحم الأم الكبرى.
مع أسطرة اللغة يحدث اختلاط كامل في المفردات, يتم التضحية بالمستوى النفسي للكلمة ثم بالمستوى الاجتماعي, لتبقى القشور القاموسية هي المادة المتبقية للغة والكلام, كما تتحول التجارب الإنسانية البسيطة والعابرة(أليست التجارب الإنسانية بمجملها بسيطة وعابرة!) إلى ضحايا بالجملة, فأمام سطوة الأبد والتاريخ والخلود والثوابت, لا مكان لهذا الفرد الهزيل والضعيف والميت بالقوة, وبالطبع لا مكان لتجربة حياته في العمل والثقافة والعواطف, وبالأخص ما يتناقض مع القيم الكبرى.. الصح والحق والعدالة والتضحية وووو. باختصار أبيض أو أسود ويفصل بينهماهاوية كونية لا يمكن عبورها أو تجاوزها.
تلك الثنائية الرهيبة أطبقت على حياتنا, وحوّلتها إلى عبء شاق, يسحق جميع أفراد الأغلبية المطلقة في بلاد العرب والمسلمين, ممن لا يمتلكون الثروة والنفوذ الكافيتين للسفر إلى البلاد الأخرى وتلبية الحاجيات الإنسانية المختلفة, خارج أعين الرقباء, للتزود بما يكفي من المتع واللعب والطاقة إلى أن تحين السفرة اللاحقة. الرقباء والقضاة والجلادون وبقية حلفاء الأب الرمزي, تجمعهم شخصيه موحّدة السادية قوامها الأساسي, ومع الزمن الطويل انضمّ إلى كتيبة الموت الإسلاميون والقوميون واليساريون وينضم إليهم اليوم الشقيق الليبرالي بقسوة وصرامة, لا تقل عن البقية في مطلب الكمال, إما الصدر أو القبر, هذا شعاره اليوم!!

*

لا أعرف من هو سيد القمني ولم أقرأ له سابقا, سمعت باسمه بشكل سريع, وسمعت بالضجة التي تلت إعلانه الطبيعي والبسيط بأنه خائف من تهديد جماعة إسلامية متشددة, واستجابته السليمة والشجاعة, بأنه نزولا عند شعوره الصحي بالخوف, قرر الحفاظ على حياته ما أ مكنه ذلك! قد يكون راغبا بلفت الانتباه, قد يكون في حالة يأس وكآبة, قد يكون أدركه الشعور بالضجر من دور المشاكس, قد يكون سبب إعلانه مجرد أسلوب جديد في الكتابة, ما الضرر في ذلك! ومن له الحق في سؤاله, بالطبع قطع الرؤوس والأيدي وحتى الاعتداء باللفظ خارج الحق والمنطق, وهذا الرأي لا علاقة له بالتوجهات الفكرية, هو سلوك إنساني بسيط جرّبه ومارسه بوذا منذ 25 قرنا.

*

ما هي الليبرالية؟ ما معنى تلك الكلمة في سوريا اليوم؟
سأحاول التفلسف قليلا, وليعذرني من سيقرؤون ثرثرتي.
كل كلمة هي بنفس الوقت, مفهوم, ومصطلح, ومفردة عادية في الاستخدام اليومي, وما يحدد سلامة الاستخدام هو سياق النص الذي ترد المفردة من خلاله. للكلمة كذلك عدة مستويات من المعاني, المستوى القاموسي الذي يتطلب دقة علمية متفقا عليها, وهذا حسب معرفتي مفقود في اللغة والثقافة العربية, فيبقى الاستخدام في هذا المستوى من أعمال الاجتهاد الذي لا يضر ولا ينفع, بغض النظر عن الكاتب. في المستوى الاجتماعي والثقافي يتحدد معنى الكلمة من وسائل الإعلام بالدرجة الأولى, يشاركها في ذلك الجامعة والنخب, وقيمة النصوص هنا تداولية بالدرجة الأولى وتتبع لموقع واسم الكاتب أولا وعاشرا. في المستوى النفسي يتحدد معنى الكلام, ويتحول إلى حياة أو جدران, تبعا لأدبية ومعرفية النصوص وحالات القراء.وكلها حقول برية في حياتنا وثقافتنا.

ما هي الليبرالية بمعناها النفسي والاجتماعي في سوريا؟
وجود قانون للدولة والأفراد, لا يتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مع الترحيب بالإضافة عليه ورفض الانتقاص منه بأي ذريعة, وتفصيل ذلك هي الحريات الفردية وما يلازمها من الحقوق من الولادة إلى الموت. أضاف إلى المعنى الاجتماعي لليبرالية خصومها ونقادها, برفض العنف, وأكثرهم توضيحا لذلك المذيع الشهير فيصل القاسم, وشكرا لإضافته, بعدما اعتبر رفض العنف شتيمة لثقافة الليبرالية, ووضعها مقابل العنف العقائدي, وبالنسبة لي أرحّب بإضافته وأتبناها مع أنه أراد العكس, والعنف الذي يرشح من كلامه وصوته, لا يقل عن عنف بعض حملة شعار الليبرالية, ولولا خشيتي من امتناع حتى المواقع الالكترونية عن نشر هذا الرأي, لكتبت بتفصيل وإسهاب عن تجربتي الشخصية مع أسماء كبيرة في المعسكر الليبرالي(مع الأسف حوّله البعض إلى معسكر فعلا) وليس آخر هم الأستاذ شاكر النابلسي أعزّه الله.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب مسؤولية مشتركة
- جميلة هي البلاد التي أغلقت أبوابها
- خاتمة أشباه العزلة
- رالف
- ظل أخضر
- أبواب متقابلة
- ورق الخريف_ أشباه العزلة
- لا يوجد طريق لا تمشي عليه امرأة عاشقة
- الفصل بالفأس بين الديقراطية والثقافة الليبرالية
- قوس قزح على الأرض
- الأقرب من الألم..الجزء الثاني لأشباه العزلة
- عشب أزرق
- أوهام يقودها رجل
- انكسارات الظل_
- يا تفاحا يغسل الذاكرة المريضة_
- أبراج العدم
- هل يمكن أنسنة الوجه اليساري من جديد؟
- خيوط الزئبق
- أنين أعالي الكلام
- كلام ملاصق للشفتين


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الليبرالية تحت الشعار