أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - السلطات العراقية تستلب حق التظاهر














المزيد.....

السلطات العراقية تستلب حق التظاهر


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 19:01
المحور: حقوق الانسان
    


لم تمنح السلطات العراقية التراخيص المطلوبة للمظاهرات المزمع انطلاقها في بغداد وباقي المدن العراقية في يوم 31 آب الجاري والتي تهدف الى إلغاء الرواتب التقاعدية لأعضاء مجلس النواب، لاسباب امنية، كما تدعي، وخشية ان يتم استهداف التظاهرات من قبل الجماعات الارهابية!!!! وكذلك الخشية من تجييرها لحساب اتباع البعث والقاعدة كما صرح بذلك نوري المالكي قبل عدة ايام.

جميل ومفرح ان نتلمس قلق السلطات العراقية وخشيتها على سلامة مواطنيها، ولكن الواقع عكس ذلك تماما وفهذه الحكومة، وبكل ما تملكه من اجهزة أمنية وجيش وشرطة، فشلت وطوال السنوات الماضية وحتى الآن في تحقيق الأمن او منع الهجمات الارهابية والمفخخات والاحزمة الناسفة والكواتم، مثلما فشلت في كل المجالات الاخرى كالخدمات والتعليم والصحة وتوفير فرص العمل والسكن والحد من معدلات الفقر، وان المجاميع الارهابية تسرح وتمرح وتنفذ عملياتها بدقة في المكان والزمان الذي تختاره وسط عجز وتخبط حكومي وامني فاضح ينعكس سلبا على حياة العراقيين.

فشلت السلطات العراقية في كل ذلك ولكنها نجحت في تحجيم قدرة من يتطلعون للعيش بحرية وكرامة وامان والذين يريدون التعبير عن رفضهم للأوضاع المزرية التي يمرون بها وكذلك للتعبير عن رفضهم للفساد وسرقة المال العام الذي تمارسه السلطات ( التنفيذية والتشريعية) بذرائع مختلفة كالرواتب التقاعدية المهولة والمخصصات والامتيازات الكبيرة التي يتمتع بها النائب البرلماني والوزير والدرجات الخاصة واتباع الرئاسات الثلاثة. وكل الذين اصبحوا عالة حقيقية ومرعبة على المجتمع ومقدراته وثرواته لمجرد انهم اعضاء في مجلس النواب او وزراء في حكومة تحاصصية او من الذين يعملون في مواقع ومناصب معينة.

نجحت السلطات المذكورة واعلامها ومؤسساتها في تشويه المطالب التي يتم رفعها في المظاهرات والتجمعات وعملت على خلق اجواء البلبلة في صفوف نشطاء المظاهرات عبر اتهامهم بالعمل على تنفيذ اجندات خارجية او انهم يناصبون الحكومة العداء من اجل تحقيق مصالح اطراف وجهات سياسية عراقية معينة وان الحكومة لم تتردد في الصاق تهمة البعث والقاعدة بالنشطاء الذين ينظمون المظاهرات وقامت وفي مناسبات كثيرة باعتقال العديد منهم وتعذيبهم وأخذ تعهدات منهم بعدم المشاركة مرة ثانية.

لا احد يعرف عدد الذين سيشاركون في مظاهرات يوم 31 آب وحيث تخشى الجهات الامنية من استهدافهم، ولكن الأكيد انهم لن يكونوا اكثر عددا من العراقيين في الشوارع واماكن العمل والمساجد والمدارس والأسواق وحيث تقوم الجماعات الارهابية باستهدافهم بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة بسهولة ويسر. ولن يكونوا أكثر عددا من الذين يشاركون في المناسبات الدينية ومواسم الزيارات المليونية وحيث تقوم الحكومة بتجنيد كل طاقاتها وامكاناتها الأمنية والعسكرية من اجل حمايتها وهو ما يجعلنا نضع علامات أستفهام كثيرة حول توجهات هذه الحكومة ومشروعها الطائفي.

التظاهر من الحقوق السياسية المشروعة التي كفلها الدستور والمواثيق الدولية للمواطن العراقي وان ممارسة هذا الحق لاتحتاج الى اذن من جهات عليا في الدولة كوزارة الداخلية على سبيل المثال وان على المشرع العراقي ان يحدد الآليات التي يجب اتباعها من اجل الحصول على أذن او ترخيص للمظاهرات وبوقت قصير ودون اجراءات معقدة وتعجيزية.

وان العراقيل التي يتم وضعها من قبل السلطات العراقية لمنع المظاهرات والتجمعات والإعتصامات هي دليل على وجود سلطة إستبدادية وقمعية لا تتردد عن ممارسة العنف واللجوء الى أبشع الأساليب من اجل تشويه الحركات الإحتجاجية. ان وجود سلطة كهذه يطيح بكل المزاعم الفضفاضة حول الديمقراطية والحقوق والحريات السياسية في العراق. وان على منظمي المظاهرات ونشطاء الحركات الإحتجاجية ومنظمات المجتمع المدني وكل الذين يريدون المشاركة في التظاهرات عدم الإنصياع لقرارات وزارة الداخلية والقاضية بحرمانهم من ممارسة احد حقوقهم السياسية الأساسية خصوصا وان قطاعات واسعة من العراقيين تنتظر هذه المظاهرات وما سينتج عنها.

ان خشية السلطات العراقية من تظاهرات يوم 31 آب لايتعلق بالامن والتهديدات الارهابية ولكنه يتعلق بالخشية من اتساع نطاق الإحتجاجات والمطالب التي ترفعها التظاهرات بشكل يطال وجودها ويهدد نظام المحاصصة الطائفية الذي تستمد وجودها منه.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن أردنا ان نكون: لا شيء خارج النقد والمراجعة
- بيان وزارة الداخلية : لننتظر أيام المحنة القادمة
- المالكي ذَب البراءة
- الرسالة التي تبعثها تظاهرات الناصرية
- صرخة ضد حكم الأحزاب الإسلامية في العراق
- الى شباب حملة تمرد و شباب مصر الثوار وقواها التحررية والثوري ...
- ماذا يعني أن تكون نائباً برلمانياً في العراق؟
- عن إينانا، بنين، نبأ وعبير، عن الطفولة المستباحة في العراق..
- البوكسات أهون من الإرهاب
- يا أهالي محافظة ذي قار: أما شبعتم فقرا وذلا؟
- سوق الإنتخابات مابين -أبو القاعة وزوجة المرحوم-
- الحرية لأحمد القبانجي
- فخ التكنوقراط ..احذروا يا أهل تونس !!!
- هل توجد معارضة سياسية في العراق ؟
- مشهد في واقع ملتبس: إهانة شيوخ عشائر الجنوب في الرمادي!!!
- المنبوذون : هل تنجح السينما في إعادة صياغة العلاقات الشائكة ...
- جرائم غسل العار: عار الدولة ،عار العرف العشائري
- نظام المحاصصة الطائفي سبب كل مصائبنا في العراق، لنحاكمه الآن
- دعونا نلعب كرة قدم
- الفلم الدنماركي ( المطاردة) : الإنسان طريدة الأعراف وخيال ال ...


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - السلطات العراقية تستلب حق التظاهر