أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - ثورة القرضاوي، انتقامية أم إصلاحية؟














المزيد.....

ثورة القرضاوي، انتقامية أم إصلاحية؟


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4344 - 2014 / 1 / 24 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المصري الهارب إلى قطر، الشيخ يوسف القرضاوي، يكاد يتحول إلى الرمز الأبرز لثورة إسلامية مزعومة يجري التحريض عليها والاعداد لها على قدم وساق منذ عدة سنوات الآن في موطنه مصر وعدة أقطار عربية أخرى. قد عرف الشيخ وجماعته كيف يتسربون إلى أغلب ثورات الربيع العربي ويركبونها لأهدافهم الخاصة في أكثر من مكان. لكن السقوط المدوي للجماعة في بلدها الأم، مصر، كاد يفقد الشيخ العجوز عقله، ليستنهض فيه جنوناً ثورياً ربما لا يقل شراسة ودموية عن زعماء ثوريين مشاهير قد سجلتهم جيداً كتب التاريخ الحديث بعدما اكتوت بنيرانهم الثورية شعوبهم أنفسهم من مثل زعيم الثورة البلشفية فلاديمير لينين في روسيا، أو قائد الثورة الإسلامية المرشد الأعلى علي خامنئي في إيران. الشيخ الداعية الهادئ الرصين قد تحول جراء المفعول الثوري إلى كتلة ملتهبة من النيران الحارقة.

كان النداء الأبرز كما تردد صداه بقوة عبر أثير ثورات الربيع العربي انطلاقاً من تونس هو "الشعب يريد إسقاط النظام". وفي مصر، قد ردد الثائرون هناك أيضاً منذ 25 يناير 2011 المطلب ذاته: الشعب يريد إسقاط النظام. هذا ’النظام‘ الذي كان، وإلى حد ما لا زال، يريد المصريون إسقاطه هو النظام الحاكم، بمعنى السلطة التنفيذية أو الحكومة السياسية للبلاد. وقد أزاد البعض مطلباً آخر يربوا إلى ضرورة تطهير بقية سلطات ومؤسسات الدولة الأخرى مما قد علق بها بالضرورة من فساد وركود وعجز عن الأداء جراء تغول وتنكيل النظام الحاكم وإساءة استعمال السلطة طوال عقود عديدة. على هذا، قد انطلقت الدعوات الثورية لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة، وتطهير القضاء والشرطة والإعلام، وضرورة إخضاع مؤسسة الجيش للسيطرة المدنية والمساءلة القانونية أسوة بسائر سلطات ومؤسسات الدولة الأخرى. في أثناء ذلك الوقت الثوري البكر، ما كان ثائر قط يتخيل حتى أن يوجد من بين رفقاء الثورة الأوائل من كان يريد ’إسقاط الدولة‘ بالكامل بدلاً من مجرد استبدال النظام الاستبدادي القديم بآخر ديمقراطي يتولى بدوره تطهير مؤسسات الدولة وإخضاعها للشفافية والمساءلة وسيادة القانون، لكن مع المحافظة عليها سليمة وعدم محاولة تقويضها في الوقت ذاته.

بالفعل قد أسقط الثوار النظام السياسي القديم واستبدلوه بآخر، وبقيت سليمة إلى حد ما مؤسسات الدولة غير السياسية التي لا ينكر أحد حاجتها الملحة للإصلاح والتحديث. عندئذ أخذت تتضح إلى الوجود صورة مناقضة تماماً لما كان في ذهن الثوار الأصليين. النظام الجديد، مجسداً في جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم من تيار الإسلام السياسي العريض، كان لهم تصور آخر غير معلن للغاية من الثورة. هم، في الحقيقة، لم يكونوا يوماً ثواراً ولا يعنيهم في شيء لا الثورة ولا شعارها "الشعب يريد إسقاط النظام"؛ بالنسبة لهم لم تكن ثورة 25 يناير ومطلبها الرئيسي "الشعب يريد إسقاط النظام" سوى تكتيك مرحلي ضمن استراتيجية أكبر: إسقاط الدولة كلها. في الحقيقة، الإسلام السياسي منذ ظهوره كردة فعل رافضة لتفكيك نظام ’الخلافة الإسلامية‘ وقيام أنظمة ’الدولة الوطنية‘ على أنقاضها سواء في موطن الخلافة نفسها، تركيا، أو في سائر الدول العربية والإسلامية الأخرى وهو يضمر ويعلن للدولة العلمانية كراهية أقوى من كراهية الشيطان ذاته، ويحملها المسؤولية عن زوال الخلافة وحكم الشريعة، ويرى في زوال نظام الدولة حتمية تاريخية لإحياء الاثنين معاً ولو في لباس بدلة ورابطة عنق أنيقة.

ثورة الإمام القرضاوي، ومن خلفه كل أطياف الإسلام السياسي، هي في الأصل لا تعترف بشرعية الدول العلمانية القائمة، لا في تركيا ولا في مصر ولا في تونس، ولا حتى في السعودية أو قطر أو أي دولة عربية أو إسلامية أخرى. القرضاوي والإسلام السياسي لا يعترفون إلا بتنظيم شرعي وحيد- الأمة الإسلامية، المعادل الديني لنظام الخلافة الإسلامية على مستوى الحكم السياسي.

بينما كانت ثورة 25 يناير ولا تزال تستهدف بالأساس التحرر من الاستبداد والقمع والظلم الذي تمارسه الدولة القائمة بحق الأغلبية العظمى من مواطنيها، القرضاوي وأتباعه كانوا ولا زالوا يريدون القضاء على الدولة كلها بما لها وما عليها، لأنهم في الأصل منذ تأسيس المنظومة الدولية الحديثة لم يعترفوا بشرعيتها يوماً. هل يتساوى علاج المريض مع قتله؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا نجحت ثورة الإخوان
- وماذا يريد الإخوان من مصر؟
- في كراهية بشار الأسد
- عن الديمقراطية الإسلامية في إيران
- هل الديمقراطية ضد الدين؟
- في رياضة الإسلام السياسي
- سلميتنا أقوى من الرصاص
- شلباية ولميس، وكمان أم أيمن
- هل مصر على فوهة فوضى؟
- الأنثى الداجنة
- هيا بنا نقتل إسرائيل
- حكومتها مدنية
- باشاوات ثاني؟!
- وهل ماتت دولة الإسلام؟!
- دولة الإسلام- دينية، عنصرية، متخلفة
- إيران الإسلامية تحتمي بالقنبلة النووية
- برهامي، ومثلث الرعب الإسلامي
- الإرشادية تمثيل الإلوهية على الأرض
- الأزهر سبحانه وتعالي
- تحذير: للكبار فقط


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - ثورة القرضاوي، انتقامية أم إصلاحية؟