نص كلمة سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي بمناسة الاول من ايار في بغداد

سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1194 - 2005 / 5 / 11 - 11:29
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

كل عام وانتم بخير ايها الاعزاء بمناسبة الاول من ايار

لا نعرف لماذا كل ما ننظم احتفالا في بغداد تحدث ان اكثر من نصف الطرق تغلق وتغلق معها بغداد. لقد نظمنا عدة مناسبات وفي ايام مختلفة ومع هذا يحدث حالة استنفار. ولقد تحولت اجتماعات الجمعية الوطنية الى نقمة على الناس في بغداد. ففي كل اجتماع يجب ان تغلق بغداد. وهذا، احال في الوصول العديد من الذين رغبوا في الحضور هذا الاحتفال.

ننظم هذا الاحتفال كي نعبر عن فرحنا واحتفالنا بالاول من ايار بعد ان سادت اجواء المجتمع الدمار والقتل وليس هناك من شيء يفرح. نظمنا هذا الاحتفال كي نقول هناك اناس في المجتمع العراقي برغم كل الدمار والمأساي ينظرون الى الحياة بعين اخرى. نحن عبرنا عن رسالتنا في الاول من ايار قبل يومين اي في الاول من يار في ساحة فردوس وعبرت وسائل الاعلام العالمية عنها بأن العمال يحتجون ضد الارهاب والاحتلال ويرفعون الاعلام الحمر.



ايها الاعزاء الحضور.. اليوم اريد ان تكون كلمتي غير كلاسيكية ولا التزم بالتحدث بالفصحى والنص. لان اليوم هو يوم العمال العالمي واريد ان اكون حرا في التحدث اليكم.

قبل ايام كنت التقي احد مسؤولين الحزب الديمقراطي الكردستاني قال لي: لدي ملاحظة على حزبكم وهو لم يبق عمال في العراق. واذا عدنا قبل اكثر من عامين قال كريم احمد داود سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني انذاك في اذاعة صوت الاقليم: ليس هناك عمال في العراق. وفي عام 1987 وعشية تحويل العمال الى موظفين في جلسة نقلتها وسائل الاعلام العراقية انذاك واعتقد هناك قسم كبير من الحاضرين يتذكرون، قال صدام حسين: اذا العامل ذهب لطلب فتاة للزواج فأن اهل الفتاة سيرفضون لانهم يسخرون من وظيفة العامل بينما اذا كان موظفا فسيوافقون، لذلك يجب ان يتحول العمال الى موظفين. لا اريد ان اتحدث لكم عن ملايين الدولارات التي سرقت من صناديق الضمان الاجتماعي بسبب ذلك وشرح خلفية القرار فليس هذا وقته. وفي عهد عبد الكريم قاسم والذي يلقبه العديد من الاحزاب بـ (البطل الوطني) وهو كذلك ويمتدحونه كثيرا الا انه كان الد اعداء العمال، فبعد ان ارعبته المسيرة المليونية بمناسبة الاول من ايار عام 1959 دعا ومن خلال خطاب في الاتحاد العام لنقابة عالم العراق الى تعاون البرجوازية والعمال. وحين رفض قادة العمال. رمي العشرات من الناشطين العمال في السجون والمعتقلات والغى الاحتفال بالاول من ايار بعد ذلك العام. واذا عدنا الى فترة الاحتلال، فقد تغيرت جميع القوانيين والقرارات الا قرار تحويل العمال الى موظفين وابقاء شروط وظروف عملهم على حالها وابقيت جميع الادارت البعثية القديمة. لنسأل: لماذا لم يبق عمال في العراق كما تقول لنا البرجوازية؟ واذا كان الناس كما يقول صدام حسين يستعرون من العمال لماذا اذن بعد 4 اشهر من سلطة البعث فتح النار على عمال الزيون النباتية؟ لماذا ابقيت جميع القوانيين البعثية بعد الاحتلال؟

ليس في العراق فحسب بل في العالم، ففي قلاع الديمقراطية قمعوا العمال لاحتفالهم بمناسبة الاول من ايار في هذا العام كما نقلتها وسائل الاعلام العالمية في المانيا وفي كوريا وفي تركيا...

الى الان العمال لم يلعبوا دورهم في المجتمع العراقي. ان العمال لقادرين على انتشال المجتمع العراقي من هذه الاوضاع. في الثورة الايرانية استمرت التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية ضد نظام الشاه لمدة اكثر من عام لكن عمال النفط وحدهم استطاعوا حسم الموقف عندما اضربوا عن العمل واوقفوا عجلة الحياة. في العراق ايضا بأمكان عمال النفط ان يلعبوا دورا في انهاء الاحتلال وانهاء جميع الاوضاع المأساوية في العراق.

يقولون علينا اي الحزب الشيوعي العمالي العراقي متطرف. لاننا قلنا لا للاحتلال وان جماعات الاسلام السياسي تبرر جرائمها بوجود الاحتلال. الزرقاوي قال صراحة لو اصبح 90 من قوانين المجتمع العراقي اسلامية و10 في المائة وضعية فان المجتمع كافر. ويكفي ان نسوق هذا دليلا بان الاحتلال قوى هذه الجماعات. ولا امن ما دام هناك احتلال. ويجب ان ينتهي الاحتلال.

لاننا قلنا يكفي ان يتحول اطفالنا الى باعة مفرق قالوا عنا متطرفين. لم يرفعوا اجور العمال وفرضوا أسوء الشروط على العمال، وعندما نقول يجب ان يعيش العمال إنسانيتهم قالوا عنا متطرفين.

قلنا يجب تشكيل حكومة غير قومية وغير دينية. يكون المعيار هو الإنسان في المجتمع. في جميع مناظراتي في الفضائيات وفي ندواتي قلت يجب ان نسن دستور مثل الدستور السويدي. وان حقوق الانسان يجب ان تكون محفوظة. ويجب ان لا يبرر خرق حقوق الانسان بمبررات ان واقع العراقي لا يسمح بذلك. قلنا الا يستحق الانسان في العراق ان تكون له حقوق مصانه ليس لاي طرف الحق في مسه! قالوا عنا متطرفين.

قالوا لنا ان الاحتلال هو الذي جعلكم تفتحون مقراتكم وتعقدون مؤتمراتكم وتجمعاتكم. قلنا لهم الاحتلال ايضا جلب السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وتحويل مناطق معيشة وعمل الناس الى ساحات حرب وثكنات عسكرية. الاف من الناس الابرياء اخفوا انفسهم لمدة اكثر من 35 عاما خوفا من بطش النظام البعثي وحروبه الشوفينية. الا انهم لقوا حتفهم وقتلوا بفعل الحرب والاحتلال والإرهاب.

هم يرتكبون الجرائم والمجازر ويذبحون ويقتلون ويفرضون القوانين المعادية للإنسانية. قسموا المجتمع العراقي الى قوميات وطوائف. شكلوا حكومة على اساس التحالف القومي والطائفي لا تعرف في اية لحظة تنفجر . اساس الحكومة هو من اجل اقتسام السلطة. الجرائم ترتكب في اللطيفية والمحمودية والدورة والفلوجة.. اذكر لكم مثالا، ابو عبد الله احد كوادر الحزب وهو من الرمادي في طريقه الى مؤتمر اتحاد المجالس في البصرة اوقفته سيطرة المجلس الاعلى لتسأله "اي شخص من الرمادي ينزل". ان ابو عبد الله شيوعي لا يعترف بالهويات الطائفية والقومية. لكن صنف طائفيا عنوة. اذهبوا الى كركوك ستجدون كم ان الاوضاع متتوترة. طفلة في المرحلة الثالثة في الابتدائية وكتبت عنها في جريدة الى الامام ،كيف وبختها صديقتها بنفس العمر لانها رسمت علم كردستان وهي لم تتربى في اجواء قومية كردية بل اجوائها شيوعية لكن استهوتها الوان العلم. انظروا كيف سمموا افكار الاطفال. بالامس كان اطفالنا يلعبون معا واليوم تحاول تلك القوى الموالية للاحتلال العمل على قتل براءة الاطفال. لم يكتفوا بفرض التقسيمات القومية والطائفية على المجتمع. هم شكلوا اتحادات عمالية على اساس قومي وطائفي في كركوك وبغداد والجنوب. انت عربي وانت كردي وانت مسيحي وانت شيعي وسني وتركماني...ان العامل سواء كان رب عمله عربي او كردي او شيعي او سني .. لم تتغير ظروف عمله عبر 53 وزارة او 57 وزارة اذا كانت ذاكرتي تسعفني، وثم حكومات عبد الكريم وعبد السلام وعبد الرحمن وبكر وصدام حسين والاحتلال ومجلس الحكم وعلاوي وطلباني والجعفري، الا بالنضال الدؤوب.

مزاج المجتمع تغير بعد عامين من الاحتلال. العمال بدأوا يشكلون منظماتهم الجماهيرية. لكن الى الان لم يلعبوا دورهم وهم قادرين على تخليص المجتمع من هذه الاوضاع.

ان هذا المجتمع هو امانة في عنق العمال وهم قادرين على انهاء هذه الاوضاع المأساوية.

كما قلت في بداية كلمتي ان العمال اوصلوا رسالتهم الى العالم عبر وسائل الاعلام العالمية عندما صوروا احتجاجاتهم في ساحة الفردوس في منتصف مدينة بغداد ويهتفون بـ (لا للاحتلال ولا للارهاب).



عاش الاول من ايار

عاشت الطبقة العاملة العراقية

#سمير_عادل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات