أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - حفارو القبور ينتظرون السوريين!














المزيد.....

حفارو القبور ينتظرون السوريين!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 00:35
المحور: حقوق الانسان
    


يمكنك أن تُشــَـمـِّـر عن ساعديك بعد أنْ تطيل أظافرَك، فمهمتــُــك قبل أنْ تساهم في حفر القبر هي أن تــُـصفق ملء كفيك!
كل حفــّـاري القبور للشعوب يتقابلون عن نقطتي الصمت والصفر، وهما النقطتان اللتان تصنعان الطاغية، فالمواطن الصامت كالصفر الساكن.

الطاغية هو الذي يستعدي القتلة من الخارج بعدما صنع القتلة في الداخل، وفي هذه الحالة يتساوى معتقل جوانتانامو الأمريكي ذو النكهة الكوبية، وسجن أبو غريب في مراحله الثلاث، صدام واليانكي وحكومة المنطقة الخضراء، وسجن القامشلي السوري حيث يؤمن المعتقلون بأن جحيم الآخرة نعيم مقارنة بجحيم سجون ومعتقلات الأسدين، الأب والابن.
في معظم الأحوال فأنت لا تحتاج إلى التواجد مع حفاري القبور ويكفي الصمت والابتسامة والتبرير فهو مثلث عقلاني المظهر وبرمودي الهدف، رغم أن الذين يبررون للمبررين سوطهم الخفي يشيرون إلى سوط السلطة وأنياب القائد و.. وراء الشمس الاستخباراتية.
المهيب قد يخفي خلف فكيه رعشة رعب لا يعرف مثلها فأر، لكن المازوخيين يتلذذون بأوامره وتوجيهاته وقوته الخيالمآتية كأنه يراقب أحلامهم حتى قبل أن يغلبهم النعاس.

في أقل من عامين يكون الطاغية قد جعل كل اثنين من مواطنيه رقيبين على الثالث الذي يقنعهما لاحقاً أنه .. ثالثهما!
المشهد برمته في الوطن يجعل قوىَ الاستعمار أو الاحتلال أو الغزو تفرك عينيها وتســِــنّ مخالبها، فالطاغية نجح في تلميع المنقذ، وربما تشاهده بعد ذلك في زيارة يخرج الجزائريون فيها عن بكرة أبيهم لاستقبال جاك شيراك، ويدفيء أحمد الجلبي مؤخرته وهو جالس فوق دبابة أمريكية بالقرب من نهر دجلة وبعيداً عن بنك بترا الأردني، ويرحل الأسد الأب فتتبلل سراويل أعضاء مجلس الشعب السوري وهم يختارون شبله في ربع الساعة ليضحى الابنَ الرئيسَ بعدما كان ابنَ الرئيسِ!
هنا يتساوى كل الطغاة خلف هوس السلطة، منجستو هيلاميريم، عيدي أمين دادا، جان بيدل بوكاسا، زين العابدين بن علي، حافظ الأسد، بشار الاسد، أنور خوجة، بول بوت، نيكولاي تشاوشيسكو، فرانكو، بينوشيه، سالازار، سوموزا، العقيد معمر القذافي، حسني مبارك، المشير طنطاوي، الحسن الثاني .. وهي قائمة تمتد من قابيل ولا تنتهي قبل أن تغرب شمس أرضنا إلى الأبد.

مصانع الأسلحة تعمل بالاثنين معا: الوقود والدم، وأصحابها يحصون العملة الخضراء والجثث بنفس الدقة، فعيدي أمين دادا يطرد ثمانين ألف من أصل آسيوي، وجان بيدل بوكاسا يأكل لحوم تلاميذ الثانوي، وحسني مبارك يجعل السحابة السوداء في سماء القاهرة تلعن عقوده الثلاثة في الحُكم، وصدام حسين أقنعه الخائفون والمنافقون في المربد وخارجه أن جيشه لو تحرك من موقعه شبراً لخرت أمريكا وأوروبا وإسرائيل ركوعا له ولأشاوسته. والأسدان، الأب والشبل، يذيقان الواحد تلو الآخر شعبنا السوري عذابا لا يتحمله جماد.
إذا لاحت بوادر انتصار الشعوب على طغاتها فإن الطابور الخامس من الجواسيس النائمين ينزوي في ركن قصي ليظهر الطابور السادس ، وهم لصوص الثورات الذين يــُــعــَــبـِّـدون الطــُــرق لتدخل خارجي، مثل الهجوم الارهابي على البرجين التوأمين في 11 سبتمبر ليمنح الجيش الأمريكي تأشيرة دخول مجانا لأفغانستان، ومثل لصوص ثورة 25 يناير المصرية الذي رفعوا المصحف وزعموا أنهم أحرقوا العلم الأمريكي فإذا بالعلم في قلوبهم أقدس من المصحف الشريف، وهكذا فعل الوطنيون المزيفون في العراق فتقاسموا الوطن مع الاحتلال، وقسَّموه طائفيا، وأيضا أجهزة الاستخبارات السورية التي جعلت إبليس يغادر دمشق فالمعتقلات السورية يقوم عليها ضباط يتتلمذ الشيطان على أيديهم.

وبدت الثورة السورية الشعبية على وشك النجاح فهذا شعب إذا استيقظ باكرا تولى الحُكم، فماذا لو نام أربعين عاماً مقسَّمة بين الأب والابن؟
وظهر لصوص الثورات وأهالوا التراب على رغبة الشعب في الاطاحة بطبيب العيون السفاح، وبدلا من أن تكون ثورة شعبية اصبحت جيشاً حراً يحلم أفراده، أو أكثرهم، بالسلطة والخلافة والحور العين وجماع الجهاد، فالنصر على الخصم يبدأ من النصف الأسفل للمرأة.
وتلقف سيد البيت الأبيض الحاصل على جائزة نوبل للسلام الرسالة الجهادية وعليها قــُــبـلة عبرية، فالمصيدة فيها الأسد وآيات الله وحزب الله وحزب البعث والدب الروسي و.. الربيع العربي.
إنها حرب محدودة ومرسومة نتائجها قبل الكيماوي بوقت طويل، والقوى العملاقة، أمريكا وفرنسا والجزيرة(!)، تستعد للايقاع بالدولة القادمة بعد سوريا.
كلنا قتلة وحفارو قبور ومشاهدون بلهاء في مسرح سخيف، ونزعم أننا مع الأسد الوطني أو الجيش الحر أو الحلم الأمريكي أو الخليفة في الآستانة، لكن الحقيقة أن صمتنا الطويل على الطغاة يتحمل التبعة الكبرى، فالمفردات الوطنية تثقل كاهلنا ثم تقتلنا، ودفاعاتنا الحمقاء عن أباطرة الفتاوى وتطبيق الشريعة الوهمي سرقة للثورة لتسليمها للأموات، ومعاركنا الدونكيخوتية والطائفية ليست أكثر من دعوة صريحة للأقوى لاضعاف الأضعف.
ليس السؤال الأهم عن ضرب سوريا، ولكن عن الدولة العربية التي سيقدمها جبننا وغباؤنا لآلة التدمير الأمريكية بعد الانتهاء من شرب أعضاء الكنيست نخب هضبة المبكى السورية!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في الأول من سبتمبر 2013



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تراهن قطر على الحصان الخاسر؟
- الاستعمار الجديد يقرأ في الكتب المقدسة!
- رسالة تحريض إلى السيسي!
- حوار بين سمكتين في قاع البحر!
- لا تفرحوا بالسيسي الآن!
- لا أُصَدّق أنكَ لسْتَ قاتلاً!
- الخطاب الذي قد يُلقيه مرسي!
- حوار بين إخوانجي و .. فلولي!
- مصر في 30 يونيو .. الاحتمالات المتوقعة!
- حوار بين مواطن مصري و .. الرئيس القادم!
- خرافة سحب الثقة!
- تساؤلات لا تبحث عن اجابات!
- ألف ليلة و .. ليلة، يرويها طائر الشمال
- رسالة مفتوحة إلى أحبابنا .. شركاء الوطن!
- تحيتي إلى الثيران!
- سيدي الذئب .. الحِمْلانُ تشكرك!
- والله لا يسامح غير الغاضبين!
- لا فائدة في العصيان المدني إلا إذا ...
- حواريو الديكتاتور الديني هم شياطين البؤس المصري!
- ثلاثة أيام في لندن!


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - حفارو القبور ينتظرون السوريين!