أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - هزيمة الجهاد المسلح في سورية














المزيد.....

هزيمة الجهاد المسلح في سورية


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استعادة قوات الجيش السوري مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني لسيطرتها على مدينة يبرود الصغيرة لكن ذات الأهمية الاستراتيجية شمال العاصمة دمشق بعد طرد مجموعات المعارضة المسلحة منها لا تقف دلالاته عند حدود هذه المدينة، إنما تتعدى ذلك إلى ما قد يصل إلى سقوط ’الاستراتيجية الحربية‘ كما تنتهجها المملكة العربية السعودية منذ التأسيس الثاني خلال النصف الأخير من القرن الفائت. منذ قيامها، قد انتهجت المملكة استراتيجية حربية تعد في نواحي كثيرة ’تنويعه‘ حديثة من ’استراتيجية الجهاد‘ المسلح القديمة كما كانت تمارسها القبائل العربية فيما بينها وضد الأعداء الأجانب في قديم الزمان ثم ورثتها عنها الدولة الإسلامية في مراحلها الأولى، قبل أن تضع الخلافة الأموية نهاية لها وتتبنى بدلاً منها استراتيجية ‘الجيوش النظامية‘ المأجورة.

في أبرز خصائصها، تقوم ’استراتيجية الجهاد‘ المسلح على التعبئة المعنوية للرجال القادرين على حمل السلاح، لكن غير المتفرغين لأعمال الحرب؛ هذه التعبئة المعنوية تؤدي في خطوة تالية متوقعة إلى ’حشد‘ من الأفراد المتحمسين عاطفياً حتى الموت في سبيل القضية التي قد أعلن الجهاد نصرة لها، لكنهم في الوقت نفسه يفتقرون إلى ’الهيكل المؤسسي‘ الضروري لتنظيم هذه المشاعر الفردية المتأججة وترجمتها في النهاية إلى أعمال حربية قادرة على تحقيق الإنجاز على أرض الميدان حيث القتالي الحقيقي. وفي غياب هذا الهيكل المؤسسي المنظم، تنصرف طاقات هؤلاء الرجال البواسل في أحسن الأحوال إلى فرق وجماعات مقاتلة مبعثرة تفتقر لأدنى درجات التنسيق اللازم للجهد الحربي فيما بينها، ما يحولها في أحيان كثيرة إلى تهديد بالغ الخطورة على بعضها البعض قبل أن تصبح في النهاية فريسة بالغة الضعف يستطيع أن يلهو بها الخصم المحترف طالما ظل استمرار بقاؤها يلبي مصلحة له، أو أن يقضي عليها بسهولة وقتما تنقضي حاجته منها أو إذا ما اشتم منها تهديداً جاداً.

السعودية تمتلك ’بنية تحتية‘ ضخمة للتعبئة المعنوية للرجال لكي يضحوا بأرزاقهم وحياتهم نصرة لأتفه قضية تمس الدين الإسلامي أو المسلمين بسوء في أي مكان حول العالم. علاوة على هذه البنية التحتية العملاقة لتذكية الجهاد الديني المسلح وبذل الأموال والأنفس في سبيل ’إعلاء كلمة الله‘ سواء من فوق منابر المساجد أو من داخل المؤسسات الدينية والتعليمية والتوعوية والتثقيفية على كثرتها، المملكة تمتلك قوة لا يستهان من الرجال في سن التجنيد ومن العتاد الحربي والقدرات المادية والمعنوية الجبارة؛ لكنها، في المقابل، لا تمتلك ’الهيكل المؤسسي‘ الحربي اللازم لترجمة كل هذه المميزات الواضحة إلى قوة عسكرية مكافئة على الأرض. المملكة العربية السعودية لا تملك جيشاً وطنياً نظامياً محترفاً.

في مواجهة جيشين وطنيين نظاميين ومحترفين وفق أحدث النظريات والاستراتيجيات والتشكيلات القتالية العالمية- الجيش السوري والجيش الإيراني من خلال ذراعه اللبناني- لا يمكن أن يتخيل عاقل أن تستطيع مجموعات قد امتلأت بشحن وجداني حتى التطرف ولم تتلقى من العلم أو التدريب العسكري الاحترافي شيئاً يذكر أن تكسب حرباً شاملة، حتى لو أظهرت بأساً وبسالة مشهودة مرة هنا وأخرى هناك في بعض المعارك العابرة.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكثرية والأقلية في ديمقراطية الإسلام السياسي
- الله الاجتماعي والله الفلسفي
- حين يمسي اليسار يميناً
- مقاربة الذيب في تفنيد الدين
- مُعلق تحت الأرض
- حين تتحول المساجد إلى سجون
- ما بين العنصرية العربية والمساواة الديمقراطية
- الإسلاميون بين التقية والتمكين
- الحدود انتهاك بشع لكرامة الإنسان
- على ميزان القيمة الإنسانية
- السيسي وعنان، وبينهما الإخوان
- عن ضرورة ترويض الإسلاميين
- أنت مين قولي...
- خرافة الإسلام المدني
- هيا بنا نقضي على الإسلام
- ثورة القرضاوي، انتقامية أم إصلاحية؟
- إذا نجحت ثورة الإخوان
- وماذا يريد الإخوان من مصر؟
- في كراهية بشار الأسد
- عن الديمقراطية الإسلامية في إيران


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - هزيمة الجهاد المسلح في سورية