أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - كلمة أولية إلى السيسى














المزيد.....

كلمة أولية إلى السيسى


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخيرا خطا المشير السيسى الخطوة التى كان الناس يترقبونها فقدم استفالته كوزير للدفاع وكقائد عام للقوات المسلحة وأعلن عن نيته الترشح فى الانتخابات الرئاسية. ووجّه السيسى فى هذه المناسبة خطابا إلى المواطنين تحدث فيه بلغة عاطفية وعبارات تتسم بالعمومية. ونحن ندرك بالطبع أنه لم يتقدم بعد ببرنامجه الانتخابى وأن الدخول فى مناقشة جادة ونقد تفصيلى للبرامج والخطط لم يحن موعده بعد، لكن هذا لا يمنع من أن نتفدم بملاحظات أولية.
أشار السيسى لأوضاعنا المتأزمة ولمشاكلنا الضاغطة (ليس نص الخطاب بين يدى، فأرجو المعذرة إذا استخدمت عبارات مغايرة دون الإخلال بالمضمون)، وقد رأى البعض، منهم الإعلامى إبراهيم عيسى، أنه بهذا أخطأ فى حق نفسه. لكنى على العكس من ذلك أرى أنه لو لم يذكر الصعاب والعقبلت لاعتبرنا ذلك تهرّبا وغيبة للجدية. لكن الإشارة العامة للمشاكل لا يغنى.
ذكر السيسى مثلا مشكلة البطالة وأكد على ضرورة معالجتها. وبديهى أن يرد ذلك فى برنامج كل مرشح للرئاسة، إنما المطلوب أن يبين لنا المرشح تحديدا ما الخطوات والآليات التى يرى تطبيقها لمعالجة المشكلة، والمطلوب أن يحدد المرشح نسبة الخفض المستهدفة فى معدلات البطالة، فالمعروف أنه ليس هناك إنهاء تام للبطالة فى أى نظام مما يسمى بالافتصاد الحر. وما قلناه فى صدد مشكلة البطالة يقال أيضا فى صدد مشكلة الأمن ومشكلة الطاقة وغيرها من المشاكل، فلا يكفى الوعد بمعالجة هذه المشاكل بل لا بد من تحديد وتفصيل الخطط والآليات اللازمة لتحقيق ذلك.
وقبل أن نمضى بعيدا أحب أن أوضح هنا أن ما نطالب به السيسى هو مطلوب بنفس القدر من المرشح حمدين صباحى ومن كل مرشح قد يدخل هذا المضمار. لكننى هنا أتوجّه إلى السيسى على نحو خاص وأطالبه قبل غيره بضرورة توضيح موقفه من الأمور التالية:
لا بد أن برنامج السيسى يؤكد على مطلب العدالة الاجتماعيةـ وهنا لا بد من أن يوضح لنا المرشح مفهومه للعدالة الاجتماعية. ما الخطط والإجراءات والآليات التى تؤمّن حصول المواطن على حقه الطبيعى فى الخدمة الصحية، فى معاش كريم، فى تعليم سليم وجيّد لأبنائه، فى بيئة نظيفة، فى ثقافة تغذّى روحه بروافد الخير والجمال، فهذه كلها من أبعاد العدالة الاجتماعية. ثم نجىء إلى ما هو أخطر ما فى الأمر.
إن معالجة كل مشاكلنا والعمل على تحقيق التنمية والتفدم، كل ذلك له تكلفة ، تكلفة باهظة. كيف نوزّع أعباء تلك التكلفة؟ نوزّعها على المواطنين طبعا. أىّ مواطنين؟ الفقراء ليس عندهم ما يؤخذ منهم، حتى إن نزعنا عنهم أسمالهم فإنها لن تفيدنا شيئا. متوسطو الدخل الذين بالكاد وبكثير من العناء يفون بحاجاتهم الأساسية، والذين هم بالفعل يسهمون بنصيب كبير فى ميزانية الدولة، هؤلاء أقصى ما يجوز أن نطالبهم به هو أن يصبروا قليلا وأن يتمهلوا قلبلا فى الإلحاح على مطالبهم العادلة كل العدل. يبقى ميسورو الحال، والمطلوب من كل مرشح أن يبيّن فى وضوح ما سيطلبه من هؤلاء، وأن يحدد فى صراحة وبكل دقة الإجراءات والآليات التى يرى تطبيقها لكى يتحمل ميسورو الحال العبء الأكبر فى تكلفة الإصلاح والتقدم.
وأمضى إلى تساؤلات أخص بها المرشح السيسى، ومبررى فى هذا أن هذه التساؤلات، على أهميتها وخطرها، لا نجد فى كل ما سمعناه من السيسى بصيصا من ضوء يكشف عن موقفه منها.
ما موقفه من أحزاب الإسلام السياسى وفى مقدمتها حزب النور السلفى؟ هل تظل هذه الأحزاب نشطة على الساحة السياسية برغم أنها تأسست فى تحايل مفضوح على القانون؟
ما موقفه من حرية الفكر والإبداع؟ هل نظل نرى عملا إبداعيا يُحظر لأنه يتناول أحد الأنبياء أو أصحاب الرسول؟
هل نظل نرى عملا فكريا جادا يتعرّض بسببه المفكر للتجريم بتهمة ازدراء الأديان لأنه ناقش عقلانية بعض المعتقدات الدينية؟.
ما موقفه من حرية العقيدة؟ هل يظل الشيعى أو البهائى أو اللادينى متقوص المواطنة؟
ما موقفه حيال تجاوزات الأمن التى لا سبيل لإنكارها، وماذا عن قضايا التعذيب؟
هذه مجرد نماذج وأمثلة. صحيح أن الكثير مما أوردته يخص المشرّع بأكثر مما بخص الرئيس التنفيذى، لكن من المهم جدا أن نعرف المنظور الفكرى لمن يتقدم إلينا طالبا أن نختاره رئيسا للجمهورية، وخلاصة ما أطالب به أن يخاطب المرشح عقولنا وأن يكون فى خطابه صريحا واضحا محددا.
القلهرة،



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نحارب التطرف والتخلف الفكرى
- الكنيسة وانتخابات الرئاسة
- الواقعية والخيال
- -ألعن من اليهود-
- السيسى والإخوان: تعليق سريع على خبر
- فى الطريق إلى قشل جديد
- تبرير انتهاك الحريات وحقوق الإنسان
- مطلوب من السيسى
- السيسى بع اتضاح الأمر قليلا
- فى الثقافة وإنسانية الإنسان
- على أى أساس نطلب السيسى رئيسا؟
- تهاويم مريض
- رسالة إلى السيسى
- الفريق السيسى رئيسا
- مسكلة تعليم اللغة العربية
- لنحذر أن نحرق أنفسنا
- التطور ونظرية دارون
- هل هناك أمل؟
- هل يصلح الفريق السيسى للرئاسة؟.
- من جديد، الدين والسياسة


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود روفائيل خشبة - كلمة أولية إلى السيسى