أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - صكوك الغفران أو الإحساس بالذنب














المزيد.....

صكوك الغفران أو الإحساس بالذنب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 21:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أكثر من 90 نقطة كتبهن (مارتن هانز لوثر) اعتراضا على صكوك الغفران الخاصة بالبابا(جوفاني مديتشي) الملقب ب(ليو العاشر-1475-1521م) ومن بين التسعين نقطة هنالك نقطة مهمة جدا وهي أن تلك الصكوك تقلل من أهمية إحساس الإنسان بالذنب ليكفر عن خطيئته,فالذي يشعر بأنه مذنب نجده يقدم العون والمساعدة للمجتمع الذي يعيش فيه على قدر طاقته ونجده يتقرب إلى الرب بكثيرٍ من الأدعية والصلوات وتوزيع الصدقات لكي يغفر الرب للمذنب ذنوبه ويطهره منها تطهيرا كاملا,وهذا ما تفعله عملية الإحساس بالذنب إنها تدفع الإنسان لأن يتألم مع المتألمين وأن يشارك الناس همومهم وأحزانهم وبالتالي يعمل أعمالا من شأنها أن تخفف عن هؤلاء المتألمين آلامهم, أما شراء صكوك الغفران فهي من ناحية ما يقولونه أو كانوا يقولونه خصوم البابا ليون فقد تدفع المذنب إلى التقليل من الإحساس بالذنب والخطيئة بل نجده يرتكب الذنب ومن ثم يذهب لشراء صك من صكوك الغفران ويفقد بهذا الإنسان جزء مهما من تربيته الدينية وتربيته الإنسانية ومن شعوره بأنه إنسان.

ولكن المتعلم والمثقف يعرف بأن لصكوك الغفران بعض الفوائد وعملية الشعور بالذنب تدفع الإنسانُ إلى صناعة الأعمال الخيرة والإنسانية لكي يتقرب فيها إلى الرب على أساس أن أعمال الخير تجعل الرب يغفر للمذنب ذنبه, على اعتبار أن الذي يشعر بينه وبين نفسه بأنه مذنب نجده يتقرب إلى الرب بالصلوات وبالأعمال الخيرية سواء أكان غنيا أم فقيرا,ولكن عملية بيع صكوك الغفران جعلت الناس يتراجعون عن توزيع الزكاة والصدقات للفقراء وضمنوا الجنة والخلود بناء على صكوك الغفران الذي اشتروه, المهم في الموضوع أن عملية إحساس الفرد بأنه مذنب تكاد تكون عملية تقدمية مهمة تقود الإنسان إلى الإحساس الزائد بإنسانيته وترفعه فوق مستوى باقي المخلوقات,بينما كان رد جماعة البابا في الفاتيكان وفلورنسا هو أن مجرد شراء الصكوك ودفع ثمنها يعود بالفائدة على خزينة البابا وبالتالي يكتمل مشروع بناء كنيسة القديس بطرس ويعود الصكوك بالفائدة على الشعراء والأدباء والفنانين وثقافة بلد بأكملها الذي أغدق عليهم البابا ليو العاشر من خزينة الدولة التي أنفقها على الملذات مما لذ وطاب له, وتجدر الإشارة إلى أنه في احتفالٍ من احتفالات البابا ليو العاشر كان قد رصع طفلا عمره 11 سنة بالذهب من رأسه إلى قدميه وتسبب هذا الترف للطفل بالتسمم الجلدي من الذهب ومن ثم توفى,وهذا يدل دلالة واضحة على حب البابا ليو العاشر للفنون وللترف, وعاش في كنفه منذ طفولته وحتى مماته الفنان(مايكل أنجلو) ولم يحض الفنانون والأدباء بهذا الكرم البابوي على مر العصور مثلما نالوه في عهد ليون العاشر المحب للفن وللترف,وكتب في ذلك الوقت أحد سفراء الدول الأجنبية رسالة إلى بلاده بأنه شاهد في الفاتيكان أكثر من 60 صنفا من الطعام في اليوم الواحد وشاهد عملية الغدق والكرم على الفنانين والأدباء والشعراء,لقد كان البابا محبا لكل ما هو فن سواء أكان شعرا أم نحتا أم رسما بالإضافة إلى أنه كان شاعرا يكتب الشعر.

وبسبب اعتراف الفرد في قرار نفسه بأنه مذنب نجده يشتري صكوك الغفران في ذلك الوقت لكي يكفر عن ذنبه وبنفس الوقت يعيش الفن وتعيش الآداب ويعيش الشعراء ويأخذ كل واحدٍ منهما مجده الأبدي, طبعا في القانون الاعتراف بالذنب سيكون سيد الأدلة ويؤدي إلى السجن مباشرة, أما من ناحية إنسانية فإن الشعور بالذنب يؤدي إلى رفع درجة الحساسية عند الفرد الذي يشعر بأنه مذنب ويزيد ذلك من إنسانيته ويعمق في ذاته درجة الإحساس بالسمو وبالعلو,ويفتح للذي يشعر بأنه مذنب آفاقا جديدة يستدل بواسطتها على جوهر وجوده ومعنى وجوده, فما معنى أن تشعر بأنك مخطئ ومذنب في وسط مجتمع كلهم مذنبون وخطاءون ولا يوجد من بينهم إنسان واحد يعترف بأنه مذنب أو مجرم كبير أو مجرم صغير وبحاجة إلى التكفير عن خطيئته.

واليوم لو يبيع وزير الثقافة بأي دولة في العالم صكوك الغفران شريطة أن يتم إنفاقها على الثقافة وليس على الحروب فإن ذلك سيؤدي إلى دعم الثقافة في بلده ودعم الفنون بكافة أشكالها وألوانها وسينعم الأدباءُ بالعصر الذهبي لهم وسينال كل أديب حضه ونصيبه,طبعا كلنا نتحامل على قضية بيع صكوك الغفران وتقليل الإحساس بالذنب ولكن غض الكثيرون أبصارهم عن مخرجات بيع صكوك الغفران وكيف أدت بالثقافة إلى النمو الكامل والازدهار الكامل إبان بائع الصكوك البابا ليون العاشر,ولو فعل ذلك أي وزير دولة اليوم ورصد ما يأتي من بيع الصكوك لجمع ثروة لا تعد ولا تحصى يذهب مجملها إلى دعم الثقافة والمثقفين ونشر الكتاب ونشر ثقافة حقوق الإنسان.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيرة الإنسان
- لا شيء يعجبني
- الدولة الدينية والدولة العلمانية
- هؤلاء هم العرب
- الثالوث المقدس
- صدمة لغوية:الحج هو الحك
- أسئلة الغطارفة
- خاطرة المساء
- الإنسان سينقرض
- لا أندم على خسارتي وإنما أندم على كسبي
- مهمة خالد الكلالدة
- ابتسامة الموناليزا
- أوهام السعادة
- الشهادات الجامعية في العلوم الإسلامية
- الإسلام والعقل والعلم والمنطق
- طريقة صنع نبيذ العنب
- موازنة الأردن
- لا يوجد عندي عيد
- هل الطلاق شريعة سماوية؟
- خطأ علمي في القرآن


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - صكوك الغفران أو الإحساس بالذنب