أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - الاستعمار الجديد يقرأ في الكتب المقدسة!














المزيد.....

الاستعمار الجديد يقرأ في الكتب المقدسة!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 17:12
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لمئات الأعوام حاولت قوى الاستعمار أن تجد أسهل الطرق وأقلها خسائر لتدمير البلد المستعمــَــر ولو لم تلمسه أحذية عسكرهم، وفي النهاية عثرت على الطريق الأقصر والأسهل والأبسط!
إنه تمزيق البلد دينياً، وتفريق أهله بين مؤمن وغير مؤمن، وبث مشاعر الاستعلاء لدى فئة على أخرى، واقناع الواهمين أن الجنة على مبعدة سيف ومصحف ودعاء وجلابية ولحية.
طريقة سحرية نتائجها مضمونة مئة عام، وقد تمت تجربتها في أفغانستان بدعم طالبان ضد الشيوعيين، ثم الانقلاب على التطرف بعد نفخه.
وفي العراق لم يكن الأمر في حاجة إلى أكثر من هوية، واسم، وتعريف المواطن بأن ابن بلده ينتمي إلى مذهب آخر وفــِــرقة مختلفة وتاريخ مليء بالأكاذيب، وحينئذ سيتولى أبناء الوطن أنفسهم تدميره، وتخريبه، وحفر قبور في كل شبر فيه لولائم لا نهائية لدود الأرض.
وفي سوريا ثار شعبنا البطل ضد الطاغية بشار الأسد، ونظام البعث صاحب أغلظ معتقلات وسجون في العالم العربي، ولكن قوى الاستعمار ألقت عصاها فإذا هي حيــّـة تسعىَ، وجاء الجهاديون القتلة من كل فج عميق، وتعرّف السوريون على مذاهب وفرق، فهذا سني، وذاك شيعي، والثالث كردي، والرابع نصيري، والخامس علاوي، والسادس تركماني، والسابع تطبيعي، والثامن فيه روح حزب الله، والتاسع مسيحـي، والعاشر علماني، ثم تولى السوريون، بشاريون وغير بشاريين، تدمير وطنهم.
وفي اليمن، وفي البحرين، وفي تونس، وفي ليبيا، وفي الجزائر، كانت الوصفة السحرية جاهزة.
وفي مصر كان لابد من سرقة الثورة دينياً لتمزيق مصر وتحويلها إلى بقايا دولة يعبث بها الجميع، من إسرائيل إلى اثيوبيا.
ووجد الاستعمار المصحف والدم والخطبة والمهووسين ومنحهم أقراصاً تجعل حلم الخلافة حقيقة واقعة.
الاستعمار الجديد يقرأ الكتب المقدسة على مسامع الضعفاء، ويعدهم بالجنة، ويقف معهم ضد ( غير المؤمنين)، ويدافع عن رجاله، ويجعل التجسس لصالحه تطبيقاً لشرع الله، ويُصلي معهم إذا أرادوا، ويرسل من يقوم بزيارة عميلهم في محبسه مع افتراض أنهم لم يقتلوه.
الاستعمار الجديد يبدو كالخاشع للتلاوات المقدسة، وتدمع عيناه تأثراً بالرسل والأنبياء الجدد وهم ضيوف على كل الفضائيات، وجيوبهم مملوءة بالأموال الشقراء الشرعية حتى لو تخلوا عن الفائدة الحرام.
المستعمر الجديد يصعد فوق المنبر، ويلقي خطبة أو موعظة تخشع لها قلوب المستمعين، بل إنه يصلي الفجر حاضراً ليس لايصال رسالة إلى السماء، ولكن إلى الذين سيجتمعون في يوم الزينة لمشاهدة السحر والسحرة.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في الأول من أغسطس 2013



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تحريض إلى السيسي!
- حوار بين سمكتين في قاع البحر!
- لا تفرحوا بالسيسي الآن!
- لا أُصَدّق أنكَ لسْتَ قاتلاً!
- الخطاب الذي قد يُلقيه مرسي!
- حوار بين إخوانجي و .. فلولي!
- مصر في 30 يونيو .. الاحتمالات المتوقعة!
- حوار بين مواطن مصري و .. الرئيس القادم!
- خرافة سحب الثقة!
- تساؤلات لا تبحث عن اجابات!
- ألف ليلة و .. ليلة، يرويها طائر الشمال
- رسالة مفتوحة إلى أحبابنا .. شركاء الوطن!
- تحيتي إلى الثيران!
- سيدي الذئب .. الحِمْلانُ تشكرك!
- والله لا يسامح غير الغاضبين!
- لا فائدة في العصيان المدني إلا إذا ...
- حواريو الديكتاتور الديني هم شياطين البؤس المصري!
- ثلاثة أيام في لندن!
- عشرون جريمة ارتكبها مرسي .. مئة حُكم بالإعدام أفلَتَ منها!
- تحريضٌ صريحٌ لثورةٍ عسكريةٍ و.. شبابية!


المزيد.....




- ما هي الامتيازات التي حصلت عليها السلطة الفلسطينية بعد قرار ...
- بقيمة 400 مليون دولار.. واشنطن تعتزم الإعلان عن حزمة مساعدات ...
- البنتاغون يوعز إلى جميع الأفراد العسكريين الأمريكيين بمغادرة ...
- مصر.. نجيب ساويرس يرد على تدوينة أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- الإمارات.. تأجيل جلسة الحكم في قضية -تنظيم العدالة والكرامة ...
- وسائل إعلام: فرنسا زودت أوكرانيا بصواريخ -SCALP- هي في نهاية ...
- مدفيديف يصف كاميرون بالبريطاني -الموحل ذي الوجهين-
- ناشطتان بيئيتان تهاجمان تحاولان إتلاف نسخة من -ماغنا كارتا- ...
- -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال ...
- معجم الانتخابات الأوروبية ومصطلحاتها الأكثر شيوعا


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - الاستعمار الجديد يقرأ في الكتب المقدسة!