أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - فن الكتابة و الخطابة(1)















المزيد.....

فن الكتابة و الخطابة(1)


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 01:16
المحور: الادب والفن
    


فنّ ألكتابَة و آلخطابَة (1)
في شهر رمضان ألمبارك كما آلمُناسبات ألأسلاميّة ألموسميّة ألأخرى تكثر ألمجالس و آلمحاضرات التقليديّة في عموم بلدان العالم ألتي يقطنها المسلمون, و قد يكون بعضها القليل بمستوى لا بأس به للأمكانية العلميّة ألتي يمتاز بها المحاضر لما يطرحه من الحكم و المواعظ و تفسير بعض آيات الكتاب المبين بشكل يتناسب مع روح الزمان و المكان ألمعاصرين, لكن الأعم الأغلب منها تطغى عليها حالة الأجترار و الخلط و التجميع في الموضوعات بعيداً عن آلمنهج ألأكاديمي كآلمتبع في الجامعات الراقية, و لعلّ مستوى آلحاضرين (ألمُستمعين) أو (ألقُرّاء) هو آلبارومتر ألذي يتمّ عادة ما من خلالهم قياس مستوى آلمحاضرة او ألمقالة, و لهذا قد يكون ألمقال أو المُحاضرة متدنيّة جدّاً على آلأغلب بفحواها لكن نرى تقبّل ألجّمهور عليه و إستحسانه بسبب ضعف مستواهم ألعلميّ و قلّة معارفهم من آلأساس!

إنّ آلباحث و آلمُثقّف ألحقيقيّ لا يقف عند ذلك آلحدّ؛ بلْ يكون كادحاً و ساعيّاً و باحثاً على آلدوام وراء آلمعرفة و آلحكمة كضالة له على طول ألخط حتّى آخر حياته, و لا يتلقى آلمعرفة كطقوس أو مهنة و في آلمناسبات ألموسميّة كمصدرٍ للرّزق و الجاه و الظهور؛ بل يعتقد بأنّه صاحب رسالة حقيقيّة للأنسانيّة, و لهذا تراه ضعيف آلبُنية فقيراً وحيداً و من أشدّ آلناس ألماً, لأنّ آلعارف و آلمُفكر ألحقيقي تزيد آلامه و تكثر معاناته كلّما زادتْ معرفتهُ و قلّتْ حيلته وتكاثر أعداءهُ, و عادة ما يهمله أهل زمانه و آلمحيطين به و ربما يقتلونهُ بدم بارد .. ليستبدلهم الله تعالى بأناس غيرهم مستقبلاً بعد ما يتطور ألعلم و يتقدّم ألفكر وتظهر البراهين ليعرفوا عندئذ قدر ذلك العالم ألشهيد ألمظلوم, و من هؤلاء ألعظام ألمظلومين على سبيل ألذكر؛ ألمُفكر ألفيلسوف مُحمّد باقر ألصّدر(قدّس) و آلأمام ألخميني(رض) و آلمطهري ألعظيم و شريعتي ألشّهيد و جمال آلدين ألأسد آبادي و سيد قطب و أركون و قبلهم كثيرون و على رأسهم إمام ألفكر و آلفلسفة و آلعدالة عليّ(ع)!

يصطفّ بجانب ذلك آلاف ألمقالات و آلتّحليلات أليوميّة ألمبتذلة لتتراكم مع بعضها البعض تاركةً آثارها آلسّيئة في الوسط الثقافي ألشعبي و لعلّ ألكثير منها – أي الموضوعات – تدور رحاها على محاور مشتركة من دون وجود تطور بارز على صعيد ألفكر و الفلسفة و الحكمة و التكنولوجيا بسبب آلتفسير ألتجزيئي ألمُجرّد من المعرفة الحقيقية للنصوص الأسلاميّة و على رأسها القرآن الكريم!

هذا آلأمر – أي نتائج المنابر التقليدية الموسمية - قد أدى إلى توريثنا لتركة ثقيلة مغلوطة و مُعقدة من المتناقضات .. ليس في الفروع فحسب - بل حتى في فهم و تفسير و تحديد أصول ألدين, و بآلتالي إنحرافنا واضحاً عن مسيرنا الطبيعي الذي خطه لنا الباري تعالى مع أوليائه آلذين بيّنوا لنا بنصوصٍ مجملة و عميقة ومحكمة طريق ألسّعادة, و لك أنْ تتصوّر مدى آلمحنة و نتائج هذا التراث ألتراكمي الخاطئ الموروث من آلمراجع و آلمتسلطين حين تكون عقيدتنا بالشكل و المستوى ألذي عليه الآن للأسف الشديد!؟

لذلك رأينا من الواجب تقديم هذا البحث الذي يؤسس بآلأضافة إلى المنهج الأمثل لأصول و فن الكتابة و الخطابة؛ إلى ألأساسات الفكرية و الرؤى المستقبلية للكثير من مفاصل الفكر و طرق المعرفة الحقيقية, و لعل بعضها ترتبط بمجمل النظريات التي أثبتها في مؤلفنا الموسوم بـ:
(أسفارٌ في أسرار الوجود)

أستطيع الجزم بأنّ مُعظم ألخطب و آلمقالات و الكتابات التي ظهرت و تظهر على منابرنا ألأعلامية – إلا ما ندر – كانتْ على آلأغلب ألأكثر تنقصّها الأسلوب ألعلمي و آلطرح الموضوعي و المنهج الأمثل ألمستند على آلحجج العقلية و النقلية لعرض الحقائق و القيم و النظريات و الأفكار التي لها أثر فاعل في آلحياة الأجتماعية و السياسية و الثقافية و التربوية و العلمية و التكنولوجية, هذا ناهيك عن البتر و النقص الذي لا حاجة لبيانه هنا.

ألكتابة:
هي أسمى ما توصل إليها الأنسان, فـ "آلوصيّة" ألتي جاء بها آدم(ع) و وصلت إلى سيّدنا نوح عليه و على نبيّنا آلسّلام و إلى جميع ألمرسلين من بعده للتّبرك بها كأساسٍ و محورٍ لتبليغ رسالة ألسّماء إلى آلبشريّة؛ قد تمّ العثور عليها مع بقايا أنقاض سفينتهِ من خلال تنقيبات العلماء ألسّوفيت في خمسينيات القرن الماضي؛ هي أول وثيقة مكتوبة على آلأرض لتكون آية للعالمين(1).

ثم تطوّرت آلكتابة و تنوعت أشكالها و رسومها و فنونها عبر آلاف السنين حتى أصبحتْ من آلفروع ألأختصاصيّة في آلجامعات ألعالميّة ألمعروفة, لكنّ آلموضوع ألمُهم في آلكتابة هو معرفة فنّه و أصوله,
و آلأهم من ذلك هو آلبدء بآلكتابة و إيصال الأفكار للناس, فآلبدايات صعبة عادةً, لأنك تُحوّل ألخيال إلى حقيقة و آلغيب إلى واقع ملموس!

إنّ كتابة موضوع مُعيّن تحتاج إلى آلفكرة أولاً, ثمّ آلوقائع المنظورة و آلأمثلة ألمُسجلة و إلى آلمصادر و آلأسلوب و شيئاً من آللغة, فعندما تختصر ألفكرة تحتاج إلى الأسلوب أو آلطريقة ألتي يجب عرضها بوضوحٍ و بساطةٍ و إجمالٍ, و هكذا لا تكون الكتابة على الورق إلا صورة زنكوغرافية لما هو موجود في الذهن أو تفريغ كمبيوتري تظهر على المواقع و آلشّاشات – إن صحّ آلتعبير – لكل ما سبق إعداده في الذهن.

إنّ "ألكتابة" ألأولى(ألمسودة) هي فعلاً ما يُعبّر عمّا يختلج في آلنفس, أو يدور في الذهن, و عندما يُعاد(يُبيّض) كتابة ما كتبْ فأنّها مُمارسة عملية تجميلية شاملة للتقرير النهائي, و هذه مسألة مطلوبة حتّى للمبتدئين, و عموماً يتحقّق هذا آلأمر في ألكتابات ألأبداعية ألجديدة ألتي من خلالها يُمكننا تشخيص ألمفكر ألحقيقي من آلمفكر المُزوّر!

أمّا الكتابات ألبحثيّة, فأنّه لا بُد من آلمراجعة و آلتدقيق و آلحذف و آلأضافة و ليس التبيّض فقط, و آلأفضل أن تبدأ بآلكتابة و التقرير متى ما كانتْ ألصّورة مكتملة في آلذهن و في القلب بشكل خاص.

و آلكتابة هي إعلانٌ و تفريغٌ لما تُؤمن به لخدمة آلبشريّة و هدايتهم نحو آلمعرفة بكلّ أبعادها لتحقيق ألسّعادة, و هذه ألعمليّة بطبيعة ألحال تُحوّل ألكاتب كأنسانٍ هادفٍ إلى شمعة تحترق لأنارة ألطريق أمام آلنّاس – كلّ النّاس.

ألخطابة:
و توأم ألكتابة هي آلخطابة ألتي تحتاج هي آلأخرى إلى معرفة فنونها و أساليبها و ليس بآلضرورة أن يكون الكاتب الجيد خطيباً جيّداً أو العكس, لكن الخطيب الناجح هو الذي لا يخاف آلظالمين و يقف أمامهم بكل جرأةٍ و شجاعة مستخدماً المنطق الرصين, لأنه مسلحٌ بآلفكر و يمتلك ألمعلومات ألكافية, و يعرف من أينَ يبدأ و كيف يُفصّل و متى ينتهي و إلى منْ يتحدّث!؟
إنّ فنّ الكتابة و الخطابة ضرورية لنهضة الأمة و يهمّ كل أنسان مفكّر يحمل رسالة, و أهميتها تتعيّن لدى المهتم من خلال مدى إيمانه بآلفكر الذي يحمله و يتحدد ذلك من مدى عمق و شمولية فهمه و إدراكه لمعنى ألوجود و فلسفة ألخلق و آلعلاقة بين الأنسان و الأنسان, و بين الأنسان و ربه, و بين آلأنسان و آلطبيعة!

إنّ هذا آلمنهج ألذي سنعرضه هو عبارة عن مجموعة محاضرات بعنوان(فن ألكتابة و آلخطابة) أُلقيتْ على منبر مركز ألشّهيد الصدر(قدس) في مدينة "تورنتو" بكندا بداية الألفية ألثالثة – و هو ضروري لكل أنسان باحث عن الحقيقة و سرّ الوجود لأنه سيعلمك:
كيف تكتب؟
و
كيف تخطب؟
و قبل كل ذلك .. كيف تُفكّر!؟
لتكون إنساناً هادفاً في حياتك .. و هل يُخَلّد أحدنا في هذا آلوجود إلّا مِنْ خلال ألفكر و آلأنتاج العلمي ألذي يعكسه ألكتابة أو المحاضرة ألقيّمة!؟
عزيز الخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في أواخر عام 1952م صرّح فريقٌ من الخبراء الرّوس بإكتشاف هام في منطقة بوادي (ق) عبارة عن لوحة متحجرة من بقايا سفينة نوح مع أخشاب أخرى من حولها كانت عائدة إلى سفينة نوح المحطمة و شوهد أن تلك اللوحة قد نُقشتْ عليها بعض الحروف التي تعود إلى أقدم لغة و هي السامانية و بعد ترجمتها إلى الأنكليزية ثم العربية تبيّن أنها أسماء أهل البيت(ع), التفاصيل في الملحق الذي سيُنشر لاحقاً بعد إتمام الحلقات.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولات المشهداني لتسليف الأسلام المحمدي الأصيل -ح5
- محاولات المشهداني لتسليف الأسلام المحمدي الأصيل -ح4
- مُحاولات المشهداني لتسليف الاسلام المحمدي الأصيل - ح2
- الأسباب الرئيسية للمحن في العراق!
- القبض على السي مرسي كدكتاتور مجرم
- المصريون لمرسي: لَسْتَ أهلاً لمصر!
- من تواضع قائد المسلمين و مرجع الأنسانية السيد على الخامنئي د ...
- ألديمقراطية في مصر الجديدة!
- ألأسلوب الستراتيجي لإلغاء تقاعد البرلمانيين و الرؤساء الثلاث ...
- ألسلفييون و مقولة طوني بلير!
- من يمثل خط آل البيت(ع) في هذا العصر؟ القسم الخامس
- خواطر على قارعة الطريق!
- ألعوامل الستراتيجية التي أفسدت الوضع في العراق!
- من يمثل خط آل البيت(ع) في هذا العصر؟ القسم الرابع
- ألسياسيون : بين الكفاءة و الأمانة:
- بغداد قوية بوحدة العراق .. و مستعمرات بعد التقسيم
- ألحقيقة التي يريدك حسن نصر الله أن تؤمن بها كي تنتصر!
- ضحايا التأريخ - القسم الرابع
- هل نحن ضحية التأريخ!؟ القسم الثاني
- هل نحن ضحية التأريخ!؟


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - فن الكتابة و الخطابة(1)