أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جنيف 299















المزيد.....

جنيف 299


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جــنــيــف 299
صديقي عــمــاد* محلل سـيـاسـي سوري عتيق مخضرم متفائل, ذو تجربة عروبية أحادية متأملة حالمة.. ما زال يعيش بعصر الإمبراطوريات العربية التي كانت تحكم العالم باسم الإســلام.. والإسلام وحده الذي كان يجمع بين الصيني أو الصومالي القديم...وحتى سكان زيمبابوي.. أو جزر القمر على ما أظن... عماد نفسه, ما زال يتحدث عن آماله بنتائج جنيف 2, بعدما فرطت ونسيت وغابت كل المحادثات بـ جنيف واحد.
ولكن لما نرى مئات الصور ونشاهد عشرات الفيديوهات التي ينشرها المحاربون الإسلاميون نفسهم على الأرض السورية, والتي لا تختلف بعنفها وغبائها وشراساتها اللاإنسانية, أو اللابشرية.. عن حروب داحس والغبراء الجاهلية, والتي لم تتغير اساليبها, من الفي سنة حتى هذه الساعة. نفس القتل بالسكاكين, ونفس البلطات والسواطير التي تذبح العدو الأسير...ولم يتغير فيها لا العقل أو المنطق أو التفكير الإنساني.. أبدا.. أبدا.. سوى زنانير التفجير الذاتي المستورد من صناعات غربية مختلفة. والتي تطورت شرائعيا لقتل أكبر عدد من الأبرياء المصنفين تفسيرا دينيا.. من الكفار.. والوصول بأسرع وقت ممكن مختصر إلى حوريات الجنة...
ما زال صديقي يحلم بتحقيق انتصارات عربية ــ سورية.. أو سورية ــ عربية. كأنه ما زال بمكتبه الإداري الواسع في دمشق. موزعا تأملاته ونصائحه للشباب الأغرار بالسياسة السورية التي لم تتغير.. منذ ما سمي ــ عــجــبــا ــ الحركة التصحيحية. ما قبلها وبعدها.. حتى أيامنا المعتمة الباردة القارصة الخريفية هذه. بنفس الاتزان القيادي البعثي, والذي لـم تتغير من خطابه أو لهجته وأسلوبه.. أية نقطة أو فاصلة.
لست أدري أن كان صديقي, رغم مطالعاته اليومية للصحف الأجنبية والعربية والمحلية, ومختلف قنوات شبكات النــت العنكبوتية, يتحسس ما يجري حتى هذه الساعة على الأرض السورية المنكوبة, مشاهدا استمرار الفظائع والاعدامات الميدانية, وبلا ابسط محاكمة مزورة عاجلة التي يمارسها هؤلاء المخربون باسم الله والإسلام, ضد الأبرياء أو مختلف المواطنين أو المجندين الأغرار من الطرف الأخر.. أو حتى الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز, الذين لا يسلمون ولا ينجون من أحكامهم باسم الشريعة الإسلامية الجديدة, ذات التنفيذ الفردي والجماعي.. الأفراد بالسكين والساطور والبلطة.. والجموع بالغاز أو بالقنابل والكلاشينكوف والرشاشات الخفيفة والثقيلة.. بالإضافة إلى القناصة المحترفين الذين يصطادون العابرين أو المختبئين في بيوتهم هلعا وخوفا... أو إذا كان صديقي (عماد) يريح مؤخرته القيادية على كرسيه الجلدي الواسع.. حالما.. متأملا.. أملا .. منتظرا ليلة القدر الجديدة.. أم أنــه ما زال يوزع تأملاته وتفسيراته الانتصارية, بما يأمل من جنيف 2 ...........
جــنــيــف 2؟...أي جنيف 2 يا صديقي؟؟؟... كلام بكلام بكلام... مفاوضات ومتاجرات وتقسيم غنائم بشرية... ليس أكثر...التهديدات ما زالت قائمة.. وخطط التخريب والتفتيت والقتل الإفرادي والجماعي والتهجير, ما زالت نفسها على الأرض.. تتكرر يوميا عشرات.. مئات المرات... كــر و فــر... ليس على الورق.. أو في فيديو أمريكي هزيل... إنما واقعي بأجساد تمزق وتقتل.. وأرواح بالمئات تزهق.. كل ساعة.. كل يوم.. بمناطق متفرقة من الأرض السورية المحتلة المنكوبة... والسحل والقتل... والشنق.. وقطع الرؤوس بالسواطير والسيوف والسكاكين.. دائم مستمر... قــائـم.. لم يـهـدأ.. ولم يتغير!...
نــعــم... إن أرضنا السورية محتلة منكوبة. ومن يزيح ومن يخرج هؤلاء المحتلين القتلة المحترفين... حاملين أعلام الله واسمه ودينه. وكل من لا ينحني أمام أعلامهم كــافــر زنديق.. قتله كمن أدى فرضا وواجبا تجاه هذا الإلـه العجيب الغريب الذي بارك القتل والقتلة...
فأي جنيف وأية عاصمة غربية, تستطيع احتواء وفهم هذه المبادئ الحربجية الدينية الجديدة.. التي لا يوجد لها بأي منطق أو تحليل إنساني واع متحضر أي تفسير... وخاصة ليست لها أية إدارة سياسية فعالة.. إذا أراد السياسيون ــ حقا ــ إيقاف هذه الحرب الغبية الآثمة الظلامية...
لأن هؤلاء المحاربين, لا يتبعون أيـة إدارة أو زعامة سياسية, أو غاية أو مبدأ اجتماعي أو دفاع حقيقي عن مبادئ الديمقراطية أو الحريات الطبيعية الإنسانية التي دفعت بعض من تبقى من الأحرار الحقيقيين بهذا البلد إلى المشاركة بمطالبات شرعية للحريات والديمقراطية الحقيقية التي كانت مفقودة كليا في ســوريـا... والتي ما زالت حتى هذه الساعة, ورغم التسونامي والعواصف وفقدان كل الموازين الإنسانية, ما تزال, رغم الاضطرابات, موجودة في العقول والقلوب والمشاعر.. والحاجات إذا ما استقرت الأحوال كما يأمل المتفائلون الاحترافيون, مثل صديقي عماد أو أصدقائه الذين ما زالوا يأملون ويحلمون, بعودتهم إلى مكاتبهم ووزاراتهم ومناصبهم وزعاماتهم.. لهذا يأملون بــجــنــيــف 2. كما آملوا وظنوا أنهم حققوا انتصارا لدى تجميد التهديدات الأمريكية بضرب سوريا بالصواريخ وغيرها, إثر اتهاماتها التجريمية المزورة بالكيماوي... والتي ما يزال تجميدها موقوتا, بتحضير تلفيقات واتهامات هوليودية جديدة أخرى.. وإن لم تقنع بها حتى غالبية الشعوب الأمريكية والأوروبية وغيرها... إذ لا يجب أن يغيب عن وعــيــنــا و أن ننسى أن مليارات من البشر تظاهرت في كافة مدنها في الماضي القريب ضد غزو العراق... فلم تستمع أمريكا لصوت الاعتراض العالمي.. وغزت جيوشها مع حلفائها العراق بتاريخ 20 مارس ــ آذار 2003, ودمرته كليا وشتت شعبه ومزقت كل آثاره الحضارية ونهبتها. واحتلته عسكريا لغاية 15 ديسمبرــ كانون أول 2011, حيث غادر العراق آخر جندي أمريكي بتاريخ 18 ديسمبرــ كانون أول 2011 تاركا الخراب والتمزيق والفتنة الدينية والتفجيرات.. زارعة بذور الخلافات الطائفية والإثنية, بطريقة استعمارية مسمومة في الجينات والجذور.. تحتاج لعشرات السنين من الجهد الوطني والقومي والإنساني الحقيقي... حتى تبدأ أولى بوادر الشفاء... وقد لا تشفى أبدا...
وهذا ما خططته حكومات الولايات المتحدة الأمريكية لسوريا ولشعبها, ولجيرانها وأصدقائها. حرب خرابية تخريبية شاملة, زارعة كل فيروسات الخيانة والعمالة والفتنة, بواسطة عملاء مأجورين موظفين من الداخل.. وعربان تجري الخيانات والتآمر في عروقهم وطبائعهم العبودية, بالإضافة إلى شــركاء أوروبيين, ورأسماليين تجار حروب.. والصهيونية العالمية المتربصة بكل الفرص, حتى تحتل خارطة الشرق الأوسط وزيادة تغلغلها السرطاني في العالم العربي والعالم الإسلامي.. حتى تــثــبــت الوجود الإسرائيلي وتوسعاته واعتداءاته المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني, وضد من يقاوم هذه المشاريع التوسعية المخططة منذ سنين بعيدة, من كل جيران دولة إســرائيل التي أصبحت أقوى استراتيجيا من كل نجوم علم الولايات المتحدة الأمريكية.
إذن تحدثوا ما شئتم وتأملوا واحلموا ما ترغبون من جــنــيــف 2... أنا.. أنا أقول لكم أن أحفاد أحفادي.. وأحفاد أحفادكم سوف يتحدثون عن جــنــيــف 299...ويتذكرون...
بــــالانــــتـــظـــار... لا جنيف 299...إنما غدا.. أو بعد غد........
وحتى نلتقي.. للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومودتي واحترامي.. وأطيب تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـــ لــيــون فــرنــســا
*عماد ــ اسم مستعار.. ولكن الحقيقي.. موجود.



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تسمعنا المحاكم الدولية.. والمنظمات الحقوقية.. وهل تعدل؟؟؟ ...
- نداء إلى أحفاد الفريد نوبل
- رضاهم علينا... وأشياء أخرى...
- حوار.. أو لاحوار.. و حالات عربانية
- رأي شخصي.. دفاعا عن جهاد مقدسي
- جواب على تفسيرات ومعاتبات سورية
- أتصور المستقبل يا بلد مولدي.. سوريا
- أوباما يستجدي إسرائيل
- صلاة من أجل سوريا
- برنار هنري ليفي (مكرر)
- حرب الإشاعات.. والعد التراجعي.
- نتف الزهرة.. ومستقبل سوريا...
- صرخة إضافية من أجل سوريا
- نداء لكل الأحرار في العالم
- هدوء مشبوه قبل العاصفة
- العالم يمشي على رأسه...
- طبول الحرب.. تساؤل.. أسلمة العالم.. مخطط أمريكي صهيوني؟؟؟.. ...
- رسالة إلى صديقة معتصمة في مدينة سورية محاصرة تتمة
- تهديدات.. وعود..كيماوي.. تخديرات.. بانتظار تسونامي.
- رد أخير إلى صديقة قريبة بعيدة...


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جنيف 299