أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى مجدي الجمال - مستقبل مغامرة السيسي















المزيد.....

مستقبل مغامرة السيسي


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 07:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مستقبل مغامرة السيسي

((( يفضل الكاتب أن يطالع القارئ هذا المقال بعد أن يطلع أيضًا على بعض مقالاتي على صفحتي الخاصة بموقع الحوار المتمدن، وخاصة مقالات: "مستقبل جمهورية مرسي" بتاريخ 15/8/2012 ، و"انقلاب عسكري أم انقلاب ثوري" بتاريخ 15/6/2013 ، و"غابت البوصلة والطليعة فحضرت الكاريزما" بتاريخ 21/8/2013 و"مسألة السيسي بين الاستقالة والاغتيال" بتاريخ 3/10/2013)))
لا أحد ينكر أن الظرف الحالي في مصر يتصف في الأعم بالسيولة والتقلب والخطورة.. أما عن السيولة والتقلب فهي واضحة وإن كانت لا تنفي حقيقة أن جماعة الإخوان تتعرض لمحنة كبيرة، ليس أهم معالمها فقدان السلطة السياسية التي هبطت عليهم في تطور مفاجئ تاريخيًا، وإنما الأهم هو تراجع شعبيتها وخسارة الكثير جدًا من نفوذها الأيديولوجي..

وقد كان المشروع الإخواني المجهض جزءًا من مشروعات دولية- ومن ثم إقليمية- لم تتضح معالمها الكاملة بعد، وإن جاءت تلك المشروعات في إطار صراع دولي أكبر على المنطقة، مليء بالتناقضات حتى داخل المعسكر الواحد (كذلك التناقض بين السعودية وقطر).. ومن المنطقي فهم أن مصر كانت من أهم نقاط المواجهة في هذا الصراع الدولي الأكبر بين القوى الإمبريالية المهيمنة على النظام الدولي منذ أوائل التسعينيات من جانب، وبين قوى صاعدة لها هي الأخرى طموحاتها القومية وربما "الإمبريالية" مستقبلاً حتى تتمكن من الاستمرار والنجاح في عالم أراد له المعسكر الآخر أن يكون أحادي القطبية..

ويزعم الكاتب أن هذا البعد الدولي والإقليمي غائب في بعض التحليلات التي تنظر للثورة المصرية من منظور داخلي منعزل، رغم أن المسرح "الوطني" للثورة حافل بالأدلة على امتدادات الصراع الأكبر على الأرض المصرية.. تكفي مثلاً الإشارة إلى حالة سيناء والوضع القلق على الحدود مع غزة، والأخطار الهائلة والمرشحة للتصاعد على الحدود مع ليبيا، وتفجر المشكلات الحدودية مع السودان وأزمة سد النهضة الإثيوبي.. أضف إلى هذا العمليات الإرهابية المتوقع تزايدها حتى داخل الوادي، وكذلك تدفق المال السياسي من الخارج على معظم الأطراف السياسية و"المدنية"..

مع ذلك يبقى الأساس هو أن الشعب المصري يناضل منذ سنوات من أجل انتزاع حرياته والحد الأدنى من العيش الكريم مع الحفاظ على وحدة الوطن بكافة أطيافه، والحفاظ على الدولة المصرية من تفكك سيؤدي حتمًا إلى هلاك المنطقة بأسرها لعقود مقبلة.

وقد أسلفت القول- وكررته- في مقالات سابقة بأن الثورة المصرية تأخذ طابع الانتفاضات أو الموجات الثورية المتعددة، وذلك لسبب أساسي هو غياب الطليعة السياسية المنظمة وذات الرؤية المتكاملة.. ونظرًا لتكالب أعداء الثورة عليها، والمحاولات الإجرامية لفصائل عديدة (كبيرة الحجم والإمكانيات ومتمتعة بإسناد دولي) لحرف الثورة عن مسارها أو ابتلاعها.. كان ظهور كاريزما (زعيم شجاع أو يجيد التواصل مع العواطف الشعبية المتقدة) من داخل الجيش، بدلاً من كاريزمات ثبت قلة انفعال المواطن العادي بها.. كان ظهور الكاريزما العسكرية بمثابة طوق النجاة في نظر الجماهير غير المسيسة التي تحلم بالخروج من الدوامات "بأي ثمن".. وبعدها "يحلها الحلاّل".. خاصة وأنها توحي بظلال من كاريزما عبد الناصر التي احتلت الوجدان الشعبي في الخمسينيات والستينيات..

** عن المقارنات التاريخية**
لا شك أن اللحظة التاريخية الراهنة تشبه لحظات مشبوبة عرفتها مصر قبل ستة عقود. وهناك الكثير من المشابهات في الحالتين، أهمها الدور السياسي للقوات المسلحة في منعطف تاريخي خطير ومعقد، مع الدور الخاص للكاريزما. ولكن من المفيد تكرار القول بأن التاريخ لا يعيد نفسه، فهناك بعض الاختلافات بين الحالتين السابقة والحالية لا بد من الإشارة إليها:

- كان مجيء عبد الناصر ورفاقه مواكبًا، وعلى رأس، موجة عارمة للتحرر الوطني اجتاحت المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية، بينما سيأتي السيسي على رأس محاولة لمقاومة مخطط إمبريالي/ إقليمي خطير يستهدف تفكيك وتمزيق دول ومجتمعات المنطقة. ومغزى الفارق هنا أن عبد الناصر كان على رأس موجة هجومية بينما السيسي سيقف ضمن موجة "دفاعية" إلى حد ما تحاول استعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في السابق وليس تطويرها بوضوح إلى آفاق ثورية.

- جاءت موجة عبد الناصر في ظل احتدام الحرب الباردة، ومن ثم كان بإمكانه اللجوء إلى المعسكر الشرقي، أو على الأصح الاستفادة من هامش المناورة بينهما للحصول على السلاح والتكنولوجيا والمساعدة في التصنيع فضلاً عن المساندة على المسرح الدولي. أما في حالة السيسي فإن القوى الصاعدة (روسيا والصين) مازالت تتحسس خطاها في المنطقة وتسعى في هذه المرحلة إلى تقاسم النفوذ مع الغرب وليس المنازعة عليه، فضلاً عن تاريخ التشكك في سابق التورط مع الأنظمة العربية التي اعتبرت علاقاتها مع المعسكر الشرقي مجرد أداة ضغط على الغرب. كما أن المعطيات الحالية لا توحي أصلاً برغبة واضحة في الانفلات من الهيمنة الغربية أو التمرد عليها.

- بدأ عبد الناصر ثورته بتسديد ضربات موجعة نوعًا ما للقوى الاجتماعية والسياسية الرجعية وهو ما أكسبه شعبية هائلة في وقت قياسي. أما في حالة السيسي فلا توجد أمامنا قرائن على رغبته في القيام بمثل هذا الانحياز.

- كانت الجماعة العسكرية المحيطة بعبد الناصر من القيادات المتوسطة والصغرى الشابة التي ارتبط مصيرها الجمعي معًا منذ الإطاحة بالحكم الملكي والقيادات الأرستقراطية للجيش. وهي حالة مختلفة بالطبع عن كون السيسي سيأتي وهو على رأس قيادة المؤسسة العسكرية المستقرة نوعًا ما (رغم حقيقة أنه ترقى بسرعة في السنوات الأخيرة). ولا ريب أن لهذا الفارق مغزاه الموضوعي بالنسبة لمدى الإصلاح الممكن القيام به، وكذلك فيما يتعلق بسرعة وطبيعة وحدة التدخلات.

- كان لعبد الناصر نشاطه السياسي منذ شبابه في حزب مصر الفتاة ثم على حافة جماعة الإخوان وتنظيم حدتو اليساري. بينما لا نجد شيئًا من هذا عند السيسي. ومغزى الفارق هنا أن الخطوط العريضة لبرنامج ما في رأس عبد الناصر كانت متبلورة، وإن كان قد اعتمد منهج "التجربة والخطأ" في الممارسة ليعدل من مواقفه حسب الأحوال. بينما لم نجد من الفريق أول السيسي أكثر من عبارات عامة (غامضة وحمالة أوجه) ولا نعرف له حتى الآن توجهًا اجتماعيًا أو سياسيًا واضحًا.

- على المستوى الشخصي كانت كاريزما عبد الناصر أقوى بكثير من الفريق السيسي (حتى على مستوى المواهب الشخصية والشكلية) كما كان البعد الاجتماعي أوضح في مخاطبة عبد الناصر للحس الشعبي، فضلاً عن البعد الوطني في مواجهة الخارج والذي جعل عبد الناصر من أكثر زعماء القرن العشرين شهرة في هذا الجانب.

** مزيد من الحديث عن الشخص**
لعل الفوارق المذكورة آنفًا تؤكد صياغتنا لعنوان هذا المقال بأننا بصدد "مغامرة" وليس "مشروعًا" للسيسي، على العكس من عبد الناصر الذي كانت لديه مقومات مشروع واضح ومتكامل نسبيًا منذ وقت مبكر، ولم يتوقف عن التطور.

سبق أن كتبت أن كل المعطيات تقول إنه لا مفر أمام السيسي من التحرك من مقر وزارة الدفاع بكوبري القبة إلى قصر الاتحادية بروكسي، فمن الصعب جدًا تصور استمراره إلى جانب رئيس آخر، ومن الصعب أن يذهب إلى المنفى الاختياري، أما إذا أقدمت قوى حمقاء على "إلغاء رقمه" فإنها بذلك ستفتح أبواب جهنم على الجميع دون استثناء.

من هنا أهمية الجانب الشخصي في المسألة. ومن نافلة الكلام الاستغراق في الحديث عن دور الفرد في التاريخ، خاصة في مصر. وأول ما نلاحظه أن الفريق أول السيسي قد جاء من آخر الصف في المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليصبح الضابط "الأقدم" في المجلس (والمفارقة أن هذا تم على أيدي جماعة الإخوان).

وعلى الرغم من الدور الشخصي للسيسي، يخطئ من يظن أنه يتحرك بمفرده أو بمعزل عن مجمل إرادة المؤسسة، وإن كان لطابعه الشخصي دور في إخراج موقف المؤسسة، وليس صنعه بالكامل. ويجب أن نفهم هذا في ضوء الإقرار بأن المؤسسة العسكرية تتحرك اليوم للحفاظ على الدولة (وبالطبع على جوهر النظام الاجتماعي القائم) من أخطار واضحة، وأيضًا للحفاظ على نفسها و"استقلاليتها" في شتى المجالات. ويبدو أن قيادة القوات المسلحة لن تطمئن في الفترة المقبلة لأن تتولى دفة الدولة زعامات سياسية أو حزبية لا توجد ثقة كاملة في قدرتها على الصمود و"النجاة بالوطن".

وربما كانت كاريزما السيسي من أهم العوامل التي ستحافظ على وحدة المؤسسة العسكرية، رغم أن جماعة الإخوان وقوى خارجية عملت وراهنت على انقسامات في هذه المؤسسة العتيدة. لكن فاتهم أن الجيوش الضخمة لا تنقسم بسهولة، خاصة إذا بنيت على أساس وطني (لا عرقي أو طائفي أوحزبي)، إلى جانب الأعداد المهولة من المجندين وضباط الاحتياط.

وبقدر من التأمل في الأسلوب الشخصي للسيسي من خلال ما رشح لدينا من معلومات قليلة وما رأيناه من مواقف، يمكن أن نسجل السمات التالية:
- الشجاعة الفردية.
- إجادة التواصل مع "الحس الشعبي" وإلهامه.
- القدرة على المناورة والتمويه.
- الاستفادة من المعلومات المتاحة.
- دفع الخصم لأن يخطئ أولاً وعدم المبادرة بالهجوم إلا في اللحظة المناسبة.
- يفضل جعل الأمور تتطور بهدوء إلى ما يريد دون تدخل ظاهر منه.
- اكتناز ومراكمة أوراق القوة وعدم إلقائها مرة واحدة إلا بحساب.
- استيعاب الأوضاع الإقليمية والدولية ومحاولة الاستفادة منها.
- دراية معقولة بمشكلات مصر الاستراتيجية (دون أن تكون عنده بالضرورة رؤية اجتماعية ثورية لها)
- الحرص على الاستفادة من الوضعية الخاصة للجيش عند المصريين، ولكن مع حرص مماثل على عدم توريط الجيش في الحياة المدنية الحافلة بمشاكل لا قبل للعسكريين بها.

** الأسابيع المقبلة**
نعم.. الأحداث الجارية في مصر سريعة جدًا، بحيث لا يمكن للمحلل الجاد أن يتحدث عن أشياء مؤكدة إلا في غضون أسابيع مقبلة.

في الغالب ستمر عملية الاستفتاء على الدستور دون مشاكل ضخمة، وربما لا يتعدى الأمر عمليات إرهابية متناثرة (وربما نوعية) وصدامات في الشارع. وفي الغالب أيضًا سوف تتقدم جهات وجماهير عريضة لدعوته للترشح، رغم ما سيواجهه من حملات إعلامية لقوى سياسية في الداخل (بما فيها قوى شاركت في حلف 30 يونيو) وقوى دولية وإقليمية بدعوى أن ترشحه يؤكد الطابع "الانقلابي" لتحرك 3 يوليو 2013 الذي أطاح بحكم الإخوان.

ومن المرجح جدًا أن تنجح المؤسسة العسكرية المصرية في ترتيب أوضاعها القيادية للتواؤم مع الواقع الجديد، مع حرص المؤسسة على إعلان عدم الانحياز في نزاعات الحياة السياسية والمدنية.

وإذا قيض لمصر أن تشهد انتخابات رئاسية مكتملة، ولا غبار عليها، فإن النجاح الكبير سيكون من نصيب السيسي. وساعتها سيكون قدره أن يواجه مشكلات مصر الضخمة، الطارئة منها والخالدة.

إن السيسي هو أول من يعلم أن مشكلات مصر أضخم بكثير من اختزالها في جماعة الإخوان أو التدخلات الخارجية، فهي أقرب إلى رواسب الماضي وانحرافات المسار التاريخي، ونتيجة لهشاشة بنيوية في الدولة والمجتمع المصري، والتي ازدادت بفعل التبعية وسوء التنمية والفساد..الخ. وبالطبع سيكون عليه أن يقدم مكاسب سريعة لفئات اجتماعية عريضة، ولكنه سيصطدم هنا بفئات اجتماعية أخرى ساندته لكنها لا تريد إعادة إنتاج عبد الناصر.

يخطئ بالطبع من يتصور السيسي خارج فكرة "المرشح/ الضرورة"، فمعظم من سينتخبونه ليس لبرنامج أو سياسة بقدر ما سيكون للحفاظ على الدولة من التصدع وإعادة الأمن والاقتصاد لسابق عهدهما في مواجهة الإخوان والإرهاب. ومن الصعب الجزم بنموذج فكري معين يحتذيه السيسي (فهو أمر مجهول بالكامل تقريبًا حتى الآن)، وإن كان من المؤكد أن توجهاته الاجتماعية والدولية خاصة لا يمكن أن تتجاوز ما تستطيع قيادات المؤسسة العسكرية تحمله، نتيجة طبيعتها المعروفة.

على أي حال من المرجح جدًا أن يقدم السيسي أفكارًا ما "جديدة" قد لا تتوقف عند حدود الرومانسية الوطنية التي عهدناها فيه حتى الآن. وربما يحاول التغلب على ضعف توجهه الاجتماعي (للأسباب سابقة الذكر) بأن يقدم للحكم وجوهًا جديدة تمامًا تتسم بالعلم والسن الصغيرة والتمثيل النسائي إلى جانب المواهب الشخصية.

** موازنة الأصول والخصوم**
هل سينجح السيسي في العبور بمصر في هذه المرحلة الخطيرة جدًا؟ الإجابة عن هذا السؤال لا تتعلق بالطبع بالحديث عن تطوير أو طفرة ثورية شاملة. وإنما تتعلق بالإضعاف التدريجي لنفوذ جماعة الإخوان، والحد من التدخلات الخارجية. وهو ما يتوقف على مجموعتين من الأصول والخصوم:

# # فمن حيث الأصول هناك:
* الوحدة الظاهرة للقوات المسلحة وراءه. وأي محاولة لاستخدام ضباط سابقين لإضعاف موقفه ستنتهي بالفشل.
* تأييد شعبي واضح، لكن عليه أن يحاذر من تصور أن رصيده الشخصي مرشح للحركة في اتجاه الزيادة فقط.
* دعم عربي معقول (السعودية، الإمارات، الكويت..) بسبب تناقضات داخل المشروع الأمريكي في المنطقة. لكن لا يمكن الارتكان على استمرار ثابت لهذا الدعم. كما يجب الحذر من التوريط في حروب بالوكالة.
* استعداد القوى الدولية الصاعدة للتنافس على "الجائزة" المصرية. لكن يجب ملاحظة أن القوى الصاعدة هذه المرة لا ترفع شعارات راديكالية أو تبحث عن علاقات "التضامن"، وإنما هي تبحث عن الربح والنفوذ و"كله بثمنه".
* الانكشاف المتزايد لفداحة المشروعات الظلامية في البلدان المجاور. رغم أن لهذا أيضًا مردوده السلبي على استقرار الأوضاع الأمنية.
* انكشاف وتأكيد ضعف وعزلة معظم الأحزاب السياسية، بل وتفسخ أغلب الائتلافات الشبابية الثورية. ومن ثم لا يمكنها أن تكون في المستقبل المنظور جبهة موحدة ضده. وإن كان هذا سيحرمه بالطبع من قوى مؤثرة من الممكن أن تقف بجواره.
* امتلاك قوى إعلامية حكومية وخاصة جبارة تستطيع التأثير حقًا في الرأي العام. وإن كان من الممكن أن يشكل بعضها خطرًا عليه إن استجد خلاف في مرحلة ما.
* اصطفاف معقول وراءه لبيروقراطية الدولة (بما فيها الجهاز القضائي) الراغبة في استقرار الأوضاع دون الاضطرار إلى تقديم "تنازلات" كبيرة للطبقات الشعبية والقوى السياسية الثورية.
* الصدع المرحلي الذي نجح في إحداثه بين الإخوان والجماعات الجهادية من جانب، وبعض الجماعات السلفية من جانب آخر.

## وإذا جئنا للحديث عن الخصوم، فيمكن أن نفترض المخاطر التالية:
* خطر التصفية.
* خطر الملاحقة القضائية مستقبلاً، وسعي الغرب لوضعه تحت سيف هذا التهديد بشكل مستمر.
* خطر التلاعب ببعض العسكريين السابقين.
* خطر زيادة النفور من تزايد دور العسكريين (الحاليين والسابقين) في الحياة المدنية.
* تزايد محتمل للغضب الشعبي من استعادة الطابع القمعي للممارسات الشرطية.
* تفاقم الإرهاب في الوادي، خاصة إذا انحصرت مهمة مواجهته في الأجهزة السيادية.
* محاولة قوى غربية وإقليمية لعزل النظام الجديد على المسرح الدولي.
* مخاطر ستلحق بصورة الحكم الجديد نتيجة اعتماده على التحالف مع قوى سياسية واجتماعية تتصور أن 3 يوليو 2013 يجب أن يعيدنا إلى ما قبل 25 يناير 2011.
* تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بشكل يصعب السيطرة عليه (خاصة في ظل "ثورة التوقعات" عند الطبقات الشعبية والفئات المتوسطة).. واضطرار الحكم الجديد إلى معالجتها بأساليب تقليدية (مثل الاستدانة وطبع النقود وبيع أصول الدولة) بدلاً من أساليب جذرية لا نتخيل منطقيًا إقدامه عليها مثل التأميمات وحتى الضرائب التصاعدية والحد من إسراف الجهاز البيروقراطي وامتيازات قياداته..
* قد يضطر السيسي إلى الاعتماد المتزايد على جهاز الخدمة المدنية وسلاح المهندسين بالقوات المسلحة للقيام بمشروعات وطنية كبرى، لكن هذا سيدخلنا في مزيد من تعقيد العلاقات العسكرية- المدنية.
* خطر اندلاع صراعات إقليمية لا تستطيع مصر الفكاك منها، مع وقوع المزيد من انتهاكات الحدود، وبالتالي تفاقم المشكلات الأمنية بالداخل.
* عدم امتلاك السيسي لحزب سياسي يحتاجه بشدة في ضوء بنود الدستور الجديد وما منحته من سلطات للبرلمان ورئيس الوزراء. وإذا فكر في إنشاء حزبه الخاص فإننا سنكون بصدد تكرار تجارب سابقة فاشلة لبناء أحزاب لجماعات في السلطة.

** هل الكاريزما فرصة ؟ **
ربما كانت الميزة في ظهور كاريزما بوطن ما أنها تتسم أحيانًا بالمرونة والحساسية تجاه المطالب الشعبية. بمعنى أن قوة شخصية القائد قد تساعده في التميز قليلاً وربما الانفصال عن مصالح ورؤى القوى الاجتماعية السائدة، والاستجابة لمطالب شعبية إن أنجزها أكسبته المزيد من النفوذ الذي يحتاجه في المجتمع السياسي الداخلي والخارجي.. وهذ هو الجدل في تلك العلاقة بين الكاريزما والجمهور.

أخيرًا بالطبع كان هذا المقال محاولة للتفكير المستقل في المستقبل القريب، مع التأكيد على أن المستقبل سيأتي دائمًا بما هو خارج المتوقع.. لكن علينا دائمًا أن نتلمس الخطوط العريضة المتصورة للمستقبل القريب انطلاقًا من معطيات الحاضر..

أما عن أدوار القوى الثورية في المستقبل فهو موضوع آخر تمامًا.. ولكن من خلال ما أسلفنا من رؤى مستقبلية (شخصية طبعًا) يمكننا أن نبحث كيف يمكن أن نكون طرفًا فاعلاً فيه.. بزيادة مكاسبنا وتقليص خسائرنا.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تكرروا خطيئة التحالف مع الشاطر إخوان
- فريق رائع
- من غير لف ودوران
- دليلك إلى القيادي الشرير
- وحزب يساري جديد في مصر..
- ثورة من جديد ؟!
- وحدة اليسار المصري بين السراب والممكن
- حديث طريف.. وكله عِبَر
- مينا دانيال.. بطل من مصر
- مسألة السيسي بين الاستقالة أو الاغتيال
- كي لا تفشل الثورة المصرية
- مظاهرة الزيتون
- غابت البوصلة والطليعة فحضرت الكاريزما
- شعب ثائر وحكومة مرتعشة
- المجد للشعب المصري
- أيام مصر الخطيرة
- انقلاب عسكري أم انقلاب ثوري
- الثورة المصرية بحاجة لطليعة
- لا نوايا حسنة في تبرير الإرهاب
- الساكت عن النقد...


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى مجدي الجمال - مستقبل مغامرة السيسي