أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - صلاح الدين الطاغية














المزيد.....

صلاح الدين الطاغية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4273 - 2013 / 11 / 12 - 23:38
المحور: حقوق الانسان
    


إنقاذ إنسان من الضياع والدمار أعظم عند الله والبشر من إنقاذ مدينة كاملة من الدمار والحريق . وكان القادة الذين نكن لهم كثيرا من الاحترام في أيام الدراسة لا نعلم عنهم سوى أنهم حاربوا وقاتلوا في سبيل تحرير فلسطين ولكن لم نكن نعلم ونحن في المدرسة من أن صلاح الدين الأيوبي قد خالف شريعة الله والإنسانية مع أنه أنقذ فلسطين من الصليبيين ولكنه بنفس الوقت كان يضطهد الفلاسفة والشعراء والأدباء وأحرق زهر ة شبابه وهو يتوقع أنه يحسن صنعا.

وتصديقا لهذا الكلام ودعما لمقولتي التي ربما تكون جارحة ومؤلمة على قدر اتساع الجرح العربي فقد جاء في القرآن:
"ومن قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا "
وجاء في الإنجيل على لسان المسيح:
ماذا لو كسبت العالم وخسرت نفسك!.

وبهذا يكون صلاح الدين قد كسب العالم الإسلامي بتحرير فلسطين وخسر نفسه بقتله للسهروردي

ولا يستطيع أي مثقف أن يغفر للطاغية صلاح الدين الأيوبي قتله للسهروردي أشنع وأقذر قتله وفعله.

وكان السهروردي المسكين كثير العلم وغزير المعرفة ولم يناقش شيخا أو أديبا إلا وبزه بثقافته العلمية ووصفه ابن أبي أصيبعة بقوله :
كان أوحد في العلوم الفقهية والحكمية والأصول الفقهية
مفرط الذكاء جيد الفطرة فصيح العبارة لم يناظر أحدا إلا بزه
ولم يباحث محصلا إلا أربى عليه وكان علمه أكثر من عقله
وقال عنه الشيخ فخرالدين:
ما أذكى هذا الشاب وأفصحه ولم أجد أحدا مثله في زماني إلا أني أخشى عليه من كثرة تهوره

وقد غادر السهروردي المظلوم والمقتول الشرق إلى بلاد الشام ودخل حلب وهنالك ناظره الفقهاء وغلبهم بحجته وثقافته, فشكوه إلى السلطان :الملك الظاهر :غازي بن صلاح الدين الأيوبي فلم يستعجل أبن صلاح الدين الطاغية وقد أمر أن يتحاوروا معه عنده في مجلسه فحضر الفقهاء وناقشهم السهروردي فأعجب به السلطان الظاهر غازي بن يوسف الأيوبي فقربه منه ومنعه من الناس وأحسن وفادته ورفادته فازداد غلو وحنق الفقهاء عليه فكتبوا به الرسائل والدواوين إلى صلاح الدين الطاغية.
وقد اقتنع صلاح الدين وخشي على ابنه من السهروردي وأقنعه الفقهاء من أنه إذا ترك أيضا في حال سبيله فإنه سوف يفتن الناس أيضا فأشار الطاغية صلاح الدين الأيوبي .على ولده بأن يقتل السهروردي المسكين.

ولما عرف شهاب الدين السهروردي من أنه مقتول لا محالة أشار بأن يترك في مكان لا طعام به ولا شراب وقد فعل به الطاغية صلاح الدين الأيوبي بأن تركه في سجن القلعة التي كان يتخذها نمطا لانتصاراته وبقي بها بلا طعام ولا شراب حتى مات قهرا وجوعا وإرهابا. وذلك في نهاية سنة 586ه وكان عمر السهروردي في ريعان الشباب وقد قتل ولم يتجاوز من العمر ال 36 سنة.

إن التاريخ لا يغفر للطغاة هذه العادة في القتل وفي كل يوم هنالك مأساة جديدة فالكتاب في الوطن العربي أو بعض أنحاء الوطن العربي يتركون كل يوم بلا طعام ولا شراب وإن الأنظمة العربية تقتل في كل يوم أكثر من 100 سهروردي فالكتاب يجوعون ويحاصرون ولماذا؟.

لا بد, لأنهم يفكرون ويناضلون والأنظمة العربية تحافظ على الدين ليس حبا في الله ولكن كراهة بالتنمية الشاملة ومعظم الكتاب العرب وضعهم خطير داخل بلدانهم ,فهل هذا العمل لصلاح الدين قرأنا مثله في المدارس؟لا,نعم,لا قرأنا من أنه بنا منبرا للقدس من خشب !وماذا يفيد هذا المنبر إذا كان الإنسان من الداخل مهزوم ومقتول جوعا وعطشا وخوفا وإرهابا .

إن معظم القادة العرب يستغلون قضية فلسطين في القديم والحديث وهم يقتلون العلماء والأذكياء فما جدوى كل ذلك كله إذا لم يكن للإنسان قيمة تذكر!
وفي كل يوم سهروردي في معظم اوغالبية أرجاء الوطن العربي الكئيب من المحيط إلى الخليج ومن الجرح إلى الجرح ومن الوقاحة إلى النذالة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هنالك دولة أوروبية تقبل بأن تشتري منا ديننا الإسلامي؟
- العقل والنقل
- العرب كذابون
- التطبيع مع إسرائيل2
- هل كان أبو بكرٍ عميلا مزدوجا؟
- قراءة حداثية للقرآن
- فنجان قهوتي وفراشي ما زالا ساخنان
- الإسلام دمر الفنون الجميلة
- أريد
- هل كان محمد يحفظ القرآن غيبا؟
- اعتدنا على الغش
- إسلام أبي هريرة2
- أحبكم يا أصدقائي
- حواري المسيح وحواري محمد
- التطبيع مع إسرائيل
- المثقف والدولة
- محمد شخصية متطرفة وعادية
- مر العيد من هنا
- إيليا بن أبي طالب
- أسرى بدر


المزيد.....




- إجلاء مئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخيمات في ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخي ...
- وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت
- نائب مصري يحذر من خطورة الضغوط الشديدة على بلاده لإدخال النا ...
- الأمم المتحدة: فرار ألف لاجئ من مخيم إثيوبي لفقدان الأمن
- إجلاء مئات المهاجرين الصحراويين قسرا من مخيمات في العاصمة ال ...
- منظمة حقوقية: 4 صحفيات فلسطينيات معتقلات بينهن أم مرضعة
- السفير الروسي ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا المستقيل يبحثان ...
- قرابة 1000 لاجئ سوداني يفرون من مخيم للأمم المتحدة في إثيوبي ...
- جامعة كولومبيا تكشف تفاصيل حول المحتجين المعتقلين بعد اقتحام ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - صلاح الدين الطاغية