أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج1














المزيد.....

تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 14:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تناقض الشخصية العراقية
أسباب وظواهر.
ج1
يرى كثير من الباحثين والناقدين أن المنهج التحليلي عند الوردي قد تأثر الى حد كبير بنظرية ابن خلدون في مقدمته في علم الاجتماع، وخصوصا منهجه في فلسفة التاريخ وتطبيق ذلك المنهج على المجتمع العراقي، وان اهتمام الوردي بصاحب المقدمة يعود الى فترة مبكرة من حياته، كما شكلت شخصيته وأطروحاته العامة وأفكاره الفلسفية والاجتماعية محور رسالته لنيل الدكتوراه من جامعة تكساس عام 1950.
ملخص هذه النظرية جسدها في مقولته الأولى عن فهمه لشكلية الشخصية العراقية في محاضرته التي ألقاها في قاعة الملكة عالية في نيسان عام 1951، وأشار فيها الى أن شخصية الفرد العراقي تتسم بالازدواجية . وذكر الوردي في هذا الصدد نصاً (نجد أن العراقي المسلم هو من أشدّ الناس غضباً على من يفطر برمضان علنا ولكنه هو من أكثرهم افطارا و أن العراقي، سامحه الله، أكثر من غيره هياماً بالمثل العليا ودعوة اليها في خطاباته وكتاباته، ولكنه في الوقت نفسه من أكثر الناس انحرافا عن هذه المثل في واقع حياته ، و أنه أقل الناس تمسكا بالدين، وأكثرهم انغماسا في النزاع بين المذاهب الدينية، فتراه ملحدا من ناحية وطائفيا من ناحية أخرى) .
المنهج الوردي في حقيقته يمثل أنتفاضة الوعي العاقل المدرك بقراءته للوأقع أن هناك خلل بنيوي وتكويني أساسي وراسخ في الشخصية العراقية,تفصح عنه سلوكيات متفرده تلتصق به دون أن تكون في غالب الأحيان على رأي الدكتور الوردي من الطبع العام للسوك الإنساني المماثل والمقارب له,أنه أفرد صورة خاصة للأنا ,في تقييمي لها مبالغ في فرادتها وفيها تجني حقيقي للجانب المشرق من هذه الشخصية دون أنكار أن الكثير من التشخيصات كانت حيادية وواقعية.
تميز الدكتور الوردي بحساسيته المفرطة في قراءته للواقع, أنه يلتقط الظواهر ويدرسها مجهريا ويفكك روابطها ليعيد ترتيب قراءتها,ثم يقرر في ضوء هذا المنهج وبالمقارنة مع أسس علم الأجتماع تقيما علميا واعيا لها,ولولا قدرة الحس والتشخيص العالية التي يتمتع بها ما كان له القدرة على الدخول إلى أعمق الزوايا وأدقها في شخصية الفرد العراقي,مما أتاح له أن يفهم الكثير من الخبايا والتفصيلات الدقيقية بأسلوب المعايشة القريبة,والنزول إلى الحاظنة الأجتماعية هذه الظاهرة أو تلك.
النقد الذي وجهه الدكتور الوردي في جانب منه حقيقي نتلمسه بالسلوكيات لتي تفرزها ظاهرة التدين , وهذه الظاهرة وإن كانت قديمة قدم الوجود الإنساني للبشر عموما إلا أنها لا تمثل علامة فارقة للشخصية العراقية فحسب, بل هي مشترك اجتماعي يتقاسمه كل بني آدم في كل المجتمعات ,ولا أستثني مجتمعا محددا خارج هذه الصورة إلا ما تجلى بشكل محدد وموصوف في المجتمعات التي تبنت العلمانية وتحت تأثير العوامل التأريخية لتي أفرزتها العلمانية كنقيض حاد وجوهري للفهم الديني التقليدي من توظيف الدين والتدين في حركة المجتمع وضبط المفاهيم العامة له.
لقد ولدت الحداثة أصلا ليس كمنتج فكري انقلابي منعزل عن استحقاقات حتمية ,ولكن كانت قبل ذلك إرهاصات كونتها نظريات فلسفية بشر بها البعض كأنها حتما تأريخيا لا بد من تبلوره بالصورة التي عرفناها الآن ,بل اجزم أنها ولادة حقيقية للاستجابة الضرورية لحركة المجتمعات وسعيها للتحرر من ربقة الماضي كزمن والماضي مكان. وهذا الجزم ليس أتيا من جهل بالمعطيات ولكن استدلالا من النتائج المجسدة واقعا ومن مظاهر التحول الحتمي في المجتمعات التي عرفت مفهوم الحداثة أولا.
هذا المجتمع في تحوله الطبيعي من هذه الكيفية الجيوفكرية والذي فقدت فيها الهوية الفكرية تميزها المنفرد وخصيصتها المحدودة وضاع فيه الوعي الجمعي بين عشرات التيارات الفكرية والفلسفية والدينية نراه يتحول تدريجيا بفعل ارتدادات الثورة الصناعية والتكنولوجية العلمية التي مضى عليها أكثر من قرن من الزمان نحو استجابة بدية لهذه الارتداد من نفس قوة التأثير وليس من خارجها وتحديدا من التنظير المجرد بل أن هذا التنظير هي وليد الارتداد أيضا.
في المجتمع العرقي خاصة وعموم المجتمعات العربية والإسلامية لم تلعب الحركة الفلسفية ولا تأثيراتها الجيوفكرية دورا هاما في صناعة الشخصية ولا في صقل صورة مثالية ,بقيت الفلسفة منزوية في أدراجها لا تستطيع الخلاص من نظرة المتدين السلفي الذي مارس الرقابة والتعرض الحازم والحاد لها ,بل أعتبر أن مجرد التفكير فيها ضربا من الكفر والإلحاد والزندقة مما أضعف دورها مع غياب دعم فكري أو مؤسساتي لها, والسبب يعود لسيطرة الفكر المحافظ على مركز القرار السلطوي في المجتمع.
نقطة مهمة أخرى هو غياب المؤسسة الأكاديمية المستقلة التي تروج وتمهد الطريق للفلسفة وكل العلوم الإنسانية المنبثقة عنها كعلم الأجتماع وعلم النفس ونظرية المعرفة عن الساحة التعليمة والتركيز المشدد على علوم الدين والكم الهائل الذي تفرع وتفرخ في ظل جو انعزالي متحسس للأثر الفكري التحريري, وعدم صياغة منهج فاعل يقود للتحولات الكبرى التي افترضت كما في المجتمعات الحداثية شروط التحول ليس حبا في الحداثة والتقدم ولكن كان استجابة ضرورية لشروط التحول ذاته وأعني به التقنية والمال والأقتصاد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج2
- لماذا نكره النساء
- الإنسان الكوني وأشكالية الهوية
- مفهوم الجنون في علم السلوك
- أين نزرع الأشجار _قصة قصيرة
- الشعور والشعورية
- الذاكرة الشرقية والتجربة الغربية
- الديمقراطية فلسفيا
- لا تنتظروا عودة كاظم _ قصة قصيرة
- الحس و الإحساسية
- الشخصية الإنسانية _ تعريف ومفهوم
- وداع مريم الاخير
- حقوق الأقليات _ قراءة في الفكر الإسلامي
- أهمية فهم المعاني لدارس علم النفس
- عقلنة العلم أم علمنة العقل
- في الفهم القرآني للنفس والسلوك _ الجزء الثاني
- فهم النفس فهم السلوك الجزء الاول
- جدلية صراع القيم
- قوة العلم
- أصالة الكينونة


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج1