أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد عسيلي - بين خالد سعيد و رابعة العدوية














المزيد.....

بين خالد سعيد و رابعة العدوية


احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 16:29
المحور: المجتمع المدني
    


بين هذين الحدثين الكثير و الكثير من الروابط مما يجعلهم معا يشكلون مرحلة تاريخية مميزة في التاريخ المصري.....هناك مرحلة بدأت بموت الاول وانتهت هذه المرحلة بصعود الثانية
لاشك ان الربيع العربي في مصر لقي زخما قويا بانتصار الثورة التونسية....لكنه كان قد بدأ قبل ذلك بكثير...و تحديدا مع استشهاد الشاب ابن الاسكندرية خالد سعيد
فحقوق الانسان و الثورات و الديمقراطية الحديثة لم تبدأ الا تماما كما بدأت قضية خالد سعيد ...احساس الاخرين بالمواطن الانسان الذي يشاركهم الهم و المعيشة....و بالتالي القدرة على تشكيل رأي عام قوي و صارخ ضد اي انتهاك لحق اي انسان مواطن
و خالد سعيد لم يكن شخصية مشهورة و ليس له اتباع و مريدين...هو انسان عادي اثار عنف السلطة المصرية ضده الكثير من ردود الفعل التي بدأت بسيطة و خجولة بأعداد لا تزيد عن 200 انسان....لتتضاعف الاعداد مئة الف مرة و يخرج 20 مليون انسان ليقولوا للسلطات المصرية كفى
اذن بدأت الاحداث بمشاركة وجدانية.....او (بفيض من المشاعر) كما عبرت الكاتبة الامريكية لين هانت في كتابها (نشأة حقوق الانسان)شارحة و مفصلة لبدايات نشوء فكرة حقوق الانسان في العالم
ففكرة حق الانسان بدأت ب(فيض من المشاعر) ترافق مع صعود نجم الرواية الاوربية و خاصة بمرحلتها الرومانسية و التي جعلت الاوربيين يتشاركون وجدانيا و يتعاطفون مع شخصيات الرواية..مما رقق احاسيسهم و جعلهم اكثر قابلية لرفض انتهاك حقوق الانسان التي كانت سائدة في اوربا
و هذا تماما ما حدث للمصريين....بل للعرب جميعا في بدايات الربيع العربي
كان هناك(فيض من المشاعر) جعل الشعب السوري ينتفض لمحنة اطفال درعا....و جعل الشعب التونسي ينتفض لمحنة البوعزيزي
هذه المشاركة الوجدانية جعلت الشعوب كتلة واحدة و حطمت ما بنته الدكتاتوريات السابقة بينهم من مشاعر حقد و كراهيات دينية و عرقية و طبقية
لذلك شاهدت كل المصريين بكل فئاتهم ينتفضون لرفض الذل الذي ألحقه بهم نظام حسني مبارك....و لذلك وجدت في بدايات الثورة السورية شعارات واحد واحد واحد....الشعب السوري واحد
و لا يوجد شيئ يرعب الدكتاتوريات اكثرمن قدرة الجماهير على تشكيل كتلة واحدة
الدكتاتورية تريدنا دائما فرادى.....تريدنا متفرقين حاقدين على بعضنا خائفين من بعضنا....و متمسكين بها كأحد الجدران التي تحول بيننا و بين ان نأكل بعضنا
من هنا بدأ النظام السوري بتشكيل (تجمع الاقليات) كحل ليقف في وجه (تجمع الاكثرية)....و ليعمل معوله في هدم وحدة الشعب
و من هنا جاءت حلة (شيطنة الاخر) في وسائل الاعلام المصرية
و الفصل الاخير و الاختبار الاول لنجاح هذه المهمة لدى السلطات المصرية كان في ميدان رابعة العدوية
ففي هذا الميدان تم اغتيال مئات الناس بطريقة همجية جدا ليكون اختبار لردة فعل الرأي العام المصري الاول حول تأثير سنة من شيطنة الاخوان في كل وسائل الاعلام
و للاسف...فان الاختبار نجح...وتقبل العديد من الشعب المصري قتل اناس اخرين يشاركونهم الوطن....بل و طالب الكثير منهم بالمزيد من القتل..لنشاهد العديد من الكلمات ك(احرقوهم....رابعة العدوي بحاجة لتفجير..) بعد ان كان مقتل مواطن واحد كفيل بزعزعة الاستقرار السياسي....اصبح مقتل المئات لا يؤثر الا على بعض الناس الذين لديهم قدرات شخصية قوية ليقولوا لا للقتل
و ما حدث في رابعة العدوية كان درسا جربه سابقا النظام السوري و نجح الى حد بعيد و كلمات كمثل احرقوهم و فجروهم التي شاعت في الحالة المصرية كنا نسمع مثلها في سورية بل و بشكل اكثر عنفا و دموية.....و كلنا يذكر دعوات الممثلة راغدة للنظام السوري كي يضرب معارضيه بالكيماوي
و هذا ما طبقه لاحقا النظام السوري في الغوطة و لم نجد اي اهتزاز للرأي العام المؤيد للعائلة الحاكمة.......
و انتهي بذلك (فيض المشاعر)الذي صاحب الانتفاضة التي اعقبت مقتل خالد سعيد.....ليتحول الى (براكين أحقاد) كالذي حدث بعد فض اعتصام رابعة العدوية
الان تسطيع الانظمة العربية استعادة الشعور بالامان و الرضى التام عن اوضاعنا......و الان اصبح بمقدورها استعادة الدور الذي كانت تلعبه..فالجو العام المناسب كي تلعب دورها اصبح متوفرا....و مجتمعاتنا اصبحت تطفح و تفيض كراهية و حقدا و رغبة بالانتقام من بعضها البعض
و السؤال المهم.....على من تقع المسؤولية في هذا التحول......هذا ما يجب ان نبحثه كي نستفيد من تجربة الربيع العربي الذي مربنا سريعا و نحاول ان نتلافيه في موجة الربيع العربي قادمة
و كل ربيع و انتم اكثر اخضرار



#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكننا لم نعد اطفالا
- ظاهرة الامام الصدر
- الجنس في رواية ساق البامبو
- الاسرائيليون و نحن........
- بين معركة أحد و 25 يناير
- المؤسسة العسكرية في سوريا؟؟؟
- على الجسد السلام
- حول ضعف الشخصية لدى المعارضة السورية
- تحليل مخبري لطائفية الثورة في سوريا
- فلسفة البوط العسكري في سوريا
- السياسة السورية و البندول
- يا عزيزي كلنا أقزام
- اين الائتلاف الوطني؟؟
- وداعا لليبرالية العربية
- مؤيدي الاسد و الثورة في تركيا.......محاولة لمقاربة نفسية
- من هؤلاء؟؟؟؟
- اعلام نظام الاسد في ظل الثورة السورية
- لا تظلموا جبهة النصرة
- تصريحات رجل الدين الايراني مهدي طائب..........لماذا الان؟
- الثورة السورية و الطب النفسي


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد عسيلي - بين خالد سعيد و رابعة العدوية