أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد المصباحي - مجتمع اللامدرسة














المزيد.....

مجتمع اللامدرسة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 00:02
المحور: المجتمع المدني
    


ظهرت مؤسسات التعليم كاستجابة لحاجات حضارية,أولها,عدم إسناد هذه المهمة
للأسرة, لأنها كمؤسسة ينتهي دورها في مراحل متقدمة من الإدماج,كما أن
التنشئة التي تعتمدها الأسر,رهينة بنمط اجتماعي خاص تاريخيا,و يعرف
الكثير من التحولات,كما أن مؤسسات التعليم,حاولت بها النظم
السياسية,القضاء على نمط التعليم التنقلي أو التتبعي,بحيث يسير الحكماء
في الشوارع و تتبعهم الفئات العاشقة لظل المعرفة و المدافعة عنها في وجوه
الجهال,سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات اجتماعية و أسرية,فهل يمكن تصور
مجتمع اللامدرسة؟هل عرفته المجتمعات البشرية كلها,و هل كانت في المغرب
نماذج له؟هل المسجد أو المسيد المغربي,بديل للمدرسة أم أنه كان مرحلة
انقالية من مجتمع اللامدرسة إلى مجتمع المدرسة؟؟
1المغرب المدرسي
ظهرت المدرسة بالمغرب كما هي متعارف عليها تربويا مع المستعمر الفرنسي,و
قد كانت هناك بعثات حتى قبل الإحتلال,لكنها كانت مقتصرة على فئات ضيقة من
أبناء الأعيان و الحكام,فقد حاول المستعمر في كل البلدان التي خضعت
لنفوذه,زرع قيمه, و أولها اعتبار التربية شأنا اجتماعيا,وفق آليات ثقافية
تعكس ثوابت المجتعات و تعكس المحتوى الثقافي لتاريخ التربية فيها,لكن
الحركة الوطنية,حاولت بناء مدارس وطنية بالصيغة التقليدية,شبيهة بالمساجد
التعليمية,كمحاولة لمنع المستعمر من بث ثقافته بل و حتى لغته,مع أن
النخبة المغربية آنذاك كانت مدركة لأهمية لغة الإستعمار و ثقافته,و حتى
بعض قيمه المدينية,فعاشت تناقضات لازال المغرب حبيسها تعليميا لحد
الآن,فقد وقفت الحركة الوطنية و نخبها السياسية و الثقافية ضد لغة
الإستعمار و قيمه,لكنها سمحت لأبنائها بالتعلم في مدارسه خارج
الوطن,استعدادا للتحرر و الحاجة الملحة لآطر حديثة و متقنة لمهارات الصنع
و الحديث و حتى البحوث,و بعد الإستقلال,أدرك ساسة المغرب و مسيري
أموره,أن المدرسة الحديثة على النموذج الغربي الفرنسي لا مفر منها,فهي
المزود للمجتمع بما يحتاجه من أطر طبية و هندسية و تعليمية,لكن في الوقت
ذاته,كانت الإمكانات محدودة,فحافظ المغرب على تعليم مزدوج,تقليدي و
حديث,كما بقيت هناك أدوار للأسر في المجالات التعليمية,فأقبل المغاربة
على التعليم المدرسي دون التخلي نهائيا عن التعليم العتيق و حتى الأسري.
2المغرب اللامدرسي
عاشت القرى البعيدة و المعزولة,صراعات مريرة ضد كل أنماط الحياة
الجديدة,التي ربطت بالإستعمار و المتعاونين معه من سكان المدن,فتولدت لدى
مثل هذه الفئات المعزولة,كرها لكل المؤسسات الجديدة,و كان من الطبيعي أن
تحافظ هذه المناطق عن مجتمعات تمارس التعليم هي بنفسها أو تأتي بمن يتكلف
بصيغة فردية بهذه المهمة,و قد اقتصر الأمر على تحفيظ القرآن و بعض
الأحاديق النبوية,و كذا معارف فقهية,غير أن المغرب السياسي,أدرك خطورة
مجتمع اللامدرسة فبعث بمجمعاته الفقهية التقليدية,ليوجد وزارة دينية
تقليدية مهمتها الإستجابة لهذه الحاجة,فصارت تبعث بالفقهاء إلى تلك
المناطق,لضرب التعاقدات القبلية التي اختار من خلالها السكان ما عرف
بالمشارطة,بحيث يقيم الفقيه بالدشر أو الدوار,ليعلم و يدرس و يفتي الناس
فيما استعصى عليهم من أمور الدنيا و حتى الدين,لكن هذا النموذج لا يمكن
اعتباره مجتمع اللامدرسة و إن كان أقرب إليها في صيغة الرفض لمؤسسات
اعتبرت دخيلة على البنى الإجتماعية المغربية,لكن فيما بعد سوف تصير
المدرسة مطلبا قرويا أكثر منها حضريا,و صارت المناطق النائية ملحة على
تعلم أبنائها و حتى بناتها,و خاضت المجتمعات القبلية بالمغرب صراعات
مريرة من أجل الحق في التعلم,و نسيت الكثير من المعارف التقليدية,.
3مغرب التمدرس و التعليم
هناك في الذهنية المغربية الثقافية,فرق بين التمدرس و بين
التعلم,فالمدرسة كما كانت ةذو تم التعرف عليها من خلال المستعمر,مؤسسة
الغاية منها الولج إلى عالم النخبة,و الرقي إلى درجة المؤهل لاحتلال
مواقع المسؤولية و التدبير للمجتمع,بصيغة أخرى إنها مفتاح الإنتماء
لدواليب الدولة,و تحصين الأسرة و الفرد من كل ما يهدد نسيج الترابط بين
الأفراد و التجمعات الأسرية و حتى القبلية التي عرفها المغاربة في
تاريخهم العميق,فالمدرسة بطاقة انتماء,لتجمعات مغايرة,طموحا و
تركيبة,فبها كان القبول بمصاهرة من ليست لهم انتماءات عريقة للتجمعات
القروية و حتى المدينية منها,أما التعلم فهو المنال المثالي لغايات
المدرسة,لكن ضروراته تراجعت لصالح معنى التمدرس,و هو ما سوف يشكل عائقا
حقيقيا أمام الإصلاحات التي عرفتها المنظومة التعليمية المغربية.
4المدرسة و التنشئة
يحدث أن تتعارض غايات التنشئة الإجتماعية التي تنشئ لها الدولة مؤسسات
التعليم,مع التربية الأسرية في مناطق محددة,و في مراحل حرجة من تطور
تاريخ الأمم و الحضارات,و قد عاش المغرب بعض مظاهر هذه التناقضات,التي
عندما تشتد,تحاول الدولة التخفيف من حدة الحاجة للتنشئة,باعتبار أن
الأسرة شريكة للدولة في نشر القيم الدينية,التي لا يمكن لأي مغربي
التشكيك فيها أو رفضها على الأقل علنا,فكانت المدرسة المغربية,منهاجا و
تربية و تلقينا نتاج توليفات غريبة بين قيم متناقضة,تجمع بشكل غريب بين
قيم عدم رفض الجديد,مع الإستماتة في الإنتصار للقديم,مهما كانت عتاقته و
ترهله الثقافي كعادات,,مما سوف ينعكس على تركيبة الشخص نفسه و سلوكاته و
غرابة ميولاته.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسة المغربية و المعرفة
- المجتمع المغربي و المدرسة
- اليسار العربي و الجيش
- الجيش المصري و الإخوان
- سقوط إخوان مصر
- السياسة و الصراع في المغرب
- الدولة المغربية
- حكومة الإسلام السياسي مغربيا
- الحكومة المغربية المعارضة
- فن الرواية
- الإسلام و الحداثة
- الدين و التدين في المغرب
- رواية ضفاف الموت,موت المجنون,و موت المهاجر
- افتعال الأزمات السياسية في المغرب
- الحداثة و التحديث عربيا
- صراع السلفيات الخفي
- المعارضة السياسية في المغرب
- الرأسمال اللاتنموي
- العلمانية و إمارة المؤمنين
- تاريخ المغرب


المزيد.....




- تونس: -محاسبة مشروعة- أم -قمع- للجمعيات المدافعة عن المهاجري ...
- الجمعة.. تصويت مرتقب في الأمم المتحدة بشأن -عضوية فلسطين-
- الأمم المتحدة تقول إن 80 ألف شخص فروا من مدينة رفح مع تكثيف ...
- رماه في بئر فمات غرقا.. السعودية تنفذ الإعدام بوافد وتكشف جن ...
- نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم ...
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام متطرفين إسرائيليين النا ...
- الخارجية الأردنية تدين إقدام إسرائيليين على إضرام النار بمحي ...
- بعد عام من اعتقال عمران خان، هل استطاع مؤيدوه تجاوز ما حدث؟ ...
- الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس وتعلن إغلاق ...
- قائد بريطاني: عمليات الإنزال الجوي وسيلة إنقاذ لسكان غزة من ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد المصباحي - مجتمع اللامدرسة