أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طارق محمد حجاج - إقليم فلسطين المائي في ظل قواعد القانون الدولي















المزيد.....

إقليم فلسطين المائي في ظل قواعد القانون الدولي


طارق محمد حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 03:17
المحور: القضية الفلسطينية
    



إقليم فلسطين المائي في ظل قواعد القانون الدولي
بقلم/ طارق محمد حجاج
في الواقع إن تحليل إقليم الدولة إنما ينصرف بالضرورة إلى التمحيص القانوني للمساحات المائية المشمولة بالسيادة الإقليمية للدولة، وليس للمساحات المائية الموسومة بأعالي البحار والمعدة مالاً مشتركاً لسائر الدول أعضاء الجماعة الدولية، ويظهر تنظيم استخدام البحار الدولية، ضرورة التوفيق بين اعتبارين هما:
- ضرورة حماية سيادة ومصالح وسلطان الدولة الساحلية.
- ضرورة حماية مصالح الدول الأخرى والمجتمع الدولي.
لذلك ، تنقسم المياه بحسب الأصل العام إلى ثلاثة أنواع وهي: المياه الداخلية للدولة والتي تقع داخل إقليم الدولة اليابسة، وتخضع للسيادة الكاملة للدولة صاحبة هذا الإقليم. ثم تليها مياه البحر الإقليمي للدولة، وهذا الامتياز محصور في الدول المشاطئة للبحار، على خلاف الدول الحبيسة التي تحيط بها اليابسة من شتى الاتجاهات فلا تمتلك هذا النوع من المياه، وتقع مياه البحر الإقليمي تحت سيادة الدولة وهي تعتبر بمثابة قواعد بحرية للمعدات والأساطيل العسكرية للدولة، بجانب عمليات الصيد وأي عمليات تنقيب في باطن البحر، وتكون مهمتها المحافظة والدفاع عن سلامة الدولة من أي اعتداء بحري. ثم المناطق المتاخمة، والتي يليها أعالي البحار، وهي مياه لا تخضع لسيادة أي من الدول فهي متاحة للجميع دون إذن مسبق من أحد لذلك فهي ليست محل دراستنا لعدم خضوعها لسيادة الدولة.

أولاً : المياه الداخلية للدولة:
1- وهي تشكل المياه الواقعة على الجانب المواجه للبر من خط الأساس للبحر الإقليمي جزء من المياه الداخلية للدولة، وتشتمل المياه الداخلية في معناها القانوني الموانئ والأرصفة والمراس، وكذلك كل المياه التي توجد فيما وراء خط أساس قياس البحر الإقليمي أمام الجزء البري من إقليم الدولة. أما المعنى الجغرافي للمياه الداخلية، فهو أقل من حيث مداه؛ لأنه يقصر المياه الداخلية على تلك المياه التي تحيط بها الأرض من كل جوانبها (البحر الميت) أو تلك المياه التي توجد داخل الإقليم البري للدولة، وتشتمل المياه الداخلية أيضاً على المضايق والخلجان والموانئ والقنوات والبحيرات.
ونصت المادة الخامسة فقرة (1) من اتفاقية جنيف المبرمة عام 1958على"أن تشكل المياه الواقعة على الجانب المواجه للبر من خط الأساس للبحر الإقليمي جزءاً من المياه الداخلية للدولة". وهو وما أكدته اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار المبرمة في عام 1982م، والذي كان من شأن المادة الثامنة فقره(1) أن"..... تشكل المياه الواقعة على الجانب المواجه للبر من خط الأساس للبحر الإقليمي جزءاً من المياه الداخلية للدولة
2- المياه الداخلية الفلسطينية:
تتضمن المياه الداخلية على البحيرات والأنهار والمياه التي تشتمل عليها المناطق الساحلية والخلجان.
ففي الضفة الغربية وفي أقصى الشرق مع الحدود الأردنية يوجد البحر الميت وهو من المياه الداخلية لإقليم فلسطين. أما في قطاع غزة فالوضع مغاير لأن القطاع يمتد على طول شريط ساحلي يطل على البحر المتوسط، كما أن ميناء غزة الدولي يعتبر من المياه الداخلية الواقعة في الإقليم المائي الفلسطيني.
ثانياً : البحر الإقليمي للدولة:
1- هو ذلك الجزء من البحار العامة الملاصقة لإقليم الدولة و الذي تباشر عليه الدولة سيادتها.
وفي تعريف آخر: هو الامتداد التالي للإقليم البحري والمياه الداخلية للدولة الساحلية، فهو يمثل شريطاً من البحر وراء الإقليم الأرضي للدولة(.
تباينت مواقف الدول الساحلية في العصور الوسطى في تحديد البحر الإقليمي لكل دولة، فمنها من رفض الفكرة بمجملها و منها من تشبث بها، فتارة تدعي دول ما بالسيطرة على البحار كلها بما فيها أعالي البحار، وتارة أخرى تدعي سيطرتها على مساحات شاسعة داخل البحار.
و قد كان شائعاً آنذاك المعيار الذي كان يؤدي إلى امتداد سلطان الدولة الساحلية إلى مسافة تبلغ مائة ميل، و هو ما يعادل المسافة التي تقطعها السفينة في يومين، و تلاها بعد ذلك المعيار الذي يحدد البحر الإقليمي على أساس مدى البصر، فيمتد البحر الإقليمي للدولة الساحلية إلى حيث يمكن للشخص الذي يقف على الشاطئ أن يرى.
ثم قام الفقيه الهولندي بنكر شوك ( Bynkir shoek) بالتأكيد على أن حد سيطرة الدولة على المسطحات البحرية المجاورة لشواطئها يتعين أن يجري تحديده بالمدى الذي تصل إليه قذيفة المدفع المنصوب على الشاطئ، مقررا أن سلطة الدولة تتوقف عند المدى الذي تصل إليه قوتها.
وفي ذلك الوقت كان أقصى مدى لقذيفة المدفع يصل إلى ثلاثة أميال، وبذلك تم تحديد البحر الإقليمي لكل دولة – مشاطئة للبحر – بثلاثة أميال.
وقد حظيت هذه الفكرة بتأييد واسع آنذاك إلا أن جموع المعارضة بدأت في الظهور خصوصا دول العالم الثالث، مدعية أن هذا المبدأ يتعارض مع مصالحها وأمنها القومي؛ وذلك لتخوفها من الدول الكبرى والتي تملك أساطيل بحرية قوية وكبيرة.
ونظراً لأن الدول الضعيفة أكثر عدداً من الدول القوية والمهيمنة، فقد تعالت الأصوات المعارضة بالمطالبة بزيادة مدى البحر الإقليمي وزيادة المسافة التي تسيطر عليها الدول المشاطئة.
وأخيراً استطاعت الأصوات المعارضة أن تحقق ما سعت إليه، فجاءت اتفاقية عام 1982 في مادتها الثالثة لتنص على أن " لكل دولة الحق في تحديد عرض بحرها الإقليمي بمسافة لا تتجاوز 12 ميلاً بحرياًّ مقاسه من الخطوط الأساسية المحددة طبقا لهذه الاتفاقية"
وتختلف المياه الداخلية عن المياه الإقليمية من حيث السيادة، فإذا كان من المسلم به أن السيادة على المياه الداخلية حق أصيل للدولة وتخضع للسيادة المطلقة لها، فهو ما لا يتاح بهذا المجال من الاتساع في حال المياه الإقليمية؛ لأن السيادة ليست أصلية وإنما امتداد لسيادتها على إقليمها، وبالتالي فإن حفنة من الاستثناءات ترد على سيادتها لصالح سفن الدول الأجنبية مثل حق المرور البريء.

2- البحر الإقليمي الفلسطيني :
تمتد مياه البحر الإقليمي الفلسطيني على طول الشريط الساحلي بمحاذاة قطاع غزة من منطقة بيت لاهيا شمالاً حتى مدينة رفح جنوباً على خط فيلادلفيا بين مصر وقطاع غزة، وتمتد المسافة في داخل البحر الأبيض المتوسط لتصل إلي 12 ميلاً بحرياً.
ثالثاً: المنطقة المتاخمة :
هي منطقة من أعالي البحار تجاور مباشرة البحر الإقليمي، وفي تعريف آخر هي: منطقة تالية للبحر الإقليمي للدولة الساحلية وملاصقة له، تمارس عليها الدولة بعض الاختصاصات اللازمة للمحافظة على كيانها؛ ومن ثم فإنها تقع في منطقة بحرية لدولة ساحلية تلي مباشرة الحدود الخارجية للبحر الإقليمي.
وقد حددت اتفاقية 1982م لقانون البحار المساحة القصوى للمناطق المتاخمة، بحيث حددت البحر الإقليمي بمسافة 12 ميل بحر إقليمي، بالإضافة إلى 12 ميل منطقة متاخمة (المادة 33/2) من معاهدة 1982، فلا يتجاوز 24 ميلاً من خط الأساس.
أما من ناحية سيادة الدولة على المنطقة المتاخمة، فإن المنطقة المتاخمة ليست منطقة سيادة إقليمية للدولة الساحلية، ولكن هذه الأخيرة تمتلك اختصاصات تسمح لها بالوقاية أو قمع المخالفات التي يمكن أن ترتكب في مناطق وضعت تحت سيادتها ؛ حيث تعد استثناء على البحر العام الذي تسيطر عليه قاعدة حرية الملاحة البحرية، على عكس البحر الإقليمي الذي يخضع لسيادة الدولة الكاملة.
بالإضافة إلى أن الهدف من إقرار سيادة الدولة على المنطقة المتاخمة هو ممارسة الدولة الساحلية الرقابة الضرورية لها ومنع الإخلال بنظمها القانونية وتنظيماتها الأمنية والعسكرية والجمركية والصحية والمالية ولوائح الهجرة في إقليمها وبحرها الإقليمي، وفرض العقوبات في حالة الإخلال بالنظم المذكورة.
[email protected]



#طارق_محمد_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا تقاوم غزة
- الدين لخدمة الشعب ، وليس الشعب لخدمة الدين، فالدين منهج الشع ...
- صراع القوى الإقليمية (قطر- تركيا- إيران ) في الربيع العربي ا ...
- رسالة شكر وعرفان من آل جابر الكرام
- هل جندك الموساد كجاسوس وهل جهازك مخترق بدون علمك
- ما سر تسميتها ب-مجزرة الرواتب- وما سر سخط وغضب نواب حركة فتح
- الحركة الصهيونية انجازات تدك القومية العربية العرجاء
- أوطان في وطن واحد يصعب تجاوزها
- مهددا المصلحة الوطنية الانتماء السياسي المتطرف يستعر
- الفيسبوك أكاديمية المخابرات الإسرائيلية لإسقاط الجواسيس
- وثيقة إنهاء الصراع والانقسام الفلسطيني الداخلي إلى الأبد
- دحض إشاعات نزوح وتوطين الفلسطينيين في سيناء..وتوجيه مناشدة ل ...
- توضيح اللبس والغلط في مقابلة السيد أبو مازن مع القناة العب ...
- موقف القانون الدولي من قضية المستوطنات الإسرائيلية والحدود.
- رسوم كاسحة وخريج كسيح
- الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة للقانون الدولي الإنساني
- من مقولات الكاتب طارق محمد حجاج -متجدد-
- الردود والتعليقات السخيفة في المواقع الإلكترونية
- تفنيد أسباب أزمة كهرباء غزة
- الصحافة تخون حاميها – حقوق الإنسان -


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طارق محمد حجاج - إقليم فلسطين المائي في ظل قواعد القانون الدولي