أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - قاسم حسن محاجنة - طوفان الزبالة














المزيد.....

طوفان الزبالة


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4276 - 2013 / 11 / 15 - 11:32
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ينتابني أحيانا الشعور بأننا نعيش في "حاوية " قمامة كبيرة ، بالمعنيين الحرفي والمجازي . فنحن العرب ، نحافظ بشدة على نظافة بيوتنا من الداخل ، ونُلقي بالقمامة والاوساخ خارج بيوتنا في الشارع أو الساحة المُحاذية لبيوتنا !! فالملكية العامة ولو كانت حديقة ، تتحول مع الزمن الى مُجمع قمامة اي مزبلة بالمشرمحي !!
ثقافة الحفاظ على نظافة البيئة معدومة بل وأجرؤ على القول بأنها مُستهجنة . ونحن الذين نعيش في اسرائيل ونتواجد يوميا تقريبا في المدن اليهودية ، نتحول في لحظة واحدة ، ونحن في مدينة يهودية طبعا ، الى دُعاة ومُحافظين على النظافة العامة ، فلا نُلقي بأعقاب السجائر على الرصيف ، ولا نتخلص من علبة المشروب الفارغة كيفما كان ، بل نبحث عن الحاوية لرميها فيها ، واذا لم نجد حاوية قريبة فأننا نحمل العلبة معنا الى السيارة وعندما ندخل مُدننا او قُرانا ، فأننا نُسارع للتخلص من القُمامة التي أحضرناها معنا من المدينة اليهودية ، برميها من شباك السيارة في بلدتنا !!
سلوكان مُتناقضان لنفس الشخص ، لماذا ؟؟ في المدينة اليهودية سيجد من يلفت انتباهه أو يُوبخه على القاءه القمامة في الشارع في أحسن الاحوال ، أما اذا راه مراقب النظافة في البلدية فسيُسجل له غرامة مالية باهظة ، لذا تراه منضبطا ومحافظا (هناك ) ، أما في قرانا وفي بلداتنا ، فلا أحد يعترض أو يُعاقب ، لأن المُخالف سيجابهك قائلا :" شو دخلك ؟؟ هل الشارع ملك ابيك ؟؟" فتسكت و"تعض " على حذاء عتيق !!
ورغم أن ابنتي الكُبرى تدرس هندسة البيئة في واحد من أكبر المعاهد التكنولوجية ، فليس هذا ما يشغلني ويقف على رأس سُلم أولوياتي ، الا وهو موضوع نظافة الشوارع والساحات العامة ، رغم أهميتها بالنسبة لنا جميعا ، أفرادا وجماعات .
ما يُشغلني حقا هو طوفان القٌمامة الفكرية والسلوكية الذي يُغرق المُجتمعات العربية . وما حفزني على الكتابة في هذا الموضوع هو هذا الميل (الرسالة الالكترونية ) التي وصلتني بالبريد الالكتروني ، والتي لم يُصنفها البريد كرسالة جانك ( زبالة ) ، وهي رسالة لا يُفهم منها الكثير ، اللهم الا أنها طلب صداقة ، وسأقتبس منها بعض الجُمل :

".... أنا أشعر بأن التواصل معك، اسمي سيلفيا مورغان، أنا فتاة واحدة وتزوج أبدا من قبل، وأنا 5.4th طويل القامة، وانه لمن دواعي سروري مع الاحترام
الواجب لزراعة صداقة صحية معك، لدي اهتمام كبير في تكوين صداقات جديدة، هواياتي هي الرياضة"
يحق لكم أن تتساءلوا ، لماذا أصدع رؤوسكم برسالة وصلتني ؟؟ هذه الرسالة ومليارات أمثالها تصل الى كل صاحب صندوق بريد "افتراضي " ، لكنها جذبت انتباهي لسببين ، الأول هو سهولة وعبثية انتشار الزبالة عبر وسائل الاتصال والتواصل الحديثة ، فأن بإمكان كائن من كان أن يُغرقك بكم هائل من الزبالة الفكرية !! وثانيهما هو التنوع الهائل للزبالة وذلك بحسب مُرسليها . لكن لجميعها رسالة مشتركة واحدة ، الا وهي رسالة التشجيع على استهلاك عبر تسويق مُكثف !!
فدعاة الفتنة الطائفية ، يُسوقون بضاعتهم عبر مواقع مُتخصصة و قنوات تلفازية ، تدعوك من ضمن ما تدعوك اليه الى أن تُجرب "العلاج " الفُلاني الذي يُحولك الى "حصان جامح " في السرير . أو يدعوك لتفسير احلامك مع المُفسر العظيم و...و... وكل ذلك مُقابل مكالمات أو رسائل قصيرة وكذا وكذا ، وتُكرس شريطا اعلانيا مدفوعا لتوصيل الرسائل الى الاحباب !!
وبما أن الحيز العام ، ليس ملكا لأحد ، فلكل واحد الحق بملئه بقمامته دون أن يدفع مخالفة أو يسمع توبيخا !!
وقس على ذلك ، كمية القُمامة الفكرية التي تبثها قنوات التكفير من جهة وقنوات " التفاهات " من جهة أُخرى ، والمواطن العربي مُخير بين أن يموت" فكريا " من الافراط في تناول الزبالة الفكرية في "مطعم " رقم 1 أو "مطعم "رقم 2 !!
لذا ليس بمُستغرب ، أن يكون حال الأمة العربية كما هو الأن !! تسودها ثقافة "القُمامة " فعلا وسلوكا !! فالنفاق ، الغدر ، الكذب ، المُراءاة ، الخنوع ، التكفير والقتل كلها وغيرها الكثير من سلوكيات مُكتسبة من "حاوية " القمامة الكبيرة التي نعيش فيها !!
لكن رب قارئ يسأل : هل يقتصر " أنتاج " القُمامة الفكرية على اليمين الديني ورأسمالية تسليع واستهلاك الجسد الانثوي ؟؟ ألا يُنتج "اليسار " قمامته الفكرية " الخاصة ؟؟!!
وعودة الى ما أوردتُهُ من نص الرسالة التي وصلتني بالبريد الالكتروني ، وهي رسالة مكتوبة بكلمات عربية ذوات معان . لكنك تحار في فهم الروابط بين الكلمات وما تُريد إيصاله من معنى للقارئ !!
أجيبوا بصراحة ، ألا تشعرون هكذا أحيانا وأنتم تقرؤون مقالا ما ، لبعض المُفكرين أو أهل النقد الأدبي ؟؟!!
وعمدا أمتنعت عن الاجابة عن السؤال الذي قد يطرحه قارئ ما لمقالي هذا حول اليسار !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة الكريستال وقوانين نيرنبيرغ
- The ntouchables وصلاة الاستخارة..!!
- المُشترك بين دعاة الاعجاز والنافين له ..تعليق على مقال الاست ...
- رب البُسطاء وتثوير الخطاب الديني
- سونيا ابراهيم وثياب الامبراطور الجديدة ..!!
- الحصار - قصيرة قصيرة
- دمعة حرى وابتسامة متشفية ..!!
- حيطان ، أذان وانا غضبان ..!!
- وداعا جميلة
- جزيء بوغز والديالكتيك ...!!
- شمعة لا تنطفئ ..!!!
- المجد للشهداء ..؟؟!!
- لماذا نكتب ؟؟ رد على مقالة الاستاذ سائس ابراهيم
- مؤتمر -تعدد الزوجات والزواج المبكر في المجتمع العربي -اسباب ...
- نساء محظوظات ،ونساء ناقصات ..!!
- الافتقاد للنزاهة العلمية : رشيد مغربي نموذجا ..
- الحجاب الأسود وحجاب التسطيح ...
- جبهتي يا ظافرة ؟؟!! في انتظار اصوات الجنود ..
- الشيخان (قوجمان والنمري ) والمُتصابي أحمد فؤاد نجم
- النقائض وثوريو الشرق ... في نتف الريش المُتبادل


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - قاسم حسن محاجنة - طوفان الزبالة