أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالله خليفة - كلماتٌ عن المناضلِ الراحلِ محمد السيد














المزيد.....

كلماتٌ عن المناضلِ الراحلِ محمد السيد


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 07:42
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


أصدرت عائلةُ المناضل الراحل محمد السيد كتاباً يتضمنُّ مقالاته وكتاباته التي نشرها في الصحف في السنوات الأخيرة عن دار الوراقين، وهو إنجازٌ تقوم بهذه العائلةُ المناضلة التي شاركتْ الراحلَ حياته الصعبة ونضالاته المتعددة وأفكاره.
ويهمنا هنا قراءة بعض النصوص ورؤية وعي الكاتب بموضوعية، ولا توجد في الكتاب أعمالٌ له من خارج سنوات التسعينيات وما بعدها، فهي تقع في سنوات التحولات، ولكن كان للراحل جهودٌ نضالية كبيرة منذ الستينيات من القرن العشرين مشاركاً في العمل السياسي الوطني والانتفاضات المختلفة، حتى عاش في الكويت نقابياً، ودرس في الاتحاد السوفيتي المحاماة وساهم في المؤسسات النقابية.
ولهذا فإن وعي محمد السيد كوعينا الذي تكون في ظل الماركسية اللينينية ولكنه نفرَ منها بشكل شامل، ولم يقم بقراءتها وكشف تناقضاتها وكونها نتاج بيئة استبدادية، وأن هناك ماركسية مختلفة. هذا التعميمُ يقودهُ إلى مشكلات فكرية وسياسية عديدة. (على مَرّ السنين والعصور ومن خلال تجارب الشعوب والأمم.. اتضح أن تلك الفئات المثقفة بمجرد أن تصل إلى الحكم تتخلى عن شعاراتها وتدوس على وعودها وعهودها وتتحول إلى (حكم عضوض) أو إلى سلطة متجبرة بمختلف مسمياتها، وتصبح جلاداً لـ(الجماهير المسحوقة) ثم تأتي فئات أخرى ترفع رايات المسحوقين، وعندما تصل إلى السلطة تدوس على الرايات وتسحق المسحوقين أصلاً)، ص241، الطبعة الثانية، سنة 2013).
هي لغةٌ تعميميةٌ عاطفية صحيحة في مبناها العام ولكنها غير محددة في بناها التاريخية، فإذا كان المقصود هو الاتحاد السوفيتي فيحتاج الأمر هنا إلى تحليل وكيفية نشوء الرأسمالية الحكومية الشمولية، وطبيعتها التناقضية المعقدة، وما هي مسئولية الماركسية في هذا، لكون هذا التعميم يؤدي بمحمد السيد إلى الانزلاق خارج الماركسية وعدم رؤية القوى المصححة والمضحية للبناء والفكرة.
ولهذا فإنه يعمم على (الفئة المثقفة) كتجريدٍ آخر لكن في البحرين، (وفقدت هذه الفئة (المثقفة) مصداقيتها وأخذت تتخبط على غير هدى باحثة عن هويتها)، السابق، ص241.
لم يفرز الكاتب هنا طبيعة التيارات من ذيلية للقوى الطائفية، ومن ديمقراطية علمانية، وجردَها عبر هذا التعبير العام، وبالتالي لم يقم بدرس النصوص المختلفة المتصارعة والمساهمة في إغنائها وتطورها، وهذا يعبر عن ذلك التراجع عن الماركسية، النقدية الديمقراطية، وليست عن الماركسية التابعة للرأسماليات الحكومية وفسادها، وبالتالي لم يسهم في كشف التاريخ على المستويين العالمي والمحلي.
وينحاز الكاتبُ إلى القوى التحديثية الديمقراطية بتوتر وبتباينات عدة، فهو يعري الجماعات الطائفية ودورها العنيف لكن بدون درس البنية الاجتماعية البحرينية وتناقضاتها ومشكلاتها.
في مقالته غير المنشورة في الصحف والمعنونة (مظاهر التحالف بين التيارات العلمانية والأصولية) لا ينقدُ الجمهورَ على تخلفه وانسياقه للفئة الطائفية فيقول: (كيف يكون الجمهور ونخبه على خطأ ومن يكون على صح إذن؟)، ص286.
عدم قراءة البنى الاجتماعية التاريخية وكيف تمت الهيمنة على الجمهور ووضعه في الإرث الإقطاعي الطائفي، وتباين التيارات الفكرية السياسية في نقد ومعالجة هذا الإرث وسيطرة التيارات المحافظة الغالبة وضعف التيارات التنويرية الديمقراطية هو ما جعل الغالبية من التيارات تنساق وراء الطائفيين. فكلا الجانبين يشتركان في بُنية اجتماعية واحدة هي التي تهيمنُ عليهما، مع غياب فعل التغيير والنقد من قبل القوى الحديثة وعدم انسلاخها من الموروث الإقطاعي وعدم تجذرها في الوعي الحديث.
ولهذا فإن الكاتب وهو يصبُّ غضبه على الجماعات الدينية الفوضوية العنيفة في الكثير من موضوعات الكتاب وفقراته، يعبرُ عن موقف سليم لكنه غير متناسق في بعض المقالات كالمقال السابق ذكره.
إنه لا يعود إلى التحليل الماركسي المحدد والتاريخي، ويؤيد الرؤى الرأسمالية الشرقية (الحرة) فيصف رؤية الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا بأنها: (قد كان لها تأثير غريب بما احتوته من فلسفة ورؤية كونية تشرع لنظرية (شرقية) حول مستقبل العلاقات الاقتصادية الدولية)، ص237.
هذا التحول والقراءة المجردة العاطفية تلغي طابعَ الرأسماليات الشرقية التي تهيمنُ على الاقتصاديات فيها العائلاتُ ذاتُ النفوذ والأحزاب والانتخابات المزيفة. فلا بد من الدرس هنا لطبيعة هذه الاقتصاديات الشرقية، وعدم إلحاقها بالتجربة الغربية الديمقراطية بعد الثورة الصناعية، وقراءة مدى تحولها إلى العلمانية والديمقراطية وفصل السلطات عن الاقتصاد.
ومن هنا يشير هذا المنهج للباحث إلى عدم التراكم التحليلي النقدي وابتعاده عن نمط شمولي وإلى نمط فكري ذرائعي يسبغ أحكاماً بحسب الذات.
نحتاج إلى قراءة أعمق لهذه النصوص المهمة التي تعبر عن وعي مناضلينا المؤسسين باعتبارها جزءًا من وعينا وتاريخنا، وللتجذر أكثر في تجاربهم وتحولاتهم وقراءة تاريخ بلدنا ومنطقتنا وإرثنا بموضوعية نقدية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بابكو ولحظةٌ تاريخيةٌ
- التغييرُ الديمقراطي ممكنٌ
- أوحدةٌ خليجيةٌ أم تفكّكٌ خليجي؟
- مانديلا والصراعُ الاجتماعي في جنوبِ إفريقيا
- السياسةُ الأمريكيةُ وتفكيكُ العربِ
- من الفئاتِ الوسطى إلى الطبقةِ الوسطى
- مانديلا وشروطُ التقدمِ الموضوعية
- التعسفُ وجذروهُ
- الوضع الإيراني والتحولات
- أتجمعٌ تحديثيّ أم تجمعٌ طائفيّ؟
- تلاقي المستغِلين فوقَ التضاريس
- التحللُ الفكري والانهيارُ الاجتماعي
- تآكلُ الماركسيةِ في البحرين
- إن لم تكنْ ثورةً فماذا تكون؟
- حول تقرير اللجنة الرقابية
- الجماعةُ السياسيةُ وتجاوزُ المذهبيةُ
- إنّهُ المثقفُ العضوي!
- لماذا الهجومُ الواسعُ ضد العرب؟
- التقدمي كإقطاعي
- لماذا لم تتطورْ معيشةُ الشباب؟


المزيد.....




- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...
- مداخلة النائب رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية في الج ...
- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالله خليفة - كلماتٌ عن المناضلِ الراحلِ محمد السيد