أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمود سلامة محمود الهايشة - قضايا وآراء في التربية والتعليم والبحث العلمي-5















المزيد.....

قضايا وآراء في التربية والتعليم والبحث العلمي-5


محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)


الحوار المتمدن-العدد: 4348 - 2014 / 1 / 28 - 08:41
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


[5] تآكل مجانية التعليم في مصر!:
التعليم هو الوسيلة الوحيدة التي ترتفع بها مكانة الإنسان إلى مراتب الكرامة والشرف.

والتعليم هو أهم الأسلحة والذخائر التي تستخدمها الشعوب على مر العصور والحضارات لتنمية الذات ومواجهة الآخر.

نتحدث هنا عن ملف التعليم في مصر، وبالتحديد عن مجانِيَّة التعليم، والحديث عنها مليء بالقِصص والحكايات، فالتاريخ فيه كل شيء؛ حيث ظل التعليم في مصر غير مجانِيٍّ، وبمصروفات حتى عام 1950م إلى أن أتى الدكتور/ طه حسين - وزير المعارف آنذاك - وعمل على أن يكون التعليم الأساسي ما قبل الجامعي مجانيًّا، بينما التعليم في الجامعات ظل بمصروفات، استمر الوضع هكذا حتى جاء دستور عام 1964م، وعدَّل المادة الخاصة بمجانية التعليم، وأصبح التعليم بجميع مراحله، الجامعية وما قبلها، مجانيًّا؛ أي: لم يُصبح التعليم الجامعي مجانيًّا إلا بعد 12 عامًا من قيام ثورة يوليو عام 1952م، وتحويل مصر من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري، وخروج المستعمِر الإنجليزي من مصر، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: ماذا حدث الآن في المجانية؟!

بشكل مباشر بدأت المجانية تتآكل، وذلك بإنشاء المدارس والمعاهد والجامعات الخاصة والأهلية، وهذا ليس عيبًا؛ فالحكومة لا تستطيع سد الفجوة بين ما هو متاح فعلاً من مؤسسات تعليمية حكومية، وبين الزيادة الرهيبة في أعداد السُّكان، فمثلاً كان عدد سُكان مصر عام 1990م حوالي 50 مليونَ نسمةٍ، واليوم ونحن في عام 2013، قد تخطى العدد 90 مليونًا؛ مما يعني زيادة أكثر من 40 مليونًا في ثلاث وعشرين سنة فقط، فمشكلة تلك المؤسسات التعليمية الخاصة أن الكثير منها يُقام لهدف واحد فقط، هو الربح، دون النظر إلى جودة ما يقدَّم من خدمة تعليمية، وهنا لا نعمم الأمر، أو نقول: إن هذا موجود في 100% من تلك المؤسسات الخاصة، فمنها ما يقدم عملية تعليمية متميزة، إن لم تكن تساوي ما يقدم من تعليم في خارج مصر، بل في بعض الأحيان تتخطاه.

فعندما ظهرت تلك المؤسسات التعليمية الخاصة في سوق الخدمات التعليمية، كأحد أنواع المشاريع الاستثمارية في مصر، كان من يُرسِل أبناءه إليها يكون دليلاً على ضعف مستوى التحصيل الدراسي والعلمي عند هؤلاء الأبناء، فكان غرض أولياء الأمور هو أن يحصل أبناؤهم على شهاداتهم الدراسية بسهولة ويسر، ما دام ولي الأمر يدفع ثمن تلك الشهادة؛ حيث كان الاعتقاد السائد حينها أن تلك المؤسسات الخاصة أضعف في المستوى العلمي من المؤسسات الحكومية المجانية، ومع مرور السنين نضجت التجربة، وانقلبت الأوضاع رأسًا على عَقِب، من النقيض إلى النقيض، فقد تراجع التعليم الرسمي الحكومي، وأصبح في حالة يُرثى لها، وتغيرت المفاهيم لدى الناس، فمن يريد أن يُعلم أبناءه بشكل جيد، ويستثمر فيهم أمواله ووقته، فعليه أن يُلحِقَهم بالمدارس الخاصة، وكلما ذهبوا إلى مؤسسات ذات مصروفات مرتفعة ومُكْلفة، زادت جودة ما يُقدَّم من خِدْمات وتقنيات تعليمية.

وبالطبع مع زيادة أعداد الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة وما يعادلها من دبلومات فنية، فلم تَعُد الجامعات المصرية الحكومية تستوعب مثل هذه الأعداد الرهيبة، ويتوقع خبراء التعليم في مصر أنه في خلال العشر السنوات القادمة، سوف تزيد أعداد الجامعات الخاصة بشكل كبير جدًّا، ويُصبِح الملتحقون بالتعليم الجامعي الخاص ما يقرب من 75% من الراغبين في مواصلة تعليمهم العالي، والباقي في الجامعات الحكومية الموجودة حاليًّا، وتتوقف الدولة عن إنشاء جامعات جديدة تتبعها، ويصبح دور الجامعات الحكومية هو إعداد أجيال جديدة ممن يحملون درجتي الماجستير والدكتوراه، والإشراف على ما تُقدِّمه الجامعات الخاصة من خِدْمات تعليمية. وفي الوقت الحاضر رُفعت المجانية بشكل شِبْه كامل من جميع مراحل التعليم ما بعد الجامعي، أقصد مرحلة الدراسات العليا من دبلومات دراسات عليا، وماجستير ودكتوراه!

مما سبق يمكن القول: إن مجانية التعليم تتآكل من أسفل ومن أعلى، والعصر القادم هو عصر مَنْ يريد أن يُعلِّم أبناءه فعليه أن يمتلك ثمن هذا التعليم، أو يُعلِّمهم تعليمًا رديئًا، فالاستثمار القادم هو الاستثمار في التعليم، فمن يتعلمْ جيدًا فسوف تكون له فرص جيدة في الحصول على عمل جيد، فالتعليم الخاص يعمل الآن على احتياجات أسواق العمل ومتطلباتها؛ حيث تقوم تلك المؤسسات التعليمية الخاصة بتغيير لوائحها وسياستها بشكل سريع ومتواصل، وذلك على حسب المتغيرات الحياتية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، بينما تظل تلك اللوائح والقوانين المنظِّمة للجامعات الحكومية، وما يَتْبَعُها من كليات ومعاهد، ومراكز بحثية، مجمَّدةً تحتاج إلى عشرات السنين؛ حتى تقوم بتغيير، أو تعديل، أو حذف أو إضافة مادة أو مقرر دراسي واحد، وذلك بعد تقديم المقترَح، ودراسة المقترَح، وإنشاء لجنة لدراسة ما يجب فعله، ثم إرسال الأمر لكل الكليات والأقسام العلمية، التي يخصها هذا الأمر على مستوى الجامعات التابعة للمجلس الأعلى للجامعات، ثم الرجوع بالأمر لهذا المجلس لإصدار قرار، وبعد صدور القرار تُقرِّر كل جامعة أو كل كلية بأن تقوم بتطبيق هذا الأمر في نفس العام الدراسي، أو تأجيله للعام الدراسي المقبل، هكذا في سلسلة غير منتهية من البيروقراطية، التي لا تتناسب مع روح العصر، وطبيعة العلم، في زمن أصبحت فيه العلوم تتضاعف ما بين 24-72 ساعة، على حسب طبيعة هذا العلم أو ذاك، بعدما كان يستغرق هذا التضاعف ما بين خمسين أو سبعين أو مائة عام.

فمتى يصبح العلم والتعليم والتعلُّم مرتكِزًا على الطالب، يعمل على استخدام المستويات العليا من التفكير "الفهم، والتحليل، والتركيب" والبُعد عن المستويات الدنيا من التفكير "الحفظ، والاستذكار، والاسترجاع"؟! وذلك لإنتاج أجيال مبدعة مبتكِرة، والبعد عن وأْد مقَوِّمات الإبداع، وذلك بتنمية استراتيجيات النقد والتحليل وحل المشكلات.
----------------

Erosion of free education in Egypt !
By: MAHMOUD SALAMA EL-HAYSHA - Egyptian writer and researcher
[email protected]
Education is the only means by which rise to the ranks of the status of human dignity and honor.
Education is the most important arms and ammunition used by people throughout the ages and civilizations for the development of the self and the other face .
Talking about here is a file of education in Egypt , and specifically about free education , and talk about it is full of stories and anecdotes , history where everything -;- terms under Education in Egypt is free, and expenses until the year 1950 that came Dr / Taha Hussein - Minister of Education at that time - and work on that education is the primary pre-university free of charge , while education in universities under the expenses , the situation remained so until the Constitution of 1964 , and amended the article on free education , and become all levels of education , college and before , free of charge-;- ie: did not become a university education free only 12 years after the July Revolution in 1952 , transforming Egypt from the monarchy to republican system , and colonizer England out of Egypt , and the question now arises : What happened now in free ? !
-dir-ectly began free eroded , and the establishment of schools , colleges and universities, private and civil , and this is not a defect -;- government can not bridge the gap between what is already available from public institutions , and the dramatic increase in the numbers of the population , for example, had a population of Egypt in 1990 about 50 million people, and today we are in 2013 , has exceeded the number of 90 million -;- , which means an increase of more than 40 million people in twenty-three years only , the problem of those private educational institutions that many of them will be held to only one goal , is profit , without regard to the quality of what is offered from educational service , and here do not generalize it ,´-or-say that this is present in 100% of those private institutions , some of which offers a distinct educational process , that were not equal to what is offered outside of education in Egypt , but in some cases overtake .
When emerged that private educational institutions in the market for educational services , as one of the types of investment projects in Egypt , was sending his sons to be evidence of the low level of academic achievement and scientific when these sons , was the purpose of parents is to get their children on their testimony tuition easily , what as long as the parent is paying for that certificate -;- , where it was thought then that those private institutions weaker in the scientific level of the governmental institutions of free , over the years matured experience , and turned the situation upside down , from one extreme to the contrary , the decline of public education government , and became in a deplorable state , and changed perceptions of the people , who wants to teach his children well, and invests them money and time , he must touched by private schools , and whenever they went to the institutions of expenses are high and expensive , increased quality of services rendered and teaching techniques .
Of course, with the increase in the number of students who have high school and equivalent diplomas art , no longer Egyptian universities, governmental accommodate such numbers are terrible , and experts predict Education in Egypt that during the next ten years , will increase the number of private universities is very large , and it becomes enrolled in education your college nearly 75% of wishing to pursue higher education , and the rest in public universities currently , and stop the state for the establishment of new universities followed , and it becomes the role of public universities is to prepare new generations who hold master s and doctoral degrees , and supervision for its private universities educational services . At present, raised almost entirely free from all stages of post-graduate education , I mean post-graduate diplomas from the Graduate , and MA and PhD. !
From the above it can be said : The free education is being eroded from the bottom and from the top , and the coming age is the age of wanting to teach his children , he should have the price of this education ,´-or-teach them inferior education , Investing is the next investment in education , it learns well they will have good opportunities to get a good job , education is private is now working on the needs of the labor markets and their requirements -;- where those private educational institutions to change their regulations and policies quickly and continuously , and depending on the variables of life , social, economic , and political , while the remains of those regulations and laws governing public universities , and subsequent colleges and institutes , and research centers , frozen need to be tens of years -;- until you change , modify,´-or-or add material´-or-curriculum one , and after submission of the proposal , and the study proposal, and the establishment of a committee to study what to do , and then send the command Per colleges and scientific departments , which of its own this matter at the university level of the Supreme Council of Universities , and then refer the matter to the Council to issue a decision , and after the decision was decided by each university´-or-each college that you apply this in the same school year ,´-or-postponed for the next school year , Thus, in a series of endless bureaucracy , which does not fit with the spirit of the age , and the nature of science , in time became a science double between 24-72 hours , depending on the nature of this science´-or-that, after he takes this replication between fifty´-or-seventy´-or-hundred years .
So when it becomes science and education and learning an anchor on the student , employs the use of higher levels of thinking " understanding , analysis, and installation " and away from the lower levels of thinking " conservation, recall , and retrieval " ? ! So as to produce generations of innovative , creative , and away from the elements of infanticide creativity , and the development of strategies that criticism and analysis, and problem solving .



#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُشَّاقُ لغَةِ الضَّاد، المقالُ العاشِرُ ..بقلم الكاتب ماهر ...
- عُشَّاقُ لغَةِ الضَّاد، المقال التاسع ..بقلم الكاتب ماهر عبد ...
- عُشَّاقُ لغَةِ الضَّاد، المقال الثامِن ..بقلم الكاتب ماهر عب ...
- عُشَّاقُ لغَةِ الضَّاد، المقال السابع ..بقلم الكاتب ماهر عبد ...
- فضفضة ثقافية (302)
- عُشَّاقُ لغَةِ الضَّاد، المقال السادس ..بقلم الكاتب ماهر عبد ...
- عُشَّاقُ لغَةِ الضَّاد، المقال الخامس ..بقلم الكاتب ماهر عبد ...
- نقاط مهمة في استنبات الشعير (1)..الحلقة الأولى
- عُشَّاقُ لغَةِ الضَّاد، المقال الرابع ..بقلم الكاتب ماهر عبد ...
- فضفضة ثقافية (301)
- عُشَّاقُ لغَةِ الضَّاد، المقال الثالث ..بقلم الكاتب ماهر عبد ...
- عُشَّاقُ لغَةِ الضَّاد، المقال الثاني.. بقلم الكاتب ماهر عبد ...
- فضفضة ثقافية (300)
- عُشَّاقُ لغَةِ الضَّاد، المقال الأول..بقلم الكاتب ماهر عبد ا ...
- البطيخة طلعت صفرا !!
- قضايا وآراء في التربية والتعليم والبحث العلمي-4
- فضفضة ثقافية (299)
- قضايا وآراء في التربية والتعليم والبحث العلمي-3
- قضايا وآراء في التربية والتعليم والبحث العلمي-2
- قضايا وآراء في التربية والتعليم والبحث العلمي-1


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمود سلامة محمود الهايشة - قضايا وآراء في التربية والتعليم والبحث العلمي-5