أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - عالم جديد في طور التكوين -3-















المزيد.....

عالم جديد في طور التكوين -3-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 18:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عالم جديد في طور التكوين -3-
**********************
نحن اليوم نعيش عالما جديدا ، عالم يختلف كثيرا عما عرفناه قبل سنوات قليلة . كل شيئ فيه أخذ مسافة من نفسه ليفكر بمنهجية لا تتشابه مع ما عرفناه مثلا قبل الثورات العربية الشريفة والغبية ، لأنها كانت ثورات عفوية ، قامت بها فئات تنتمي الى الطبقة الشعبية المسحوقة التي ثارت ضد الغلاء والظلم والاستبداد الذي عرفته جميع الأوطان و الأنظمة العربية ، وتواطأ ضدها كما تابعنا كثير من مثقفي النعمة المحسوبين على الصف الديمقراطي ، سواء بمرجعيته العلمانية ، او بمرجعيته الليبرالية ، او تلك التي استندت على مرجعية دينية ، لتمثل الله في الأرض وتختص بتفسير الوحي . لكن النتائج جاءت عكس التوقعات ، وخاصة بمصر ، ومن كان ينتظر أكثر من ذلك فقد كان متطرفا في طوباويته.
لقد كانت للثورات العربية فضيلة تغيير كثير من المعادلات الدولية ، ان على صعيد المجال الجيوستراتيجي الدولي ، الذي عادت بفضله روسيا لتأخذ موقع الاتحاد السوفياتي ، واعادة بعض التوازن الى الميزان الدولي الذي استأثرت به الولايات المتحدة الأمريكية لفترة طويلة . أو على صعيد المجال الاقليمي الذي أفرز طهران كقوة ذات تأثير كبير في المنطقة العربية ، وهذا ما عكسه خطاب الرئيس الفرنسي اليوم وهو يؤكد على ضرورة اشراك ايران في أي حوار قد يلتئم تحت يافطة / مؤتمر جنيف 2 " . وقد يغفل الكثيرون حمأة ايران في الاسراع في ميدان التكنولوجيا والصناعات الحربية التي أصبحت اليوم أهم مقومات الدولة المعاصرة وبدونهما فان أي دولة لن يكون لها وجود ، بالمعنى الحضاري ، وستظل تابعة وذيلا لكل دولة لها مقومات الدولة المعاصرة . ولولا الثورات العربية وانعكاساتها الطبيعية من ثورات مضادة وعنف مضاعف ، والخوف من المجهول ، لكانت ايران هي العدو رقم 1 للغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية . وايران من الدول التي تمتاز بحسن قراءة المتغيرات وتنتهز جميع الفرص لتثبيت دورها في المنطقة ، وفرض مواقفها على أعدائها ومنافسيها ، بعكس الدول العربية التي ينتظر حكامها التعليمات المدرسية من أولياء امورهم ، الى درجة التدخل في المقررات الدراسية : قمة الخنوع والاذلال .
في ظل هذا التحولات الدوليةوالاقليمية ، كان لزاما ان يتم التشطيب على مجموعة من القواعد التقلييدية ، وطرق العمل القديمة التي انتهجتها امريكا باعتبارها قائدة العالم ما قبل الثورات العربية والأزمة الاقتصادية العالمية التي انطلقت منها ، بعدما ثبت فشل النموذج النيوليبرالي الذي يستند الى رأسمالية متوحشة ، اخذت كما كتب منذ سنوات الكاتب الفرنسي جان بورديارد تأكل نفسها .
وهنا لابد أن نضع في الاطار تأسيس تجمع اقتصادي عالمي " مجموعة بريكس " ، بحيث استطاعت هذه المجموعة الاستحواذ على أكثر من نصف المالية العالمية ، وعلى سوق يناهز رواده ثلثي سكان العالم . الى درجة ان حلم امريكا بتسييج التنين الصيني عبر سد منافذ البحر الهادئ تبخرت أمام التقنيات الحديثة للتجارة العالمية اليوم ، وأمام تصلب محور بريكس وتآزره الذي فشلت الولايات المتحدة في اختراقه .
نحن الآن اذن أمام عالم جديد بعد المتغيرات الأخيرة التي كانت بطلتها ايران بلامنازع اثر الاجتماع السنوي لهيئة الأمم المتحدة الأخير ، والتي مهد لها برسالة نشرتها جريدة أمريكية هي الواشنطن بوست ، والتي رحب بفحواها كل زعماء الغرب أعداء ايران البارحة فقط . كما لن ننسى رسالة السيد محمد خاتمي المنشورة في جريدة بريطانية هي الغارديان قبل يوم واحد من انعقاد اجتماع المنتظم الأممي ، لنلاحظ هنا دقة تقسيم الأدوار بين اقطاب النظام الايراني ، خاصة اذا أضفنا مطالبة حسن روحاني من حرس الثورة الاسلامية عدم التدخل في السياسة . ان الأمر اذا نظرنا اليه في شموليته ، فبعد الاعلان عن فوز السيد حسن روحاني بمنصبه كرئيس لايران قبل أن يتولى منصبه فعليا بشهرين حسب القوانين الايرانية ، رحبت كل الدول الغربية بنجاحه ، وحضر مجموعة من رموز وممثلي الدول الغربية تنصيبه كرئيس داخل البرلمان الايراني ، كان على رأسهم السيد خافيير سولانا ، الممثل السامي للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة بالاتحاد الأوروبي.
تراجع ان لم أقل سقوط مشروع ضرب ايران الذي غذته اسرائيل السنة الماضية ، وهددت به كل من امريكا وبريطانيا وفرنسا ، وحذر منه كثير من المحللين ، كنت نشرت ابانها مقالا أنفي فيه اي امكانية لضرب ايران من أي كان ، فكل الشروط الموضوعية لمثل هذه الضربة لم تكن متوفرة ، والآن أصبحت في حكم الحلم المتبخر .
يضاف الآن هذا الاحتفاء التاريخي بايران كقوة اقليمية معترف بها رسميا من قبل أعلى الهيئات المسؤولة في الغرب . وهذا التراجع أو السقوط يأتي في ظرف دقيق عرف تراجعا دراماتيكيا سجلت فيه روسيا وحلفاؤها نقطا عديدة ضد المجموعة التقليدية الغربية بعد تراجع خطر ضرب سوريا . ليسقط النظام العالمي جميعه في مستنقع سيسمى مستقبلا " سوريا شعب تواطأ عليه الجميع " ، من أجل مصالحه الخاصة ، فالخاسر الوحيد في هذا النظام العالمي الجديد كان هو الحضارة والشعب السوريين ، والرابح الأساس كان هو روسيا وايران ، أما الغرب فلم يعرف الا تراجعا تكتيكيا لاعادة قراءة حساباته المستقبلية ، بعدما فشل فيما نجح فيه في دول عربية أخرى .
هذان العنصران الطارئان ، خاصة خلال الأشهر الأخيرة الثلاثة ، كتجل واضح وكحقيقة ظاهرة هما الخطان اللذان يرسمان الحدود الفاصلة بين عالم قديم وعالم جديد .
لكن طبيعة تشكل نسقية العالم كما نلاحظ لم تعد تأخذ بعدا زمنيا طويلا كما كان سابقا ، فقد اصبح بالامكان تغييره في أي لحظة ، وفي زمن قياسي .
لنأخذ مثلا هذا الاستعداد الانجليزي للتحكم واعداد الرأي العام الانجليزي ، فقد أوردت جريدة الغارديان اليوم 27--9--2-13 دراسة يقوم بها الاستراتيجيون الانجليز للتحكم في الرأي العام والتأثير فيه لمباركة أي ارادة من الحكومة البريطانية في شن حرب من الحروب مستقبلا، بعدما أبدى الرأي العام الانجليزي معارضته الشديدة لضرب سوريا ، وسايره كثير من نواب البرلمان .
كما ان عودة أوباما للكونغريس لأخذ موافقته في ضرب سوريا ، وهي خطوة تاريخية لم يسبق لها مثيل ، كانت تعلة لحسابات سياسية وعسكرية ومالية دقيقة . فهل هذا يعني ان الساسة والاستراتيجيين الأمريكيين ومجموعات الضغط القوية كانت في حاجة الى هذا الاجراء ؟ رغم ان نسبة فاقت 75 في المائة من الرأي العام الأمريكي كانت ضد الهجوم على سوريا ، فنحن ما نزال نتذكر المعارضة الشديدة للحرب ضد الفييتنام ، من داخل النظام ،كما يذكر ذلك جان أنشتاين في كتابه " الصراع حول العالم " لكنها استمرت لسنوات في هذه الحرب رغم تلك المعارضة . كما نذكر أسباب خروج أمريكا من الصومال بعد اذلال جيوشها عبر مناظر فظيعة ، ومقاومة قوية وشرسة من قبل مجموعات مشتتة ، وانسحابها من العراق بعد الفظائع التي ارتكبها جيشها ضد الشعب العراقي ، والمقاومة الممنهجة داخليا وخارجيا ضد تواجدها في هذا البلد ، والخسائر المالية غير المسبوقة في العراق وأفغانستان ، مما جعلها تغرق في دوامة الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها اليوم .
لابد من ربط جميع العوامل المؤثرة في صعود قوى دولية جديدة او عودتها ، وتراجع دور قوى أخرى . فالقوة كقيمة نيتشية لم تعد وحدها القادرة على فرض الهيمنة ، وارادة الدولة في لعب دور مهم لم يعد مقتصرا على مخزون مالي هائل كما هو شأن السعودية ، بل يفترض امتلاك قوة تصنيعية ، وليس قوة سلاح مستورد . كما ان ضغط الشارع اصبح له دور كبير في توجيه مسارات السياسات في الدول الغربية ، لأن السياسة هناك تبنى على اساس القاعدة ولا تبنى من فوق كما هنا . والسياسة كلما كانت قاعدتها أوسع كانت أقوى .
ولا بد هنا من التذكير على دور سوريا ، ودور ثورات الشعوب العربية في تغيير كثير من المعادلات الدولية ، وبرأيي فالخاسر الأول من الثورات العربية على مستوى الرهانات الكبرى هي الولايات المتحدة الأمريكية . رغم أن الشعوب العربية كانت خاسرة الا أن خسارتها في سلم الثورات تبقى نسبية لأنها دخيلة على ظاهرة الثورة كتحول جذري ، والاستفادة الوحيدة التي استفادتها الشعوب العربية ، هي رفع ستار الخوف ومواجهتها للموت والقمع بصدور عارية ، مما جعل كل تحركاتها اليوم تقاس بدقة متناهية من قبل الأنظمة الداخلية وأجهزة الاستخبارات الخارجية .....يتبع



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انصفوا عمال الانعاش الوطني
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-20-
- عن الدخول الثقافي بالمغرب
- اعدموا الصحفي علي انوزلا
- البحث عن الغائب الحاضر -رواية -19-
- تجربة العدالة والتنمية الفارغة
- لذة السقوط
- عالم جديد في طور التكوين -2-
- طريق النسيان
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-18-
- سفر في مقهى -الرايس -
- عالم جديد في طور التكوين -1-
- وجع بوجهين
- لماذا تم تأجيل الهجوم على النظام السوري ؟
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-17
- انا من هنالك
- أنا من هنالك
- بعيدا عن السياسة في قلب السياسة
- البحث عن الغائب الحاضر -رواية-15-
- انجازات الملك محمد السادس الغائبة


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - عالم جديد في طور التكوين -3-