أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - فن الكتابة و الخطابة(5)















المزيد.....

فن الكتابة و الخطابة(5)


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 22:52
المحور: الادب والفن
    


فنُّ آلكتابَةُ و آلخطابَةُ(5)
أنواع آلكتابَة:
يُبيّن لنا "إبن ألنّديم" في فهرسته و كذا كتاب ألعقد ألفريد "لأبن عبد ربّه" مجموعة كبيرة و متنوعة من آلخطوط و آلآداب ألتي إستخدمها العرب و آليهود و أهل ألشّام و آليونانيون و آلفرس و آلهنود و غيرهم لكون أكثر تلك آلأقوام إستخدمت ألحروف ألعربيّة, و قد أورد "ألقرقشندي" معلومات هامّة عن فنون ألكتابة في 14 مجلداً و "إبن خلدون" في آلمقدمة لتكون بمثابة ألقواعد ألّتي إعتمدها موظفيّ ألخدمات ألعامّة في آلعراق و في مصر و غيرهما, حيث ناقش" ألقرقشندي" في آلمجلد ألثّالث جزءاً كاملاً عن رسم ألخط و قوانينه و طريقة كتابة كلّ حرف من آلأحرف ألعربيّة و قيمتها ألعددية بآلارقام و آلزّوايا الهندسية, و تُعتبر وصية"آدم" التي أتى بها من آلجّنة قبل 10 آلاف عام هي أوّل نوع من أنواع ألكتابة آلتي تمّ ضبطهُ كما مرّ ذكرهُ سابقاً.

لقد إستخدم نبيّنا"آدم" عليه و على نبيّنا آلسّلام أللغة آلسّامية في لوحة خشبيّة مُطرّزة بأسماء "اهل البيت"(ع) للتبرك والتقرب بهم إلى الله تعالى و بعد الطوفان و تدمير ألأرض إبتدء آدم(ع) ألحياة من جديد مع من تبقى معهُ من آلمؤمنين برسالته .. من كل زوجين إثنين من المخلوقات, لتتكوّن شيئاً فشيئاً القبائل ثمّ الشعوب ألتي إبتدعتْ لنفسها أبجديّة خاصة بها مع وجود تشابه في الخطوط و الحروف بين تلك اللغات ألمتعددة و التي عُرفت بـ "السامية" و إستمرت الأحوال على هذا المنوال قرون طويلة ليختص كل شعب و أمّة بلغة خاصة نازهت ألخمسة آلاف لغة رئيسية(1) و فرعية و محلية حتى يومنا هذا.

و عندما بدأ آلعصر ألأسلاميّ قبل 15 عشر قرناً تقريباً كانتْ كتابات ألألواح الخزفية التي بقيت من الآثار العراقية و السورية و الفارسية هي المعروفة, و تدل الدراسات على أن الحروف المسمارية ألتي إستخدمها البابليون و السّومريون و التي جرت عليها تغييرات عديدة كانت بآلأساس مشتقة من كتابات قديمة إختلف العلماء في تحديد أزمنتها بآلضبط, و تدلّ الدراسات التأريخية بأنّ الأبجدية العربية مشتقة من الأرامية ألتي إشتقت هي نفسها من الكتابة ألسّامية كأول نوع من أنواع الكتابة على الأرض.

يقول آلمؤرّخون بأنّه كانت هناك ثلاثة من قبيلة "طي" ألعربيّة في شمال ألجزيرة ألعربيّة قد فكروا بإعادة صياغة الأبجدية ألسّريانية(الآرامية) مبتدعين بذلك الأبجديّة العربيّة ألّتي علموها إلى شعب"الأنبار" ثمّ بلغت"الحيرة" حيث تعلّمها القاطنين في الواحات ألعربية ألشّمالية أللذين بدورهم لقّنوها إلى جماعة من "مكة" و آليمن و تعلّموا منه الفن الذي إنتشر فيما بعد إلى مسافات أبعد حتى أقصى شمال الجزيرة العربية و آلشام في الفترة قبيل ظهور ألنّبي محمّد(ص) كخاتم للأنبياء و آلمرسلين.

و عندما أنزل الله تعالى ألقرآن على آلرّسول(ص) كتبهُ آلمسلمون حسبَ تعاليم الرّسول(ص) بإذن من الله سبحانه و تعالى الذي تعهد بحفظه و صونه من آلأنحراف و آلتزوير ليبقى كاملاً مُكمّلاً لهداية البشريّة و كما هو عليه آليوم, و إستمرّ تطور الخط العربيّ ألذي أكملهُ و تممّه ألصّحابي ألجّليل أبو آلأسود ألدّؤوليّ بتعليماتٍ مباشرةٍ و مُتقنةٍ من آلأمام عليّ(ع) سيّد ألبلغاء و آلمتكلمين و تمّ لأوّل مرّة وضع آلنقاط و آلحركات و آلعلامات على كلّ حرفٍ و كلمةٍ لتحريكها و إعرابها لتسهيل آلقراءة و الكتابة بشكل صحيح في أواسط القرن الأول للهجرة, و لم تجري على آلخط العربيّ فوارق كبيرة بعدها حتّى يومنا هذا!

و يمكننا إعتبار الخط ألكوفي أبرز نمط للخط ألعربيّ خلال ألعصور ألأولى و قد ظهر في آلكوفة عاصمة ألدولة الأسلاميّة آلتي بقيت حاضرة ألعلم حتى يومنا هذا حيث تأسّستْ على أثرها أوّل جامعة علميّة على مقربة منها عُرفت بآلحوزة ألعلميّة في النّجف الأشرف ألذي تضم مرقد الأمام علي(ع) حيث خرّجت مئات المجتهدين و العلماء و الفلاسفة على مدى ألف عام!

يستخدم ألخط الكوفي – كما هو آلحال في آلأرقام العربيّة الأصيلة – ألخطوط و آلزّوايا ألهندسيّة و كأنها نسق واحد و ربّما إلى آلآن يُعتبر من أجمل ألخطوط العربيّة بجانب خط "ألثّلث" بعد ما تنوعت أشكالها حيث إستمال نوعُ منه و كأنه سيقان مُتراصّة بأبعاد مساوية, و نوع آخر منه إستمال إلى آلأقواس عند إستعمالها للكتابة اليوميّة العاديّة و يُعرف اليوم بآلنسخ .. لكثرة ما إستخدمه آلنّسّاخين و إنتشر في آلعراق و سوريا و مصر و إيران و عموم ألدّول ألعربيّة.

و ينقسم ألعربيّ أليوم إلى آلأنواع ألتاليّة:
1- ألخط ألكوفيّ: و هو أول نوع من الخطوط العربية و ظهرت في الكوفة.
2- ألخط ألنّسخي: و هو المشتق من الكوفي و يميل حروفها إلى الأستدارة.
3- ألخط ألرّيحاني: نسبة إلى الكاتب الذي إبتدعه.
4- ألخط ألرّقعيّ: له أشكالٌ أكثر تكريساً من آلنسخ و إستخدام للنقوش ألتذكاريّة.
5- ألخط ألثّلثيّ: أيّ ألثّلث و إنتشر زمن ألمماليك و إستخدم لكتابة القرآن بكثرة و هو من أصعب أنواع الخط العربي و أجملها.
6- ألخط ألنّستعليق: و هو آلمركب من آلنّسخ و آلتّعليق حيث يتزاوج ألنّوعان لأخراج نوعٍ جديدٍ و جميلٍ.
7- ألخط ألعمليّ(المغربيّ)؛ و هو آلنوع ألشّائع في دول شمال أفريقيا و كان يُسمىّ من قبل بآلخط ألقيرواني نسبة إلى مدينة القيروان ألتي تأسستْ فيها أوّل جامعة إسلاميّة سميّـت بجامعة ألزّيتونة عام 680م(2).
8- ألخط ألدّيوانيّ: و إشتهر في العراق و إيران و دول الخليج حيث تكثر حالات الأقواس في رسم حروفها.
9- ألخط ألحديث: و هو الخط العادي ألذي ليس له قانون مُحدّد, لكنه يُكتب على نسق واحد بحسب ذوق الكاتب الخطاط, حيث يعطي هذا آلنوع للكاتب حرّية أكبر على آلمناورة و آلسرعة في إنجاز كتابة ألمتن أو ألعنوان.
10- ألخط ألزّخرفيّ: و هو من الانواع الحديثة التي تداخلتْ فيها الأشكال و آلرّسوم و الزّخارف لتظهر بشكل فني جذّاب.

و قد برز خطاطون عديدون خلال التأريخ الأسلاميّ منهم عليّ بن بلال ألملقب(إبن النّواب) و محمد بن عليّ الملقب(إبن مقلة) ألذي تقلّد عدّة مناصب في وزارة المقتدر بآلله و آلقاهر بآلله و آلراضي بآلله العباسي, لكنه عذّبَ كثيراً بسبب التقلبات السياسية حتّى مات في السجن, و كان يمتاز بخط جميل جداً حيث نسخَ القرآن الكريم نسختين بآلذهب, كذلك الخطاط جمال الدين ياقوت المستعصي ألذي إشتراه المعتصم بآلله آخر آلخلفاء العباسيين كرقيق و كتب عدداً من الكتب و قيل أنّه كتب القرآن ألف مرة و عاش سنوات في بغداد ألتي تمّ إحتلالها من قبل المغول عام 1298م.

و من أشهر ألخطاطين في آلعراق ألحديث "هاشم ألخطاط" ألذي ألّف كتاباً جامعاً قيّماً في أنواع و قواعد ألخط ألعربيّ ما زال يُدرّس في مدارس ألعراق, و قد عاش و توفي في بغداد منتصف ألستينات من آلقرن ألماضي.
عزيز الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قائمة بعدد اللغات ألرئيسية و آلمتحدثين بها في العالم
العدد الكلي للمتحدثين بـ (مليون)
الإنجليزية 2000
الصينية (جميع اللهجات) 1500
الهندية (تشمل الأردو) 1000
العربية 500
الإسبانية 500
الروسية 300
البرتغالية 250
البنغالية 250
الفرنسية 250
الإندونيسية/الملاوية 250
الألمانية 230
اليابانية 150
الإيطالية 140.
(2) جامعة الزيتونة هي إحدى أعرق الجامعات في العالم العربي و الإسلامي بل و العالم بعد أكاديمية "أفلاطون" في اليونان فقد بدأت حلقاتها الدراسية منذ 680م و انتظمت دروسها و تخصصت منذ 737 م (120هـ)، و سُميّت بذلك نسبةً إلى جامع الزيتونة في مدينة تونس حيث لعبت دوراً كبيراً في نشر الثقافة العربية و الاسلامية, للتفاصيل؛ راجع موسوعة الوكبيديا.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكمة العمر!
- إنّما يُفسد الدّنيا ثلاثة أصناف أنصاف!
- فنُّ آلكتابَة و آلخطابَة(4)
- حتميّة ألسّقوط الحضاريّ للعراق و آلعرب!
- حقوق المرأة بين الأعلام و آلاساسات الخاطئة!
- أسباب الأرهاب و التدمير المُقنون في العراق!
- فنُّ آلكتابَة و آلخطابَة(3)!
- تهنئة بمناسبة العيد السعيد
- أمّتنا بين الموت و الحياة(3)
- وجبة طعام نُجيفية تحل مشكلة 10 ملايين عراقي يعيشون تحت خط ال ...
- من القوانين الظالمة في الدستور العراقي الجديد!
- أمتنا بين الموت و الحياة!
- ألبشرية بين الموت و الحياة!
- كيف ينتخب العراقيون؟
- فن الكتابة و الخطابة(1)
- محاولات المشهداني لتسليف الأسلام المحمدي الأصيل -ح5
- محاولات المشهداني لتسليف الأسلام المحمدي الأصيل -ح4
- مُحاولات المشهداني لتسليف الاسلام المحمدي الأصيل - ح2
- الأسباب الرئيسية للمحن في العراق!
- القبض على السي مرسي كدكتاتور مجرم


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - فن الكتابة و الخطابة(5)