أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - الدرويش البطل














المزيد.....

الدرويش البطل


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 22:26
المحور: حقوق الانسان
    


الدرويش البطل

مع التخدير الجمعي للمهابيل والدراويش باسم الدين يصبح من السهل على الإنسان والحيوان التحرك ناحية القصر، والقاء البيان الأول دون أن ترفع الجماهير المغيبة أصابعها الأربعة من الخمسة احتجاجا أو اعتراضا.

الصورة التاريخية للماضي تبدو الآن واضحة وضوح الشمس في كبد سماء الأزرق الكبير، وهنا تستطيع أن تتخيل دراويش ومضللين ومتخلفين وفقراء الهند وقد أصبح كل منهم ( مبروكاً) لتخلفه العقلي، ولأنه كما يقول العامة والجهلة قريبا من الغيب والجن والأعشاب والبخور.

كنت أستطيع أن أصنع نبياً في الهند أو نيجيريا أو مالي أو جبال جواتيمالا أو نيبال، والآن يمكنني صناعة هذا النبي في مصر، وعمل ( لوجو ) رباعي أصفر، واستخراج لآليء الحكم من بين شفتيه اللزجتين، وتأويل خزعبلاته إلى قبسات من نور الأذكار القدسية.

صناعة البطل الدرويش تبدأ بربط السماء بالكراهية، والتشكيك في أصحاب الديانات الأخرى، ونفخ الأتباع بخرافات لا تصمد لحظــة واحدة أمام العقل، فالدرويش والعقل يتصادمان، والجماهير المغيبة تملك قوة تصادمية مدفوعة بالجهل والحقد ومشاعر الاستعلاء التي رفعتها من الدونية إلى الحديث وجها لوجه مع الدرويش البطل.

في مصر حدثت الحالة بطريقة مفاجئة، فمناهضو ما يسمونه انقلابا عسكريا، يتحدثون عن مرسي من منطلق شرعيته التي تقيأها صندوق الانتخاب، لكنهم أبداً لا يقتربون من الشرعية الحقيقية وهي الامكانيات العقلية والصحية والنفسية لدرويشهم المعزول.
إنهم لا يسمعونك، ولا يرون ثلاثين مليونا من البشر تكتظ بهم شوارع أرض الكنانة مطالبين برحيل رئيس فاشل، ولا يبحث أي منهم عن نتائج مشروع النهضة للاخوان، ويغمضون أعينهم عن عشرات الملايين الذين ضاقت بهم الأرض والعدل فخرجوا مرة ضد رئيسهم المتخلف، وانطلقوا مرة يطالبون جنرالا يملك الجيش بازاحة الرجل قبل أن يفكك مصر ويدفنها تحت ترابها أو يغرقها في نيلها.
صناعة الدرويش تجري على قدم وساق، والأغرب أن هناك فئة من الكتاب والمثقفين المصريين الذين حللوا الحرام في الصحافة القطرية ووقفوا ضد بلدهم وجيشهم بحجة مناهضة الانقلاب العسكري.
أي تلميذ في الابتدائية ولو كان الأبله في الفصل يعرف تماما أن الانقلاب هو حالة غدر، ومباغتة، وإتيان من الدبرتقوم به، غالبا، سلطــة عسكرية ضد سلطــة الحكم، ولا يعرف به الشعب، وقد يكون ايجابيا أو سلبيا.
كل الانقلابات في الدنيا كانت هكذا، أوغندا وكوبا وباكستان وسوريا والعراق وإيران وإثيوبيا والكونغو وكمبوديا وتشيلي وتونس والمغرب و... أما أن يقوم وزير الدفاع بطلب من الشعب، كله تقريبا، بالاطاحة بمخرب متغطرس ودموي، يعمل مهربا للسجناء الخطرين، بالاطاحة به باسم الشعب، فهذا ليس انقلابا عسكريا، لكنه انتخاب في أرقى صوره، وأجمل مشاهده السلمية، والأكثر تحضرا وتمدناً.
لكن تبقى صورة الحكم متعلقة بعلامة استفهام بطول مصر وعرضها:
كيف يسيطر الارهابيون من الاخوان والتيارات الدينية على مدينة لأكثر من شهر، والمفترض حتى في أكثر الدول تقدما أن لا تستمر سيطرة الارهابيين على مدينة لأكثر من أربع ساعات ثم يقوم الجيش بجعل عاليها سافلها، على الطريقة الروسية في المسرح.
كيف كشر الاخوان عن أنيابهم، وأعلنوها صراحة بأنهم سيستنزفون جيشنا، ومع ذلك لم يصدر حكم غير قابل للنقض بحل كل الأحزاب الدينية.
لماذا لم تجتمع القيادتان المصرية والقطرية للتفاهم أو للاختلاف، فكل المجرمين والقتلة والارهابيين والقاعديين يحركهم المال، وجهادهم لا يستقيم بدون زيادة حساباتهم في المصارف.
وأخيرا فقد تناهى إلى السمع والبصر أن هناك ظلما شديدا في عمليات الاعتقال والتعذيب، مما سيكون له أثر سلبي على دعمنا وتعاطفنا مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي.
إننا في صف الجيش والشرطــة ضد الاخوان، لكننا لسنا في أي الصف إذا ظــهر الحكم الجديد بوجه خلف قناع مبارك أو المشير أو مرسي.
ما حدث لأشقائنا الأقباط في دلجا وصمة عار سيتذكرها المؤرخون، خاصة أنها ليست وليد ساعة أو بعض اليوم، لكنها ظلت لعدة أسابيع تتحدى أكبر جيش في الشرق الأوسط، فكيف إذا تحداه أوغاد وارهابيو سيناء؟
كلما رأيت كفاً صفراء بأصابع أربعة أحتقر صاحبها ولا أستطيع أن أتخيل مصريا يطالب بعودة حمار ليقود النهضة من جديد.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 18 سبتمبر 2013




#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معذرة، فأنا لا أصَدِّق خبرَ الضبطِ والاحضار والقبض على مجرم!
- لماذا يختل ميزان العدل مع الدين؟
- هل أصبح مؤيدو الإخوان طابوراً خامساً؟
- الجبان الديجيتالي!
- أيها المصريون، قفوا مع السيسي في حربه ضد الإرهاب الديني!
- من أين ينبع بركان الكراهية لدى الإسلاميين؟
- كارثة حرب النصوص!
- رسالة إعتذار لسيدنا الرئيس حسني مبارك!
- دعوة لتنازل الملك عبد الله بن عبد العزيز عن العرش!
- أنا أعرف، إذن فأنا جاهل!
- السيارة المفخخة ليست مفاجأة!
- لماذا ساءتْ أخلاقُ الإنترنتّيين؟
- استرداد أموال المصريين خط أحمر!
- حفارو القبور ينتظرون السوريين!
- لماذا تراهن قطر على الحصان الخاسر؟
- الاستعمار الجديد يقرأ في الكتب المقدسة!
- رسالة تحريض إلى السيسي!
- حوار بين سمكتين في قاع البحر!
- لا تفرحوا بالسيسي الآن!
- لا أُصَدّق أنكَ لسْتَ قاتلاً!


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - الدرويش البطل