الخطاب الاعلامى للمتأسلمين بعد 30 يونيو....1

محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 10:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مقدمة:
سبق لكاتب هذه السطور ان كتب حول الخطاب الاعلامى للاسلام السياسى بعد انتفاضة يناير 2011 على جزئين فى موقعنا الحبيب:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=290849
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=293248
ولما شهدنا بعد 30 يونيو تغييرات عديدة سواء فى توزيعات القوة وانتقال مثلا فصيل جماعة الاخوان المسلمين من الحليف المباشر والحاكم المنتظر -بعد ان حكموا بالفعل- الى موقع المعارضة وتبعها عدد كبير من طوائف الاسلام السياسى اغلبها على يمين الجماعة وانتظام حزب النور باعتباره الطرف الثانى فى القوى المؤيدة لانتفاضة 30 يونيو -على الاقل من الناحية الرسمية وعلى مستوى قيادات الحزب- ونظا لتفاصيل عديدة سنوردها وجدنا ان نشرك القارئ العزيز فى هذا المبحث لدراسة التغييرات الى طرأت على هذا الخطاب الاعلامى
هذه ايضا ليست دراسة شاملة تحتاج لمجهود عدة اشخاص مجتمعين لا يتوافر لشخصنا الضعيف ولكنها نظرة عامة على اسلوب ونوعية الخطاب الاعلامى للاسلام السياسى ومحاولة اجراء مقارنة سريعة بين الفترة السابقة "فترة المجلس العسكرى" والفترة الحالية
اولا: تعدد مصادر الخطاب الاعلامى
بعد 30 يونيو واثناء اعتصامى رابعة والنهضة والتطورات الخاصة بقرارات 3 يوليو ارتكزت جماعة الاخوان المسلمين وخلفها ما يسمى بتحالف دعم الشرعية على عدة مصادر للخطاب الاعلامى وذلك تقريبا حتى 14 اغسطس موعد فض اعتصام رابعة فلقد كانت المصادر الرئيسية للخطاب الاعلامى
1- منصة الاعتصام فى رابعة عبر بث مباشر 24 ساعة تقريبا على قنوات الجزيرة مباشر مصر والاقصى والقدس ومصر25 بشكل رئيسى
2- شبكة رصد والتى اصرت طوال فترة حكم مرسى تقريبا على انها مستقلة ولا تخضع لجماعة الاخوان واصدرت بيان بهذا المعنى رغم ان الكل يعرف حقيقتها منذ حقبة المجلس العسكرى
3- موقع الحرية والعدالة وذلك بعد توقف الجريدة عن الطباعة واعتمادها على نشر الاعداد اليومية فى ملفات الكترونية
يلاحظ ايضا اختفاء موقع الاخوان المسلمين من الصورة والاعتماد فقط على موقع الحزب بشكل مبدئى وذلك لمنح الغرب تحديدا باعتباره كان المستهدف الاكبر فى تلك المرحلة سواء على منصة رابعة او تعاملات وبيانات الاخوان انفسهم لترسيخ صورة الانقلاب على عملية سياسية اكثر منها كانتفاضة ضد جماعة الاخوان المسلمين الاسم المرتبط فى ذاكرة الغرب بتاريخ حافل من العنف وللتغطية على بعض الشخصيات التى لا يستسيغ الغرب تواجدها لسابق تاريخها الارهابى كعاصم عبد الماجد وعبود وطارق الزمر ..حيث يمكننا مراجعة موقف الغرب مثلا من بالونة تعيين محافظ ارهابى سابق للاقصر فى عهد المخلوع محمد مرسى عضو بنفس الجماعة المنتمى اليها هؤلاء الاشخاص فقد اصدرت عدة دول وبالذات سويسرا لمواطنيها منعا للسفر الى الاقصر احتجاجا ..وبالتالى يصبح المظهر ان الحزب السياسى للرئيس المصرى "محمد مرسى"..يتابع ويوجه فعاليات سلمية للاحتجاج على ماحدث فى 3 يوليو والاكتفاء بالتوجيه المعنوى من على منصة رابعة للموجودين والمتعاطفين
كما ظهر نشطاء كانوا يعلنون استقلالهم عن الاخوان وذلك رغم معرفة الجميع بعكس ذلك من عينة عبد الرحمن عز فيما يسمى حركة 6 ابريل المستقلة على منصة رابعة وانتشرت صور له مع المغير فى قاعة المسجد وهما يتولون متابعة النشاط الاعلامى
ثم ماتت رابعة ..اقصد تم فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية وما استتبع ذلك من فرض حالة الطوارئ وحظر التجول وهنا نظر نقطة تحول جديدة هى النشطاء وعاصرى الليمون واصحاب اليوتوبيا السياسية التى لا توجد سوى فى خيالهم الاصناف الثلاثة التى استخدمها الاخوان بكفاءة يحسدون عليها لعدة اغراض فتحركوا بين الخطاب الاسلامى والخطاب الثورى منذ انتفاضة يناير وحتى 30 يونيو والقوا كلاهما فى اقرب سلة قمامة واحيان كثيرا من الشباك لصالح مصالحهم الخاصة
وهنا تعددت المصادر الرئيسية لذلك الخطاب فأصبحت الحاجة الى اقناع هؤلاء بعصر الليمون مرة اخرى هى الطريقة الاسهل ولذلك اصبح هناك بالاضافة لما سبق
1- حركات "كذاضد الانقلاب"..من اطباء ومهندسين ومحامين وقضاة ....الخ رغم ان هؤلاء اعضاء فى جماعة الاخوان ولكن كان هناك حرص على ابراز الصفة الوظيفية بدلا من الانتماء السياسى لابراز نوع من الاستقلالية والايحاء باتساع الطيف الرافض لقرارات 3 يوليو
2- شبكة كلمتى وهى شبكة اخبارية تنقل نسخة من محتوى رصد ومحتوى اخبارى عام ولكن فى صورة شبابية وتعتمد فى عامود الرأى لديها على نقل مقالات الرأى لصحف اخرى وبالذات على المقالات المنقولة من رصد والحرية والعدالة مع تطعيمها ببعض مقالات التى تعترض على بعض القرارات او قانون التظاهر مثلا من مؤيدى 3 يوليو وموجهة اساسا للشباب..وهناك ملاحظة غريبة فى تلك الشبكة ان هناك رابط لتحميل التطبيق الخاص بها على الهواتف الذكية وهو ما لم تناله الصحف الكبرى كالمصرى اليوم واليوم السابع ....الخ الا بعد مرور شهور عديدة على انشاءها "بالمناسبة يستخدم الرابط كلمة جوال وهى ليست نفس الكلمة المستخدمة فى جميع المواقع المصرية بما فيها موقع الحرية والعدالة"
3-بوابة القاهرة ..وهى شبكة اخبارية تعتمد بشكل اساسى على نقل ملخصات لمقالات رأى من كل الصحف الاجنبية التى تساند وجهة نظر الاخوان مهما كانت درجة المصداقية لتلك الجريدة او مدى انعدام شهرتها حتى لو كانت جريدة "ما تزوقينى يا ماما " كما فى المسرحية الشهيرة اعتمادا على عقدة الخواجة وموجهة بالاساس لجمهور الانترنت المولع بمتابعة رأى الغرب وهو جمهور كبير لو تعلمون "القوا نظرة على مسابقة التايم او ولع المصريين بصفحات الاندية الاجنبية على الفيسبوك" ونفس محتوى رصد الاخبارى ولكن مع قليل من الاهتمام بالناحية الخبرية وافراد مساحات للفن والعلوم والتكنولوجيا والمجتمع والسيارات وذلك لمنحها مظهر الحياد وعدم الارتباط بالاخوان وهو ما سبقه فيها رصد
4- جريدة الشعب الورقية باعتبارها اصبحت المنفذ الوحيد لجمهور الصحف الورقية بعد وقف جريدة الحرية والعدالة وهى لسان حال حزب العمل المعروف حاليا باسم حزب الاستقلال لصاحبه مجدى قرقر وهى تصنف فى بند الكوميديا السوداء كما سنرى فى اثناء تحليلنا لمحتواها
هناك ملاحظات جديرة بالاهتمام : كل هذه البوابات الالكترونية ليس بها باب من عينة "من نحن؟؟"..او اى معلومة عن اسرة التحرير او مالك موقع يحتاج الى انفاق لا بأس به خصوصا مثلا ان بوابة كلمتى ليست معروفة سوى عبر شباب جماعة الاخوان وموقع القاهرة لا يتم زيارته سوى عبر بوابة اخبارك الشهيرة عبر باب الملخصات الصحفية
هذا الكم من الانفاق يتبعه ملاحظة التخصص الشديد فى كل موقع اخبارى مهما حاول تجميل رسالته او الجمهور الموجه اليه فسنجد فى موقع كلمتى باب كامل متعلق بالمنوعات وهو ملئ بالفيديوهات الطريفة والخفيفة التى تجذب الشباب وتجد بوابة القاهرة تنفرد بباب المجتمع والسيارات ....الخ وهو ما يفوق قدرات تنظيم الاخوان فى فرعه المصرى او حتى الجماعات الارهابية التى تحالفت معه وذلك فقط بالمقارنة بنفس ما رصدناه للخطاب الاعلامى فى المقالات السابق الاشارة اليها فى الفترة الانتقالية الاولى
بينما انفرد موقع الحرية والعدالة بالتوجه للخطاب لاعضاء الحزب والجماعة وتخصصت مقالات الرأى لدية للمؤيدين واعضاء مكتب ومجلس الارشاد
ما يعنى ان التحكم فى الخطاب الاعلامى اصبح يتم على مستوى خططى واستراتيجى ليس للجماعة وتحالفها السيطرة عليه ولا حتى للتنظيم الدولى اذ لا تتوفر الكفاءات التى تشرف على مثل هذا التخطيط سوى فى اجهزة محترفة
والى لقاء اخر

#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات