أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - رئيس الفرصة الأخيرة














المزيد.....

رئيس الفرصة الأخيرة


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 12:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


يظنّ الرئيس عباس أن الهجوم المستمر على المشير "عبد الفتاح السيسي" سيعزز من فرص نجاح زيارته المرتقبة إلى واشنطن في السابع عشر من الشهر الجاري، وأن الولايات المتحدة الأمريكية ستمنحه طوق النجاة الذي يؤمن له البقاء في رئاسة السلطة بعد الفشل المتواصل على مدار سنوات حكمه للشعب الفلسطيني لمجرد أنه يطلق تصريحات معادية بحق قادة ودول خرجوا عن سياق الإرادة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

ربما كان هذا الظّن صحيح نسبياً لو أن أبو مازن في وضع داخلي متماسك ويحظى بقاعدة شعبية تؤهله للإستمرار في قيادة الشعب الفلسطيني لفترة أطول، لتجعل منه أحد محاور السياسة الأمريكية في المنطقة، بعد أن فقدت أمريكا ولا زالت أهم حلفائها أثر التغيرات المفاجئة على أنظمة الحكم والإصطفافات الجديدة التي عطلت مشروعها الشرق أوسطي.

أبو مازن تناسى أن أمريكا تبني مواقفها بناءاً على تقديرات دقيقة، ولديها أولويات في بناء تحالفاتها تعتمد على تلك التقديرات بما يحقق مصالحها الإستراتيجية، إضافة لتعاملها مع واقع على الأرض لا يمكنها أن القفز عنه أو تجاهله حتى وإن جاء مغايراً لرغباتها، فالمراقب للمسألتين السورية والمصرية يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن السياسيات العالمية هي محصلة موازين قوى متصارعة المؤثر الأساسي فيها الأقوياء، ويحاول كل فريق أن يستخدم ما يملك من أوراق قوة ليحقق نقاط على الفريق الآخر، فالسياسة لا تبنى على شعارات أو مواقف معادية لدولة ما حتى ينال عباس الحظوة الأمريكية التي تؤهله حقيقة "لنقل تحيات جون كيري للمشير عبد الفتاح السيسي"، ثم ينتقل للهجوم عليه في مجالسه الخاصة أو أمام المجلس الثوري لحركة فتح.

التصريحات المعادية لمصر ودول عربية شقيقة ساندت نضال الشعب الفلسطيني لا يمكنها أن تكون جسر تقارب الرئيس عباس مع أمريكا، بل العكس تماماً فقد كان العرب ولا زال هم أهم عناصر قوة الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل وهذا من البديهيات التي أدركها كل قادة العمل السياسي الفلسطيني وفي مقدمتهم الشهيد ياسر عرفات، ولولا هذه الشراكة العربية على عواهنها في المسألة الفلسطينية لتمكنت إسرائيل من إلحاق الهزيمة الكاملة بالفلسطينيين وحققت حلم الصهيونية العالمية بوطن لليهود في فلسطين خال من الفلسطينيين.

لقد أقر عباس أمام المجلس الثوري لحركة فتح أنه رجل كهل وقارب على الثماني عقود من العمر، بما يفيد ضمناً أن حياته السياسية والزمنية قد شارفت على الإنتهاء، وأنه لا يريد أن يختم حياته "بخيانة" وبالرغم من ذلك يواصل هجومه بشكل شرس على معارضيه، ويصنع الأكاذيب والأزمات لتعزيز فرص بقائه على رأس النظام السياسي الفلسطيني، ومع كل هجمة يمارسها سواء كانت بحق أشخاص أو حكومات تتواصل خسارته على المستوى الفلسطيني الداخلي – فتح ومجموع الحركة الوطنية، وعلى المستوى الخارجي في العلاقات العربية والعالمية، حتى أصبح في عزلة كبيرة لن تفيد معها حملات التضليل التي ينظمها فريقه الصغير في المقاطعة، ولن تخرجه منها أمريكا منتصراً "بوعد كيري" لأنها ببساطة دولة لا تبني سياساتها على الضعفاء.

من يريد أن ينهي حياته السياسية بشكل مشرّف لا يعبث بلقمة عيش الناس، ولا يشارك في حصار المحاصرين، يجمع ولا يفرق ويصنع الأزمات، يكون رجل إجماع وطني يحافظ على الثوابت الوطنية ووحدة الحركة الوطنية في مواجهة الإحتلال، ويساعد في إستنهاض حالة عربية شريكة لنضال الشعب الفلسطيني ولا يختزل تحالفاته "بإمارة قطر" المتآمرة تاريخياً على كل قضايا العرب، يحمل هموم شعبه وقضيته إلى المجتمع الدولي لتحقيق المزيد من الإسناد والتضامن، يخوض معاركه التنافسية بأخلاق المناضلين الوطنيين- هكذا يفعل القادة.

إذا كان التفريط العلني بقضية اللاجئين الفلسطيني، والصمت المطبق على الجرائم الإسرائيلية اليومية من قتل وإستيطان وتهويد متواصل للقدس وتدنيس للمقدسات المترافقة مع التهديد الإسرائيلي بوضعها تحت السيادة الإسرائيلية لا يعد شكلاً من أشكال الخيانة، فما هي الخيانة الوطنية من وجهة نظر أبو مازن، وهل الوطنية والبطولة باتت محصورة في منع أي تحرك ضد الإحتلال ومواصلة التفاوض والتنسيق الأمني وتأمين موازنة السلطة !

أمريكا لا تعمّد الرؤساء أوتمنحهم رخصة البقاء في سدة الحكم رغماً عن إرادة شعوبهم، التجربة العربية أكدت ذلك، كما أكدتها الكثير من التجارب العالمية، القائد الحقيقي هو من تسانده الجماهير وتؤمن له الحماية والإستمرار في قيادتها خلال أخطر الأزمات، فالشعب الفلسطيني لم تعد تنطلي عليه خديعة "صمود القيادة" أو"الضغوطات" التي تمارس عليها بعد أن شاهد بما لا يدع مجالاً للشك أن تلك القيادة هي من يمارس عليه ضغوطاً إقتصادية وإبتزاز مالي فردي وجماعي غير معهود في العمل السياسي الفلسطيني، ويشاهد قيادة وضعته في مفاضلة بين "الوطن والراتب" دون أن تخجل أو يندى لها جبين من هذا الفعل، ولا زالت بالرغم من ذلك تطلب من الجماهير أن تدعم هذا الصمود !

فريق التضليل الفلسطيني يعوّل كثيراً على لقاء "الفرصة الأخيرة" الذي سيجمع ما بين الرئيسين "أوباما" و"عباس" في السابع عشر من الشهر الجاري، بعد أن فقد عباس كل ما في جعبته من أوراق قوة، واهمين بأن الرئيس الأمريكي يمكنه أن يكون وسيطاً نزيهاً لتسوية سياسية ما بين الفلسطينيين وإسرائيل، مسقطين من حساباتهم طبيعة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، متجاهلين الواقع الفلسطيني والعربي لحظة قرارهم بالعودة إلى المفاوضات حتى الآن، بعضهم عاد يتحدث عن خيارات مفتوحة وسيناريوهات سياسية في حال فشل لقاء الفرصة الأخيرة، وجميعهم يدرك تماماً أن الفرصة الأخيرة الحقيقية والوحيدة والممكنة في ظلً كل المتغيرات العالمية التي يستطيع الرئيس عباس أن يناور بها هي تنفيذ إتفاق المصالحة والعودة إلى الشعب لإختيار قيادته الجديدة من خلال عملية ديمقراطية يحدد فيها الشعب الفلسطيني مستقبله.


[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ إلى جماهير الشعب الفلسطيني
- الأردن يضع القيادة الفلسطينية أمام مسؤولياتها
- وثيقة إستسلام وليست إتفاق إطار
- الرجوب يستكمل مهام فريق الصاعقة الرئاسي
- قيادة عاجزة وإشغالات مقصودة
- على هامش حراك المصالحة الفلسطينية
- المصداقية قبل المديونية يا حكومتنا الجديدة !
- في الأول من أيار الكفاح الوطني لا يسقط النضال المطلبي
- سقط الخوف فانكشف المقدس
- أهلاً بمصالحة تؤسس للمحاسبة
- لا تسقط حقك في المشاركة والمحاسبة
- غزة تدق على جدران الخزان، نحو مراجعة جديدة للعلاقة مع جماهير ...
- خطوة إضافية من الرئيس عباس على طريق الاجهاز التام على منظمة ...
- تحذير ظاهرة -عنصرية إنفصالية- على الأبواب!!!
- في ضوء تقرير الامم المتحدة حول غزة 2020
- سأدلكم على مكان الإرهابيين
- في فلسطين حكومتان وآلاف المتعطلين عن العمل
- بعد العجز وقبل الكارثة
- الواقع المر والخيارات المفتوحة !!!
- أين فتح ومنظمة التحرير من سلوك الرئيس عباس


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - رئيس الفرصة الأخيرة