عبدالكريم الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 12:03
المحور:
الادب والفن
انتبه فقد تسرق الحناجر
__________
أمسِ القريبِ جداً
طافوا حولَ صدى صوتكِ خاشعينَ
يسْتَجْدونَ أمنياتَك السكرى
بالوعود ، بالقسم
ما أتعسَ أنشودةَ الخائنين
يمرحون بين السخرية والأنا ،
يجمعون نفاياتِ الخداع
في قنينةِ عطرٍ،
فتغفينَ- أيتُها المدن البائسة - على صدى صوتِك الذهبي
منْ يشتري؟
تغادرينَ بؤسك في لجّة أحلامك اليقظة،
تغادرين بيوتَ الطينِ ،
و التنكِ إلى حيث الماءِ والخضراء والوجهِ الحسن
أنا وأنت
حناجرُ من يقين
سبيكة نبعٍ قصي ، مترع بالوجعِ
تطاردُنا وجوهٌ شائخة بالموتِ
تتسلقُ رغبة عطشى عندَ ازدحامِ الضباب
هل نتداركُ صبوة َخداعٍ
ويدركُ حناجرنَا الصراخ ؟
ونحن
نحترقُ شوقاً لمرافيء الغدِ
تلكَ الاوجاع التي كانتْ أبلغ من تراتيل أدعيتهم
قد مّلتْ سوقَ نخاسةِ زفرتهم
فأخرجتْ من كهوفِ الصمتِ أثقالها ،
تهتفُ : مابالَ حنجرتك غادرها الحرفُ؟
لاتنخدعينَ لرعشةِ عيونِهم البلهاء ،
فالسكوتُ ليس حراماً ، ولا الضجيجُ مباحْ
آه لشدّما يخدعنا الصباحْ
ونحنُ نركضُ تحتَ الأماني ،
تحركنا أوراقُ الخريف،
ورقة توت تثبتُ ولادتَك ،
ورقةُ تلقيحٍ ضدَّ الزِنا ،وأخرى أينَ تسكنُ ؟
حينها تمنَحُ الرابعةَ مكرمة فضلاتِ قيئهم .
نتناسلُ من جيدِ الصمتِ لغات
بلا وهجٍ
بلا معنى،
سُرقتْ حناجرُها بموقدِ نارٍ أو درهمِ
آه ما أتعسنا ،
صهيلُ الخداعِ يسرقُ دمنا
فنغرقُ في كأسِ نشوتهم
استفقْ من رهابِ قوافيهم
ألا أخبرتني أيّها البابلي،
إلى متى نبقى رفاتَ أماني معلقةً فوقَ لعابِ الخمرِ ؟
اسدلْ ستارَ نواميس الحجرِ
وادلي بمصابيح فيروزك الشجي
نعم للجمالِ والحبّ
لا للخرافةِ وتعويذةِ الغدرِ .
#عبدالكريم_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟